"ولع لي شمعة" عادة تستخدمها الكنائس من جميع الطوائف.. رموزها ودلالاتها
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يتعلق الأقباط عند دخول الكنيسة بـ إنارة الشموع أمام الأيقونات (الصور)، لأنها كتعبير الكتاب المقدس "أنتم نور العالم" ومن خلالها يصلي كل قبطي كتعبير لوجود المحبة والسلام ووجود الله دائما في الحياة.
ولا تخلو أي كنيسة أو دير من الشموع، لذلك نسمع دائما عبارة "ولع لي شمعة وصلي لي"، حيث تعبر لدى البعض عن دلالات البركة ولدى البعض الآخر عن تقديم النذور.
وهنا السؤال يطرح نفسه لماذا ينير الأقباط الشموع داخل الكنائس، ببساطة ليس فقط للصلاة، وإنما البعض يقدمها كنذور عند تحقيق طلب من شفيعه من القديسين، وأيضا إنارتها عن قراءة الإنجيل المقدس داخل الهيكل وتستخدم عند طلب تحقيق أمنية أمام صورة لإحدى القديسين.
وأيضا يستخدم العديد من الأقباط في العديد من المناسبات مثل إحياء ذكرى شهداء الكنيسة في جميع العصور للتعبير عن حزنهم لرحيل شهدائهم في تلك الكنائس وغيرها من الروحانيات والمناسبات التي ترتبط بأذهان الأقباط.
وكان كشف المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي عن أهمية استخدام الشموع داخل الكنائس، وهي عادة تستخدمها الكنائس من جميع الطوائف أمام الأيقونات وأثناء الصلوات.
وأوضح المركز الثقافي أن هناك 3 استخدامات للشموع داخل الكنائس :
الأول أن الشمعة موضوعة أمام أيقونات القديسين ، لأنهم عاشوا كأنوار في الكنيسة المجاهدة ، وتنفيذاً للنص الكتابي الوارد في سفر دانيال في العهد القديم: الفاهمون يضيئون كضياء الجلد .الاستخدام الثاني للشموع داخل الكنائس ـ هو صلاة اللهم ارحمنا في صلوات عشية وباكر، حيث يمسك الكاهن بالصليب وعليها ثلاث شموع مضاءة على الصليب نور العالم.والاستخدام الثالث ـ يأتي في تقديم الحمل، حيث يحمل الشماس الشمعة، لأن الحمل المرتفع هو نور العالم، والمراد بالحمل القربان وعصير الكرم اللذين يتم اختيارهما لإقامة صلوات القداس.وتعود إنارة الشموع في الكنائس إلى أنه كان قديما لا يوجد بها نوافذ وكانت مظلمة بسبب انخفاضها عن مستوى الأرض وبالتالي كانت الأيقونات لا تظهر وبإضاءة شمعة تظهر الأيقونة لذلك تكريمًا لصاحب الأيقونة تضيء شمعة لكي تنير.
وفي القرن السابع كان الأساقفة في إيطاليا يحملون الشموع في مسيرة عند دخوله الهيكل لبدء الصلاة، وأمامه سبعة شمامسة حاملين شموعًا مضيئة، وعند خروج الشماس لقراءة الإنجيل يسبقه شماسان حاملان شمعتين مضيئتين كرامة للإنجيل المقدس.
وفي أخبار القديس غريغوريوس الكبير سنة 605 ميلادية، وجدت رسالة يشرح فيها كيفية الصلاة على الشموع، وضرورة إضاءة جرن المعمودية ليلة الفصح بشموع تُضاء من قناديل الكنيسة وليس من خارجها.
وفي خطاب لـ هدريان الأول سنة 772 ميلادية يفيد بأنه كان محظورًا على الكهنة ارتداء ملابسهم للخدمة ليلة الفصح، قبل أن تُضاء الشموع المخصصة لهذه الليلة والمكرسة بصلوات خاصة، وكذلك طقس إيقاد الشموع ليلة الفصح في الطقس الإسباني في مجمع توليدو، وهو ما تناولته مؤرخات أسيذور الإشبيلي سنة 633 ميلادية.
وأمام صور القديسين والشهداء تظهر الشموع واضحة تكريما لهما باعتبارهم أشخاص قدموا حياتهم لإنارة الناس في الإيمان المسيحي.
آيات من الكتاب المقدس عن إنارة الشموع
في العهد القديم
وَوَضَعَ الْمَنَارَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مُقَابِلَ الْمَائِدَةِ فِي جَانِبِ الْمَسْكَنِ نَحْوَ الْجَنُوبِ. وَأَصْعَدَ السُّرُجَ أَمَامَ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. خروج 25:40-24. وَيُوقِدُونَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ. وَبَخُورُ أَطْيَابٍ وَخُبْزُ الْوُجُوهِ عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ، وَمَنَارَةُ الذَّهَبِ وَسُرُجُهَا لِلإِيقَادِ كُلَّ مَسَاءٍ، لأَنَّنَا نَحْنُ حَارِسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ إِلهِنَا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُوهُ. 2 أخبار 11:13. وَصَنَعُوا آنِيَةً مُقَدَّسَةً جَدِيدَةً، وَحَمَلُوا الْمَنَارَةَ وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَالْمَائِدَةَ إِلَى الْهَيْكَلِ، وَبَخَّرُوا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَأَوْقَدُوا السُّرُجَ الَّتِي عَلَى الْمَنَارَةِ، فَكَانَتْ تُضِيءُ فِي الْهَيْكَلِ. مكابيين الأول 50:4-49.في العهد الجديد
أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. متى 16:5-14.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشموع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ع ل ى ال م ن ار ة داخل الکنائس
إقرأ أيضاً:
جنازة البابا فرنسيس.. ترامب يلتقي زيلينسكي داخل بازيليكا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت بازيليكا الفاتيكان، اليوم، لقاء تاريخياً بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك بعد حضورهم جنازة البابا فرنسيس الذي رحل عن عالمنا مؤخراً.
اللقاء في قلب الفاتيكان
في مشهد مهيب، تجمع الزعيمان في بازيليكا القديس بطرس في الفاتيكان، لتقديم احترامهما وحزنهم على رحيل البابا فرنسيس، الذي سطع اسمه في مجال السلام ونشر قيم التسامح والتفاهم بين الشعوب. كان اللقاء بمثابة تعبير عن الوحدة والتضامن في وقت حساس، حيث يشهد العالم العديد من الأزمات والتوترات السياسية.
جاءت الجنازة بعد فترة طويلة من الخدمات الروحية والإنسانية التي قدمها البابا فرنسيس، الذي ظل رمزاً للسلام والعطف في العالم. ودعته دول العالم بأسره، وقد كانت الفاتيكان محط أنظار الملايين من المؤمنين حول العالم الذين جاؤوا لتوديع رمزهم الروحي.
رسالة السلام: التأكيد على التضامن الدولي
من خلال هذا اللقاء التاريخي، أكد الرئيس الأمريكي والرئيس الأوكراني على أهمية تعزيز التعاون الدولي، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم. كما أشارا إلى أن قيم البابا فرنسيس، الذي دعا دائماً إلى حل النزاعات سلمياً، ستظل نبراساً لهم في مساعيهم المستقبلية لتحقيق السلام.
تأثير البابا فرنسيس على السياسة الدولية
لا يمكن إنكار تأثير البابا فرنسيس في السياسة الدولية، حيث استطاع أن يكون منبراً لدعوات السلام والعدالة الاجتماعية في العالم. وقد جاءت هذه الجنازة لتسجل نهاية فصل في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، لكنها تفتح أيضاً فصلاً جديداً في محاولة للتمسك بالمبادئ التي عاش من أجلها البابا فرنسيس.