هل يدفع “بايدن” الثمن.!؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
عبدالرحمن الراشد
مع أنَّ جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق، هو الرجل الذي غيَّر تاريخَ إيران، وأوصل آية الله الخميني من المنفى إلى حكم طهران، إلَّا أنَّ حظَّه كانَ مثل حظ سنمَّار، الذي كافأه السلطان بإلقائِه من أعلى البرج، فقد احتجز النظامُ موظفي سفارة الولايات المتحدة رهائنَ لأكثرَ من عام. خسر كارتر الانتخابات، وإمعاناً في إهانته أطلقت طهران سراحَهم في صباح اليوم التالي لتولّي رونالد ريغان الرئاسة.
أخبار قد تهمك غرفة أبها تنفّذ 5 دراسات لمشروعات سياحية جديدة بعسير 6 فبراير 2024 - 12:48 مساءً نائب أمير تبوك يطلع على التقرير السنوي لبنك التنمية الاجتماعية بالمنطقة 6 فبراير 2024 - 12:14 مساءً
وكذلك الأمرُ مع باراك أوباما، الذي وقَّعَ اتفاقاً اعتبرته طهران انتصاراً، وأغضبَ الحلفاءَ من دول الخليج وإسرائيل، يسمح لطهرانَ بالتخصيب النووي، ويُنهي العقوبات الاقتصادية عليها، من دون أن تقدّمَ التزامات بوقف ميليشياتها. وفي الأيام الأخيرة من رئاسته، كانت المكافأة إذلالَ بحارةٍ أميركيين اقتاد الحرسُ الثوري بارجتَهم من مياه الخليج، وبثُّوا صورَهم مستسلمين على أرض السفينة.
جو بايدن، مثل كارتر وأوباما، في عهده أصبحت الحكومةُ الإيرانية أغنَى حكومة في تاريخ الجمهورية الإيرانية. فهو شبه عطّل فرض العقوبات الاقتصادية، و«شجع» إيران على بيع كمياتِ نفطٍ الأكثر في تاريخ البلاد منذ سقوط الشاه، بعد أن كانت بائعاً بترولياً صغيراً في عهود سبعة رؤساء أميركيين سابقين. وعوضاً عن أن تردَّ الجميل والتصالح مع إدارة بايدن، زادت نشاطاتها العسكرية المُعادية للأميركيين في كل مكان مضطرب في المنطقة.
طبعاً، لا يمكن فهمُ هذا الجزء من العلاقة الغريبة من دون فهم كل قصة الخلاف بين واشنطن وطهران، التي بلغَ عمرها 45 عاماً. معظمها يدور رحاها غرب إيران، في المنطقة العربية، وتتَّسع مع الوقت، واشنطن لا تريد حرباً مباشرة لأنَّها مكلِّفة وقد لا تكسبها، فإسقاط نظام صدام تمَّ في أسبوعين فقط، لكن إدارة العراق دامت عقداً وفشلت. نظام طهران ليس بالفردي مثل العراق، ومهمة محفوفة بالأخطار بعد ذلك. طهران، رغم عنترياتِها تخشى من الحرب، وحتى المواجهات المحدودة مع أميركا؛ لأنَّها ستُضعف النظامَ، إن لم تدمّره.
ولا شك أنَّ النزاعات أتعبت الطرفين، وخربت المنطقة، ولا توجد أهدافٌ واضحةٌ ومعلَنة، على الأقل من الجانب الإيراني، إلا الهيمنة والنفوذ اللذين يمكن تحقيقهما عبر النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي، وليس العسكري وحده. كما أنَّ الصراع مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ربَّما ينجح في تقليص حضورها في أجزاء من المنطقة، لكنَّها ستظلُّ موجودة إقليمياً وستبقى قوةً مهيمنة عالمياً.
حروب الوكالة هدفُ إيران منها توسيعُ نفوذِها الإقليمي، والتضييق على خصومها الإقليميين، وقد بيَّنت حربُ غزةَ خطورة التمدد الذي هدَّد الممرات الدولية واضطر دولة مثل الهند إلى إرسال قوة عسكرية بحرية والمشاركة لأول مرة، مثل الدول الكبرى، في حمايةِ تجارتها، وإعلان نفسها قوةً في بحر العرب. هذه التداعيات؛ رفع مستوى الصراع العسكري مع الولايات المتحدة، والتمدد الجغرافي، واستهداف دول جديدة مثل الأردن، وضرب اقتصاد مصر بحصارِ قناة السويس، ستؤدي إلى مزيد من التوتر، وربما الفوضى التي لن تكونَ في صالح المنطقة، ولا إيران كذلك.
ألا يمكن أن يدفعَ ذلك إدارة بايدن التي لا تريد المواجهات العسكرية إلى البحث عن حلول لتحقيق سلامٍ مؤقت، عقد أو عقدين آخرين مثلاً؟ حرب 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل عملياً أوقفت المواجهات إلى اليوم تقريباً، باستثناء عمليات محدودة. يمكن أن تنتهي حرب غزة بإبعاد «حماس» جنوباً، كما تمَّ إبعاد «حزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني من قبل، وربَّما منح السلطة الفلسطينية قيادة المرحلة الجديدة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد يكون الحلُّ محدوداً وغطاء لانسحاب أميركي من الأزمة يهوّن على بايدن تصوير النتيجة على أنَّها لم تكن هزيمةً ونتيجةً لتراخي سياسته تجاه إيران.
كاتب سعودي
نقلاً عن: aawsat.news
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد6 فبرایر 2024
إقرأ أيضاً:
الفجيرة تستضيف مونديال “ إكس كات” و الجولة التأهيلية لـ “الموتوسيرف” فبراير 2025
يستضيف نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية منافسات بطولة العالم للزوارق السريعة “إكس كات” مطلع فبراير 2025 والجولة التاهيلية من سباق الموتوسيرف في الفترة من 21 إلى 23 من الشهر نفسه.
وأكد أحمد إبراهيم المدير العام للنادي وجود تعاون وتنسيق مستمر مع الاتحاد الدولي للرياضات البحرية لاستضافة وتنظيم البطولات العالمية، موضحا أن الجولة التأهيلية لسباق الموتوسيرف تقام لأول مرة في الإمارات والمنطقة، ومؤهلة لنهائيات دورة الألعاب العالمية في الصين في شهر أغسطس 2025.
وأوضح أن النجاح الذي حققه النادي في استضافة بطولة الفجيرة الدولية لصيد الأسماك 2024″، فى نسختها الـ 11 والمؤهلة لبطولة العالم في كوستاريكا 2025، يؤكد ريادته وسمعته الدولية المرموقة، إضافة إلى أن البطولة رسخت القيم الإنسانية من خلال بيع الأسماك وتخصيص ريعها للجمعيات الخيرىة.
ونوه إلى أن الاتحاد الدولي للرياضات البحرية أثنى خلال اجتماعات الجمعية العمومية الأخيرة في هولندا، على جهود دولة الإمارات وحكومة الفجيرة في دعم وتطوير رياضة الزوارق السريعة العالمية مشيرا إلى حرصه، من خلال عمله رئيسا لبرنامج تطوير الشباب بالاتحاد الدولي للرياضات البحرية، وعضويته في لجنتي الزوارق السريعة” كومينوف”، وفورمولا المستقبل، والمكتب التنفيذي، على تبني أفضل الممارسات التطويرية.وام