تطبيع إسرائيل والسعودية.. ديرمر وبرنياع ذراعا نتنياهو لإنجاح الصفقة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
سلط المحلل السياسي الإسرائيلي، يونا جيرمي بوب، الضوء على مستقبل التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الفريق الإسرائيلي، الموكل إليه مهمة إنجاح الصفقة قد يعمل بشكل أفضل في عام 2024 مما كان عليه في عام 2020، عندما جرى توقيع اتفاقيات إبراهيم لتطبيع علاقات الدولة العبرية مع الإمارات والبحرين.
وذكر بوب، في تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" وترجمه "الخليج الجديد"، أن تقديره بشأن مستقبل التطبيع بين السعودية وإسرائيل هذا العام يتعلق بإسناد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للمهمة إلى مسؤولين مختلفين عن صفقة اتفاقيات إبراهيم الأولى، وعلى رأسهم وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو منذ فترة طويلة.
وأوضح أن ديرمر يدير المسار الأمريكي للمفاوضات، وهناك عدد قليل من الإسرائيليين الذين يمكنهم مضاهاة معرفته بتعقيدات السياسة الأمريكية ولديهم القدرة على حشد الدعم في واشنطن مع الاحتفاظ بثقة نتنياهو أيضًا.
ومن جانب آخر، يلعب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد برنياع، دورًا رئيسيًا في الحفاظ على رؤية صفقة التطبيع، سواء في الرياض أو في واشنطن، إذ اضطلع في مرات عديدة بتوجيه المسؤولين الأجانب إلى التركيز على السبب الأكبر لإبرام الصفقة، وهو: المصالح المشتركة بين إسرائيل والسعودية، خاصة بعد التحركات والتصريحات الاستفزازية من بعض أعضاء الائتلاف الحكومي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
اقرأ أيضاً
سوليفان يلمح إلى إمكانية إتمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل
وينسق رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أيضًا مع نتنياهو بشأن صفقة التطبيع، وهو على اطلاع بتطورات الملف، وإن لم يمثل نفس القدر من أهمية الدور القيادي الذي يلعبه ديرمر وبرنياع.
وإضافة لذلك، تلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية دورًا رئيسيًا في بعض القضايا، بحسب بوب، إذ أن بعض الخلافات بين مسؤولي الموساد ومستشاري نتنياهو تتعلق بفكرة "العلنية"، إذ أن طرح العلاقات مع إسرائيل في الفضاء العام يفترض عادة أن يكون بمثابة لعنة للموساد، الذي اعتاد العمل في الظل، ولطالما أجرى اجتماعات سرية مع القادة العرب الذين لا يقيمون علاقات رسمية مع إسرائيل قبل سنوات من خروج العلاقات إلى العلن.
تصديق الشيوخ
ويأمل هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون معًا أن يصدق مجلس الشيوخ الأمريكي على مطالب السعوديين للتوصل إلى اتفاق التطبيع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ويأملون أن تكون المصالح المشتركة كافية للتوصل إلى اتفاق.
ويشير بوب، في هذا الصدد، إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ساعد في ترسيخ اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 وسيكون متحمسًا بلا شك لإلحاق السعودية بها إذا عاد إلى البيت الأبيض، "لكنه قد يكون أقل قدرة من الرئيس الحالي، جو بايدن، على حشد أصوات الثلثين من الحزبين في مجلس الشيوخ".
ففي عهد بايدن، من المرجح أن يدعم الديمقراطيون مثل هذه الصفقة لدعم محاولته لإعادة انتخابه، كما سيدعمها الجمهوريين لأسباب أيديولوجية، وهو ما لا يمكن ضمانه في عهد ترامب حال عودته إلى البيت الأبيض.
اقرأ أيضاً
خط إمداد بري يمر بالإمارات والسعودية لإنقاذ إسرائيل من حصار الحوثيين
ويلفت بوب إلى احتمال أن لا يصوت أي نائب ديمقراطي لصالح صفقة طرحتها إدارة ترامب لأسباب تتعلق بتصاعد العداء تجاه ترامب حينئذ، ووجود أفق محدود لمكاسب سياسية للديمقراطيين، إضافة إلى المشاعر العامة حول تعزيز العلاقات مع السعودية ومنح إسرائيل فوزًا دون تحقيق سلام نهائي مع الفلسطينيين.
وأيا ما كان سيناريو الاعتماد الأمريكي لصفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية فإن "اتفاقيات إبراهيم المنطقة إلى الأبد، بغض النظر عن كيفية تحقيقها"، حسبما يرى بوب، مشيرا إلى أن الخلافات بين المسؤولين عن إبرامها في إسرائيل باتت أقل مما كان عليه الحال في عام 2020 وقت إبرام الاتفاق الإبراهيمي.
فقد أكدت مصادر عديدة، وقت إبرام صفقة التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين، وجود توتر خطير بين رئيس الموساد آنذاك، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي، مائير بن شبات، ورونين ليفي، كبير مخططي التطبيع في عهد بن شبات.
وتبادل الطرفان السجال بشكل علني ومتكرر من أجل السيطرة على مساري التطبيع مع المغرب والسودان، وكان على نتنياهو أن يتدخل لحل الخلافات بينهما، بحسب بوب، مشيرا إلى أن بعض التوترات كانت ناجمة عن ترك كوهين خارج الصورة في جولات التفاوض النهائية، والتي تعامل معها ديرمر (سفير إسرائيل بالولايات المتحدة آنذاك) حتى سبتمبر/أيلول 2020، رغم أن كوهين وأسلافه هم من وضعوا الأساس لصفقات التطبيع بالمنطقة.
مذكرات نتنياهو
وفي مذكراته التي نشرها عام 2022، أشار نتنياهو إلى استبعاد كوهين ورفاقه بالموساد من مرحلة الاتفاق النهائي مع الإمارات، رغم اعترافه بدور كوهين وجهاز الاستخبارات الخارجية في العديد من جوانب اتفاق إبراهيم.
ووفقاً لنتنياهو، فإن 3 مسؤولين إسرائيليين فقط كانوا على علم بالمفاوضات النهائية في واشنطن في ذلك الصيف، والتي أدت إلى التوقيع على اتفاق إبراهيم، هم: ديرمر، وبن شبات، ووزير العدل الحالي، ياريف ليفين.
ولم يذكر نتنياهو أبدا سبب إبقاء الموساد خارج الصورة في الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الإمارات، لكن "جيروزاليم بوست" نقلت عن مصادرها ترجيحا بأنه "قد يكون من الصعب على بعض المسؤولين الأمنيين الحفاظ على الأسرار المتعلقة بالدبلوماسية، بينما قد يكون المسؤولين المقربين من نتنياهو أقل عرضة لتسريب تلك الأسرار".
لذا يرجح بوب مشاركة أكبر لبرنياع في حال إبرام اتفاق للتطبيع مع السعوديين، مشيرا إلى أنه شخصية مختلفة عن كوهين، الذي ترجح المصادر توليه منصبا عاما، بل ويتحدث البعض عنه علنًا باعتباره الرئيس المستقبلي لحزب الليكود.
ويُنسب لكوهين الفضل في العمليات الاستخباراتية الناجحة ضد إيران وتقديم مساهمات كبيرة في اتفاقيات إبراهيم حتى صيف عام 2020، وفي المقابل يعرف برنياع كيفية قيادة أدواته لكنه لا يسعى إلى تسليط الضوء على نفسه بالقدر الذي يسعى إليه كوهين، الأمر الذي قد يبقيه على اطلاع بتفاصيل الصفقة مع السعوديين حتى مرحلتها النهائية، حسبما يرى بوب.
اقرأ أيضاً
السعودية مستعدة لقبول "التزام سياسي" من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع
المصدر | يونا جيرمي بوب/جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية إسرائيل التطبيع غزة الإمارات البحرين نتنياهو الموساد اتفاقیات إبراهیم صفقة التطبیع مشیرا إلى أن مع الإمارات عام 2020
إقرأ أيضاً:
جيروزاليم بوست: هل فقدت إسرائيل نفوذها في صفقة أسرى غزة؟
قالت صحيفة جوريزاليم بوست إنه لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ إذا أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها ستجمد إطلاق سراح المحتجزين احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة تعرف أن سكان غزة لا يريدون العودة إلى الحرب، ولكنها لا تعرف بالضبط ما الذي تريده.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي انسحب من محور نتساريم، مما سمح للنازحين في جنوب القطاع بالعودة إلى منازلهم في الشمال، كما فتح جزئيا معبر رفح، متسائلة هل هذا يعني أن إسرائيل لم يعد لديها نفوذ في هذه المرحلة من الصفقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: حملة الصين المذهلة لجلب التأييد لخططها إزاء تايوانlist 2 of 2هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟end of listورأت الصحيفة أن ما تقول به إسرائيل اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بعد أن أعلن ترمب وكرر خطته الكبرى لإعادة توطين سكان غزة وإفراغ القطاع من سكانه بنقلهم إلى الدول العربية المجاورة وإعادة بناء المنطقة، مما أثار إدانة واسعة النطاق، على الفور من حماس والدول العربية، وفي وقت لاحق من داخل الحزب الجمهوري في واشنطن.
وقال مسؤول إسرائيلي "لا أعتقد أن حماس تريد تفجير الصفقة، ولكن من الواضح أن هذه الأزمة تهدف إلى اختبار الموقف، وهي أيضا رسالة تقول لترمب إذا كنت تعتقد أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية وأن كل شيء سوف يستمر كالمعتاد، فأنت مخطئ تماما".
إعلانوبالفعل بدأ النقاش في إسرائيل حول كيفية الرد، وبدأ الاستعداد العسكري، وأطلق الجميع التهديدات، وبدا الجيش الإسرائيلي مستعدا لسيناريو انهيار الصفقة، ولكن الفترة بين الاثنين والسبت طويلة في الشرق الأوسط، ويمكن أن يحدث الكثير في انتظار أن تحسم إسرائيل أمر ردها.
البحث عن تنازلات
ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن حماس تبحث هي الأخرى عما يجب القيام به في المرحلة التالية من الصفقة، وقد أرسلت وفدا إلى طهران لمناقشة ذلك، وهي تدرس خيارات مختلفة، من بينها تدمير الصفقة خلال المرحلة الأولى، خاصة أنها أعلنت صراحة أن إسرائيل انتهكت الاتفاق، بتأخير إعادة النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال.
غير أن حماس التي تشعر أحيانا أنها متفوقة -كما تقول الصحيفة- تعرف أن سكان غزة لا يريدون العودة إلى الحرب، كما أنها تستفيد من إطلاق سراح المحتجزين، ولكنها في نفس الوقت تعرف أنها تواجه عوائد متناقصة في هذه المرحلة والمراحل المستقبلية.
من ناحية أخرى، تعرف حماس أن ترامب يلتقي بملك الأردن عبد الله الثاني اليوم، وهي تعرف تعهده بأن الولايات المتحدة يمكن أن تسيطر على غزة، مما يمكن أن يؤول إلى نقل سكانها خارجها لإفساح المجال للدول الإقليمية التي تدفع لإعادة بناء القطاع المدمر، وهي لذلك ترفع من خطابها، على أمل أن تؤدي تهديداتها إلى الحصول على تنازلات.
وقد نددت حماس بتصريحات ترامب بشأن "شراء وامتلاك" غزة، وقالت إن "المنطقة الساحلية جزء لا يتجزأ من فلسطين"، وانتقد عضو مكتبها السياسي عزت الرشق ترامب قائلا إن "غزة ليست قطعة عقارية تشترى وتباع، بل جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة. غزة ملك لشعبها ولن يغادروها إلا بالعودة إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".