ترقّب لمحطة 14 شباط السنوية.. هل يستعدّ الحريري للعودة فعلاً؟!
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
منذ أيام، عاد اسم رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري ليتصدّر المشهد السياسي في البلاد، على وقع التسريبات الإعلامية حول زيارته المرتقبة إلى بيروت في مناسبة الذكرى السنوية التاسعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، والتي ترافقت مع "تكهّنات" حول نيّة "الشيخ سعد" العودة إلى السياسة من بابها العريض، وبالتالي إنهاء قراره الجدليّ بتعليق عمله السياسي، الذي اتّخذه قبل نحو عامين.
لعلّ ما عزّز من "التكهّنات" تمثّل في الشعار الذي تمّ إطلاقه على المناسبة، أي "تعو ننزل ليرجع"، والذي ترافق مع حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات للحشد الجماهيري الواسع أمام ضريح الحريري الأب في 14 شباط، من باب "دعم" الحريري الابن، ومطالبته بالعودة، علمًا أنّ قائمة المشاركين في هذه الحملات ضمّت نوابًا سابقين ومسؤولين في تيار "المستقبل" كان بعضهم من الدائرة "اللصيقة" بالرجل.
لكن، هل يمكن القول إنّ شعار "تعو ننزل ليرجع" يمهّد فعلاً لعودة الحريري، أو أنّه يحمل بين طيّاته "مقوّمات" هذه العودة؟ هل يبدو "سيناريو" تلبية الحريري لمطالب الجماهير، وبالتالي وضع قرار تعليق عمله السياسي جانبًا، واقعيًا؟ وأبعد من ذلك، هل يستعدّ الحريري للعودة فعلاً، والتي قد تكون مبرّرة بالظروف الطارئة والاستثنائية، أم أنّه متمسّك بقراره تعليق العمل السياسي، بانتظار "نضوج" اللحظة التي تتيح مثل هذه العودة؟
"مطلب جماهيري"؟!
لم يغب سعد الحريري عن المشهد السياسي في عامي الانكفاء تحت عنوان "تعليق" العمل السياسي، حيث بقي اسمه حاضرًا في الأروقة السياسية، بدليل "استذكاره" من جانب النائب آلان عون في آخر الجلسات التشريعية، ولو أنّ حضوره الفعليّ يكاد يقتصر على يومٍ واحدٍ في السنة، هو ذكرى اغتيال والده، الذي حرص الحريري على الحفاظ على "تقليد" إحيائه، ولو بصورة "رمزية"، بعيدًا عن الاحتفالات التي طبعت فعاليّاتها في السابق.
بهذا المعنى، يقول المحسوبون على الحريري، أو من كانوا مقرّبين منه قبل غيابه عن الساحة، إنّ شعار "تعو ننزل ليرجع"، يعبّر عن "مطلب جماهيري" بضرورة عودة "الشيخ سعد" عن قراره تعليق عمله السياسي، وبالتالي العودة إلى ممارسة دوره، خصوصًا أنّ غيابه أدّى وفق هؤلاء إلى "خلل حقيقي" في موازين القوى، يعبّر عنها بشكل أو بآخر "تشتّت" البرلمان الحالي، الذي عجز النواب الذين طرحوا أنفسهم كـ"بدائل" في إثبات أيّ "حيثية".
بالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ "مقوّمات" العودة اليوم متوافرة، في ظلّ الظروف الاستثنائية التي يشهدها لبنان والمنطقة، على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتلك الموازية لها في جنوب لبنان، والتهديدات الإسرائيلية بتوسيعها، وفي ظلّ الفراغ الرئاسي المدمّر، والانهيار الاقتصادي المتواصل، وكلّها أمور يفترض أن تدفع الحريري إلى العودة لممارسة الدور المفترض منه، مع سائر الشركاء، من أجل استكمال المسيرة التي بدأها والده قبله.
تكهّنات "بلا أساس"؟!
هكذا، يعبّر شعار "تعو ننزل ليرجع" عن رغبة أنصار الحريري ومؤيّديه، حتى في داخل "تيار المستقبل" بعودة زعيمهم إلى الأرض، لكنّه وفق العارفين، لا يكفي للقول إنّ الحريري اتخذ قراره فعليًا بالعودة، خصوصًا أنّ رافعي الشعار يؤكدون أنّ الحريري "لا علاقة له به"، وأنّه ليس من اختاره، بل إنّه لم يفاتح أحدًا ببرنامج زيارته المرتقبة إلى بيروت، وكلّ ما يعرفه المقرّبون منه أنّه آتٍ إلى لبنان في ذكرى اغتيال والده، ونقطة على السطر.
من هنا، يقول العارفون إنّ كلّ ما يُحكى عن برنامج الزيارة، والنشاطات واللقاءات التي سيعقدها، وقد نُسِج الكثير من "السيناريوهات" بشأنها، لا يعدو كونه "تكهّنات" تبقى بلا أساس فعليّ، أو ربما مجرد "أمنيات" لبعض المحسوبين على الحريري، الذين يرغبون بصدق أن تتحول الزيارة "المؤقتة" حتى إثبات العكس، إلى عودة "دائمة"، خصوصًا أنّ هؤلاء مقتنعون أنّ المسألة "قصّة وقت" لا أكثر، وأنّ "المستقبل" الذي أسّسه الشهيد رفيق الحريري لن ينتهي.
وإذا كان صحيحًا أنّ الحريري وحده يملك "تفاصيل" زيارته المرتقبة، التي قد تكون مشابهة لزيارة العام الماضي، التي اقتصرت على إحياء ذكرى اغتيال الحريري الأب، فإنّ العارفون لا ينكرون وجود "رسائل" قد يكون راغبًا بتمريرها إلى الأفرقاء في الداخل والخارج، ربطًا بالأسباب التي دفعته إلى "الانكفاء" أساسًا، من طراز أنّه لا يزال "فاعلاً ومؤثّرًا" على الساحة، حتى لو كان قرار العودة "مؤجّلاً" إلى أمد قد لا يكون بعيدًا.
في النتيجة، من الصعب الجزم بأنّ الحريري سيلبّي مطلب الجماهير، فيعلن "العودة" عن قرار تعليق العمل السياسي في الرابع عشر من شباط، ولا سيما أنّ "مقوّمات" هذه العودة، كما يريدها الحريري نفسه، لم تنضج بعد برأي الكثيرين. لكن الأكيد أنّ محطة 14 شباط هذا العام سيكون لها "وقع خاص"، بل إنّ هناك من يعتقد إنّها ستحدّد "بوصلة" المرحلة المقبلة، وسيُبنى عليها الكثير بالنسبة للحريري وغيره!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
أوضح الرئيس اللبناني جوزف عون، أن من التحديات التي يواجهها لبنان، تنفيذ القرار 1701، مؤكدًا أن الوضع في لبنان لن يستقر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأضاف: اتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا، متابعًا: لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية".التحديات التي يواجهها لبنانوذكر عون: "لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم".
أخبار متعلقة معبر رفح البري يستقبل 35 مصابًا فلسطينيًا و44 مرافقًابينهم صحفيون ومصورون.. استشهاد 9 فلسطينيين في شمال قطاع غزةوأضاف: "هذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ".
وقال عون إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جوزف عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان - وكالات
وتابع الرئيس اللبناني: "التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي".مؤسسات الدولة اللبنانيةوواصل عون: "إذا كان الصوم يعلمنا التضامن والوحدة، فإن رمضان يذكرنا بأهمية المشاركة والانخراط الإيجابي في قضايا وطننا. فلبنان الذي نعتز به جميعا، هو وطن الرسالة والتنوع والتعددية، وطن يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم".
وأضاف: من هنا تأتي أهمية المشاركة السياسية لجميع شرائح المجتمع اللبناني، من دون تهميش أو عزل أو إقصاء لأي مكون من مكوناته. وإن هذه المشاركة تقوم على مبدأ أساس وهو احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتفسيرهما الحقيقي والقانوني لا التفسير السياسي أو الطائفي أو المذهبي أو المصلحي".
وأكد أن "الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة، وبقدر حرصها على حماية التنوع اللبناني وخصوصيته، فإنها ملتزمة، وقبل أي شيء، بحفظ الكيان والشعب، فلا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة، التي ينبغي بناؤها وتضافر جميع الجهود لأجل ذلك.