قالت مديرة قناة RT العربية مايا مناع، إن التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة يعتمد على معيار المهنية، باعتباره الهدف والنهج الموضوعي دون التعارض مع القيم الإنسانية.

إقرأ المزيد قناتا RT Arabic وصدى البلد المصرية توقعان مذكرة تعاون في مجال الأخبار وتبادل الخبرات

وأكدت مناع في تصريحات لموقع "المصري اليوم"، أن أبرز القضايا التي تقوم القناة بالتركيز عليها عربيا وإفريقيا هي نقل ما يحدث في العالم وفي الدول العربية بشكل خاص، وتحليل الاتجاهات بعيدة المدى، حيث أن العالم يمر بتحول هائل، ويبدو أن حياة البشرية ستتغير بشكل كبير في السنوات القادمة، وتابعت: "نحاول أن نفهم بأنفسنا ونساعد جمهورنا على فهم إلى أين نحن سائرون".

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قالت إن الاختلاف الوحيد هو أنه لا يوجد مصدر باللغة العربية يعرف أكثر منا ويفهم بشكل أفضل خلفية كل ما يحدث في أوكرانيا وما حولها.

وذكرت أن عشرات الموظفين في القناة من الدول الناطقة باللغة العربية، بما في ذلك من مصر والجزائر والأردن والعراق ولبنان وليبيا وسوريا وموريتانيا والمغرب والسودان وتونس واليمن والإمارات العربية المتحدة، يعتمدون الشغف بالمهنة، والرغبة في النمو، والولاء لأخلاقيات المهنة كمبدأ أساسي في العمل.

ولفتت إلى أن القناة تقوم بتنفيذ برامج لتبادل الخبرات للصحفيين العرب من خلال دورات تدريبية للصحفيين المصريين والسوريين، وهناك مهمة إنشاء مراكز إقليمية جديدة، مشيرة إلى أن القناة افتتحت  مكاتب لها في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق، وبالإضافة إلى الدول العربية، هناك مكاتب في فرنسا وإسرائيل وتركيا وإيران، لإطلاع الجمهور على الآراء المختلفة حول أهم الأحداث العالمية.

ولفتت مناع إلى أن القناة تعمل باستمرار على تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي وتدريب الصحفيين عليها ودمجها في مسارات العمل، وذلك بإدخال "مشاريع وتطبيقات تجريبية" في هذا السياق مصممة للتكامل بسلاسة مع أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تطبيقات تم إنشاؤها خصيصًا للقسم العربي في القناة بهدف تحسين الكفاءة، فضلا عن تطوير جهاز متنقل متعدد الوظائف يوفر إمكانية البث المباشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست الرقمي، يجمع أحدث التقنيات ويمكن حمله بشكل مريح في حقيبة صغيرة.

المصدر: المصري اليوم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google

إقرأ أيضاً:

عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.

كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.

يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.

ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.

ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.

ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.

أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.

المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.

من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.

لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.

مقالات مشابهة

  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • السيسي يترأس اليوم أعمال القمة العربية غير العادية بالعاصمة الإدارية
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • تأخير مرتقب في تطوير سيري الذكية .. تحديات تواجه الذكاء الاصطناعي في آبل
  • اليوم.. القاهرة تستضيف القمة العربية الطارئة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • انخفاض مبيعات تسلا في الدول الاسكندنافية بشكل حاد في فبراير الماضي
  • فون دير لاين: نحتاج بشكل عاجل إلى إعادة تسليح أوروبا
  • جامعة القناة تنظم برنامجا تدريبيا حول مخاطر الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي