يتعلق الأقباط عند دخول الكنيسة بـ إنارة الشموع أمام الأيقونات (الصور)، لأنها كتعبير الكتاب المقدس "أنتم نور العالم" ومن خلالها يصلي كل قبطي كتعبير لوجود المحبة والسلام ووجود الله دائما في الحياة.

إنارة الشموع ولع لي شمعة وصلي لي

ولا تخلو أي كنيسة أو دير من الشموع، لذلك نسمع دائما عبارة "ولع لي شمعة وصلي لي"، حيث تعبر لدى البعض عن دلالات البركة ولدى البعض الآخر عن تقديم النذور.

وهنا السؤال يطرح نفسه لماذا ينير الأقباط الشموع داخل الكنائس، ببساطة ليس فقط للصلاة، وإنما البعض يقدمها كنذور عند تحقيق طلب من شفيعه من القديسين، وأيضا إنارتها عن قراءة الإنجيل المقدس داخل الهيكل وتستخدم عند طلب تحقيق أمنية أمام صورة لإحدى القديسين.

لكل رتبة دور مهم وأساسي.. درجات الكهنوت والألقاب الدينية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيسة تحتفل بذكرى نياحتهم| من هم شهداء برية شيهيت الـ 49

وأيضا يستخدم العديد من الأقباط في العديد من المناسبات مثل إحياء ذكرى شهداء الكنيسة في جميع العصور للتعبير عن حزنهم لرحيل شهدائهم في تلك الكنائس وغيرها من الروحانيات والمناسبات التي ترتبط بأذهان الأقباط.

إنارة الشموع أهمية استخدام الشموع داخل الكنائس

وكان كشف المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي عن أهمية استخدام الشموع داخل الكنائس، وهي عادة تستخدمها الكنائس من جميع الطوائف أمام الأيقونات وأثناء الصلوات.

وأوضح المركز الثقافي أن هناك 3 استخدامات للشموع داخل الكنائس :

الأول أن الشمعة موضوعة أمام أيقونات القديسين ، لأنهم عاشوا كأنوار في الكنيسة المجاهدة ، وتنفيذاً للنص الكتابي الوارد في سفر دانيال في العهد القديم: الفاهمون يضيئون كضياء الجلد .الاستخدام الثاني للشموع داخل الكنائس ـ هو صلاة اللهم ارحمنا في صلوات عشية وباكر، حيث يمسك الكاهن بالصليب وعليها ثلاث شموع مضاءة على الصليب نور العالم.والاستخدام الثالث ـ يأتي في تقديم الحمل، حيث يحمل الشماس الشمعة، لأن الحمل المرتفع هو نور العالم، والمراد بالحمل القربان وعصير الكرم اللذين يتم اختيارهما لإقامة صلوات القداس.الشموع إنارة الشموع قديما 

وتعود إنارة الشموع في الكنائس إلى أنه كان قديما لا يوجد بها نوافذ وكانت مظلمة بسبب انخفاضها عن مستوى الأرض وبالتالي كانت الأيقونات لا تظهر وبإضاءة شمعة تظهر الأيقونة لذلك تكريمًا لصاحب الأيقونة تضيء شمعة لكي تنير.

وفي القرن السابع كان الأساقفة في إيطاليا يحملون الشموع في مسيرة عند دخوله الهيكل لبدء الصلاة، وأمامه سبعة شمامسة حاملين شموعًا مضيئة، وعند خروج الشماس لقراءة الإنجيل يسبقه شماسان حاملان شمعتين مضيئتين كرامة للإنجيل المقدس.

وفي أخبار القديس غريغوريوس الكبير سنة 605 ميلادية، وجدت رسالة يشرح فيها كيفية الصلاة على الشموع، وضرورة إضاءة جرن المعمودية ليلة الفصح بشموع تُضاء من قناديل الكنيسة وليس من خارجها.

وفي خطاب لـ هدريان الأول سنة 772 ميلادية يفيد بأنه كان محظورًا على الكهنة ارتداء ملابسهم للخدمة ليلة الفصح، قبل أن تُضاء الشموع المخصصة لهذه الليلة والمكرسة بصلوات خاصة، وكذلك طقس إيقاد الشموع ليلة الفصح في الطقس الإسباني في مجمع توليدو، وهو ما تناولته مؤرخات أسيذور الإشبيلي سنة 633 ميلادية.

وأمام صور القديسين والشهداء تظهر الشموع واضحة تكريما لهما باعتبارهم أشخاص قدموا حياتهم لإنارة الناس في الإيمان المسيحي.

الشموع 

آيات من الكتاب المقدس عن إنارة الشموع

في العهد القديم

وَوَضَعَ الْمَنَارَةَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مُقَابِلَ الْمَائِدَةِ فِي جَانِبِ الْمَسْكَنِ نَحْوَ الْجَنُوبِ. وَأَصْعَدَ السُّرُجَ أَمَامَ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. خروج 25:40-24. وَيُوقِدُونَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ. وَبَخُورُ أَطْيَابٍ وَخُبْزُ الْوُجُوهِ عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ، وَمَنَارَةُ الذَّهَبِ وَسُرُجُهَا لِلإِيقَادِ كُلَّ مَسَاءٍ، لأَنَّنَا نَحْنُ حَارِسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ إِلهِنَا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُوهُ. 2 أخبار 11:13.  وَصَنَعُوا آنِيَةً مُقَدَّسَةً جَدِيدَةً، وَحَمَلُوا الْمَنَارَةَ وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَالْمَائِدَةَ إِلَى الْهَيْكَلِ، وَبَخَّرُوا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَأَوْقَدُوا السُّرُجَ الَّتِي عَلَى الْمَنَارَةِ، فَكَانَتْ تُضِيءُ فِي الْهَيْكَلِ. مكابيين الأول 50:4-49. 

 في العهد الجديد

 أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. متى 16:5-14.  الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد نياحة البابا كيرلس الرابع| قصة حياته مؤسس الرهبنة في العالم.. الكنيسة تحتفل بعيد نياحة الأنبا انطونيوس ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى الْمَنَارَةِ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إِلاَّ لِيُعْلَنَ». مرقس 22:4-21. «لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ» لوقا 33:11 . «لأَنَّهُ نُصِبَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْقُدْسُ» الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ، وَخُبْزُالتَّقْدِمَةِ». الرسالة الى العبرانيين 2:9. الشموع 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشموع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ع ل ى ال م ن ار ة داخل الکنائس

إقرأ أيضاً:

سرّ السعادة يبدأ بكلمة: كيفية العيش في دائرة الحمد

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق إن الحمد لله، والشكر له، ليسا مجرد كلمات تتردد على الألسن، بل هي منهج حياة شامل يربط بين القول والعمل، ويمتد ليصبح عادة ومنهجًا يعيش في الإنسان ويعيش به. هذه الفلسفة، التي أرشدنا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، تجمع بين الإيمان العميق بالله والعمل المستمر بالشكر له في السراء والضراء.

البداية: المعرفة والفهم

وجاء ذلك خلال خطبة جمعة سابقة لفضيلة المفتي أعاد نشرها اليوم في الجمعة الاخيرة لسنة  2024 عبر صفحنه الرسمية على موقع الفيسبوك موضحًا أن الحمد يبدأ بالمعرفة؛ أن تدرك قيمة النعم المحيطة بك، من الصحة، والرزق، والأسرة، والطبيعة من حولك. هذا الفهم العميق يقودك إلى الاعتراف بفضل الله وإحسانه. يقول الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، إشارة واضحة إلى أهمية الذكر والشكر كأساس للتواصل مع الله.

الخطوة التالية: العمل

وأضاف جمعة أنه لا يقتصر الحمد على الشعور الداخلي، بل يتجلى في العمل. يقول الله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا...﴾، مؤكدًا أن الحمد يصبح فعلًا عمليًا حينما يتحول إلى تسبيح وتعظيم لله.

الاستمرارية: عادة لا تنقطع

وأشار جمعة إلى أن الحمد لكي يصبح عادة، فرض الله علينا تكراره في كل صلاة؛ حيث نقرأ في فاتحة الكتاب: ﴿الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. هذا التكرار اليومي يرسخ مفهوم الحمد كجزء لا يتجزأ من حياة المسلم، ليتحول إلى ممارسة دائمة.

منهج حياة: العيش في دائرة الحمد

وأكد جمعة أن الحمد لا يقتصر على اللحظات السعيدة فقط؛ فقد أرشدنا النبي ﷺ إلى حمد الله في كل حال. ففي السراء، يكون الحمد اعترافًا بفضل الله، وفي الضراء، يكون تسليمًا لقضائه. يقول النبي ﷺ: «الحمد لله على كل حال»، ليعلمنا الثبات في الشكر حتى في أصعب المواقف.

الحمد في المحن: بيت الحمد

واستشهدا جمعة بما روي عن النبي ﷺ أن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده الحامدين حتى في أشد مصائبهم، مثل فقدان الولد. ففي الحديث الذي رواه الترمذي، إذا قال العبد: "الحمد لله" عند فقده ولده، يأمر الله ببناء بيت له في الجنة يُسمى "بيت الحمد".

دعوة إلى التأمل

واختتم جمعة خطبته أنه من المعرفة إلى العمل، ومن العادة إلى المنهج، يظل الحمد منهجًا جامعًا لحياة مليئة بالرضا والسكينة. دعونا نعيش هذا المنهج بكل تفاصيله، مستحضرين معاني الشكر في أقوالنا وأفعالنا، ليكون الحمد حياةً نعيشها ويعيش فينا.

مقالات مشابهة

  • سرّ السعادة يبدأ بكلمة: كيفية العيش في دائرة الحمد
  • «الكاثوليكي» تكشف لـ «الوطن» القصة الكاملة لظهور راهب بسلاح داخل الكنيسة في لبنان
  • بعد فيديو الكاهن والسلاح داخل الكنيسة.. أبرشية أنطلياس توضح
  • ‌‎قراءة تحليلية: تصريحات محمد علي الحوثي ودلالاتها في سياق الصراع الإقليمي
  • فتح جميع الكنائس.. الاحتفال بعيد الميلاد في دمشق وسط تدابير أمنية مشددة
  • أوكرانيا تكشف عن خدعة تستخدمها روسيا لإخفاء هوية جنود كوريا الشمالية
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يترأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك
  • فرحة الميلاد تعم الكنائس.. كيف احتفلت الطوائف المسيحية بالعيد؟
  • الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية توفر خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة
  • كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية تبدأ قداس عيد الميلاد المجيد