بصراحة: لم نتمكن من تنفيذ ما كان يجب علينا تنفيذه!!
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
بصراحة: لم نتمكن من تنفيذ ما كان يجب علينا تنفيذه!!
الدكتور #محمود_المساد
بدأنا العمل في #المركز_الوطني_لتطوير_المناهج في إعداد الإطار العام للمناهج الأردنية، على أحدث التوجهات التربوية. وكان هذا الإطار أنموذجا في تبنّي #المتعلم – أي متعلم – كونه هدفا رئيسا للنظام التربوي، فقد ركز بشكل عميق وجادّ على بناء شخصيته، وتمكينه من #مهارات_التفكير، وتشريبه منظومة القيم المرغوبة محليا ودوليا بما يتوافق مع احتفاظه بأصالته، وانفتاحه العالمي، وتنمية فضوله العلمي، وسعيه الحثيث لمتابعة الجديد بتوظيفه الفعال للتكنولوجيا، ووسائل الاتصال الحديثه، وترسيخ قيَمه الوطنية ، وانتمائه الدائم للوطن، وتمسّكه بموروثه الثقافي.
كما بنينا أنموذجا فذّاً تحت عنوان: “إدماج المفاهيم العابرة للمواد الدراسية والصفوف”، أنموذجا مركبا يبدأ في اختيار مجالات المفاهيم، والقضايا ذات الأولوية التي يعيش معها المتعلمون في الحاضر، وتمتد بهم للمستقبل عن طريق تكوينهم بدائل وسيناريوهات قائمة على استشرافهم، وقراءتهم الظروف والمتغيرات المستقبلية، من دون أن تنفصل بهم عن جذورهم في الماضي. وتم المزج بين ثلاثة عناصر رئيسة قام عليها الإطار العام للمناهج الأردنية: أولها تمكين المتعلمين من مهارات التفكير عبر مشروعات وتطبيقات ومهارات ونشاطات عملية؛ وثانيها مجموعة أصيلة من القيم المرغوبة محليا ودوليا؛ وثالثها الامتناع عن أي إضافة على المحتوى من شأنه أن يثقله ويزيد من تسطيحه، مقابل العمل على أن يبقى المحتوى عميقا، ورشيقا، وجاذبا يبدع المعلم في تقديمه، ويندمج الطلبة فيه، وينغمسون بأنشطته .
مقالات ذات صلة طوفان الاقصى و سفينة النجاة المقاومة 2024/02/06تلاحَق العمل حثيثا في إعداد دليل يشرح إجرائيا طُرَق الإدماج نظرياً وعملياً، موجّه بالدرجة الأولى للمؤلفين بشكل يسمح لأي إضافات تطويرية تراعي الظروف الميدانية المختلفة، وحاجات #الطلبة، وقدراتهم المتمايزة، مع تبصيرهم بالرسائل الخفية، والقيم الوطنية، والمهارات المتوقعة في كل نشاط أومشروع. وبعد هذا التدريب المكثف، ومتابعة عملهم في الإدماج عبر أشكاله المختلفة، يصبح هؤلاء المؤلفون مدربين محترفين ينقلون خبراتهم للمشرفين التربويين في ميدان التعليم، الذين سيكونون هم الآخرون مدرِّبين للمعلمين فيما بعد .
ولكن هذا العمل الرائد لم يكتَب له الاستمرار وفقا لخطة العمل الموضوعة، حيث أبدى #المؤلفون تذمّرهم من موضوع التدريب بحجة الخبرة المتفوقة في التخصص، مع أن التدريب يركز على الإدماج المضمَر في مهارات محتوى الرياضيات، والعلوم، وهي مهارات جديدة تحتاج المزيد من الإتقان قبل مباشرة عمليات التأليف، كما أنها سياسات عمل لا بدّ من الالتزام بها، وقد ناصرَهم بذلك أصحاب القرار تحت عنوان: “نحتاج لعملهم بسرعة”!. وهنا، بدأ العمل يتراجع وهو في أهم مراحله وأخطرها، وأخذ التخصص، والجفاف، والبعد عن ثقافة الوطن يغلب على المحتوى المؤلَّف، كما غاب التأسيس للتدريس وفق منحى المهارات القائمة على التفكير، والجانب العملي.
من البدائل الأكثر فعّالية والأصعب من حيث التطبيق، خاصة ونحن نتحدث عن معلمي الميدان جميعهم، أن يتم تمكينهم من مهارات الإدماج بأشكالها المختلفة، والطلب منهم تطبيقها في مواقفهم الصفية من دون أن يكون لها إشارات في محتوى المناهج، سواء أكانت كتباً، أم مصادر تعلمية أخرى. ولكن المخاطر المتوقعة قد تكون معارضة المشرفين التربويين المتابعين لأداء المعلمين، والكتب المدرسية، ووجوب الالتزام بما جاء فيها، والإدارات الوسطى والعليا التي تخشى المجازفة بقبول ما يتوقع منه أن ذلك كله هو من باب الخروج على النص.
إن غياب #التخصص_التربوي، وعدم وضوح الرؤية الاستشرافية لما سيكون عليه #التعليم والتعلم مستقبلا، إذا لم يتوفّرا بشكل دقيق وناجح لدى من يتولى مسؤولية قيادية، فلا شك أن ذلك سيقود إلى إحباط أي تطوير، وتبديد أي آمال، ثم ينحرف بأجيال الوطن ومستقبلهم نحو الغموض والضياع، لا يعلم بمترتباته وتهديداته إلا الله!!
حمى الله الأردن ومستقبل أجياله.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المتعلم مهارات التفكير الطلبة المؤلفون التخصص التربوي التعليم
إقرأ أيضاً:
لفتيت: إنجاز 75% من مشاريع تقليص الفوارق المجالية... والبرنامج في الدقائق الأخيرة من تنفيذه
قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، اليوم الثلاثاء، إن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية في الدقائق الأخيرة من تنفيذه حاليا، مؤكدا إنجاز 8170 مشروعا من أصل 10939 مشروعا مبرمجا، أي بنسبة 75 في المائة من الإنجاز.
وأوضح لفتيت في جوابه عن أسئلة شفوية في مجلس المستشارين، أنه « تنفيذا للتعليمات الملكية في خطاب يوم 30 يوليوز 2015 بمناسبة عيد العرش، يتم تنزيل برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي خلال الفترة الممتدة بين 2017 و2023 بميزانية إجمالية قدرها 50 مليار درهم ».
ويهدف البرنامج وفق الوزير، إلى « فك العزلة عن المناطق القروية والجبلية، من خلال تشييد الطرق، بهدف تحسين مستوى عيش الساكنة وتحسين ولوجها إلى الخدمات الأساسية ».
وأوضح لفتيت أنه تم إعداد 7 مخططات جهوية لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية بقيمة إجمالية بلغت 49.25 مليار درهم، أي ما يناهز 99 في المائة من الميزانية الإجمالية من البرنامج.
وبلغت الاعتمادات المرصودة 45.77 مليار درهم، بنسبة 90 في المائة من مجموع الاعتمادات المبرمجة ضمن المشروع، وفق الوزير.
وأفاد المسؤول الحكومي بأن المشروع المذكور، « ممول من المجالس الجهوية بـ20 مليار درهم، وبـ10.5 مليارات درهم من طرف صندوق تنمية العالم القروي والمناطق الجبلية، ثم 8 مليارات درهم ممولة من وزارة التجهيز والماء، و4 مليارات درهم من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ».
وساهمت وزارة التربية الوطنية في المشروع بـ3 مليارات درهم، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بـ2.5 مليار درهم، ثم وزارة الصحة والفلاحة بمليار درهم لكليهما.
كلمات دلالية برنامج فك العزل لفتيت مجلس المستشارين وزير الداخلية