صوت البرلمان السنغالي أمس الاثنين لصالح تأجيل الانتخابات الرئاسية في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا حتى 15 ديسمبر في عملية تصويت فوضوية جرت بعد أن فضت قوات الأمن محاولة المعارضة لمنع التصويت – وأخرجت هؤلاء المشرعين بالقوة من المبنى التشريعي.

وقدم اثنان من مرشحي المعارضة طعونًا قانونية ضد قرار الرئيس السنغالي ماكي سال بتأجيل انتخابات 25 فبراير، بحسب ما أوردته إذاعة صوت أمريكا.

ويعني أحد أحكام مشروع قانون تأجيل الانتخابات، الذي اعتمدته الجمعية الوطنية، أن ولاية سال – المقرر أن تنتهي في 2 أبريل – سيتم تمديدها حتى إجراء الانتخابات الجديدة.

وكان سال قد أعلن في يوليو الماضي أنه لن يسعى لولاية ثالثة في منصبه.

وحث الاتحاد الأفريقي حكومة السنغال على تنظيم الانتخابات "في أسرع وقت ممكن" وحث مرشحي المعارضة "على حل أي نزاع سياسي من خلال التشاور والتفاهم والحوار الحضاري".

واندلعت الاحتجاجات خارج مبنى البرلمان أمس الأول الأحد وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بينما أحرق المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق وهتفوا “ديكتاتور ماكي سال”، وأُلقي القبض على عدة أشخاص، بالإضافة إلى اثنين من مرشحي المعارضة، من بينهم رئيسة الوزراء السابقة أميناتا توري، التي أُطلق سراحها فيما بعد.

وكان الاستقرار السياسي في السنغال هشًا لمدة عام تقريبًا بعد أن قطعت السلطات الوصول إلى الإنترنت في يونيو 2023 عندما اشتبك أنصار زعيم المعارضة عثمان سونكو مع قوات الأمن.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ السنغال التي يتم فيها تأجيل الانتخابات الرئاسية، وأدان زعماء المعارضة دعوة سال للتأجيل ووصفوها بأنها "انقلاب".

وقال مجاهد دورماز، كبير المحللين في شركة فيريسك مابلكروفت لاستشارات المخاطر العالمية، إن الخبراء يشعرون بالقلق من أن التأخير الانتخابي "يعكس تراجعا ديمقراطيا حادا" في السنغال.

وأضاف دورماز لوكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية: "إن العجز المتزايد في الديمقراطية لا يهدد فقط بتشويه سمعة السنغال كمنارة للاستقرار الديمقراطي في المنطقة، بل يشجع أيضًا الممارسات المناهضة للديمقراطية في غرب إفريقيا".

وغالبًا ما يتم الإشادة بالسنغال لاستقرارها في منطقة غرب إفريقيا ولم تشهد انقلابًا منذ استقلالها عن فرنسا في الستينيات لكن ردود الفعل على الاحتجاجات الأخيرة لم تبعث الثقة في قدرة البلاد على الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي وانخفضت السندات السيادية الدولارية للسنغال بشكل حاد.

وفرضت الحكومة السنغالية قيودًا على الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وقال مديرو شبكة "وولف" التلفزيونية الخاصة، التي انقطعت إشارتها خلال بث احتجاجات الأحد، إن رخصة البث الخاصة بها ألغيت.

وقال المكتب الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا لمنظمة العفو الدولية في بيان إن "إغلاق الحكومة المفاجئ لخدمات الإنترنت عبر بيانات الهاتف المحمول وبث قناة Walf TV... يشكل اعتداء صارخا على الحق في حرية التعبير وحقوق الصحافة التي يحميها دستور السنغال".

ودافعت وزارة الاتصالات والاتصالات والاقتصاد الرقمي في السنغال عن القرار، وقالت إن خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول قُطعت يوم الاثنين "بسبب نشر العديد من رسائل الكراهية والتخريب التي تم نقلها على شبكات التواصل الاجتماعي في سياق التهديدات والإخلال بالنظام العام".

وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش السنغال من احتمال أن تفقد علامتها الديمقراطية.

وقالت في بيان "لطالما اعتبرت السنغال منارة للديمقراطية في المنطقة وهذا الآن في خطر".

مضيفة أنه "يتعين على السلطات أن تتحرك لمنع العنف، وكبح جماح قوات الأمن المسيئة، وإنهاء هجومها على المعارضة ووسائل الإعلام وينبغي لها احترام حرية التعبير والتجمع، واستعادة الإنترنت، وإعادة السنغال إلى مسارها الديمقراطي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: برلمان السنغال الرئاسية البرلمان السنغالي الرئيس السنغالي ماكي سال تأجیل الانتخابات قوات الأمن

إقرأ أيضاً:

اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات

ليبيا – أوحيدة يطرح تساؤلات حول دور المبعوثة الأممية الجديدة وتأثيرها على العملية السياسية

تعيين المبعوثة الأممية وأثرها على القرار المحلي

طرح عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة تساؤلات حول تأثير تعيين المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا على العملية السياسية، ومدى إمكانية أن يؤدي هذا التعيين إلى سحب القرار المحلي لصالح سيطرة خارجية.

أوحيدة، خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” وتابعته صحيفة المرصد، أكد أنه لا توجد معايير واضحة تسمح بتحويل القرارات السياسية الليبية إلى سيطرة خارجية، إلا إذا كان هناك سيناريو يهدف إلى استغلال ليبيا بشكل مباشر.

وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن لا تفرض وصاية على ليبيا، بل تهدف إلى تقديم الدعم فقط، لكنه اعتبر أن أزمة ليبيا تُدار حاليًا بأسلوب “بيزنس تو بيزنس”، سواء من قبل الأطراف الداخلية أو الخارجية.

التعامل الدولي مع الأزمة الليبية

أوضح أوحيدة أن الدول المهيمنة على الأزمة الليبية تتعامل فيما بينها ومع البعثة الأممية بنفس الأسلوب التجاري، دون اعتبار لشرعية الأطراف الليبية. وأضاف أن البعثة الأممية لا تمتلك مبررات لسحب الصلاحيات من السلطة التشريعية الليبية، خصوصًا بعد توافق مجلسي النواب والدولة على القوانين الانتخابية.

أزمة الثقة والانقسام السياسي

وأكد أوحيدة أن أزمة الثقة بين الأطراف الليبية تعمقت، مع انقسام سياسي واضح بين جهتين لا تثق إحداهما بالأخرى. ولفت إلى أن الليبيين فقدوا الأمل بعد سنوات من الأزمات، مشيرًا إلى أن الأخطاء بدأت بعد 17 فبراير، عندما تم تبني مسار خاطئ أدى إلى الوضع الراهن.

وأشار إلى أن الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس، بدعم من دول خارجية، هي التي تعطل الانتخابات، رغم جاهزية القوانين.

انتقادات للبعثة الأممية والأطراف السياسية

انتقد أوحيدة المبعوثين الأمميين السابقين، مشيرًا إلى أن كل مبعوث جديد يعيد نفس الحلول دون نتائج ملموسة. كما اعتبر أن المبعوث السابق عبد الله باتيلي كان يدعم القوانين الانتخابية ولكنه غض الطرف عنها لاحقًا، بينما وصف غسان سلامة بالصادق الوحيد الذي تعرض لمحاربة من الجميع.

دعوة لإجراء الانتخابات

أكد أوحيدة أن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو الذهاب إلى الانتخابات، موضحًا أن القوانين الانتخابية جاهزة، وأن الليبيين يجب أن يختاروا من يمثلهم. وانتقد السلوكيات التي وصفها بالمسيئة لبعض الشخصيات السياسية، مشددًا على ضرورة احترام القضاء الليبي الذي أقر بشرعيته كعضو منتخب.

مقالات مشابهة

  • تنسيقية الأحزاب تلتقي برلمان الشباب البيلاروسي لتبادل الخبرات حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • تأجيل استئناف عامل على حكم معاقبته بالسجن 10 سنوات
  • اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات
  • لوكاشينكو يكتسح الانتخابات الرئاسية في بيلاروس والغرب يندد
  • لوكاشينكو يفوز في الانتخابات الرئاسية في بيلاروس
  • باباجان يعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية التركية
  • لوكاشينكو يفوز في الانتخابات الرئاسية البيلاروسية
  • لوكاشينكو يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروس بنسبة 86.82%
  • لوكاشينكو يحصد 86.82% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية
  • لوكاشينكو يقترب من الفوز بفترة رئاسية جديدة لـ بيلاروسيا