سرايا - تمر العلاقات بين مصر ودولة الاحتلال الصهيوني بأسوأ مراحلها منذ سنوات طويلة، ومرجحة كذلك لمزيد من التوتر والتطور في ظل المخططات الإسرائيلية التي تُحاك في ليل والنهار، حول أهم المحاور الحدودية بين مصر وقطاع غزة الي يتعرض لحرب إبادة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.


"إسرائيل" مصممة وبكل جدية على تحقيق هدفها الأكبر في السيطرة على محور “فلادلفيا” الذي بات محل خلاف ونزاع كبير مع مصر، وأشعل التوتر في ظل رفض القاهرة القاطع للمساس بالاتفاقيات والدخول لهذه المنطقة المحظورة والتي تعتبر خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه.




وعن آخر تفاصيل المخططات الصهيونية التي تحاك حول الحدود مع مصر، كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة جديدة تدرسها تل أبيب لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي في منطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، بدلا منه على حدود غزة.


وقالت قناة i24NEWS الإخبارية العبرية، إن تل أبيب والولايات المتحدة ومصر تجري مناقشات حول نقل معبر رفح في مثلث الحدود ليصبح معبر كرم أبو سالم المعبر البديل.


في حين ذكرت القناة 13 العبرية أن التدخل يهدف من ناحية للسماح بالتدخل المصري بالمعبر، وعدم الدخول معهم في مواجهة حول الموضوع، ومن جانب آخر الحرص بأن يكون المعبر على الحدود مع إسرائيل ويسمح بإجراء فحوصات أمنية إسرائيلية، وعمليا تسمح الخطوة لإسرائيل التأكد من عدم حصول تهريب في محور فلادليفيا.


وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن "إسرائيل" طرحت الموضوع أمام المصريين – والذين لم يردوا بعد بجواب إيجابي حتى الآن- وأيضا امام الولايات المتحدة والذين ردوا بصورة ايجابية على الاقتراح.

-المخطط الكبير
وقال التلفزيون العبري إنه في حال خرج الاقتراح إلى النور فإنه سيحتاج إلى مبلغ كبير، مع ذلك مثل هذه الخطوة لن تحل قضية التهريب عموما، والمحادثات بين "إسرائيل" ومصر حول محور فيلادلفيا متواصلة.


ووفقا ليديعوت أحرونوت، فيتضمن النقاش بين الجانبين بناء حاجز تحت الأرض على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة، مستلهما من الحاجز الذي أقامته "إسرائيل" على حدودها مع غزة في 7 أكتوبر.


وأوضحت الصحيفة أنه لا يزال من غير الواضح من سيمول هذا العائق، ويعتقد أن الأمريكيين سيساعدون بمئات الملايين من الدولارات، إضافة إلى مشاركة دولة عربية أبدت استعدادها للمشاركة في التكاليف، كما يتوقع أن يبلغ طول العائق حوالي 14 كيلومترًا.


في الوقت نفسه، تجري "إسرائيل" ومصر نقاشا مكثفا بشأن نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح، حيث يشعر المصريون بقلق بالغ من أن يؤدي ذلك إلى تدفق آلاف الفلسطينيين إلى مصر وفق التلفزيون العبري.


وقالت قناة i24NEWS :”يعتقد أن هذا السيناريو ممكنًا. ومع ذلك، أوضح المصدر أنه حتى لو سيطرت "إسرائيل" على محور فلادلفيا، فإن ذلك لن يمنع التهريب في الأنفاق التي تمر تحت رفح. ولذلك، تعمل "إسرائيل" على بناء حاجز تحت الأرض”.


وكشفت القناة العبرية أنه تطبيقًا للاتفاقيات السابقة، يتبادل جيش الاحتلال والقوات المصرية معلومات وتقارير مستمرة بشأن الوضع في المنطقة، ويعملان بالتنسيق المشترك للحفاظ على الاستقرار والأمن على الحدود بين البلدين. ومن المتوقع أن تتواصل هذه التنسيقات والمشاورات في الفترة القادمة، بهدف تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.


وفي ذات السياق أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، نقلاً عن مصادر مصرية، بأنّ القاهرة هددت "إسرائيل" بتعليق اتفاق تطبيع العلاقات على خلفية تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

وقالت الصحيفة إنّ “المسؤولين في مصر قلقون من عبور مئات آلاف الفلسطينيين سيناء وبقائهم فيها. لذلك، سُجّلت معارضة لتوسيع القتال إلى رفح والسيطرة على محور فلادلفيا”.

وفي إثر ذلك، “نقلت مصر مؤخراً رسائل شديدة إلى "إسرائيل" في سلسلة من الاتصالات بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، وتم نقل مضمونها إلى كل القيادة السياسية – الأمنية في "إسرائيل"، مفادها أنّ عبور لاجئين فلسطينيين من غزة إلى سيناء من شأنه أن يعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر. وقد أوضحت مصر أنّها لن توافق على مرور لاجئين إلى أراضيها”.


ووفقاً لأحد المصادر، كانت الرسالة المصرية: “إذا مر لاجئ فلسطيني واحد، سيلغى اتفاق السلام”، فيما قال مصدر آخر إنّ الرسالة المصرية كانت أكثر ليونة، وهي: “إذا مر لاجئ فلسطيني واحد، فسيُعلّق اتفاق السلام”.


وبحسب “إسرائيل هيوم”، فإنّ “الغضب المصري ينبع من تصريحات عبرية مختلفة توصي بإخراج فلسطينيين من غزة كحل ممكن لمشكلة القطاع”.

– الهجوم الأخطر
وعلى خلفية هذه القضية، أكّدت مصر أنّها “تعارض بشدة توسيع القتال إلى رفح واستيلاء "إسرائيل" على محور فيلادلفيا، إذ تخشى أن يؤدي هذا الأمر إلى فرار جماعي إلى سيناء”.

وقالت الصحيفة: “يتركز حالياً نحو 1.4 مليون من أصل 2.2 مليون مدني في غزة في قطاع رفح. وبما أنّ "إسرائيل" تمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم في القطاع غزة، فإنّها لن تترك لهم خياراً سوى الفرار جنوباً نحو مصر”.
 

وأشارت "إسرائيل هيوم" إلى أنّ "إسرائيل" يجب أن تسمح لسكان غزة بالدخول والخروج كي لا يتم اتهامها بخنق الفلسطينيين في القطاع. وبما أنّ الأخير ليس لديه مرافئ بحرية وجوية، وسيتم إغلاق المعابر من "إسرائيل"، فلن يبقى للفلسطينيين سوى معبر رفح لدخول وخروج البضائع والأشخاص”.
 

ووفقاً للصحيفة، فإنّ “جهات إسرائيلية أكّدت خلال الفترة الأخيرة أنّ على "إسرائيل" تبديد مخاوف القاهرة”، وختمت بالقول: “يجب أن يُنظر إلى التهديد المصري الصريح على أنه إشارة تحذير: "إسرائيل" تلعب بالنار وتعرض أول اتفاق سلام وقعته للخطر، والذي يعدّ حجر الزاوية في علاقاتها مع العالم العربي بأسره”.
 

وفي هذا السياق، قالت علياء الهواري الصحفية المختصة في الشأن الإسرائيلي، إن "إسرائيل" لا تخشى الاقتراب من حدود مصر بل هذا مطلبها، ولكنها عندما تفعل شيئا يجب أن يكون خلفه خدعه ما.

وتابعت الهواري في تصريحات نُشرت لها، أن: “إسرائيل تسعى كامل السعي للاقتراب من حدود مصر والحصول على سيناء وأكبر دليل على ذلك هي الحرب القائمة حاليا، وهدفها دفع الفلسطينيين إلى سيناء وطردهم من أرضهم”.

ونوهت بأن "إسرائيل" تلتزم فقط باتفاقية السلام لا أكثر ولكن إذا اتيحت الفرصة لدخول حدود مصر ستفعل ذلك، مشيرة إلى أنه من وجهه نظرها سوف يكون هناك حرب قريبة بين مصر و"إسرائيل" وذلك عندما تقوم "إسرائيل" بدفع سكان فلسطين إلى سيناء عنوة ولكن بطريقة ماكرة.

وتابعت: “ستدفع "إسرائيل" المصابين ومن يحتاجون المعونات إلى سيناء وهي تعلم أن الجيش المصري لن يمنع أي مصاب أن يمر للعلاج أو أي طفل جائع من العبور للطعام، فستدفعهم بتلك الطرق إلى أن يتواجدوا بشكل كبير في سيناء”.

ونوهت بأن الفترة القادمة سوف توجه "إسرائيل" ضربات اتجاه رفح المصرية وستقول إنها بالخطأ وهي قد فعلت ذلك منذ بداية الحرب، حيث تسعى "إسرائيل" لتنفيذ المخطط الصهيوني كما يجب.

وأمام هذه التطور..

هل ستسمح مصر بمرور هذا المخطط؟ أم أن هناك أوراق قوية في يد القاهرة يمكن أن تلعب بها؟

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : نائبة من حزب نتنياهو لزميلها الوزير: توقّف عن الكلام لأنّني أشم رائحة "الفودكا" تفوح من فمك إقرأ أيضاً : تقرير يكشف ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال - تفاصيل إقرأ أيضاً : بدء التحقيق بمقتل 12 محتجزا بقصف "إسرائيلي" يوم 7 أكتوبر


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مصر الاحتلال مصر غزة القاهرة المنطقة سالم سالم مصر غزة غزة الاحتلال مصر الاحتلال الوضع القاهرة مصر مصر غزة مصر غزة مصر غزة القطاع غزة العالم مصر مصر مصر مصر فلسطين مصر القاهرة العالم فلسطين مصر المنطقة الوضع القاهرة غزة الاحتلال سالم القطاع إلى سیناء على محور حدود مصر بین مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

هل هناك حدود للإجرام والوحشية الإسرائيلية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا؟
كنت أعتقد أن هناك حدودا يصعب حتى على أى مجرم مهما كان عتيا أن يتجاوزها، لكن ما تفعله إسرائيل فى قطاع غزة فاق كل خيال.

صدعت إسرائيل رءوسنا ورءوس العالم  بخرافة أنها واحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى غابة من الاستبداد العربى الإسلامى، إلى أن جاء عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر من العام الماضى، ليكشف أنها منبع وأصل الوحشية والعنصرية.

ما هو الجديد الذى يدفعنى للكتابة عن هذا الموضوع اليوم؟

صحيفة هاآرتس العبرية ذات الاتجاه اليسارى نشرت.

يوم الأربعاء الماضى عن قائد بالفرقة ٢٥٢ بجيش الاحتلال أن هناك خطا شمال محور الشهداء «نتساريم» فى قطاع غزة يسمى بخط الجثث ويعرفه أهالى المنطقة جيدا. يضيف أى شخص يتجاوز هذا الخط نطلق عليه الرصاص فورا، ولا يجرؤ الأهالى على سحب الجثث، بل نتركها لتأكلها الكلاب.
المئات من جثامين الشهداء ما تزال موجودة فى شوارع مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وكلما حاول الأهالى نقل الجثث تستهدفهم المسيرات مما يؤدى لسقوط شهداء جدد، والعشرات من المصابين ظلوا ينزفون لأيام طويلة حتى استشهادهم دون أن يتمكن أحد من إسعافهم.

«صور الكلاب وهى تنهش جثامين الشهداء أمام أعين جنود وضباط الاحتلال تكشف - حسب بيان لحركة حماس - عن مستوى الوحشية وحجم السادية والإجرام واللاإنسانية فى سلوك جيش الاحتلال وقيادته الفاشية».

صحيفة هاآرتس أيضا التقت بمجموعة من قادة وضباط وجنود الجيش الإسرائيلى فى شمال قطاع غزة وجاءت أهم تصريحاتهم كالتالى:

محور نتساريم مصنف بأنه منطقة قتل، وكل من يدخل نطلق عليه النار فورا، وهناك سباق بين الوحدات لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين. نحن نقتل مواطنين ثم نعدمهم على أساس أنهم مسلحون. ولدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صورا لـ٢٠٠ قتيل، وتبين أن عشرة فقط منهم ينتمون لحماس. وأحيانا يتصرف الجيش فى غزة وكأنهم ميليشيا مسلحة مستقلة لا تلتزم بأى قوانين، ولدينا سلطات غير محدودة، وهناك عمليات تجرى من دون أوامر. وبعض القادة الذين خدموا فى المنطقة كانوا يبحثون عن صورة نصر شخصى، وأحد القادة قال لجنوده أن صورة النصر لفرقته سوف تتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه.

وأظن أن العبارة الأخيرة هى أحد الأهداف الأساسية للعدوان الإسرائيلى ضمن أهداف أخرى كثيرة. لكن هناك جيوشا كثيرة تحتل مناطق فى دول أخرى من دون أن تفعل ما فعلته وتفعله إسرائيل فى غزة من إجرام غير مسبوق.

فى نفس اليوم، لتقارير هاآرتس كانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية. المنظمة قالت إن السلطات الإسرائيلية فرضت عمدا على سكان غزة ظروفا معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان من خلال تعمد حرمان المدنيين من الوصول إلى المياه بشكل كاف. مما أدى إلى آلاف الوفيات، إضافة إلى الحرمان من الصرف الصحى، وتعطيل البنية التحتية، خصوصا قطع الكهرباء وكلها أعمال تشكل جريمة حرب متمثلة بالإبادة.

المنظمة استشهدت بما قاله يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى السابق بعد بدء العدوان مباشرة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ «لن تكون هناك كهرباء ولا طعام ولا ماء، ولا وقود. كل شىء مغلق». يومها وصف جالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية!!!».

تقرير هومان رايتش ووتش استغرق إعداده عاما كاملا، ومن المستحيل اتهام أصحابه بأنهم مغرضون أو عرب معادون للسامية. هو اعتمد على مقابلات سكان مدنيين وصور بالأقمار الصناعية وبيانات وتحليل صور وفيديوهات. وبالطبع فإن وزراء الخارجية الإسرائيلية قال إن التقرير ملىء بالأكاذيب، وافتراء دموى لتعزيز الدعاية المناهضة لإسرائيل!!!

ولا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا التقرير ملىء بالأكاذيب فى حين أن أهم دليل على صحته هو سقوط ١٥٢ ألف شهيد وجريح فلسطينى وعشرة آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الآلاف من الأطفال والمسنين والنساء وتدمير أكثر من ٧٠٪ من قطاع غزة ونزوح أكثر من ٨٠٪ من السكان، مما شكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم.

أما ما يحدث فى شمال قطاع غزة من تدمير منظم لكل شىء وتسوية المبانى والمنشآت بالأرض خير دليل على الجريمة العظمى التى ترتكبها إسرائيل.

ختاما يقول ضابط إسرائيلى: «نحن فى مكان بلا قوانين وحياة البشر فيه بلا قيمة!!!».

(الشروق المصرية)

مقالات مشابهة

  • العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025 - عاجل
  • القوات اليمنية تعلن تفاصيل العملية الجديدة في عمق “تل أبيب”
  • التطبيق بعد 10 أيام في القطاعين العام والخاص.. تفاصيل آلية المعاش المبكر الجديدة وأسباب الرفض| عاجل
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية»: صواريخ الحوثيين تجاه تل أبيب تضع إسرائيل في مأزق
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • عاجل - 300 مليار جنيه أصول العاصمة الإدارية الجديدة و55 مليار أرباح في 5 سنوات.. أرقام تُفند الشائعات (تفاصيل)
  • اتهام إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» و«تطهير عرقي» في غزة
  • عاجل - الأرصاد تحذر من ظواهر خطيرة تضرب مصر خلال 48 ساعة (تفاصيل)
  • السيسي يحذر من استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وامتداد الصراع واشتعال المنطقة
  • منظمة حقوقية: إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين بقطع الماء عن غزة