وسط منطقة القيسارية بمدينة نقادة جنوب قنا، استقل العم ناجى راشد بمحل خاص للحلاقة قبل أكثر من نصف قرن، بعدما تعلم مهنة الحلاقة على يد والده و أبناء عمومته، وقرر أن يسير فى نفس الطريق ويرتدى نفس الجلباب، ليكمل مسيرة عائلته فى الحرفة التى يجيدها، لكونها ضمن الحرف التى لا يمكن الاستغناء عنها.

عشت فى جلباب أبى واحترفت الحلاقة

بعدما تمكن من الحصول على قدر بسيط من التعليم، قرر أن يعيش فى جلباب والده ويمتهن نفس الحرفة التى وجد والده وأجداده يعملون بها، فافتتح محلا خاصا به عام 1967، ليمارس الحرفة التى يجيدها، بآلات ومقصات بدائية مقارنة بالأجهزة الحديثة التى يعتمد عليها الحلاقون فى الوقت الحالى، ودون ارتباط بالتيار الكهربائى الذى لم متاحاً خلال هذه الفترة.

وضعتها فى جوال.. تأجيل نظر قضية قـ.تل طفـ.لة بقنا لـ يونيو المقبل تعرف على قيمة الطن..محافظ قنا يعلن سعر توريد محصول قصب السكر لعام2024

مرور أكثر من 50 عاماً فى الحلاقة، لم يقنع الشباب بتسليم رؤوسهم للعم ناجى، رغم مهاراته وخبراته التى تجاوزت نصف قرن من الزمان، لاقتناعهم بأنه من بقايا الزمن الماضى، وأن رؤوسهم تحتاج إلى حلاق عصرى، يعرف متطلباتهم ويجيد ابتكار قصات جديدة، ما جعل محله العتيق بمدينة نقادة القديمة، يتحول إلى مقصد لكبار السن فقط، وأدى بطبيعة الحال إلى تقلص ساعات العمل.

متحف مصغر للأدوات القديمة

احتفاظه بالكثير من الأدوات القديمة التى كان يستخدمها منذ فتح المحل فى النصف الثانى من القرن الماضى، جعل من محله الصغير بمثابة متحف مصغر للكثير من أدوات الحلاقة القديمة، وأشهرها الموس العادى"بدون شفرة" والماكينات اليدوية التى كانت تستخدم درجة واحدة فى حلاقة الرأس.

قال ناجى راشد: “أعمل فى مهنة الحلاقة منذ الصغر، فقد تعلمتها على يد والدى و أبناء عمومتى، وبعد فترة من العمل من أبناء عمى فى محلاتهم، قررت فى عام 1967 فتح محل خاص بى فى منطقة القيسارية بمدينة نقادة، وكان عددنا وقتها لا يتجاوز 10 أشخاص، ما جعل المهنة مميزة ولها زبائنها، وكنت استمر لساعات طويلة فى المحل حتى انتهى من حلاقة رؤوس الزبائن”.

وأضاف: “وكنت حتى تسعينيات القرن الماضى أعتمد على المقصات والأدوات القديمة، بما فيها الموس العادى بدون شفرة، وكنت أستخدم معه أنواعا كثيرة من الكحول لعدم نقل أى عدوى للزبائن، ومع بدء دخول الكهرباء إلى مدينة نقادة، بدأت أطور الأدوات التى أستخدمها فى الحلاقة، إلى أن ظهرت الماكينات اليدوية، ومن بعدها الماكينات الكهربائية الصغيرة التى كانت بمثابة طفرة حقيقية فى عالم الحلاقة، ووفرت الكثير من الجهد على الحلاقين”.

الشباب يخشون تسليم رؤوسهم لمقصاتنا

واستطرد حلاق نقادة: “ومع مرور الزمن ودخول الألفية الجديدة، بدأ الإقبال علي وأنا وأبناء جيلى يتراجع لصالح الشباب والكوافيرات الحديثة التى تعتمد على الأدوات الحديثة، أكثر من الاعتماد على مهاراتهم وأيديهم فى الحلاقة، وتحولت محلاتنا إلى مقصد لكبار السن فقط و تراجعت ساعات العمل إلى أدنى مستوياتها، لدرجة أننا يمكن أن نغلق بالأيام لعدم وجود زبائن كما كان فى نهاية القرن الماضى”.

وتابع راشد: “الشباب الحالى وصغار السن لا يقصدون محلاتنا، ولا يأمنون على رؤوسهم تحت أيدينا أو مقصاتنا، رغم قدرتنا على عمل أى قصات جديدة، كوننا بدأنا من الصفر، وقبل أن تظهر الماكينات الحديثة، لكننا لم نعد مرغوبين ويعتبروننا حلاقين للعواجيز فقط أو موضة قديمة، ما جعل عملنا يقتصر على من يماثلوننا فى العمر أو أقل بفترة بسيطة”.

كنت أحلق على ضوء" الكلوب"

وأوضح: "أيام زمان كانت جميلة وكنا نعيش فى خير ومحبة، وكنت أعمل خلالها على ضوء" الكلوب" قبل دخول الكهرباء، ورغم الوقوف لساعات كثيرة والاعتماد على اليد فى العمل، إلا أنها كانت أيام رخاء، لذلك ما زلت محتفظا بالمحل كما هو دون تغيير فى معالمه، فضلاً عن الاحتفاظ بأدوات الحلاقة القديمة التى كنت أستخدمها منذ فتح المحل".

وأشار راشد إلى أن فترة كورونا كان لها خصوصية عن بقية الفترات الزمنية، فقد فرضت الظروف الصعبة التى تسبب فيها ظهور الفيروس، الاعتماد على كمية كبيرة من المنظفات والمواد الطبية والكحول، خوفاً من انتقال العدوى من شخص لآخر، فضلاً عن تسببها فى تعطل العمل فى المحل لفترة كبيرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا الحلاقة الشباب الكلوب

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء في زيارة مفاجئة لمحطة توليد السويس البخارية لمتابعة سير العمل

قام الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بزيارة مفاجئة إلى محطة توليد كهرباء السويس البخارية بمحافظة السويس، التابعة لشركة شرق الدلتا لانتاج الكهرباء ، والتى تعمل بنظام الضغوط تحت الحرجة بقدرة 650 ميجاوات، وذلك لمتابعة سير العمل وتغيير أنماط التشغيل لخفض استهلاك الوقود والوقوف على الواقع الفعلى لتنفيذ خطط الصيانة والتشغيل ومعدلات استهلاك الوقود مقارنة بالطاقة المولدة ومراجعة معايير السلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي ، وغيرها من الاجراءات فى ضوء معايير جودة التشغيل وتحسين معدلات اداء محطات توليد الكهرباء.

استهل الدكتور محمود عصمت الزيارة الميدانية بتفقد قطاعات المحطة المختلفة ووحدات التوليد ، وغرفة التحكم الرئيسية ، وتابع كفاءة عمل الوحدات وخطة التشغيل وإجمالي الطاقة المولدة ومقارنة ذلك بمعدلات استهلاك الوقود ومعدلات الاستهلاك المسجلة فى المحطات الأخرى التى طبقت أنماط التشغيل التى تم اعتمادها لخفض معدلات استهلاك الوقود لكل كيلوات ، وشملت الجولة مراجعة اجراءات السلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي وخطة الصيانة والجداول الزمنية للتنفيذ والبنود التى تشملها لتحقيق الكفاءة التشغيلية ، وكيفية مواجهة الأعطال ومعدلاتها ومستوياتها المختلفة وسرعة استجابة فرق الطوارئ والأعطال ، وامتدت الجولة التفقدية لتشمل الكفاءة الإنتاجية والقدرات التوليدية للوحدات ومعدلات الوفر فى استهلاك الوقود وأكواد التشغيل وانظمة الحماية المختلفة لضمان تحقيق الكفاءة العالية  ، وراجع الدكتور عصمت أسباب وجود بعض المهمات والمعدات فى غير أماكنها المخصصة، وتقارير لجان المرور الدورية وملاحظاتها وكيفية التعامل معها فى ضوء الالتزام بمعايير أمن وسلامة التشغيل.

وجه الدكتور محمود عصمت بمراجعة شاملة لخطة التشغيل بما فى ذلك  تغيير الأنماط المستخدمة لتعظيم العائد على وحدة الوقود والجداول الزمنية للتفتيش والمراجعة والصيانة طبقا للوقود المستخدم واعتماد جداول زمنية محددة للتنفيذ تراعي متطلبات الشبكة القومية الموحدة، موضحا اهمية الالتزام بالمعايير العالمية للسلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي وأمن الطاقة، مشيرا إلى الخطة العاجلة التى تم اعتمادها ويجرى تنفيذها لتحسين جودة التغذية وتحقيق كفاءة استخدام الوقود وخفض استهلاكه وخفض الفاقد فى التيار لضمان الاستدامة واستقرار التيار الكهربائي.

أكد الدكتور محمود عصمت أن تحسين معدلات الاداء لمحطات توليد الكهرباء ضرورة حتمية فى إطار خطة ترشيد استهلاك الوقود الأحفوري مشيرا إلى أهمية تطبيق أنماط تشغيل ملائمة للأحمال وتضمن استقرار الشبكة الموحدة، موضحا ضرورة الالتزام بمعايير الأمن والجودة فى التشغيل وأن استمرار التواجد الميداني فى مواقع العمل لكافة مستويات القيادة لتحقيق مستهدفات الخطة المرحلية الخاصة بمعايير التشغيل وتحسين معدلات الأداء للشركات وتعظيم العوائد وحسن إدارة الأصول والوصول إلى المعايير العالمية لتوليد الكهرباء من وحدة الوقود المستخدم.

IMG-20241113-WA0027 IMG-20241113-WA0029 IMG-20241113-WA0028 IMG-20241113-WA0025 IMG-20241113-WA0026 IMG-20241113-WA0023 IMG-20241113-WA0024 IMG-20241113-WA0021 IMG-20241113-WA0022 IMG-20241113-WA0018 IMG-20241113-WA0019 IMG-20241113-WA0020 IMG-20241113-WA0017

مقالات مشابهة

  • قوتنا فى شبابنا
  • بعد ترشيح ترامب جيتنز لوزارة العدل.. قضية قديمة تهدد مصيره
  • شراكة قديمة مع الكارتيلات.. هل يسعى حزب الله لإعادة تأهيل قدراته بأموال المخدرات؟
  • شاهد.. بكاء مدرب حراس منتخب الشباب أثناء عزف نشيد مصر الوطني
  • خناقة بالمقصات.. صاحب صالون رجالي يعاقب حلاق بطـ.ـعنة في الرقبة
  • حبس حلاق طعن مساعده في مشاجرة بـ6 أكتوبر
  • تدهور الحالة الصحية لطلبة أردنيين أضربوا عن الطعام تضامنا مع غزة (شاهد)
  • مراكز الشباب المحظوظة والمنسيّة
  • وزير الكهرباء في زيارة مفاجئة لمحطة توليد السويس البخارية لمتابعة سير العمل
  • وزير الاتصالات: تسارع الابتكارات فى الذكاء الاصطناعى يحقق التنمية في كل القطاعات