الجزيرة:
2025-01-24@06:59:50 GMT

يوم محفور في الذاكرة.. لن يُنسى أبدًا

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

يوم محفور في الذاكرة.. لن يُنسى أبدًا

كان ذلك قبل عام من اليوم. وصلت أنباء وقوع زلزال في ولايات شرق تركيا. بصراحة، لم ندرك في ذلك اليوم أنّ هذا الزلزال سيكون أكبر وأكثر زلزال مدمّر في المائة عام الماضية.

بعد توضيح المعلومات، أدركنا أنّ كارثة كبيرة قد حلّت بنا. لقد ضرب زلزالان منفصلان بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر 11 ولاية في منطقة تبلغ مساحتها مساحة البلقان، وذهبت بعدها على الفور إلى منطقة الزلزال.

طفل نشأ على وقع الزلازل

نشأتُ في مدينة تتعرض للزلازل. تقع مدينة سكاريا على خط الصدع الذي شهد زلازلَ كبيرة مدمرة. في طفولتي لطالما نشأنا على سماع القصص المرعبة للزلزال الكبير الذي وقع عام 1968. ثم شهدت بنفسي تلك الهزة المرعبة عام 1999.

ضرب زلزال بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر مدينتنا، مما أدى إلى دمار هائل. ودُفن أحباؤنا وأقاربنا وجيراننا تحت الأنقاض. الشوارع والبيوت والمدارس التي تحمل ذكرياتنا تدمرت بالكامل، وفقدنا حوالي 18 ألف شخص في عام 1999.

وعندما زرتُ المدن أثناء زلزال عام 2023، أدركت أننا شهدنا زلزالًا أكبر وأكثر تدميرًا من الذي عشناه من قبلُ.

مدن تم محوها من الخريطة

تأثرت 11 ولاية بالزلزال، لكن 5 مدن تعرضت لدمار هائل. وبدأت التجول فيها واحدة تلو الأخرى.

هاتاي، أديامان، قهرمان مرعش، ملاطيا، غازي عنتاب… هذه المنطقة الجغرافية الكبيرة، التي يسكنها حوالي 13 مليون نسمة، كان من المستحيل تلبية جميع احتياجات أعمال البحث والإنقاذ.

صرخات الناس المحاصرين تحت الأنقاض الذين ينتظرون من ينقذهم لم تفارق مسامعنا. كنا نقوم بأعمالنا الصحفية بيأس، ونحاول المساعدة في نفس الوقت.

كان الشتاء قاسيًا وباردًا للغاية في تلك الليلة. حينها هُرع الناس من جميع أنحاء تركيا للمساعدة، لكن ذلك لم يكن كافيًا. كان الدمار هائلًا لدرجة أنَّ بعض أحياء المدن دُمرت بالكامل، حيث لم يكن من الممكن الوصول إليها. وبعض مناطق هذه المدن اختفت الآن من الخريطة.

نموذج رائع للتضامن

كانت المؤسّسات الحكومية عاجزة عن التعامل مع كارثة بهذا الحجم. لذلك، هبّ الجميع في البلاد للمساعدة. وكان رجال الأعمال يرسلون ما لديهم إلى المنطقة من رافعات، وحفارات، ومولدات، وآلات، حتى الملابس، والطعام.

في المقابل، لم تكن المساعدة من تركيا فقط، بل من العديد من دول العالم. كانت أكبر مشكلة لدينا هي نقص عدد فرق البحث والإنقاذ. ثم جاءت الحاجة إلى الخيام والحاويات للإيواء.

في هذه الفترة، احتلت قطر مكانة خاصة في قلوب الشعب التركي بفضل مساعداتها. وبفضل الجهود الكبيرة التي بذلها سعادة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفير قطر في أنقرة، وسعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير تركيا في الدوحة، تم إرسال 1000 طن مساعدات عينية، و56 مليون دولار مساعدات نقدية إلى تركيا.

لا يمكن نسيان قصص التضامن التي رأيتها في المدن. لقد اتّحد الناس بشكل لا مثيل له، ولم تتمكن أيٌّ من السياسة أو الدين أو الخلافات الفكرية من كسر هذا الاتّحاد.

يمكنني القول إننا قد نجحنا في اختبار التضامن كأمّة في هذه الكارثة الكبرى، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن الساسة.

حصيلة كارثية

لم نتمكن من معرفة عدد الضحايا والجرحى وعدد المباني المدمرة لفترة طويلة. كما استغرقت المؤسسات الحكومية 15 يومًا للعودة إلى العمل بكامل طاقتها.

لكن عندما نظرنا إلى الصورة الكبرى التي ظهرت، أدركنا أنه لا توجد دولة في العالم يمكنها التعامل مع مثل هذه الكارثة بمفردها. وكانت الحصيلة على الشكل التالي:

فقدان 57 ألف شخص حياتهم. إصابة 107 آلاف شخص. تضرر 200 ألف مبنى بشكل كبير. دمار 38 ألف مبنى بالكامل. تأثر 13 مليون شخص بهذا الزلزال. كما لا يزال 691 ألف شخص يعيشون في حاويات. علينا التعايش مع الزلازل

تركيا بلد زلازل. ولقد حدثت زلازل كبيرة مدمّرة على مدار مئات السنين. وللأسف، لم نَبْنِ مدننا وَفقًا لذلك. كما لم يتم بناء معظم المباني التي انهارت في الزلزال الأخير وَفقًا لمعايير البناء المقاومة للزلازل.

أما مؤسساتنا فلم تكن مستعدة لمثل هذه الزلازل واسعة النطاق. والآن نستخلص الدروس من كل ذلك. ومنه يجب علينا استخلاص العبر؛ لأننا نتوقع زلزالًا كبيرًا آخر في إسطنبول.

إن معظم المدينة (إسطنبول) مليء بمبانٍ غير مقاومة للزلازل. وربما سنقوم بأكبر تحول حضري في العالم في إسطنبول.

وَفقًا لذلك، يجب أن يخضع حوالي 1.5 مليون مبنى للتحول الحضري. ومن بين هذه المباني، 90 ألف مبنى يجب هدمها وإعادة بنائها على الفور. كذلك، يتم إعادة النظر في الطرق والساحات والسدود والجسور والأنفاق، ويتم تقوية بعضها.

باختصار، يجب أن نكون مستعدّين للزلازل الجديدة دون نسيان يوم 6 فبراير/ شباط 2023.

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: زلزال ا

إقرأ أيضاً:

زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب محافظة "فوكوشيما" اليابانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضرب زلزال بلغت شدته 5.2 درجة على مقياس ريختر، اليوم الخميس، محافظة (فوكوشيما) الواقعة شمال شرقي اليابان.
 وأفادت السلطات اليابانية - وفقا لما أوردته هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - بأنه ليس هناك تهديد من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) في أعقاب الزلزال الذي أشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أن مركزه وقع على عمق أربعة كيلومترات.

من جانبها، أكدت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية عدم وقوع أي خلل في محطتي فوكوشيما دايتشي ودايني النوويتين، حيث لم يحدث أي تغييرات في الأرقام في مراكز المراقبة التي تقوم بقياس مستويات الإشعاع حول محطات الطاقة النووية.

مقالات مشابهة

  • ثقوب الذاكرة.. هنا تقيم أمريكا..!
  • زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب محافظة "فوكوشيما" اليابانية
  • تعرف على أحياء تركيا التي شهدت أقل وأعلى مبيعات عقارية في 2024 
  • زلزال عنيف يضرب سواحل غرب تركيا
  • بقوة 5 درجات.. زلزال بمقياس ريختر بالقرب من سواحل تركيا
  • زلزال بقوة 5 درجة يضرب سواحل تركيا
  • 40 ألف ليرة لليلة واحدة، ولكن لا أمان: تفاصيل مرعبة حول الكارثة التي أودت بحياة 66 شخصًا في تركيا
  • مذابح ود مدني و«الذاكرة السمكية»
  • زلزال تايوان.. سقوط 27 مصابًا في 50 هزة ارتدادية (صور)
  • مذابح ودمدني و”الذاكرة السمكية”