الشاباك وتتمة مسلسل فوضى في جنين.. الواقع امتداد للأستوديو
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
هل كان ضابط الاحتياط الإسرائيلي ماتان مائير يتصور نفسه مقبلا في غزة على مشهد يقترب قليلا من مشاهد مسلسل "فوضى" الذي ساهم في إنتاجه؟
قُتل ماتان في غزة في النهاية، بمشهد حقيقي هذه المرة هو ثمرة فوضى عارمة عصفت بإسرائيل، لا تشبه إطلاقا الفوضى التي اختارت رسمها لنفسها في مسلسل "نتفليكس" الشهير الذي يحمل الاسم ذاته.
المسلسل الذي يصور الحياة اليومية لوحدة مستعربين، يمكن القول إنه أنصف ولو قليلا من يُشار إليهم بأنهم "إرهابيون فلسطينيون"، وأظهرهم في صورة بشر (مثلهم!)، وإن كانت اليد العليا هي دائما لدورون البطل الخارق في الوحدة.
دورون ينتصر دائما في النهاية على "الإرهابي" إبراهيم حامد الذي يخر صريعا، وقد "خاب سعيه".
ثم جاء "طوفان الأقصى" وتبين أن دورون لم يأتِ لإنقاذ بلدات غلاف غزة كما كتبت الصحافية الإسرائيلية شاني ليتمان بعد 5 أيام من الهجوم.
ولا بد أن صدمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول أزالت قليلا من الغشاوة التي اختارت إسرائيل –طوعا تقريبا- أن تختمها على أبصارها، حتى أعمتها عن رؤية مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وهم يتدربون لأشهر على اختراق الجدار العازل، على مرأى ومسمع من أبراج المراقبة.
"فوضى" في جنينالصحافة الإسرائيلية تعج بالمقالات عن عمق التنويم الذاتي الذي اختارت إسرائيل أن تدخل فيه لعقود.
لكن اغتيال 3 من المقاومة الفلسطينية داخل أحد مستشفيات جنين في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي، أظهر أن عقلية المسلسل الشهير ما زالت تتحكم في جزء مؤثر من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حتى وهي تقر بمسؤوليتها عن هزيمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
سرير كان يرقد عليه أحد المقاومين الفلسطينيين الثلاثة الذين اغتالهم عناصر من "الشاباك" الإسرائيلي (رويترز)حتى بمقاييس الأنا الإسرائيلية المتضخمة لمرحلة ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بدا إيغالا في الغطرسة ما بعده إيغال أن ينشر جهاز الأمن العام "الشاباك" على صفحته الرسمية على إنستغرام -في باب الدعاية وتشجيعا على الالتحاق به- صورا لمستعربين يتنكرون في زي فلسطينيين قبل العملية.
المنشور صاحبه تعليق يقول: "لقد شاهدتم نهاية الفيلم.. (لكن) هكذا بدا المشهد قبيل أن نخرج هذا الأسبوع في عملية في قلب جنين لإحباط مخربين خططوا لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل"، ليختتم التعليق بدعوة للانضمام إليه: "هل تريدون المشاركة في العملية القادمة؟ لإرسال سيرة ذاتية اضغطوا على الرابط".
بدت الصور وكأنها مشهد من "فوضى"، كان سيكتمل لو أضيفت إليه لقطات تظهر روح الدعابة بين أبطال المسلسل وهم يتنكرون استعدادا للعملية وكأنهم مقبلون على مشهد تمثيلي (داخل مشهد تمثيلي).
"ألم تتعلموا؟"تعاليق كثيرة من الإسرائيليين على نشر الصور أبانت عن توق إلى بطل خارق ينتقم لأنا متعجرفة جُرحت بعمق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كان هناك كثير من "أنتم الأفضل"، و"هناك من نستطيع الاعتماد عليه"، و"أنتم الأكثر احترافية في العالم"، وكانت هناك أيضا سهام نقد شديد جمع بين أصحابها سؤال واحد: "لمَ تنشرون هذا؟".
أحد أفراد جهاز "الشاباك" الإسرائيلي يتنكر قبل تنفيذ عملية اغتيال في أحد مستشفيات جنين في الضفة الغربية (مواقع التواصل الإجتماعي)معلقة باسم ليراز فالاش سخرت من الشاباك قائلة: "أين كنتم حين ارتهنوا سكان غلاف غزة وعبروا الحدود لا يوقفهم أحد؟! لقد ألحقتم بنا الخزي؟"، وأضاف معلق باسم أوشري: "ألم تتعلموا؟ الجالسون في الفنادق (في إيلات) يشاهدون كل شيء وهم يهزؤون منا". أما ليئور فكتب: "نريد منكم فقط أن تُعرّفونا على الخطوات القادمة لا غير. يا له من غباء!".
هل كانت محاولة لتبييض سمعة جهاز لطخه الفشل الذريع، وسيستقيل قائده بنهاية الحرب استعدادا لجلسات التحقيق الطويلة؟
"ما كان لي أن أتصور وجود سيناريو مثل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، كتب آفي إيساشاروف أحد كتّاب مسلسل "فوضى" بعد شهر من الهجوم تقريبا، لكن داخل جهاز الشاباك يبدو البعض مصرا على أن يرى في الحقيقة مجرد امتداد لأستوديو التصوير.
حاول هؤلاء استلهام المسلسل في عملية جنين، لكنهم عجزوا أن يكونوا أوفياء لروحه حين حاول أن ينصف الفلسطيني (قليلا فقط، ولأغراض درامية على الأغلب، فما التشويق إن كان البطل شخصا تسهل هزيمته؟).
في "فوضى" يقاتل "الإرهابي" الفلسطيني بشجاعة حتى وإن أرداه دورون صريعا في النهاية.
أما في التتمة التي اختارها الشاباك له في جنين، فينتصر دورون كالعادة على عدوه اللدود إبراهيم حامد، لكن خصمه أعزل هذه المرة بل وعلى فراش المرض، لا يقوى حتى على الوقوف على قدميه استعدادا للنزال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
فوضى في الجيش الأمريكي بسبب أوامر ترامب
شهد الجيش الأمريكي فوضى كبيرة هذا الأسبوع، بسبب سعيه لتنفيذ أوامر الرئيس دونالد ترامب التنفيذية بسرعة، ما دفع المسؤولين إلى وقف العقود الجديدة ثم التراجع عن القرار، في أحدث استجابة مشوشة لسلسلة من الإجراءات الفوضوية من البيت الأبيض، وفقاً لتقرير في موقع "بوليتيكو".
وبحسب التقرير، فقد أساء كبار المسؤولين تفسير أمر ترامب بشأن التنوع والمساواة والشمول، مما أدى إلى تجميد صفقات الجيش لشراء أسلحة جديدة. لكن وزارة الدفاع أوضحت لاحقاً أنه لم يكن هناك أي تجميد رسمي، مما أحدث ارتباكاً في الصناعة الدفاعية وزاد من حالة عدم اليقين.
فوضى في تنفيذ الأوامر التنفيذيةويعكس هذا التخبط التحديات التي تواجه نهج ترامب في اتخاذ قرارات سريعة، مثل تجميد بعض التمويلات الفيدرالية والمساعدات العسكرية الخارجية، وهو ما دفع الوكالات إلى العمل تحت ضغط. وتعتبر هذه التوترات أكثر وضوحاً في البنتاغون، حيث تؤثر أوامر ترامب على البرامج الدفاعية الكبرى.
وقالت بيكا وازر، المسؤولة السابقة في الجيش: "ما الرسالة التي يرسلها ذلك إلى الصناعة الدفاعية، التي تعاني بالفعل من تحديات عديدة؟”.
وتسبب الغموض المحيط بأوامر ترامب في ارتباك داخل البنتاغون، حيث يسعى وزير الدفاع الجديد، بيت هيغسيث، إلى تنفيذ أوامر الرئيس بسرعة. وقال هيغسيث في أول يوم له بالمنصب: "سنحاسب الجميع، وسيتم تنفيذ أوامر الرئيس دون تأخير".
ولكن أحد التنفيذيين في الصناعة الدفاعية، كشف أن المعلومات لم يتم إبلاغهم بها رسمياً، بل تسربت إليهم، مما جعلهم يحاولون تفسيرها بأنفسهم.
US President Donald Trump signed a series of executive orders that removed diversity, equity and inclusion from the military, reinstated thousands of troops who were kicked out for refusing COVID vaccines, and take aim at transgender troops https://t.co/8jDtueu7TP 1/5 pic.twitter.com/UexlC6bsrF
— Reuters (@Reuters) January 28, 2025 إرباك في عقود الجيشوفي البداية، أفادت تقارير بأن الجيش قرر تجميد العقود، مما دفع مسؤولي الصناعة الدفاعية إلى البحث عن تأثير القرار على أعمالهم. لكن الجيش عاد لاحقاً ليؤكد أن العقود مستمرة كالمعتاد.
وقالت المتحدثة باسم الجيش، إلين لوفِت: "الأنشطة التعاقدية مستمرة، وتجري مراجعة لضمان توافق البرامج مع سياسات القيادة الجديدة".
وتراجعت القوات الجوية عن قرار إزالة تدريب، كان يشير إلى طياري "Tuskegee Airmen"، وهي مجموعة من الطيارين الأمريكيين من أصول أفريقية شاركوا في الحرب العالمية الثانية.
وجاء ذلك وسط قلق من أن ذكر العرق قد يتعارض مع موقف البيت الأبيض المناهض لمبادرات التنوع. ولكن بعد تدخل وزير الدفاع، تم إعادة التدريب بسرعة.
The Army mixed up Trump’s executive order. Chaos ensued. https://t.co/p0BHN8JYvN
— POLITICO (@politico) January 28, 2025 عمليات تطهير داخل الجيشويخشى بعض العسكريين أن يقوم فريق ترامب بعزل الضباط غير الموالين له، خاصة بعد إقالة الأدميرال ليندا فاغان، قائدة خفر السواحل، بسبب "تركيزها المفرط" على سياسات التنوع. كما أعلنت إدارة الخدمات العامة (GSA) عن تعليق جميع الشروط التعاقدية المتعلقة بالتنوع.
وأمرت الجنرال لورا بوتر، مديرة أركان الجيش، بمراجعة وتعليق العقود المرتبطة بالتنوع، ونظرية العرق، والتغير المناخي، وسياسات دعم المتحولين جنسياً والإجهاض، تحسباً لتعليقها. وأثارت هذه التوجيهات ارتباكاً داخل الجيش، مما دفع بعض المسؤولين إلى تعليق العقود مؤقتاً، وفقاً لمصدر في الكونغرس.
وبدأ مسؤولو الجيش، بميزانية سنوية تبلغ 186 مليار دولار، في محاولة فهم تأثير تجميد العقود. وجاء في بريد إلكتروني داخلي للجيش: "نعمل مع القيادة للحصول على توجيهات إضافية". لكن مسؤولي البنتاغون أوضحوا أنه لم يكن هناك تجميد للعقود، فتراجع الجيش عن قراره. وأوضح قادة الجيش للجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب أن ما حدث كان سوء فهم.
It no longer makes sense for the federal government to refuse to contract with companies unless they adopt racial-preference programs. The army of federal workers whose job was to implement DEI programs and principles are no longer needed.https://t.co/pMNdHyyCV5
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) January 25, 2025 قلق في قطاع الدفاعوبحلول ذلك الوقت، كان التنفيذيون في الصناعة الدفاعية يحاولون فهم تأثير القرار. وقال أحدهم: "بينما تعلن الصين عن مليون طائرة مسيرة منخفضة التكلفة، نقوم نحن بإضعاف أنفسنا!".
وكان التجميد المحتمل سيؤثر بشدة على الصناعة، خاصة الشركات الصغيرة ذات الهوامش الربحية الضيقة، إذ نفذت قيادة التعاقدات بالجيش عقوداً بقيمة 84.5 مليار دولار في 2022، منها 3.5 مليار دولار لتعويض الإمدادات التي أُرسلت إلى أوكرانيا.
واختتم أحد التنفيذيين بقوله: "بالنسبة للشركات المبتكرة، كان هذا القرار بمثابة ضربة قاسية".