لبنان ٢٤:
2025-02-28@21:21:44 GMT

بين بري ونصرالله.. هذا ما حصل عسكرياً!

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

بين بري ونصرالله.. هذا ما حصل عسكرياً!

إعلانُ رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤخراً إستمراره بـ"المقاومة الدبلوماسية" المساندة لـ"حزب الله" ضد العدو الإسرائيلي في ظلّ معارك الجنوب، يطرح معادلة مؤازرة جديدة لا يمكن للحزب أن يتنازل عنها في ظل الواقع القائم.
حقاً، يُعتبر بري "صمام أمانٍ" للحزب.. هذا ما تقوله مصادر الأخير لـ"لبنان24"، مشيرة إلى أنه "بناء للسبب المذكور، لا يسأل الحزب بتاتاً عن تفاصيل حراك برّي مع الموفدين الدوليين الذين يتابعون عن كثب أحداث جنوب لبنان، ويسعون إلى فرض معادلات تساهم في تحصين أمن إسرائيل بالدرجة الأولى".


ماذا فعل بري؟
بدورها، تقول مصادر مقربة من "الثنائي الشيعي" لـ"لبنان24" إن بري يُمثل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الموقف الوطني المرتبط بالمقاومة، فالطرفان يتلازمان تماماً في الموقف، كما أنّ بري يعي تماماً ما يفعله نصرالله ميدانياً والعكس صحيح.
ما يتبين هو أن "الأستاذ" شكّل "الحصانة" الرسميّة لـ"حزب الله" ولنصرالله، فهو الذي يُفاوض عن الحزب بشأن الطروحات الأخيرة المرتبطة بإنهاء جبهة الجنوب، وآخرها الخطة الأميركية التي تنص على إنسحاب "حزب الله" لمسافة تصل إلى 8 كيلومترات عن الحدود، مع منح لبنان "جزرة إقتصادية".
بالنسبة لبري، فإنّ القبول بأيّ طرحٍ يؤثر على قوة "حزب الله"، يعتبر "خطّا أحمر" لا يمكن تجاوزه بتاتاً، كما أن مسألة إنسحاب الحزب من الجنوب بناء للرغبة الإسرائيلية "ليست واردة" على الإطلاق.
المصادر توحي أن بري لن يُقدم على القبول بهذا الطرح، كما أن إجابته ستكون محسومة بـ"لا" من دون مراجعة حارة حريك بالأمر. الأهم من هذا كله هو أنّ بري وبإعلانه إندماج "حركة أمل" في معارك الجنوب، يعني أنه بات طرفاً قتالياً بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن أي إنسحاب للحزب سيعني إنسحاباً لـ"أمل" أيضاً.. فهل ستقبل الطائفة الشيعية بذلك؟ هل سيقبل بري ونصرالله بـ"تفريغ" الجنوب من المقاتلين؟
ما فعله بري هنا هو أنه لم يترك "حزب الله" بمفرده أمام "مقصلة الإقصاء" بل إنضمّ إليه مُسانداً، فبات القتال مشتركاً، وبالتالي الشروط التي سيتلقاها الحزب ستتلقاها "أمل". في المشهدية هذه تتجلى "وحدة الحال"، في حينِ أنَّ المسألة الأكثر تأثيراً هي أن بري وبتبنّيه لغة الميدان، بات مفاوضاً من البوابة العسكرية أيضاً، فهو القائد الأعلى لـ"حركة أمل" قبل أن يكون رئيساً للبرلمان. بري هو رئيس حركةٍ لديها الآن ثلة من المقاتلين في الجنوب، وبالتالي فإن نقاشه مع الأميركيين أو الفرنسيين بشان حلحلة أزمة الجبهة الجنوبية، سيكون من منطلق عسكري، وليس فقط من البوابة الدبلوماسية والسياسية.
أمام كل ذلك، ما يظهر هو "الإستاذ" بات يلعب أكثر من دورٍ في آنٍ واحد، وهذا الأمر يُريح "حزب الله" كثيراً، كما أنه يُعزز دور الطائفة الشيعية، ويلغي نظرية الإستفراد بـ"الحزب" على صعيد إستهدافه وحيداً. التأثير الأكثر ثباتاً هنا يندرج في أن ما يقوله بري يصل إلى الأميركيين من بوابة القوة، فهؤلاء بحاجة للتنسيق مع رئيس البرلمان وعدم إستبعاده، كما أنهم يعون تماماً دور الأخير إلى جانب "حزب الله" سواء من ناحية المساندة الشعبية أو السياسية.
في هذا الإطار، يمكن تثبيت نظرية أن الأميركيين، "لن يتركوا" عين التينة رغم الموقف "العسكري" الصريح لبري. بشكل أو بآخر، فإن "رئيس المجلس" استطاع أن ينقل "حزب الله" إلى طاولة التفاوض علناً، كونه يتحدث باسمه دبلوماسياً، وبالتالي بات الأميركيون على تواصل مع الحزب ولكن من بوابة بري حصراً.
إنطلاقاً من كل ما تقدّم، يتضح تماماً أن بري نسف مباشرة أي شكوك بشأن أي مساومات، فانضمامه إلى جبهة الحزب عزّز من الثقة داخل الطائفة الشيعية وبالتالي زاد من تماسكها وتعاضدها في وجه إسرائيل. وبذلك، يمكن اعتبار أن الحرب جمعت "الإخوة" أكثر رغم بعض الإفتراقات السياسية، وقد تكون معركة الجنوب تكريساً لإعادة تثبيت مبدأ المقاومة "العابرة" لـ"حزب الله" وغير المقتصرة عليه. فمثلما للأخير دور، فإن لـ"أمل" دور أيضاً وما من جهة يمكن أن تغطي على هذا الأمر بتاتاً، لا في الدبلوماسية ولا في الميدان.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله کما أن

إقرأ أيضاً:

حين يمنح حزب الله الثقة للحكومة.. الخيار الوحيد المطروح حاليا

منذ أن خرجت حكومة الرئيس نواف سلام ببيان وزاريّ "خالٍ" من عبارة "المقاومة"، بخلاف الحكومات المتعاقبة طيلة سنوات، بما فيها تلك التي تخلّت عن ذكر "المعادلة الثلاثية" بالحرف، اتجهت الأنظار نحو الموقف الذي يمكن أن يتّخذه الحزب إزاء ذلك، ولو أنّ المؤشّرات أوحت بأنّه لن يعترض، فالبيان أقِرّ من دون "تحفّظ" أيّ من الوزراء المحسوبين على "الثنائي الشيعي"، وبينهم من هو محسوب على "حزب الله" نفسه.
 
زادت التساؤلات عندما خرج بعض خصوم "حزب الله" الممثَّلين في الحكومة، ليوحوا بأنّ مهمّتها الأساسية ستكون بعنوان "نزع السلاح"، باعتبار أنّ "مهمّته انتهت"، وهو ما ردّده العديد من النواب في الأيام الأخيرة، وقد جاء للمفارقة، منسجمًا مع "حملة" قادها بعض المحسوبين على الحزب، ولو غير المنتمين إليه، أو التابعين له، ممّن تحدّثوا عن تدخّلات خارجية، وتحديدًا أميركيّة، في تفاصيل التفاصيل الحكوميّة.
 
إلا أنّ "حزب الله" اختار أن يحسم الجدل منذ اللحظة الأولى لجلسة مناقشة البيان الوزاري، إذ لم يكتفِ رئيس كتلته النيابية محمد رعد بمنح الثقة للحكومة، بل أعلن "التعاون معها"، حتى إنّه وصف عناوين البيان الوزاري بـ"الجميلة"، معتبرًا أنّ "المشكلة ليست في النوايا، بل في منهجية العمل والانقسام الوطنيّ"، فهل يمكن القول إنّ الحزب "يناقض" نفسه، طالما أنّه "يثق" بحكومةٍ يقول المقرّبون منه إنّ هدف من يقف وراءها "نزع سلاحه"؟!
 
هل من تناقض؟
 
يقول العارفون إن موقف "حزب الله" من الحكومة، يمكن أن يُفهَم في السياق العام، الذي دلّ عليه الأداء السياسي منذ اليوم الأول من انخراط الحزب في "التسوية الرئاسية" التي أوصلت مرشحًا رئاسيًا لم يكن "مفضّلاً" لدى الحزب، ولكن بأصوات نوابه، ومن ثمّ "غضّ الطرف" عمّا اعتبره "خديعة" تعرّض لها في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، حين خرج النائب رعد نفسه بخطاب "صادم" خُلّد في الذاكرة.
 
مع ذلك، فقد غضّ "حزب الله" سريعًا النظر عن هذه "الخديعة"، مكتفيًا بتسجيل موقف لم يتجاوز مقاطعة الاستشارات النيابية "غير الملزمة أساسًا"، في مجلس النواب، لينفتح بعدها مباشرة على رئيس الحكومة، وفق مبدأ "لا حول ولا قوة" ربما، متلقّفًا بذلك الكلام الإيجابي الذي خرج به رئيس الحكومة عن أنه ليس من أهل الإقصاء والإلغاء، وهو ما اعتُبِر إشارة "حسن نيّة"، استند إليها الحزب، ليعلن بعد ذلك "تفاهمه" مع الرجل على الحصّة الشيعيّة.
 
ويبدو أنّ الأمر نفسه تكرّر مع البيان الوزاري، حيث تجاوز "حزب الله" الملاحظات التي ساقها المقرّبون منه والمحسوبون عليه على هذا البيان، خصوصًا لجهة خلوّه من عبارة "المقاومة"، علمًا أنّ النائب رعد حاول أن "يقلّل من شأن" هذه النقطة التي أثارت البيئة الحاضنة للحزب، حين قال إنّ عناوين البيان الوزاري "جميلة ورد الكثير منها في بيانات سابقة"، ملمّحًا بذلك إلى أنّ الصياغة هي التي تغيّرت، وليس الجوهر، وهذا هو الأمر الأساسيّ.
 
موقف "حزب الله"
 
إزاء ذلك، يقول العارفون بأدبيّات الحزب إنّ الأخير لا يرى "تناقضًا" بين منحه الثقة للحكومة، وثابتة المقاومة التي يتمسّك بها، فهو يعتبر أنّ روحية المقاومة موجودة في البيان الوزاري، بل هو يعتبر أنّ "قمّة التناقض" تتمثّل في عدم إعطاء الحكومة الثقة، فكيف يمكن أن يكون ممثَّلاً في الحكومة، ومشاركًا فيه، ولو بصفة غير مباشرة، ومن ثمّ يتحفّظ عليها، أو يحجب الثقة عنها، علمًا أنّ موقفًا من هذا النوع سيفتح "مواجهة" ليست في مصلحته في الوقت الحالي.
 
 بهذا المعنى، ثمّة من يعتبر أنّ الحزب قد يكون متحفّظًا على بعض الإشكاليّات المرتبطة بالحكومة، منها مثلاً ما يُحكى عن إملاءات خارجية تخضع لها، ويندرج في هذا السياق قرار منع هبوط الطائرات الإيرانية، إلا أنّه يعتبر أنّ الموقف الصحيح يفترض أن يكون "استيعابيًا"، لأنّ اعتراضه، وربما خروجه من الحكومة، سيسمح لبعض الأطراف الممثلة بها، أن "تنقضّ عليه"، وبعضها لا يخفي رغبته في "القضاء عليه"، بصورة أو بأخرى.
 
وأبعد من ذلك، وربما انطلاقًا منه، يقول العارفون إنّ "كلمة السرّ" في أداء "حزب الله"، وغضّه النظر عن الكثير من التفاصيل، تكمن في أنه "بحاجة" للحكومة، أكثر ممّا هي بحاجة إليه ربما، بل إنّه قد يكون اليوم في أكثر المحطات "حاجة" إلى وجوده في السلطة والحكومة، لمواكبة الكثير من الاستحقاقات الأساسية بالنسبة إليه، ما بعد الحرب الأخيرة على لبنان، بما في ذلك معالجة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، ولكن أيضًا ورشة إعادة الإعمار.
 
يقول مؤيّدو "حزب الله" إنّ الحكومة الحاليّة ليست "الأفضل" بالتأكيد، في ظلّ الكثير من "الملاحظات" على تركيبتها ورئيسها، إلا أنّهم يؤكّدون في الوقت نفسه، أنّ "التعاون" معها قد يكون "الخيار الوحيد" المطروح في الوقت الحالي، أقلّه بموجب دراسة مقارنة بين المكاسب والخسائر، وهو "تعاون" يبدو منسجمًا شديد الانسجام مع قرار "حزب الله" الركون إلى الدولة، أقلّه ريثما ينهي "ورشته الداخلية" لأخذ دروس الحرب الأخيرة!
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • كيف تنعكس دعوة أوجلان على الصراع بين العمال الكردستاني وتركيا؟
  • إفتراق بين حزب الله وجمهوره.. هذه قصة الثقة
  • غارة إسرائيلية قرب ضريح هاشم صفي الدين
  • مرحلة ما بعد نصر الله.. محللون يشرحون التحديات أمام حزب الله
  • أوجلان يدعو لحل حزب العمال وإلقاء السلاح
  • مجموعة الأزمات: سلاح حزب الله يمثل تحديا للقيادة الجديدة في لبنان
  • نهاية حزب عظيم
  • حين يمنح حزب الله الثقة للحكومة.. الخيار الوحيد المطروح حاليا
  • حزب الله والخسارة: المراجعة مطلوبة
  • استئناف مناقشة البيان الوزاري للحكومة اليوم.. واشنطن: لا مكان لحزب الله في رؤيتنا للبنان