أكد السيد عبد الله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة البحريني، على تأثير اللجنة العليا للشراكة الصناعية بين مصر والامارات والأردن في زيادة تنافسية الصناعات الوطنية وتعزيز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وزيادة التعاون بين الدول الأعضاء ولا سيما مع مصر، مشيرا إلى أن السوق المصري أرض خصبة لكثير من المشروعات الاستثمارية في القطاعات ذات الأهمية القصوى، وأن رجال الأعمال من كلتا الدولتين يبحثان بشكل خاص إطلاق مشاريع مشترك فيما بينهم.

في مايو 2022  قامت كلا من الإمارات ومصر والأردن  بإطلاق اللجنة العليا للشراكة الصناعية والتي انضمت لها  البحرين لاحقا، حيث أفضت تابعات أزمة كورونا، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد العالمية إلى أهمية تعزيز التعاون الصناعي بين البلدان العربية، وضرورة أن يحققوا التكامل الصناعي فيما بينهم؛ ليلبوا احتياجات شعوبهم.

 

وأشار "عبد الله بن عادل فخرو" في حواره مع بوابة الفجر الإلكترونية، إلى  حرص البحرين على الانضمام للجنة العليا للشراكة الصناعية التي جمعتها مع دول الإمارات ومصر والأردن ولاحقًا المغرب،  وفق توجيهات الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد، الذي أمر بسرعة الانضمام لها ولا سيما أن أهدافها تتوافق مع استراتيجية، ورؤية مملكة البحرين؛ لتطوير القطاع الصناعي 2022-2026.

 

وتستهدف البحرين من خلال استراتيجيتها للقطاع الصناعي2026، العمل على رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 2.5 مليار دينار بحريني،  بالتركيز على صناعات الألومنيوم التحويلية، والطاقة المتجددة وصناعات الغذائية، والهيدروجين الأخضر والأزرق، والإلكترونيات الدقيقة.

 

وأضاف" عبد الله بن عادل فخرو "، أن اللجنة منذ انطلاقها في مايو تمخض عنها وحتى الآن عدد من المشاريع صناعية في مختلف القطاعات لإحلال كثير من الواردات بقيمة بلغت 3.3 مليارات دولار، موضحًا أن اجتماع الرابع بالبحرين حقق نتائج إيجابية منها إعلان عدد من المشاريع الصناعية في قطاعات الحديد، والسيارات الكهربائية، والألمنيوم بالإضافة إلى الموافقة على انضمام دولة المغرب لعضوية اللجنة التي يعول عليها بفضل إمكانياتها الصناعية في زيادة التعاون والتكامل الصناعي بين الدول الأعضاء.

 

وإلى نص الحوار الذي أجرته بوابة الفجر السيد عبد الله بن عادل فخرو  وزير الصناعة والتجارة البحريني.

 

  س/ مصر والبحرين تجمعهم علاقات الاخوة والمحبة، ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة على الصعيد الصناعي.

تتسم العلاقات الاقتصادية بين مصر والبحرين بالطابع الإيجابي، حيث تتمتع الدولتان بعلاقات تجارية وصناعية قوية. 


وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين620 مليون دولار امريكي في العام 2022

وزير الصناعة المصري أحمد سمير يلتقي وزير الصناعة البحريني عبد الله بن عادل فخرو  على هامش الاجتماع الرابع  للجنة العليا للشراكة الصناعية لتعزيز تعاون المشترك
  في البداية.. كيف تنظر مملكة البحرين إلى اللجنة العليا للشراكة الصناعية بعد مرور العام الثاني من انضمامها؟

تنظر مملكة البحرين إلى الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة على أنها الفرصة المثالية لتحقيق تكامل سلاسل الإمداد والتوريد الصناعي للدول الأعضاء، ولعل من حسن الطالع ان يتقاطع ذلك مع ركائز استراتيجية قطاع الصناعة (2022-2026) للمملكة. 
إن الوتيرة التي تعمل بها اللجنة العليا للشراكة الصناعية برئاسة أصحاب المعالي والسعادة الأخوة وزراء الصناعة في الدول الأعضاء في إدارة هذا التكتل الصناعي الهام، لهو محط تقدير وإعجاب واهتمام من عدد من الدول ومن قادتنا حفظهم الله ورعاهم، حيث تمخّض عن ذلك الإعلان عن عدد من المشاريع الصناعية التكاملية واتفاقيات إحلال الواردات، والتي تهدف لتقليل الواردات الأجنبية، بالإضافة إلى الإعلان عن عدد من المشاريع الصناعية المشتركة بين الدول، الأمر الذي يسهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتنمية مستدامة، وتذليل العقوبات أمام الاستثمارات الصناعية وزيادة مستويات التنسيق بين الدول الأعضاء في مجال الممكنات الصناعية.

نؤمن في مملكة البحرين بأن الشراكة الصناعية لها أهمية استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وتحقيق التكامل الصناعي والتكنولوجي، وأنها ستسهم في زيادة تنافسية الصناعات الوطنية، وتعزيز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

وبناءً عليه، فإن مملكة البحرين ملتزمة بالاستمرار في دعم هذه المبادرة، وتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء لتحقيق أهدافها المشتركة.

 

س/ ما أهمية استضافة مملكة البحرين الاجتماع الرابع اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية، ولا سيما أنه يتزامن مع توقيت صعب يشهد فيه العالم تحديات اقتصادية؟

 

منهجنا في العمل الحكومي في مملكة البحرين هو تطويع التحديات واقتناص الفرص وهذا ما ننهله من قيادة حكيمة من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتوجيهات سديدة من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والاهتمام البالغ منه الذي يُترجم في رعايته لهذا الحدث الهام.

سعدنا باستضافة الأخوة في مملكة البحرين التي تشهد اليوم طفرة صناعية، واهتمامًا منقطع النظير في خلق الفرص التي من شأنها زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الصادرات وطنية المنشأ علاوةً على إيجاد فرص العمل الواعدة.

وتمثل استضافة الاجتماع الرابع للجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية إضافةً مهمة لوضع مملكة البحرين على الخارطة الإقليمية كمركز جذب للاستثمار الصناعي، خاصةً مع العمل الدؤوب الذي يقوم به فريق البحرين في تمكين القطاع، واطلاق المبادرات النوعية والمبتكرة لنقله من التمكين إلى التكامل.


س/ ما لذي ركزت عليه  المباحثات بين الدول الأعضاء وما أهم المشروعات التي كنتم ترغبون المشاركة فيها؟

تخلل الاجتماع الرابع للجنة عرض لإنجاز توصيات الاجتماع الثالث وعرض المشاريع الصناعية المقترحة من القطاع الخاص من جميع الدول، كما تم الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الصناعية المشتركة بين الدول الأعضاء، ومن أهمها:

•  توريد كريات الحديد الخام  بقيمة استثمارية تقدر ب 2 مليار دولار من شركة حديد البحرين إلى حديد الإمارات لمدة خمس سنوات.

•  مشروع إنشاء مصنع للسيارات الكهربائية في الأردن بقيمة استثمار 80 مليون دولار، بالشراكة بين شركة دبليو موتورز الشريك الاستراتيجي لنيوتن موتورز الإماراتية، وشركة المناصير الأردنية.

• مشروع توريد 13 ألف طن سنويًا من مادة فلوريد من شركة مناجم الفوسفات الأردنية الأردنية إلى شركة ألمنيوم البحرين البحرينية.

•   مشروع توريد 52-66 ألف طن سنويًا من مادة السيليكا من مجموعة المناصير الأردنية إلى شركة ألمنيوم البحرين البحرينية.

 

أما بخصوص القطاعات التي نستهدفها هي ذات القطاعات المستهدفة تحت مظلة الشراكة، فأود التأكيد هنا على أهمية السعي لتنمية القطاع الصناعي ككل، مع التركيز على صناعات محددة حسب استراتيجية قطاع الصناعة (2022-2026) كصناعات الألمنيوم التحويلية، الصناعات الغذائية والدوائية، البتروكيماويات، أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة بالإضافة إلى صناعات الطاقة المتجددة.


س/ كيف تري تأثير اللجنة العليا للشراكة الصناعية على تطوير القطاع الصناعي في الدول الأعضاء؟

تستهدف الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة عددًا من الأهداف تتلخص في تأمين سلسلة التوريد والاكتفاء الذاتي، التوطين وتكامل سلاسل القيمة، الدفع بالصناعات المتكاملة ذات القيمة المضافة، التنمية الاقتصادية والتنويع وخلق فرص عمل، وأخيرًا التنمية الاقتصادية المستدامة.

 

وعليه فإن كل من اللجنة التنفيذية واللجنة العليا للشراكة الصناعية يقع على عاتقهم العمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص لإحداث تأثير إيجابي على تكامل القطاع الصناعي في الدول الأعضاء. وذلك من خلال عدة طرق، كالمساهمة في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الصناعة، من خلال التنسيق والتعاون وتوفير الممكنات، هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حجم التجارة البينية، وتعزيز المنافسة، وتحسين الإمكانات الصناعية، والعمل على تطوير القدرات الصناعية في الدول الأعضاء والتوسع في الصناعات الجديدة مثل صناعة السيارات، من خلال تبادل الخبرات والتكنولوجيا والممارسات الصناعية الناجحة، هذا من شأنه أن يساعد الدول الأعضاء على رفع كفاءة إنتاجها الصناعي، وتطوير منتجاتها، وبالتأكيد مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع أسعار السلع والخدمات واضطراب سلاسل التوريد، وذلك من خلال تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، وتبادل الخبرات والموارد.

 

س/ ما هي أبرز المشروعات الصناعية التي تطمح اللجنة لتأسيها وأي قطاعات صناعية ستركز عليها؟

تسعى اللجنة العليا للشراكة الصناعية إلى تشجيع القطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية ودعم الممكنات والخروج بشراكات استثمارية صناعية مشتركة بين الدول الأعضاء، وذلك في إطار السعي لتحقيق أهداف الشراكة، والمتمثلة في تعزيز التعاون الصناعي بين الدول الأعضاء، وتطوير القدرات الصناعية، ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

ومن أبرز القطاعات الصناعية المستهدفة في هذه الشراكة الزراعة والغذاء والأسمدة، صناعات الأدوية، الأنسجة والملبوسات، المعادن والبتروكيماويات والبلاستيك.

س/ كيف سيتم تمويل الاستثمارات الخاصة بمشروعات اللجنة، وهل ستأسس اللجنة صندوق استثمار مشترك للأنفاق على تنفيذ المشروعات التي تنتج عنها؟

يساهم القطاع الخاص في تمويل المشروعات الصناعية المشتركة من خلال الاستثمار المباشر المشترك، كما نعمل على اشراك المؤسسات التمويلية مثل البنوك أو الصناديق الاستثمارية في مناقشة المشاريع للتشجيع على التعرف على المشاريع ذات الاهتمام المشترك، كما قامت أبوظبي القابضة ADQ بتخصيص صندوقا استثماريا بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في المشاريع المنبثقة عن الشراكة التكاملية، وتم اشراك مجموعة من المؤسسات التمويلية الأخرى لمراجعة المشاريع والبحث في سبل تمويلها. كما تم عقد ورش عمل في الامارات والبحرين والأردن مع القطاع الخاص وغرف التجارة والصناعة ومجموعة من البنوك بهدف استعراض المشاريع والبحث عن خيارات التمويل.


س/ ماهي أهم المشروعات والشراكات التي وقعت على هامش الاجتماعات السابقة للجنة ؟

تتم المتابعة باستمرار على سير عمل المشاريع المعلنة وذات الأولوية في جميع القطاعات والتي بلغت قيمتها التقديرية الإجمالية 3.3 مليار دولار، حيث تم تنفيذ مشروع صناعة الأدوية بين شركة إماراتية وشركة أردنية، وثمانية مشاريع في مرحلة متقدمة من دراسات الجدوى والتنفيذ و6 مشاريع صناعية استثمارية جديدة قيد التحضير والنقاش، وتم الإعلان عن خمسة اتفاقيات مؤخرًا ضمن اجتماع اللجنة العليا للشراكة الصناعية في مملكة البحرين والتي تأتي نتاج لاستمرار المتابعة والبحث عن الفرص التكاملية وإحلال الواردات.

س/ هل هناك أي اتفاقيات جديدة بين الدول الأعضاء وقعت على هامش الاجتماع الرابع وكم بلغت قيمتها؟

نعم تم توقيع على ملحق انضمام المملكة الأردنية للنظام الأساسي للشراكة الصناعية التكاملية وتوقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في برامج المحتوى المحلي بين وزارة الصناعة والتجارة في مملكة البحرين ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة

 

س/ ما الأهمية التي مثلها انضمام المغرب للتحالف؟

أرى أن انضمام المملكة المغربية إلى الشراكة الصناعية هو خطوة مهمة استراتيجية في تعزيز التعاون والتكامل الصناعي، حيث يمتلك الاقتصاد المغربي أهمية كبيرة في المنطقة العربية، حيث يعد من أكبر الاقتصادات العربية، ويتمتع بإمكانات صناعية كبيرة، كما يتمتع المغرب بموقع جغرافي مميز، حيث يطل على البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، مما يوفر له ميزة استراتيجية في التجارة العالمية، بالإضافة العلاقات الاقتصادية بين المغرب والدول الأعضاء: تتمتع المغرب بعلاقات اقتصادية قوية مع الدول الأعضاء، مما يسهل عملية التعاون الصناعي بين الدول الأعضاء.

 

ومن المتوقع أن يضيف الاقتصاد المغربي للتحالف عددًا من المزايا كتعزيز التعاون الصناعي بين الدول الأعضاء، من خلال إنشاء مشروعات صناعية مشتركة، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا، علاوة على مساهمته في خلق فرص عمل جديدة في العديد من القطاعات الصناعية، بما في ذلك الصناعات التحويلية والصناعات الدوائية والصناعات التكنولوجية، بالإضافة إلى تعزيز القيمة المضافة للاقتصادات الوطنية، من خلال زيادة الإنتاج المحلي وخفض الواردات.

س/ ما سر اهتمام الدول بالانضمام للتحالف، وما الدول  المنتظر انضمامها بعد المغرب؟

أعتقد أن هناك عدة عوامل تساهم في زيادة اهتمام الدول العربية بالانضمام إلى لجنة العليا للشراكة الصناعية، كإدراك الدول لأهمية التعاون والتكامل الصناعي في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وسعيها إلى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع أسعار السلع والخدمات واضطراب سلاسل التوريد، من خلال تعزيز التعاون الصناعي، والإمكانات الصناعية الكبيرة التي تمتلكها الدول والتي يمكن استغلالها من خلال التعاون الصناعي. وفيما يتعلق بالدول التي من المنتظر أن تنضم إلى اللجنة بعد المغرب، يوجد هناك طلبات لدول أخرى تحت الدراسة والمناقشة.

س/ العالم يتحدث عن أهمية التحول للاقتصاد الأخضر.. هل ناقشتم اقامة أي مشاريع خضراء خلال الاجتماعات؟

نعم، تمت مناقشة أهمية إقامة مشاريع صناعية خضراء خاصة بعد الفرص الاستثمارية التي تبينت في مؤتمر الأطراف COP 28 الذي انعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة،  ولا تزال بعض المشاريع تحت المناقشة للوصول لمرحلة النضج.

 

س/ كيف يري رجال الاعمال البحرينيين الاقتصاد المصري وهل تتوقع زيادةالاستثمارات البحرينية خلال الفترة المقبلة؟

تمثل جمهورية مصر العربية أرضية خصبة للاستثمار، ويعمل رجال الأعمال بشكل قريب مع رجال الأعمال المصريين لإطلاق مشاريع مشتركة، خاصةً مع العمل الدؤوب الذي يقوم به الأخوة القائمين على جذب الاستثمارات، وتذليل الصعوبات، حيث ينظر العديد من المستثمرين لجمهورية مصر كبوابتهم لإفريقيا وخاصةً في القطاعات ذات الأهمية القصوى كصناعات الأدوية والصناعات الكيماوية والهندسية، والنسيجية والصناعات التعدينية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر والبحرين تعزیز التعاون الصناعی التعاون الصناعی بین الصناعیة التکاملیة المشاریع الصناعیة الشراکة الصناعیة فی تعزیز التعاون فی مملکة البحرین فی الدول الأعضاء الاجتماع الرابع عدد من المشاریع القطاع الصناعی القطاع الخاص وزیر الصناعة بالإضافة إلى الصناعیة فی الإعلان عن الصناعی فی صناعیة فی فی زیادة من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير الصناعة الإماراتي يبحث مع رئيس وزراء اليابان مستجدات الشراكة الاستراتيجية الشاملة

التقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، مع فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، بحضور وفد رفيع المستوى وسعادة شهاب الفهيم، سفير الدولة لدى اليابان.

ونقل سلطان الجابر تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى كيشيدا وتمنياته لليابان قيادةً وحكومةً وشعباً بمزيدٍ من التقدم والنماء والازدهار.

كما ناقش الجانبان مستجدات الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتنفيذ المشاريع والبرامج المتبادلة في إطارها.

وتأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين وتطلعاتهما لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتعزيز آفاق التعاون المشترك وتطويره في مختلف المجالات، وذلك في إطار مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم إطلاقها خلال زيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إلى اليابان في سبتمبر 2022.

والتقى الدكتور الجابر والوفد الإماراتي خلال الزيارة مع كاميكاوا يوكو، وزيرة الخارجية اليابانية، وكين سايتو، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، وتارو كونو، وزير التحول الرقمي، ويوشيماسا هاياشي، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لكل من بنك اليابان للتعاون الدولي، وشركة "إنيوس"، و"ميتسوي وشركاه"، وشركة "إنبكس"، وشركة "جيرا"، وشركة "إيتوتشو"، وشركة "هيتاشي"، ومجموعة "سوفت بنك".

وأكد خلال اللقاءات حرص القيادة في دولة الإمارات على مد وتعزيز جسور التواصل والتعاون، بما يخدم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وتناول الدكتور سلطان الجابر في لقاءاته أهمية تأمين إمدادات الطاقة، والاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من أجل الارتقاء بأداء قطاع الطاقة ورفع كفاءته، بالإضافة إلى تحفيز وتشجيع الابتكار، بما يساعد على استكشاف وتطوير وتطبيق المزيد من الحلول لتحفيز النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات، ودعم أهداف "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف "COP28".

وأشار إلى أن دولة الإمارات تبنّت منذ وقت مبكر تطوير وتنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة محلياً وإقليمياً وعالمياً، ودعا إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

وأشاد الدكتور سلطان الجابر خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الياباني بالعلاقات الثنائية التي تشهد تطوراً ملحوظاً في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما شملت المحادثات آخر مستجدات تنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات المشتركة وتعزيز آفاق التعاون.

كما التقى مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الاقتصادي، وسبل تعزيزه بما يخدم المصالح المشتركة، كما بحثا سبل تنمية التجارة، والاستثمار، والطاقة، والطاقة المتجددة، والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وعقد الدكتور الجابر اجتماعاً مع وزير التحول الرقمي حيث أكدا حرص البلدين الصديقين على التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف القطاعات الحيوية، ودعم وتشجيع الصناعات ذات الصلة، والعمل على استكشاف الفرص الاستثمارية المشتركة.

من جانبه، أكد الدكتور الزيودي، أن اليابان تعد من أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات “تاسع أكبر شريك تجاري عالمياً، والخامس على مستوى الواردات”، كما تعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لليابان بين دول مجلس التعاون الخليجي بالصادرات والواردات، حيث تستقبل 47% من الصادرات اليابانية إلى دول المجلس.

وقال معاليه “ تعد اليابان أيضاً شريكاً معرفياً محورياً لدولة الإمارات في مجالات التنويع الاقتصادي وقطاعات اقتصاد المستقبل القائمة على المعرفة والابتكار، وذلك بما تمتلك من مسيرة رائدة وحافلة في هذه المجالات”.

وأشار الدكتور الزيودي إلى أن زيارة وفد دولة الإمارات استهدفت تعزيز العلاقات الثنائية، وإبرام المزيد من الشراكات والاتفاقيات لتسريع وتحفيز النمو في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بما يدعم تعزيز التبادل التجاري، واستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية الجديدة لقطاعات الأعمال والشركات.

وشهدت الزيارة التوقيع والإعلان عن شراكات جديدة في مجالات استراتيجية وحيوية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة "أدنوك" وبنك اليابان للتعاون الدولي “JBIC” بشأن التمويل الأخضر بقيمة 3 مليارات دولار من شأنها أن تدعم مسيرة "أدنوك" الرائدة في خفض الانبعاثات وتبني الحلول منخفضة الكربون في عملياتها.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة "أدنوك" ووكالة الموارد الطبيعية والطاقة التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية - METI بشأن زيادة المخزون الاستراتيجي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في ظل تقلبات الأسواق وسلاسل الإمداد.

وتشهد العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً في ظل الإرادة المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين في الارتقاء بها إلى آفاق جديدة من النمو الاقتصادي المتبادل، وبما يخدم المصالح المشتركة، وذلك عبر تشجيع المزيد من التعاون في العديد من المجالات.

وتمثل دولة الإمارات مصدراً موثوقاً لتزويد اليابان بمصادر الطاقة، وشريكاً استراتيجياً في مختلف المجالات، وتعد أكبر مورد للنفط في اليابان، إذ بلغت صادراتها النفطية خلال شهر أبريل الماضي حوالي 35.8 مليون برميل “تمثل أكثر من 45% من واردات اليابان خلال الشهر” كما مثلت الصادرات النفطية في عام 2023 ما نسبته 44.7% من إجمالي واردات اليابان النفطية.

من جانب آخر، صدّرت دولة الإمارات إلى اليابان أول شحنة معتمدة من الأمونيا منخفضة الكربون في العالم، والتي تم إنتاجها باستعمال تقنية "التقاط الكربون وتخزينه" وذلك من خلال التعاون بين شركتي فيرتيغلوب وميتسوي اليابانية.

وتأتي هذه الشحنة ضمن جهود شركة "أدنوك" لتسريع تطوير سلاسل قيمة عالمية للهيدروجين منخفض الكربون والأمونيا.

كما قامت شركة "مبادلة للاستثمار" بالإعلان عن أول مشاريعها للطاقة المتجددة في اليابان، وذلك من خلال منصة الطاقة المتجددة “PAG REN I” التابعة لشركة "بي إيه جي" والمتخصصة بشكل أساسي في مجال توفير الطاقة الشمسية للشركات. وتهدف المنصة إلى تقديم خدماتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع التركيز بشكل أساسي على اليابان.

تجدر الإشارة إلى أنّ دولة الإمارات تعدّ مصدراً لحوالي 60% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى اليابان من منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2023، في حين استقطبت في المقابل حوالي 82% من إجمالي الاستثمارات اليابانية في دول الشرق الأوسط خلال نفس العام بزيادة بلغت 71% عن العام 2022 وذلك في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والنقل.

وبلغ إجمالي التبادل التجاري الإماراتي - الياباني في عام 2023 حوالي 47.4 مليار دولار، منها 15.6 مليار دولار مبادلات تجارية غير نفطية، نامياً بنسبة 6.1% مقارنةً بعام 2022.

ضم وفد الدولة الزائر كلاً من سعادة سعيد مبارك الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، ومصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في "أدنوك"، ومحمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وتوماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة بريسايت.

مقالات مشابهة

  • مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي يستقبل مدير عام «سيسرك»
  • وزير الصناعة الإماراتي يبحث مع رئيس وزراء اليابان مستجدات الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • مكتب أبوظبي للاستثمار يوقع اتفاقيات مساطحة لتطوير مشاريع مجتمعية
  • الصين تتولى رئاسة منظمة شنغهاي للتعاون للمرة الثانية
  • وزير الصناعة: التصديق الفوري لإعادة تشغيل ومساعدة المصانع المتعثرة
  • منظمة شانغهاي للتعاون تدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة التنسيق المعنية بمكافحة الاحتكار لمجموعة البريكس بجينيف
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة المنافسة ومكافحة الاحتكار لمجموعة البريكس بسويسرا
  • مصر تشارك في اجتماع لجنة التنسيق المعنية بمكافحة الاحتكار لمجموعة «البريكس» بجنيف
  • سلطنةُ عُمان تتقدم 5 مراكز في مؤشر الأداء الصناعي التنافسي لعام 2024