لاشك أنه ينبغي معرفة عقوبة سوء معاملة الرجل لزوجته ، حيث هناك قاعدة تقول إن من أمن العقاب أساء الأدب، وقد حث الشرع الحنيف على حُسن معاملة الزوجة، كما أن لنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة في هذه المسألة، فالإسلام كتابًا وسُنة قد كرم الإنسان عامة وحفظ له حقوقه ، ولم يفرق بين ذكر أو أنثى، ولم يخص الرجل بكرامة دون زوجته ، إلا أن هناك الكثير من الرجال لديهم اعتقادات خاطئة عن منزلة متدنية للمرأة ، لذا ينبغي معرفة عقوبة سوء معاملة الرجل لزوجته ، والتي قد تحد من معاناة كثير من الزوجات وتكفل لهم حماية من تلك الأفكار البعيدة كل البعد عن الإسلام.

صيام 27 رجب الأربعاء أم الخميس؟.. اغتنمه ولا تحرم نفسك من 8 أرزاق هل صيام يوم 27 رجب ثوابه يُعادل 5 سنوات؟.. الإفتاء توضح صحة الحديث عقوبة سوء معاملة الرجل لزوجته 

قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه لا يجوز للرجل إساءة معاملة الزوجة، منوهة بأن ما يصدر من الزوج لزوجته من اعتدائه عليها وتهديدها وترويعها من الأمور التي أجمع المسلمون على تحريمها، ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام ولا بالشريعة الإسلامية، وفاعل ذلك آثم شرعًا.

وأوضحت “ الإفتاء” عن عقوبة سوء معاملة الرجل لزوجته في إجابتها عن سؤال:  ( ما حكم إساءة معاملة الزوجة ، حيث إن زوجي يسيء معاملتي، فما الحكم؟)، أن ما يصدر من الزوج من إساءة لزوجته، هو أمرٌ غير جائز شرعًا، فالإسلام أمر الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة.

واستشهدت بما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الآية 21 من سورة الروم.

ونبهت إلى أن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم جعل معيارَ الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي.

ما حكم إساءة معاملة الزوجة

وأضافت أن الإسلام هو دين الرحمة، وقد وصف الله تعالى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وأكد الشرع على حق الضعيف في الرحمة به، وجعل المرأة أحد الضعيفين؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة» رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد كما قال الإمام النووي في "رياض الصالحين".

وأشارت إلى أن المرأة أحق بالرحمة من غيرها؛ لضعف بنيتها واحتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها؛ ولذلك شبَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم النساء بالزجاج في الرقة واللطافة وضعف البنية، فقال لأنجشة: «ويحكَ يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ» رواه الشيخان، وقد فهم ذلك علماء المسلمين، وطبقوه أسمَى تطبيق، حتى كان من عباراتهم التي كوَّنت منهج تفكيرهم الفقهي: "الأنوثة عجز دائم يستوجب الرعاية أبدًا".

وأكدت أنه أمر الإسلام الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها.

ولفتت إلى أنه حض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولم يضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" أخرجه مسلم.

وأفادت بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة الحسنة الذي يجب على الأزواج أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة في معاملة زوجاتهم، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].

وأكدت أن الأصل في الشرع حرمة الإيذاء بكل صوره وأشكاله؛ قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: «أَلا أُخْبِرُكُم بِالمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ على أموالِهِم وأنفُسِهِم، والمُسلِم مَن سَلِمَ النَّاسُ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه"، وغيرهما.

واستندت لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ظَهْرُ المؤمنِ حِمًى إلا بِحَقِّه»، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" من حديث عصمة بن مالك الخطمي، وبوب عليه البخاري في "صحيحه": "باب ظهر المؤمن حِمًى إلا في حد أو حق"، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (12/ 85، ط. دار المعرفة): [(حِمًى) أي مَحْمِيٌّ معصوم من الإيذاء، قوله: (إلا في حدٍّ أو في حق) أي لا يُضرَب ولا يُذَلُّ إلا على سبيل الحد والتعزير تأديبًا] اهـ.

وتابعت: ومن المعلوم أن هذا من سلطة القانون والنظام لا الأفراد، وما يوجد في المجتمعات الإسلامية من ذلك فهو ناتج عن عدم التزام الأزواج بتعاليم دينهم الحنيف، ولا يجوز أن ينسب إلى الإسلام ولا علاقة له بتعاليمه من قريب أو بعيد، وقوانين الأحوال الشخصية المعمول بها في بلاد العالم الإسلامي اليوم والمستقاة من الشريعة الإسلامية، تجرم العنف ضد الزوجة، وتجعل ذلك ضررًا يعطي الزوجة الحق في طلب التعويض الجنائي والنفسي ويعطيها الحق في طلب الطلاق مع أخذ حقوقها كاملة غير منقوصة.

وذكرت أنه جاء في "ميثاق الأسرة في الإسلام" الذي أصدرته اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وأعدته لجنة من كبار العلماء في العالم الإسلامي منهم مفتي الديار المصرية (ص 50): "لا يجوز -مهما بلغت درجة الخلاف بين الزوجين- اللجوء إلى استعمال العنف تجاوزًا للضوابط الشرعية المقررة، ومن يخالف هذا المنع يكون مسؤولا مدنيًّا وجنائيًّا" اهـ.
وجاء في المادة (6) من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929م المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985م: [إذا ادعت الزوجة إضرار الزوج بها بما لا يستطاع معه دوام العشرة بين أمثالهما يجوز لها أن تطلب من القاضي التفريق] اهـ. ومن الأمثلة القانونية لهذا الضرر الذي يجيز التطليق: اعتداء الزوج على زوجته بالضرب أو السب.

وأشارت إلى ما جاء في أحكام محكمة النقض المصرية: [لئن كانت الطاعة حقًّا للزوج على زوجته إلا أن ذلك مشروط بأن يكون الزوج أمينًا على نفس الزوجة ومالها، فلا طاعة له عليها إن هو تعمد مضارتها، بأن أساء إليها بالقول أو بالفعل، أو استولى على مال لها بدون وجه حق] اهـ. نقض طعن رقم 116 لسنة 55 ق أحوال شخصية، جلسة 24/ 6/ 1986م.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قال النبی صلى الله علیه وآله وسلم عائشة رضی الله عنها ى الله ع

إقرأ أيضاً:

حسام موافي: الكفار كان عندهم أخلاق عندما رفضوا اقتحام منزل الرسول ليقتلوه

كشف الدكتور حسام موافي، استشاري طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، أن جميع العبادات التي فرضها الله على المسلمين فيها أخلاق.

وتابع خلال تقديمه برنامج ربي زدني علما، المذاع على قناة صدى البلد، أن الأخلاق في الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، قائلا: من لا يستفيد من صلاته كأنها لم تكن.

وأكد أن الصيام فيه أخلاق، وربما صائم لا يأخذ من صيامه إلا الجوع والعطش، لأنه لم يكن مؤدبا في صيامه، موضحا أن الحج يكون خاليا من الرفث والفسوق.

واستطرد الدكتور حسام موافي، استشاري طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، أن الأخلاق في الزكاة هي أنها تطهر أموال صاحبها وتزكيها.

وأردف أن قمة الأخلاق كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه الله سبحانه وتعالى وشكره بأنه على خلق عظيم، ومن يجلس جواره يوم القيامه في الجنة هم أحسن الناس أخلاقا.

وأكد موافي" أقسم بالله العظيم الكفار كان عندهم أخلاق ولما قرأت كده شعر رأسي وقف، فحينما قرروا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة رفضوا يقتحموا عليه منزله".

وواصل: أن سيدنا محمد قدوة عليه الصلاة والسلام، وفي بيته كان يتعامل كزوج وليس كنبي كما ورد في جميع القصص الواردة عن صحابته وكان عادي جدا وكان يسابق السيدة عائشة، فقد كان بسيطا عنده أخلاق.

مقالات مشابهة

  • حسام موافي: الكفار كان عندهم أخلاق عندما رفضوا اقتحام منزل الرسول ليقتلوه
  • طريقة تُصلي بها على النبي 1000 مرة يوم الجمعة
  • في ساعة الاستجابة يوم الجمعة.. دعاء جامع شامل
  • صلة الرحم من أسباب الرزق الخفية.. كيف تصل الرحم المؤذية؟
  • مساجد القليوبية تعقد 201 مجلس علم وذكر اليوم
  • خشية الله وأماراتها
  • حكم الترجي بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت والكعبة؟
  • اغتيال القائد إسماعيل هنية……… دروس وعبر
  • بثٌّ مباشر لاستشهاد القادة في عصر النبوّة
  • شذرات عجلونية (56)