سرايا - عقد مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية جلسة بشأن التوترات في الشرق الأوسط استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة من رئيسة الشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري دي كارلو.


وقال دي كارلو في إحاطتها إن "التوترات التي اجتاحت العديد من البلدان في الشرق الأوسط لا تزال تتصاعد، ومن المؤسف أن هذا لا يشكل مفاجأة".



وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه منذ 11 كانون الثاني، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بدعم من 6 دول أعضاء أخرى، ضربات على مواقع في اليمن، داعية الدولتين إلى "التراجع عن حافة الهاوية والأخذ بعين الاعتبار التكلفة البشرية والاقتصادية التي لا تُحتمل لصراع إقليمي محتمل".

وشدد ممثل الجزائر في مجلس الأمن على أن الشرق الأوسط "على شفا الانهيار"، مع الغارات الجوية على العراق وسوريا، ما يزيد من تفاقم الوضع، معربا عن دعمه لسيادة ووحدة أراضي البلدين.

وحث على ضبط النفس وتجنب التصعيد.

وقال الممثل الجزائري إن المنطقة لا يمكن أن تتحمل عبء التوترات الإضافية "والقوة ليست ولن تكون أبدا وسيلة السلام والاستقرار".
وأعربت ممثلة المملكة المتحدة عن دعمها الكامل لجميع الجهود الرامية إلى صون وتعزيز السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك في العراق وسوريا.

ودعا الممثل الفرنسي، جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.

وقالت مندوبة مالطا إنه يجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يعملا على معالجة الأسباب الجذرية للتوترات الإقليمية وتعزيز السبل المؤدية إلى سلام عادل ودائم.

وحثت مندوبة غويانا جميع الأطراف على احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مضيفة إنه يجب أن يكون هناك الاحترام الواجب لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، في حين يجب على المجلس ألا يتوانى في البحث عن حلول للتحديات الأمنية الحالية في المنطقة.

وكررت الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، حيث نشهد عددا غير مسبوق من الفلسطينيين الذين استشهدوا، مشددة على ضرورة أن يتحد المجلس لإحلال السلام في فلسطين ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية.

وقال ممثل الصين لدى الامم المتحدة، إن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على مواقع متعددة في سوريا والعراق تسببت في خسائر فادحة، مشددا على أن تلك الأعمال تشكل انتهاكا خطيرا لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا والعراق.

وأعرب الممثل الصيني عن معارضته لأي عمل ينتهك ميثاق الأمم المتحدة.

ودان سفراء سورية والعراق وايران، هجمات الولايات المتحدة التي استهدفت المواقع العسكرية، والتي أدت إلى مقتل العشرات بين الأفراد والمدنيين.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟

يمانيون../
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الاحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.

فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأميركية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أميركية؟

بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.

أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.

ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.

ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.

أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.

أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أميركية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:

مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أميركياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أميركية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أميركي أكيد.

أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.

أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أميركي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.

العهد الاخباري ـ شارل أبي نادر

مقالات مشابهة

  • فى ظل قمة عربية استثنائية.. مبعوث ترامب يجهز لزيارة الشرق الأوسط لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • مجلس الأمن يعقد مشاورات مغلقة اليوم عن غزة والشرق الأوسط
  • نتنياهو: مستعدون لحرب شعواء.. وغيّرنا وجه الشرق الأوسط
  • دعم دولي واسع لسيادة المغرب على صحرائه خلال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف
  • خدمات لن تتوقعها داخل مطارات الشرق الاوسط
  • قمة الدفاع عن الوجود
  • السيسي: ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط
  • قي قمة القاهرة..مصر تعرض خطتها البديلة لريفيرا الشرق الأوسط التي وضعها ترامب لغزة
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟