مريم فرحات أم نضال.. خنساء فلسطين
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
مناضلة وسياسية فلسطينية، وقيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونائبة في المجلس التشريعي بغزة عن كتلة التغيير والإصلاح، ولدت عام 1949 وعاشت حياة حافلة بقصص الفداء، اشتهرت بلقب "خنساء فلسطين" بعد أن دفعت أبناءها للانخراط في صفوف كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس. استشهد 3 منهم وتلقت أخبارهم بصبر وثبات، توفيت بعد صراع شديد مع المرض عام 2013.
وُلدت مريم محمد يوسف محيسن فرحات يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1949 في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة الواقع جنوب غربي فلسطين، لأسرة بسيطة، ونشأت مع 10 إخوة و5 أخوات.
الدراسة والتكوين العلميتفوّقت في دراستها وأنهت المراحل الأساسية في مدارس غزة، والثانوية في مدرسة الزهراء. تزوجت وهي في بداية المرحلة الثانوية بفتحي فرحات، إلا إن ذلك لم يمنعها من استكمال مسيرتها الدراسية فحصلت على شهادة الثانوية العامة وهي حامل بمولودها الأول.
تأثرت منذ طفولتها بمحيطها، إذ فتحت عينيها على أحداث ما بعد النكبة، ثم عاشت أحداث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وتأثرت بالمد القومي بداية ستينيات القرن الماضي، ثم شهدت أحداث النكسة عام 1967، وفي أواخر ستينيات وبداية سبعينيات القرن الـ20 انتمت إلى الحركة الإسلامية وأصبحت أمينة مكتبة المجمع الإسلامي.
وفور تأسيس حركة حماس عام 1987 انضمت إليها، وبدأت تؤوي المطارَدين من كتائب القسام أمثال محمد الضيف وعوض سلمي ورائد الحلاق وأيمن مهنا وغيرهم في بيتها.
كان من أهم من آوتهم عماد عقل، أحد أبرز مؤسسي الكتائب، رغم أن سنه لم يتجاوز حينها 22 عاما، حيث اختبأ وعدد من رفاقه في منزلها بحي الشجاعية ما يقارب عاما كاملا.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993 حاصرت قوات مكونة من 60 مدرعة المنزل وخاضت اشتباكا عنيفا مع عماد ورفاقه الذين رفضوا الاستسلام وارتقوا شهداء في اليوم ذاته.
انضم أبناؤها لكتائب القسام، واستمرت هي بدعمهم فكانت تزور مقراتهم وتعينهم بما تستطيع، وفي الوقت ذاته انخرطت في العمل الدعوي والنسائي المؤسسي، كما اهتمت برعاية الأسر الفقيرة وصعدت شيئا فشيئا في حركة حماس لتشارك في انتخابات المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح عام 2006 وتفوز فيها وتصبح عضوا في لجنة التربية.
وبعد الحصار الخانق الذي فرضته إسرائيل على القطاع في النصف الأول من عام 2006 سافرت مع وفود المجلس إلى دول عدّة لجلب المساعدات.
"خنساء فلسطين"لم تكتفِ بنشاطها النضالي، فحثت أبناءها على الانخراط في صفوف كتائب القسام، وكان لها 6 أبناء و4 بنات.
ذاع صيتها عام 2002 حين ظهرت في مقطع مصور تودّع ابنها محمدا، الذي لم يتجاوز الـ17 من العمر وتحثّه على الموت في سبيل الله وأن يثخن في جنود الاحتلال ولا يعود إلا محمّلا على أكتاف الرجال، قبل تنفيذه عملية فدائية في مستوطنة "عتصمونا" الإسرائيلية جنوبي القطاع في 7 مارس/آذار من العام نفسه، وأدت لمقتل 9 جنود وإصابة 20 آخرين.
وفي 16 فبراير/شباط 2003 اغتيل ابنها البكر نضال، وكان قائدا ميدانيا في كتائب القسام، بعد زرع عبوة ناسفة في طائرة صغيرة مسيّرة كان يُجهّزها مع رفاقه في وحدة التصنيع العسكري واستشهد يومها مع 5 منهم، واستقبلت والدته الخبر بكل صبر وثبات وابتهاج بشهادته.
وعام 2005 استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة شرقي مدينة غزة كان يستقلها ابنها الثالث رواد، الذي رافق منذ نعومة أظفاره قادة الصف الأول في الكتائب حين كانوا يختبئون في منزل والديه، وبرع في مجال التصنيع العسكري وصناعة العبوات الناسفة.
واستقبلت والدته خبر استشهاده بالثبات والفرحة ذاتها، فأطلق عليها الفلسطينيون لقب "خنساء فلسطين" أسوة بالخنساء تَماضُر بنت عمرو التي شجعت أبناءها الـ4 على الجهاد ورافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب وتلقت نبأ استشهادهم في معركة القادسية بصبر وثبات.
أما ابنها الرابع وسام الملقب بـ"أبو حسين" فقد قضى نحو 11 عاما في سجون الاحتلال، قبل الإفراج عنه عام 2005 في حياتها، إلا إنه اغتيل كإخوته بعد وفاتها.
عانت في آخر أيام حياتها من تليّف شديد في الكبد، والتهاب في الأمعاء، فسافرت إلى القاهرة لتلقي العلاج إلّا إنها عادت قبل نحو يومين من وفاتها إلى القطاع، وقرر الأطباء إدخالها فورا إلى العناية المركزة.
توفيت يوم 17 مارس/آذار 2013 بمستشفى الشفاء ودفنت في مقبرة الشهداء شرقي مدينة غزة إلى جانب قبور أبنائها الـ3، بعد جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف على رأسهم كبار قادة حركة حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
بحضور مريم بنت محمد بن زايد.. ملتقى «التعليم أولاً» 2025 يناقش تعزيز مخرجات المنظومة التربوية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةبحضور سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، نظمت كلية الإمارات للتطوير التربوي، فعاليات الدورة الثالثة من ملتقى «التعليم أولاً»، بمشاركة أكثر من 360 من صناع القرار، والشركاء الاستراتيجيين، والطلبة والأهالي، والأطراف الفاعلة في المنظومة التعليمية، والخبراء والتربويين.
وجاء الملتقى لبحث مستقبل التعليم في دولة الإمارات، وترجمة الاستراتيجيات التربوية العملية إلى نتائج مستدامة قابلة للقياس في الفصول الدراسية، وذات أثر كبير على بيئات التعليم والتعلّم، وممارسات التربويين ضمن إطار الكفاءات التربوية المتكاملة.
وركز الملتقى هذا العام تحت شعار «من التنفيذ إلى التأثير»، وبالتزامن مع «اليوم الإماراتي للتعليم» الذي يأتي تحت شعار «كلنا نعلّم وكلنا نتعلّم» لتعزيز الوعي بأهمية التعليم وترسيخ دوره المحوري في بناء المستقبل، على 4 محاور استراتيجية تعرف من خلالها المشاركون بشكل عملي على آلية تطبيق الإطار الوطني لكفاءات التربويين، وممارسات توظيف التربويين للاستراتيجيات التعليمية المبتكرة خلال أداء مهنة التعليم من خلال تجارب رقمية تفاعلية.
وتناول المحور الأول ضمن «خيوط جذورنا» القيم والهوية والثقافة الإماراتية في تجربة تفاعلية، جسدت القيم الإماراتية واللغة العربية والتقاليد، ودورها في تشكيل التعليم في الوقت الحاضر وانعكاسها على المستقبل. أما المحور الثاني «خيوط التواصل»، فسلط الضوء على الدمج والشمولية في التعليم خلال تجربة تفاعلية تحاكي الفصول الدراسية الشاملة، وتتضمن أدوات مرنة ومبتكرة وأساليب تعليمية متكافئة الفرص، بما يخلق بيئة تعليمية مناسبة لكافة الطلبة في المدارس.
وتناول المحور الثالث «خيوط الغد» في تجربة تستخدم تقنية الهولوغرام، تأثير التعليم على الاستدامة والبيئة والمجتمع، وإسهامه في بناء مستقبل أفضل للجميع، حيث تفاعل المشاركون عبر اتخاذ قرارات مباشرة تتفاعل معها التقنية المستخدمة لتزود المشاركين بالنتائج الفعلية بناءً على قراراتهم وأفكارهم. وضمن المحور الرابع «خيوط التمكين»، تفاعل المشاركون مع نموذج هولوغرام معزز ومدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما جسد دور الذكاء الاصطناعي واستخدامات تقنياته في دعم الفصول الدراسية، مما يتيح التعلُّم المخصّص وتزويد التربويين بالمهارات المستقبلية.
أولويات التطوير
قالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء كلية الإمارات للتطوير التربوي: «في دولة الإمارات لدينا أهداف واستراتيجيات واضحة لتعزيز المنظومة التربوية التي تدرس الواقع وتحلل الحاضر وتحاكي المستقبل، ونسعى من خلال التشارك مع التربويين وأفراد المجتمع ومنظومة التعليم، لتحقيق أولويات التطوير التي تساهم في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة للوطن، حيث مع هذا الدعم غير المحدود الذي نتلقاه من قيادتنا الرشيدة لتحقيق مستقبل تعليمي قائم على الابتكار، نعمل على تمكين التربويين والمعلمين الذين يصنعون الأثر المستدام والنتائج الملموسة التي تضمن تحقيق الإمكانات الكاملة لمنظومتنا التعليمية، نحو آفاق جديدة من التميز والريادة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، ومن هذه المنصة الديناميكية للمنظومة التربوية وقطاع التعليم، ننطلق نحو نتائج مستدامة تحت شعار (من التنفيذ إلى التأثير)، لننسج معاً مستقبل التعليم».
منصة ديناميكية
قالت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي: «لقد شكلت الدورة الثالثة من الملتقى مرحلة جديدة نحو بناء مهارات التربويين، وتمكينهم بقدرات المستقبل، حيث ساهم الملتقى في توفير منصة ديناميكية لصناع القرار والتربويين والأسر والخبراء في المنظومة التعليمية بالدولة، تعاون خلالها الجميع على مواءمة الأداء المهني للتربويين والأطراف المؤثرة في العملية التعليمية مع تحسن النتائج والتأثير الإيجابي على المجتمع، ووضع تطبيقات عملية داخل الفصول الدراسية تعتمد على إطار مصفوفة كفاءات التربويين المتكاملة، مما يرسخ القيم والهوية الوطنية، ويعزز اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعلّم والتعليم، ويلعب دوراً رئيسياً في الاستدامة والدمج والشمولية للطلبة في دولة الإمارات».
أفكار ملهمة
استعرضت فاطمة الكعبي، أصغر مخترعة إماراتية، في كلمتها خلال فقرة «رؤية تربويي المستقبل»، رحلتها في اكتساب العديد من المفاهيم والأفكار الملهمة، والتجارب المؤثرة، ودور المعلمين الذين أحدثوا فرقاً في حياتها، ودعموها خلال هذه المسيرة لمواجهة التحديات والتغلب عليها وتحويلها إلى فرص للابتكار، مشيرة إلى أن التربويين والمعلمين لهم مكانة متميزة في نفوس الطلبة، حيث يسهمون في تعزيز الإبداع وتشجيع الطلبة على التجارب والتعلّم الذي يدمج التطبيق العملي مع النظري، ما يكون له أثر كبير على تحويل أفكار الطلبة إلى ابتكارات رائدة، ويصنع فرص تعلّم مميزة من خلال تحدي المعلمين للطلبة في مشاريع إبداعية تدفعهم للإبداع والابتكار.
ما وراء الأثر
سلط فيديو بعنوان «ما وراء الأثر» الضوء على الفصول الدراسية المستقبلية في عيون الطالب الشاب أحمد، وهو شخصية افتراضية أخذت المشاركين في رحلة بصرية ملهمة تحاكي مستقبل المدرسة وفصولها الدراسية التي تعتمد الابتكار وتواكب استراتيجيات تعليم المستقبل في دولة الإمارات، ما عزز لدى المشاركين الفضول الفكري والإلهام المتبادل والخيال المبتكر.
وشهد الملتقى تكريم 160 مرشداً ومرشدة في المدارس، تقديراً لدورهم في تعزيز التأثير والنتاج، وتوجيه المدرسة والتربويين ضمن نموذج دعم الإرشاد في كلية الإمارات للتطوير التربوي الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويهدف إلى توجيه المعلمين الطموحين نحو النمو والتميز والابتكار، وتزويدهم بالخبرة والاستراتيجيات التعليمية، فهو نموذج يجسد مفهوم الزمالة النقدية، لدعم بيئات التعلم عالية الجودة، وبناء المرونة في الفصول الدراسية، إذ يعمل المرشدون في المدرسة وأعضاء هيئة التدريس كزملاء ناقدين في تقديم الملاحظات البناءة والتوجيهات العملية، بينما يقدم المتدربون قدراتهم التعليمية في مساقات متنوعة.
دور التكنولوجيا والابتكار في صياغة مستقبل التعليم
استضافت جلسة «صوت المجتمع»، التي تأتي بالتزامن مع «عام المجتمع» كلاً من الدكتور عبدالله الشمري، المدير التنفيذي لقطاع تمكين الكوادر الوطنية في دائرة التمكين الحكومي - أبوظبي، وعبداللطيف عبدالله مصبح السيابي، الفائز بجائزة أفضل معلم، وهو أحد خريجي كلية الإمارات للتطوير التربوي المتميزين الذين تم تكريمهم، وسليمان الكعبي، مساعد وكيل وزارة قطاع التطوير المهني، وفرح القيسية، المدير الإداري لمركز «سبيش كير»، ومريم العرياني، والدة طفل من أصحاب الهمم، والداعمة للدمج في التعليم، والطالبة غاية الأحبابي «الفتاة الخضراء»، وهي سفير مُعتمد من هيئة البيئة - أبوظبي، وناشطة بيئية على منصات التواصل الاجتماعي، وقائدة فريق البراعم الخضراء البيئي.
وناقش المشاركون في الجلسة دور التكنولوجيا والابتكار في صياغة مستقبل التعليم، وأهمية مشاركة الشباب في صياغة السياسات التعليمية، وأهمية دمج أصحاب الهمم في التعليم، ودور قطاع التمكين الحكومي في دعم وتطوير السياسات والبرامج التعليمية، وأهمية الوالدين والمجتمع لضمان فرص تعليمية متكافئة للجميع، بالإضافة إلى تأثير المعلمين المتميزين والحاصلين على جوائز مرموقة في خلق بيئات تعليمية شاملة، ومسارات تعاون المعلمين مع الحكومة والمجتمع لتحسين التعليم والتعلّم، ودور التعليم في توسيع المدارك وتنمية المهارات وبناء الشخصية.
مذكرة تفاهم
شهدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء كلية الإمارات للتطوير التربوي، خلال الملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم وكلية الإمارات للتطوير التربوي، وقعها كل من سليمان الكعبي، مساعد وكيل وزارة قطاع التطوير المهني في وزارة التربية والتعليم، والدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات التطوير المهني التربوي.
تحدي الابتكار
ضمن «تحدي الابتكار»، الذي أطلقته كلية الإمارات للتطوير التربوي العام الماضي لمدارس الدولة خلال «شهر الابتكار»، أُعلن خلال الملتقى عن الفائزين بالتحدي الذي شهد منافسة واسعة بين المدارس المشاركة، ليكون من نصيب 3 مدارس متميزة تم تكريمها، لما قدمته من جهود وممارسات مبتكرة، دعمت بيئات وتجارب التعلّم وممارسات التعليم.
وقد شكل ملتقى «التعليم أولاً» منذ إطلاقه حافزاً للتقدم الإيجابي المؤثر في قطاع التعليم، فالملتقى يستلهم رؤية القيادة الرشيدة في إشراك أفراد المجتمع كافة في صياغة وتصميم مستقبل التعليم، وركز في دورته الافتتاحية التي عقدت في عام 2023 تحت شعار «قوة التربويين»، على إبراز الدور المحوري للتربويين، وصناع القرار والمعنيين، والشركاء الاستراتيجيين، في تشكيل بيئات وتجارب التعلّم، والارتقاء بمخرجات التعليم ونتائج التحصيل العلمي للطلبة.
هوية
شهدت دورة عام 2024 من الملتقى، تحت شعار «من الاستشراف إلى التنفيذ»، إطلاق استراتيجية كلية الإمارات للتطوير التربوي 2024-2026 التي حملت عنوان «كلية تربوية جاهزة للمستقبل»، وهويتها المؤسسية الجديدة، وكانت إحدى مخرجاتها إطلاق مصفوفة كفاءات التربويين المتكاملة التي ترتبط بالتطور الوظيفي للتربويين والمعلمين، وبرامج الكلية الأكاديمية والتعلّم مدى الحياة، وقد شهد الملتقى خلال دوراته الثلاث العديد من الأنشطة والحوارات التعليمية والتثقيفية والتوعوية التي ترسخ القيمة الجوهرية للتعليم في بناء الأجيال ودفع عجلة التقدم والنمو.