صنعاء: لا حلول عسكرية مع اليمن ولن نسمح بمرور السفن الإسرائيلية حتى وقف العدوان على غزة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
الجديد برس:
أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، أنه لا يمكن لأحد في العالم حل مشكلاته مع اليمن بالعنف لأن هذه الوسيلة غير مجدية، مجدداً التأكيد على موقف صنعاء الثابت في منع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، وذلك حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وقال حسين العزي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في صنعاء، الإثنين، إن “الموقف الذي اتخذه اليمن فرضته يمنيتنا وعروبتنا وإنسانيتنا وإسلامنا تجاه أبطال المقاومة في غزة، الذين يناضلون في سبيل الدفاع عن أرضهم وحريتهم واستقلالهم وتحرير أرض فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاشم”.
وأشار إلى أن “العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يسعى لمنع أي مساندة لشعب فلسطين المظلوم، وكذا حرص أمريكا منذ البداية على ألا يكون هناك أي صوت مناهض لإسرائيل في عدوانها على غزة من خلال أفعالها ومواقفها التي برهنتها في كل المحافل الدولية ومجلس الأمن”، لافتاً إلى أن أمريكا أجهضت في مجلس الأمن الدولي أكثر من مشروع لإصدار قرار بوقف الحرب على غزة، ورفضت أيضاً إصدار بيان لإدانة المجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق أبناء فلسطين في غزة.
وأضاف أن أمريكا وبريطانيا جاءتا من مسافة تسعة آلاف ميل لشن عدوان همجي على اليمن، تحت مبررات كاذبة ومفضوحة أمام العالم، بداعي الدفاع عن النفس وحماية الملاحة البحرية، مذكراً بأن الولايات المتحدة التي تتهم اليمن بتهديد الملاحة البحرية هي نفسها التي قالت “لا تتوفر لديها معلومات عن أن الكيان الصهيوني يرتكب مجازر بحق المدنيين في غزة”، وقالت أن “الضحايا من الأطفال في غزة صفر”، فيما المجازر الوحشية والهمجية ترتكب على مدار الساعة على مرأى ومسمع العالم وفي وضح النهار وأمام شاشات وقنوات العالم.
وأكد العزي أن “صنعاء آخر جهة يتم توجيه هذه التهم الكاذبة إليها من قبل أمريكا، بدليل أن صنعاء أثبتت حرصها على حماية الملاحة الدولية في ظل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى تسع سنوات”، لافتاً إلى أن أكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية معروفة وتاريخها كله حافل بالأكاذيب.
وفند الأكاذيب والمزاعم التي استندت عليها أمريكا لشن حروبها على مختلف بلدان العالم منذ نشأتها في عام 1848م عندما اجتاحت المكسيك بناءً على تهم ملفقة اعترفت لاحقاً أنها كانت معلومات مظللة وكاذبة، مروراً بحادثة البارجة الأمريكية عام 1898م المعروفة التي استندت إليها لمهاجمة الأسبان، وكوبا والفلبين، بناءً على تهم كاذبة وملفقة، وكذا أزمة طائرة التجسس مع الاتحاد السوفيتي عام 1960م، كما تطرق إلى المبررات والمزاعم الكاذبة والمعلومات المظللة التي استندت إليها أمريكا في شن حربها على فيتنام وارتكاب أبشع المجازر بحق شعب فيتنام بدعوى مهاجمة السفن الأمريكية، وفيما بعد اعترفت أمريكا في تقاريرها التي نشرت عام 2005م بأن المعلومات كانت غير صحيحة وملفقة، كما هو الحال في حربها على العراق وارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق المدنيين بدعوى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يخرج أي دليل على كذبهم المزعوم.
وأكد حسين العزي أن الملاحة الدولية في باب المندب محل رعاية واهتمام حكومة صنعاء، مطمئناً جميع دول الاتحاد الأوروبي ودول الشرق والغرب بأن الملاحة ظلت آمنة في خضم الحرب على اليمن طيلة تسع سنوات، وحتى خلال الحرب على غزة كان موقف اليمن واضحاً منذ اليوم الأول، بأن الملاحة في أمان تام، ومرت آلاف السفن عبر باب المندب ولم تواجه أي تهديد من قبل اليمن.
واعتبر نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء أن “أمريكا المهدد الأول والوحيد لحركة الملاحة البحرية والمتسببة في عسكرة البحر الأحمر وهي من جاءت لتعدي على اليمن، بعد أن كانت سفنهم تمر بأمان وسلام من البحر الأحمر حتى قامت إلى جانب بريطانيا بالاعتداء على اليمن، فتم العمل بحق الرد الطبيعي ومنع عبور السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة”.
وبين العزي أن مضيق باب المندب في نهاية المطاف جزء لا يتجزأ من المياه الإقليمية اليمنية، والقانون الدولي يعطي اليمن الحق في منع أي دولة تتجاوز المرور البريء والعابر، وقال “نؤكد لكل العالم بأن أمريكا تكذب بوقاحة ويجب أن يرتفع الصوت عالياً في وجه أمريكا وبريطانيا كمهدد حقيقي للأمن والسلم الدوليين والأمن والملاحة البحرية في المنطقة”.
وأضاف “نحن نقف إلى جانب فلسطين دعماً لإرادة الخير والحرية والاستقلال والأمن في المنطقة والعالم، ونحن أمام مشاهد لا يمكن السكوت عليها والتي يعد السكوت عليها خروجها عن الإنسانية والهوية والعروبة والإسلام”.
وجدد التأكيد بأن العدوان الذي يتعرض له اليمن لا يمكن أن يؤثر على مواقفه الثابتة تجاه غزة وفلسطين، وقال “على أمريكا وإسرائيل أن تيأسا من موقفنا الداعم والثابت تجاه غزة وفلسطين مهما فعلت وضربت وقصفت”، منبهاً أمريكا و”إسرائيل”، بأن الشعب اليمني على استعداد بأن يخوض معركة البحر الأحمر حتى ينفذ مواقفه المعلنة لمنع عبور السفن الإسرائيلية وكذا جميع السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطيني المحتلة.
وأوضح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء أن هذا الإجراء مؤقت حتى ينتهي العدوان على غزة وتفتح المنافذ لعبور الأغذية والأدوية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية دون أن يحرك العالم ساكناً.
وحذر أمريكا من مغبة الاستمرار في الكذب والتضليل الإعلامي والمعلوماتي الذي تمارسه على العالم، مؤكداً أن “كذبة أمريكا وتورطها في العدوان على اليمن ستكون الكذبة القاتلة والأخيرة وستجني على أمريكا الوبال والعار وستخرج من اليمن مهزومة أخلاقياً وعسكرياً وعلى كل المستويات”.
وحيا مواقف كل الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي فندت أكاذيب أمريكا وتأكيد هذه الدول بأن الأحداث في باب المندب مرتبطة بالعدوان الهمجي والوحشي على غزة، وإدانتها للهجمات على اليمن.
كما ثمن نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء مواقف عُمان وإيران وقطر ومصر والجزائر وتونس والمغرب التي استنكرت الهجمات العدائية على اليمن، وأكاذيب أمريكا حول الملاحة، وتأكيدهم بأن الأحداث في البحر الأحمر مرتبطة كلياً بالحرب على غزة.
وأشاد بشكل خاص بموقف السعودية في هذه المسألة التي أكد وزير خارجيتها بكل شجاعة أن الرواية الأمريكية غير صحيحة، وأن الأحداث في الأحمر مرتبطة بغزة، معرباً عن التطلع إلى تعاظم هذه المواقف كون الاعتداء على اليمن بهذا الشكل الهمجي والغوغائي هو اعتداء على أمة الإسلام والعروبة قاطبة.
ونبه من خطورة عدم الاستمرار في المواقف الثابتة والخروج عن الثوابت والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والدينية، مؤكداً أن “التراجع والتخاذل يدل على أن إرادة الخير انكسرت أمام إرادة الشر، وهو ما يملي علينا أن ندفع بالغالي والنفيس ونقدم التضحيات في سبيل الثبات على موقفنا المبدئي الداعم والمساند للأشقاء في غزة ومواجهة العدوان الاسرائيلي والأمريكي”.
وتابع العزي “اليوم في اليمن وغداً في السعودية وفي أي دولة عربية وإسلامية، فلا ينبغي أبداً ان تبقى المواقف عند هذا المستوى، بل يجب أن تتعاظم، ونحن ماضون إلى السلام مع محيطنا، وأقول لكل العالم بأنه لا يمكن لأي أحد أن يحل مشاكله مع اليمن بالعنف لان هذه الوسيلة غير مجدية، مع يمن الإيمان الذي لا تنفع معه القوة، لأن هذه القوة ستفاقم المشاكل، وبالإمكان حلها بالحوار والمنطق والحجة”.
كما حيا مواقف الشعوب الحرة التي تخرج بمئات الآلاف للتضامن مع الشعب الفلسطيني والدعوة إلى وقف الحرب على غزة وفي مقدمتها شعوب “أمريكا، وبريطانيا”، معتبراً الخروج تعبيراً عن الاستياء من إدارة حكوماتهم التي جلبت عليهم الخزي والعار.
وتابع “يجب أن نساند الحراك النضالي في أمريكا وبريطانيا لإسقاط التوجهات الشيطانية والحرب العدوانية على غزة، والمطالبة برفع الصوت لوقف آلة الدمار والقتل التي تشنها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا على الفلسطينيين”.
ونصح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء اليمنيين في الخارج الذين وصل بعضهم إلى السقوط الكبير بوقوفهم مع “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا في الحرب على غزة وضرب اليمن بالعودة إلى رشدهم ومراجعة أنفسهم في مواقفهم وفيما يفعلون.
وأكد “أننا أمام مفترق طرق ولا يمكن للشعب اليمني أن يتسامح مع أي يمني يقف مع إسرائيل أو أمريكا وبريطانيا في عدوانها على غزة واليمن، بينما يمكن التسامح في الخلاف بين الأشقاء فيما بينهم وحل ذلك عبر الحوار”.
ودعا الجميع للابتعاد عن “تحالف الشر كون هناك دول نأت بنفسها عن هذا التحالف، الذي وجد خصيصاً لتجنيد وتوظيف أكبر قدر ممكن من البشر والدول ككلاب حراسة لتجارة نتنياهو، الذي يذبح الأطفال والنساء ويرتكب أبشع المجازر الوحشية والإبادة الجماعية بحق أبناء فلسطين دون أن يحرك العالم ساكناً”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا الملاحة البحریة الحرب على غزة البحر الأحمر باب المندب على الیمن لا یمکن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
ليس واضحًا إن كانت الإدارة الأميركية قد قابلت تهديدات الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية، أو تلك المبحرة نحو موانئها في بادئ الأمر بالسخرية ذاتها التي قابل بها سفيرها السابق في اليمن جيرالد فايرستاين شعار الحوثي المعادي لأميركا، ووصفه له خلال مؤتمر صحفي عقده بصنعاء منتصف العام 2012 بالمضحك والسخيف، وذلك قبل سنتين من انقلاب الحوثي على المسار السياسي، وسيطرة جماعته المسلحة على العاصمة صنعاء، أم أنها أخذته على محمل الجِد.
محاولة للهروب
فمنذ بدء الهجمات التي يقول الحوثي إنه ينفذها إسنادًا للمقاومة الفلسطينية في غزة والأنظار تتجه نحو البحر الأحمر ومدخله الجنوبي وصولًا إلى بحر العرب. ورغم تشكيك البعض في قدرة جماعة الحوثي على مواصلة هذه الهجمات خصوصًا أن حرب إسرائيل على غزة قد أخذت مدى زمنيًا غير مسبوق، وسخرية القوى اليمنية المناوئة لها، فإن هجمات الجماعة ضد السفن الإسرائيلية، وتلك المتجهة إلى موانئها، وأيضًا السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن أخذت شكلًا تصاعديًا منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وحتى يومنا هذا. وفي المقابل كثف التحالف الأميركي البريطاني المسمى بتحالف (حارس الازدهار) غاراته الجوية مؤخرًا على مواقع للحوثيين في شمال اليمن، ووسع من دائرة أهدافه.
وكانت المخابرات الأميركية قد كشفت قبل أيام عن تأثر نحو 65 دولة جراء هذه العمليات، وتغيير ما لا يقل عن 29 شركة من شركات الشحن والطاقة الكبرى مساراتها بعيدًا عن المنطقة، وتعرّض أكثر من 12 سفينة تجارية للقصف بين نوفمبر/تشرين الثاني، ومارس/آذار، ناهيك عن محاولات الخطف، وإن كانت قليلة، كما انخفض شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 90 ٪ تقريبًا، وارتفعت أقساط التأمين، وذلك وفقًا لما أورده موقع أكسيوس الأميركي.
العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة البحر الأحمر وعملية السلام اليمنية.. لعبة الأمن البحري رافعة الحوثيين السياسية الجديدة (تحليل)ولابد من التوضيح هنا أن الحوثي الذي يتحدث عنه المسؤولون الأميركيون ووسائل الإعلام الأميركية، وكذلك الحوثي الذي انبهرت بهجماته التضامنية مع غزة، الجماهير العربية والإسلامية منذ انطلاقها، يختلف تمامًا عن الحوثي الذي عرفه اليمنيون منذ ظهوره المشؤوم في شمال اليمن، مطلع القرن الحالي، والكثير منهم ينظرون إلى تصعيده في البحر الأحمر وخليج عدن، على أنه مجرد محاولة للهروب من أزماته الداخلية، وأنه استفاد من غزة أكثر من استفادة أهلها ومقاومتها منه.
وبالنظر إلى الأحداث التي شهدها البحر الأحمر كممر حيوي للتجارة الدولية خلال النصف قرن الأخير، على الأقل، فقد كان لافتًا نشر وزارة الدفاع المصرية مطلع هذا العام، وفي خضم معركة “طوفان الأقصى” وفي خطوة غير مسبوقة وثائق تاريخيّة للحرب العربية الرابعة التي شنتها مصر بالتعاون مع سوريا ضد إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 1973؛ لاستعادة أراضٍ عربيةٍ محتلة، ومن ضمن هذه الوثائق أمر بتحريك وحدات بحرية مصرية للتمركز في ميناء مدينة عدن اليمنية – المدخل الجنوبي للبحر الأحمر – قبل اندلاع الحرب بحوالي شهرين وتكليفها باعتراض السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل.
حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! لماذا فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم لمواجهة هجمات الحوثيين المتصاعدة؟! وثيقة اتهام السودان للإمارات في مجلس الأمن تكشف تورط يمنيين.. ما علاقة المجلس الانتقالي؟!تجربة مريرة
أكدت الوثائق المصرية حديثة النشر ما سبق أن تحدث عنه الرئيس السابق للشطر الجنوبي من اليمن علي ناصر محمد، والذي كان يومها وزيرًا للدفاع، بأن حكومته استقبلت في تلك الفترة سفن الأسطول البحري المصري في عدن وباب المندب، وكانت تتنقل بين عدن والغردقة وبعض الجزر لنقل المواد الغذائية والتموينية، وأنه تم إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية، ولم يُفتح إلا بعد اتفاق مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار.
وذكر في مقال نشره قبل نحو سنتين بمناسبة الذكرى السنوية لحرب أكتوبر/تشرين الأول آنفة الذكر، أن حكومته ردت على الضغوط الإسرائيلية عبر حليفها آنذاك الاتحاد السوفياتي بقولها إنها معركة عربية.
ولذلك كانت إسرائيل ولا تزال حريصة كل الحرص على أن يكون لها حضور ما في الدول المطلة على البحر الأحمر، وفي جزره لإدراكها التام – ومن واقع تجربة مريرة – أهميته، وقلقها الدائم من أي استهداف مباشر أو غير مباشر يأتيها منه.
والمتتبع للمشهد على ضفتَي البحر الأحمر ومدخله الجنوبي، يلاحظ التسابق الدولي على التمركز العسكري فيه منذ فترة طويلة بداية بالقاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي التي تأسّست مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أي بعد حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول بسنوات معدودة، وقبل أن يتحول هذا البلد الصغير إلى وجهة عسكرية لمعظم الدول الكبرى، بفضل موقعه المطل على غرب مضيق باب المندب الإستراتيجي، فأنشأت الولايات المتحدة الأميركية فيه أكبر قواعدها العسكرية في القارة السمراء، واختارته الصين لتمركز قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج حدودها الجغرافية، وفيه قاعدة عسكرية يابانية هي الأولى لها خارج أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية، ويستضيف على أراضيه قاعدة إسبانية، وأخرى إيطالية.
وبالقرب من جيبوتي لم يغب الجيش الأميركي عن الصومال، رغم خسارته القاسية فيما يعرف بمعركة مقديشو عام 1993 وإن بحضور محدود، وافتتحت تركيا الدولة العضو في حلف الناتو أكبر قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها في العاصمة مقديشو قبل نحو ثماني سنوات، رغم الاضطرابات الأمنية التي تعصف بالصومال، وتوجت وجودها العسكري في القرن الأفريقي بتوقيع اتفاقية للدفاع عن المياه الإقليمية الصومالية، وإعادة تنظيم قواتها البحرية في فبراير/شباط الماضي وعينها على سواكن السودانية، فيما خابت آمال الروس حتى يومنا هذا على الأقل في التموضع العسكري ببورتسودان، لاسيما بعد دخول السودان في دوامة الحرب الأهلية.
???? تقرير متلفز لـ"وول ستريت جورنال" عن تصاعد خطورة #البحر_الأحمر على الملاحة الدولية وتأثير هجمات الحوثيين اقتصادياً وعسكرياً على المنطقة والعالم #يمن_مونيتور #اليمن #yemen pic.twitter.com/YXhjyPuoWq
— يمن مونيتور (@YeMonitor) June 23, 2024
احتشاد بحري
وفي الضفة الأخرى للبحر الأحمر وخليج عدن كادت الولايات المتحدة أن تتمركز عسكريًا في مدينة عدن جنوبي اليمن عقب الهجوم الذي استهدف المدمرة يو إس إس كول في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2000 إلا أن حساباتها الأمنية حالت دون ذلك، واكتفت كما المملكة المتحدة بالحضور العسكري المحدود في اليمن تحت مبررات تدريبية وتنسيقية.
في ظل هذا الاحتشاد البحري سواء تحت مسمى عملية “حارس الازدهار” بقيادة أميركا وبريطانيا أو عملية “أسبيدس” التي أطلقتها دول أوروبية لحماية سفنها التجارية، تبدو الصين القطب التجاري الأكثر أهمية في عالم اليوم كمن يراقب الأحداث بصمت، فيما بادرت جارتها – اللدود – الهند إلى استغلال الأحداث لاستعراض عضلاتها ونشر قطعها البحرية قبالة السواحل الهندية، وصولًا إلى خليج عدن تحت غطاء الاستجابة السريعة، وتقديم المساعدة للسفن المستهدفة، دون أن تعلن انضمامها إلى أي تحالف بحري.
وإذا كانت القطع البحرية العسكرية لمعظم دول العالم المتحالفة والمتصارعة على حد سواء، بدءًا من أميركا، ووصولًا إلى إيران، لم تبرح مياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب منذ سنوات، تحت مبرّر مواجهة القرصنة التي نشطت بالقرب من باب المندب خلال الفترة الماضية، انطلاقًا من الأراضي الصومالية، فإنّ تزاحمها اليوم يضع المنطقة برمتها أمام سيناريوهات مفتوحة، قد يكون من الصعب التنبّؤ بمآلاتها، خصوصًا أنّ صراع القوى الكبرى في تصاعد مستمرّ، رغم التحذيرات المتكررة، والتأكيد على حاجة العالم الملحّة لخفض التوتر والتصعيد، وضمان تدفّق سلس ومتواصل لسلاسل الإمداد، وذلك للتغلب على تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي الذي تسبّبت به حرب روسيا على أوكرانيا، وتداعيات جائحة كورونا.
وبغض النظر عن النوايا الحقيقية سواء لتلك الدول التي سارعت في إرسال سفنها وبوارجها الحربية إلى البحر الأحمر وخليج عدن أو لجماعة الحوثي وبعد نحو تسعة أشهر من عملية “طوفان الأقصى، فإن هناك تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات.
*نشر أولاً في الجزيرة نت
كيف يحفر الحوثيون وجوداً طويل الأمد في عمق العراق؟! هل غيّر الحوثيون استراتيجيتهم الحربية مع توسيع عملياتهم البحرية؟… مركز أبحاث أمريكي يجيب علاقة الحوثيين والإيرانيين بالقرصنة الصومالية.. مخاطر صناعة خرائط السياسة والأمن في اليمن وشرق أفريقيا (حصري) الولايات المتحدة توسع حملتها ضد الحوثيينلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...