مصادر صحفية سودانية: الدعم السريع بمبنى الإذاعة والتلفزيون يتفاوض للاستسلام
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قالت صحيفة الأحداث السودانية نقلا عن مصادر في الجيش السوداني إن الصليب الأحمر الدولي بدأ مفاوضات مع قوات الدعم السريع، التي تحتل مبنى الإذاعة والتلفزيون في أم درمان منذ بداية الحرب يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، بهدف الاستسلام عبر عملية تفاوضية بسبب الحصار المفروض عليها منذ أكثر من شهر.
وأكد مصدر في الجيش للصحيفة أنهم وافقوا على دعوة الصليب الأحمر للتفاوض بسبب وجود أسرى في الإذاعة والتلفزيون، وأضاف أنهم بناء على طلب الصليب الأحمر أجّلوا الاقتحام الذي كان مخططا له الأسبوع الماضي.
وكانت وحدات من القوات المسلحة وفرق من قوات العمل الخاص التي تتمركز على بعد 500 متر من التلفزيون من الناحية الجنوبية، قد أحكمت حصارها على مباني الإذاعة والتلفزيون، مما قطع الإمداد عن قوات الدعم السريع داخل المبنى.
وكان شهود عيان قدا أكدوا أن قوات الدعم السريع أطلقت بعض الأسرى لديها من داخل الإذاعة والتلفزيون. كما ذكرت الصحيفة أن مجموعة أخرى تحتل منزل زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي القريب من مباني الإذاعة والتلفزيون، أبدت هي الأخرى رغبتها في الاستسلام، لكن الصليب الأحمر لم يتوصل معها لاتفاق حتى الآن. وقالت الصحيفة إنها تواصلت مع الصليب الأحمر بشأن هذا الموضوع، إلا أنها لم تتلق ردا منه.
الخارجية تدين قطع الاتصالاتعلى صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية السودانية إن ما سمتها مليشيا الدعم السريع قطعت في الأيام القليلة الماضية الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت في أجزاء واسعة من البلاد.
وأضاف البيان الصادر أمس الاثنين أن "هذه الجريمة لها آثار كارثية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، وستفاقم معاناة المدنيين المستمرة".
وأشار البيان إلى أن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت يعني توقف التحويلات المصرفية والخدمات المالية الرقمية التي أصبحت شريان الحياة بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين في ظل توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية ووسائل كسب العيش، وأضاف أنه يعيق انسياب الخدمات الإنسانية من علاج ومساعدات وجهود إنقاذ العالقين، فضلاً عن تعذر التواصل بين السودانيين في الداخل والخارج وبين الولايات المختلفة.
واعتبر البيان أن ما أسماه "السلوك الإجرامي للمليشيا" يقدم "دليلاً جديدا على أنها تنفذ مخططا كاملا بإشراف رعاتها الخارجيين لتدمير البنيات الأساسية ومقومات الدولة في السودان، والذي تستعين في تنفيذه بمرتزقة أجانب"، بحسب وصفه.
وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع وضعت يدها من قبل على المراكز الرئيسية لشركات الاتصال، واتهمها بأنها "نهبت وخربت عددا كبيرا من فروع ومعدات شركات الاتصالات خاصة في ولايات دارفور، مما ألحق أضرارا بعيدة المدى بالشبكات هناك".
ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية والإنسانية وحكومات الدول التي يهمها تحقيق السلام في السودان إلى إدانة "هذه الجريمة البربرية"، حسبما ورد في البيان.
انقطاع عن العالموكان خبير ومسؤول سابق في هيئة الاتصالات السودانية قد قال للجزيرة إن قوات الدعم السريع أمرت بالفعل شركتي "سوداني" و"إم تي إن" للاتصالات بقطع خدمات الاتصال والإنترنت عن 36 مليون مشترك في البلاد، لعدم تمكن شركة "سوداتل" من صيانة كيبل شبكة الألياف الضوئية لدارفور بسبب الحرب، مما أدى إلى خروج عدد من ولايات دارفور من خدمة الاتصالات والإنترنت.
وأكد المسؤول السابق في هيئة الاتصالات -الذي فضل حجب اسمه- أن قوات الدعم السريع تسيطر على المناطق التي توجد فيها الخوادم الرئيسية للشركتين، وحذر من أن الإشكال يتعدى انقطاع الاتصالات والإنترنت للتأثير على التطبيقات البنكية، كما أن إغلاق الخوادم الرئيسية بصورة عشوائية أو تخريبها يصعب عملية إعادة التشغيل وربما يتسبب في انقطاع السودان عن العالم تماما لمدة طويلة.
وقال عاملون في شركات الاتصالات بالسودان للجزيرة إن خدمات الاتصالات والإنترنت تواجه مشكلات أمنية ولوجيستية تسببت في توقف شركتين من شركات الاتصالات الرئيسية بالبلاد، فضلا عن خروج ولايات بالكامل من التغطية.
وتوقع المسؤول السابق أن تلحق شركة "زين" الكويتية (المشغل الأكبر في السودان) بشركتي "سوداني" و"إم تي إن" الجنوب أفريقية، مما يمثل تطورا خطيرا في مسار الحرب وانتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، على حد قوله.
وعبّرت جهات حقوقية وناشطون سودانيون عن قلقهم من أن يؤثر الانقطاع المستمر للإنترنت، لليوم الثالث على التوالي، على الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتهيئة الظروف لارتكاب جرائم جديدة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) -الذي كان نائبا لرئيس مجلس السيادة قبل اندلاع الصراع- حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتصالات والإنترنت الإذاعة والتلفزیون قوات الدعم السریع الصلیب الأحمر
إقرأ أيضاً:
"الإذاعة والتلفزيون" و"الوطني للتعليم" يتعاونان لتعزيز التحول الرقمي
وقعت هيئة الإذاعة والتلفزيون، والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني اتفاقية تعاون؛ بهدف رفع كفاءة استخدام التقنيات الرقمية في الإعلام، وتعزيز إنتاج المحتوى الإعلامي التفاعلي، وذلك على هامش أعمال المنتدى السعودي للإعلام 2025، الذي انطلق اليوم في العاصمة الرياض، بمشاركة أصحاب المعالي والمسؤولين والخبراء والمختصين، وصنّاع القرار في مجال الإعلام على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية.
وركزت الاتفاقية على تمكين ممارسي التعليم والتدريب الإلكتروني لمنسوبي هيئة الإذاعة والتلفزيون، عبر ورش عمل متخصصة، إضافةً إلى تقديم الدعم من المركز الوطني للتعاون الإلكتروني في بناء مسارات تعليمية متقدمة، والتعاون المشترك في الدراسات والأبحاث، إلى جانب الإسهام في تطوير المؤشر الوطني للتعليم الإلكتروني.
#فيديو | خلال فعاليات #المنتدى_السعودي_للإعلام 2025، توقيع اتفاقية تفاهم بين #هيئة_الإذاعة_والتلفزيون و #المركز_الوطني_للتعليم_الإلكتروني. pic.twitter.com/ltRYsd30w6— هيئة الإذاعة والتلفزيون (@SBAgovSA) February 19, 2025التحول الرقميويشمل التعاون تقديم الاستشارات من المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في مجالات التحول الرقمي، ودعم البحث والتطوير والابتكار من خلال مبادرة البيئة التجريبية للذكاء الاصطناعي، إضافة لتبادل البيانات بين الطرفين لتحقيق التكامل التقني، والتعاون في إنتاج ونشر المحتوى الإعلامي المشترك، بما يخدم الأهداف الاستراتيجية المشتركة للمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وهيئة الإذاعة والتلفزيون.
أخبار متعلقة رحلة بناء التميز.. الحكومة الرقمية تكرّم هيئة الإذاعة والتلفزيونفي 3 مجالات.. إطلاق أول أكاديمية للتعلم مدى الحياة بالمملكةالسعودي الحائز على "نوبل للتعليم" يفتح قلبه لـ"اليوم": أتقرب للطلاب عبر الاستماع لمشاكلهميذكر أن النسخة الرابعة من المنتدى السعودي للإعلام لهذا العام 2025م، الذي تحتضنه العاصمة الرياض خلال الفترة من 19 - 21 فبراير، يحظى بمشاركة كبيرة للإعلاميين من أنحاء العالم كافة؛ بهدف مواكبة التطورات، ومناقشة الرؤى والأفكار الإعلامية الحديثة، وبحضور ومشاركة نخبة من الخبراء والمختصين والدبلوماسيين وقادة الإعلام والفكر من الداخل والخارج، لتعزيز ونقل الخبرات وصناعة التأثير، للارتقاء بصناعة المحتوى الإعلامي.