ذكرت صحيفة (الأهرام)، أن مصر تواصل جهودها لدعم القضية الفلسطينية على المسارات الثلاثة: الإنسانية، والسياسية، والأمنية، وهو ما يؤكد أن الدعم المصري يمثل صمام الأمان للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ بعنوان "مصر وحشد الدعم الدولي للفلسطينيين"- أن الدبلوماسية المصرية الرشيدة والفاعلة والنزيهة نجحت في تغيير المواقف الدولية -خاصة الغربية- التي كانت تتماهى مع الموقف الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى"، وتغيير الخطاب السياسي الغربي في اتجاه التقارب مع الرؤية المصرية التي ترتكز في شقها السياسي على رفض التهجير القسري للفلسطينيين باعتباره جريمة حرب ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك العمل على تفعيل حل الدولتين باعتبار أن ما حدث هو عرض لمرض وهو استمرار الاحتلال وغياب أفق للتسوية السياسية، ولذلك يشير الخطاب الأوروبي -خاصة الفرنسي والبريطاني بل الأمريكي- إلى أهمية حل الدولتين والاتجاه نحو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، إضافة لرفض التهجير القسري، وهو ما يعكس نجاح الجهود المصرية في حشد الدعم الدولي للفلسطينيين وإجهاض المخططات الإسرائيلية الخبيثة وتوظيف إسرائيل للمواقف الغربية لتنفيذ التهجير القسري للفلسطينيين عبر العدوان الشامل والتدمير الكامل لقطاع غزة.

وأضافت الصحيفة أنه على المسار الإنساني استطاعت الدبلوماسية المصرية أن تغير المواقف الدولية وتحشد الجهود باتجاه إدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيلي، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2720 الذي ينص على إنقاذ إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، كما حذرت مصر الدول الغربية التي علقت تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من مخاطر هذه الخطوة، باعتبار أنها تفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني وتهدد بكارثة إنسانية، كما أنها تعكس سياسة العقاب الجماعي، ولذلك بدأت بعض الدول الغربية تراجع مواقفها.
وتابعت الصحيفة أنه على المسار الأمني تحركت الدبلوماسية المصرية من أجل تجنب توسيع الصراع إقليميا، عبر وقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة والانخراط في عملية سياسية، ولذلك بدأت الدول الغربية تدرك أهمية الرؤية والمقاربة المصرية.


 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟

باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها.

وينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية، ومن المتوقع أن تطال هذه التطورات محور المقاومة والممانعة، إلى جانب القوى التي تدعم التطبيع مع إسرائيل.

وحسب تقرير لمراسل الجزيرة ماجد عبد الهادي، فإن هذه الضربة الجوية الإسرائيلية لم تقتصر على إنهاء حياة نصر الله فقط، بل تمثل تحولا كبيرا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، ومع هذا الاغتيال، يبدو أن المنطقة قد دخلت منعطفًا جديدًا ينذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ويلفت التقرير الانتباه إلى توقيت الاغتيال، الذي جاء بعد ساعات قليلة من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، حيث أثار هذا التزامن تساؤلات حول مصداقية الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تهدئة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

الدبلوماسية الأميركية

ولم تكن عملية اغتيال نصر الله الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأميركي يهدف لوقف إطلاق النار.

وتعيد العملية الإسرائيلية الأخيرة إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام إسرائيل للقانون الدولي والسيادة الوطنية للدول المجاورة. مع تكرار الادعاء بحقها في الدفاع عن نفسها، حيث تغض الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الطرف عن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وغيرهم في المنطقة.

وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يقارب إكمال عامه الأول، يتزايد الغموض بشأن الرد المحتمل لمحور المقاومة، خاصة بعد فقدان أهم قادته، وما إذا كان هذا المحور سيبقى على موقفه المتريث ويرفض الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، أم أن اغتيال نصر الله سيعجّل برد عسكري واسع النطاق.

وحسب عبد الهادي، فربما تكون التطورات الأخيرة محفزًا لإعادة النظر في المواقف السياسية للدول التي تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت ستبقى على نهجها، أم أن هذا الاغتيال سيفرض عليها مراجعة حساباتها، مما قد يجبر إسرائيل وداعميها على إعادة تقييم سياساتهم.

مقالات مشابهة

  • أبحاث تكشف التأثير الإيجابي للمهاجرين على ميزانيات الدول الغربية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • "فتح": الصين حاضنة آمنة للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر في العالم
  • العاهل الأردني يعرب عن تقديره للخدمات الطبية لتقديم الدعم للفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية
  • «أبوردينة»: حل عادل للقضية الفلسطينية الضمان الوحيد لمستقبل آمن ومستقر للمنطقة
  • لافروف يوجه تحذيرا إلى الدول الغربية
  • ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
  • سفير الصومال : ارسال القافلة الطبية المصرية لمقديشيو يعكس الدور المصري لدعم البلاد
  • وزير الخارجية: لن يكون سلام أو استقرار في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية