الجديد برس:

أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، أنه لا يمكن لأحد في العالم حل مشكلاته مع اليمن بالعنف لأن هذه الوسيلة غير مجدية، مجدداً التأكيد على موقف صنعاء الثابت في منع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، وذلك حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وقال حسين العزي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في صنعاء، الإثنين، إن “الموقف الذي اتخذه اليمن فرضته يمنيتنا وعروبتنا وإنسانيتنا وإسلامنا تجاه أبطال المقاومة في غزة، الذين يناضلون في سبيل الدفاع عن أرضهم وحريتهم واستقلالهم وتحرير أرض فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاشم”.

وأشار إلى أن “العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن يسعى لمنع أي مساندة لشعب فلسطين المظلوم، وكذا حرص أمريكا منذ البداية على ألا يكون هناك أي صوت مناهض لإسرائيل في عدوانها على غزة من خلال أفعالها ومواقفها التي برهنتها في كل المحافل الدولية ومجلس الأمن”، لافتاً إلى أن أمريكا أجهضت في مجلس الأمن الدولي أكثر من مشروع لإصدار قرار بوقف الحرب على غزة، ورفضت أيضاً إصدار بيان لإدانة المجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق أبناء فلسطين في غزة.

وأضاف أن أمريكا وبريطانيا جاءتا من مسافة تسعة آلاف ميل لشن عدوان همجي على اليمن، تحت مبررات كاذبة ومفضوحة أمام العالم، بداعي الدفاع عن النفس وحماية الملاحة البحرية، مذكراً بأن الولايات المتحدة التي تتهم اليمن بتهديد الملاحة البحرية هي نفسها التي قالت “لا تتوفر لديها معلومات عن أن الكيان الصهيوني يرتكب مجازر بحق المدنيين في غزة”، وقالت أن “الضحايا من الأطفال في غزة صفر”، فيما المجازر الوحشية والهمجية ترتكب على مدار الساعة على مرأى ومسمع العالم وفي وضح النهار وأمام شاشات وقنوات العالم.

وأكد العزي أن “صنعاء آخر جهة يتم توجيه هذه التهم الكاذبة إليها من قبل أمريكا، بدليل أن صنعاء أثبتت حرصها على حماية الملاحة الدولية في ظل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى تسع سنوات”، لافتاً إلى أن أكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية معروفة وتاريخها كله حافل بالأكاذيب.

وفند الأكاذيب والمزاعم التي استندت عليها أمريكا لشن حروبها على مختلف بلدان العالم منذ نشأتها في عام 1848م عندما اجتاحت المكسيك بناءً على تهم ملفقة اعترفت لاحقاً أنها كانت معلومات مظللة وكاذبة، مروراً بحادثة البارجة الأمريكية عام 1898م المعروفة التي استندت إليها لمهاجمة الأسبان، وكوبا والفلبين، بناءً على تهم كاذبة وملفقة، وكذا أزمة طائرة التجسس مع الاتحاد السوفيتي عام 1960م، كما تطرق إلى المبررات والمزاعم الكاذبة والمعلومات المظللة التي استندت إليها أمريكا في شن حربها على فيتنام وارتكاب أبشع المجازر بحق شعب فيتنام بدعوى مهاجمة السفن الأمريكية، وفيما بعد اعترفت أمريكا في تقاريرها التي نشرت عام 2005م بأن المعلومات كانت غير صحيحة وملفقة، كما هو الحال في حربها على العراق وارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق المدنيين بدعوى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ولم يخرج أي دليل على كذبهم المزعوم.

وأكد حسين العزي أن الملاحة الدولية في باب المندب محل رعاية واهتمام حكومة صنعاء، مطمئناً جميع دول الاتحاد الأوروبي ودول الشرق والغرب بأن الملاحة ظلت آمنة في خضم الحرب على اليمن طيلة تسع سنوات، وحتى خلال الحرب على غزة كان موقف اليمن واضحاً منذ اليوم الأول، بأن الملاحة في أمان تام، ومرت آلاف السفن عبر باب المندب ولم تواجه أي تهديد من قبل اليمن.

واعتبر نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء أن “أمريكا المهدد الأول والوحيد لحركة الملاحة البحرية والمتسببة في عسكرة البحر الأحمر وهي من جاءت لتعدي على اليمن، بعد أن كانت سفنهم تمر بأمان وسلام من البحر الأحمر حتى قامت إلى جانب بريطانيا بالاعتداء على اليمن، فتم العمل بحق الرد الطبيعي ومنع عبور السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة”.

وبين العزي أن مضيق باب المندب في نهاية المطاف جزء لا يتجزأ من المياه الإقليمية اليمنية، والقانون الدولي يعطي اليمن الحق في منع أي دولة تتجاوز المرور البريء والعابر، وقال “نؤكد لكل العالم بأن أمريكا تكذب بوقاحة ويجب أن يرتفع الصوت عالياً في وجه أمريكا وبريطانيا كمهدد حقيقي للأمن والسلم الدوليين والأمن والملاحة البحرية في المنطقة”.

وأضاف “نحن نقف إلى جانب فلسطين دعماً لإرادة الخير والحرية والاستقلال والأمن في المنطقة والعالم، ونحن أمام مشاهد لا يمكن السكوت عليها والتي يعد السكوت عليها خروجها عن الإنسانية والهوية والعروبة والإسلام”.

وجدد التأكيد بأن العدوان الذي يتعرض له اليمن لا يمكن أن يؤثر على مواقفه الثابتة تجاه غزة وفلسطين، وقال “على أمريكا وإسرائيل أن تيأسا من موقفنا الداعم والثابت تجاه غزة وفلسطين مهما فعلت وضربت وقصفت”، منبهاً أمريكا و”إسرائيل”، بأن الشعب اليمني على استعداد بأن يخوض معركة البحر الأحمر حتى ينفذ مواقفه المعلنة لمنع عبور السفن الإسرائيلية وكذا جميع السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطيني المحتلة.

وأوضح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء أن هذا الإجراء مؤقت حتى ينتهي العدوان على غزة وتفتح المنافذ لعبور الأغذية والأدوية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية دون أن يحرك العالم ساكناً.

وحذر أمريكا من مغبة الاستمرار في الكذب والتضليل الإعلامي والمعلوماتي الذي تمارسه على العالم، مؤكداً أن “كذبة أمريكا وتورطها في العدوان على اليمن ستكون الكذبة القاتلة والأخيرة وستجني على أمريكا الوبال والعار وستخرج من اليمن مهزومة أخلاقياً وعسكرياً وعلى كل المستويات”.

وحيا مواقف كل الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي فندت أكاذيب أمريكا وتأكيد هذه الدول بأن الأحداث في باب المندب مرتبطة بالعدوان الهمجي والوحشي على غزة، وإدانتها للهجمات على اليمن.

كما ثمن نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء مواقف عُمان وإيران وقطر ومصر والجزائر وتونس والمغرب التي استنكرت الهجمات العدائية على اليمن، وأكاذيب أمريكا حول الملاحة، وتأكيدهم بأن الأحداث في البحر الأحمر مرتبطة كلياً بالحرب على غزة.

وأشاد بشكل خاص بموقف السعودية في هذه المسألة التي أكد وزير خارجيتها بكل شجاعة أن الرواية الأمريكية غير صحيحة، وأن الأحداث في الأحمر مرتبطة بغزة، معرباً عن التطلع إلى تعاظم هذه المواقف كون الاعتداء على اليمن بهذا الشكل الهمجي والغوغائي هو اعتداء على أمة الإسلام والعروبة قاطبة.

ونبه من خطورة عدم الاستمرار في المواقف الثابتة والخروج عن الثوابت والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والدينية، مؤكداً أن “التراجع والتخاذل يدل على أن إرادة الخير انكسرت أمام إرادة الشر، وهو ما يملي علينا أن ندفع بالغالي والنفيس ونقدم التضحيات في سبيل الثبات على موقفنا المبدئي الداعم والمساند للأشقاء في غزة ومواجهة العدوان الاسرائيلي والأمريكي”.

وتابع العزي “اليوم في اليمن وغداً في السعودية وفي أي دولة عربية وإسلامية، فلا ينبغي أبداً ان تبقى المواقف عند هذا المستوى، بل يجب أن تتعاظم، ونحن ماضون إلى السلام مع محيطنا، وأقول لكل العالم بأنه لا يمكن لأي أحد أن يحل مشاكله مع اليمن بالعنف لان هذه الوسيلة غير مجدية، مع يمن الإيمان الذي لا تنفع معه القوة، لأن هذه القوة ستفاقم المشاكل، وبالإمكان حلها بالحوار والمنطق والحجة”.

كما حيا مواقف الشعوب الحرة التي تخرج بمئات الآلاف للتضامن مع الشعب الفلسطيني والدعوة إلى وقف الحرب على غزة وفي مقدمتها شعوب “أمريكا، وبريطانيا”، معتبراً الخروج تعبيراً عن الاستياء من إدارة حكوماتهم التي جلبت عليهم الخزي والعار.

وتابع “يجب أن نساند الحراك النضالي في أمريكا وبريطانيا لإسقاط التوجهات الشيطانية والحرب العدوانية على غزة، والمطالبة برفع الصوت لوقف آلة الدمار والقتل التي تشنها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا على الفلسطينيين”.

ونصح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء اليمنيين في الخارج الذين وصل بعضهم إلى السقوط الكبير بوقوفهم مع “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا في الحرب على غزة وضرب اليمن بالعودة إلى رشدهم ومراجعة أنفسهم في مواقفهم وفيما يفعلون.

وأكد “أننا أمام مفترق طرق ولا يمكن للشعب اليمني أن يتسامح مع أي يمني يقف مع إسرائيل أو أمريكا وبريطانيا في عدوانها على غزة واليمن، بينما يمكن التسامح في الخلاف بين الأشقاء فيما بينهم وحل ذلك عبر الحوار”.

ودعا الجميع للابتعاد عن “تحالف الشر كون هناك دول نأت بنفسها عن هذا التحالف، الذي وجد خصيصاً لتجنيد وتوظيف أكبر قدر ممكن من البشر والدول ككلاب حراسة لتجارة نتنياهو، الذي يذبح الأطفال والنساء ويرتكب أبشع المجازر الوحشية والإبادة الجماعية بحق أبناء فلسطين دون أن يحرك العالم ساكناً”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا الملاحة البحریة الحرب على غزة البحر الأحمر باب المندب على الیمن لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير القلق

نددت الأمم المتحدة بالتصعيد بين إسرائيل واليمن، وأعربت عن قلقها إزاء الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي وموانئ على  البحر الأحمر ومحطات كهرباء.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريش، إن "الضربات الجوية الإسرائيلية اليوم على مطار صنعاء الدولي وموانئ البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن مثيرة للقلق بشكل خاص"، وعبّر عن مخاوفه من احتمالات حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة.

وقالت إسرائيل إنها قصفت أهدافا مرتبطة بميليشيا الحوثيين المتحالفة مع إيران في اليمن يوم الخميس، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي. وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن 6 أشخاص على الأقل قتلوا.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عبر منصة "إكس" أن طائرات مقاتلة نفذت ضربات على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين على الساحل الغربي والداخل اليمني قبل فترة وجيزة.

وأضاف أن الميليشيا اليمنية كانت قد هاجمت إسرائيل مراراً بطائرات دون طيار وصواريخ أرض-أرض.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الضربات على  الحوثيين في اليمن "لن تتوقف حتى اكتمال المهمة"، وإن إسرائيل ستواصل "قطع ذراع الإرهاب لمحور الشر الإيراني".

وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي استهدف البنية التحتية العسكرية التي تستخدمها الميليشيا في ​​أنشطتها العسكرية في كل من مطار صنعاء الدولي ومحطتي حزيز ورأس قنتيب للطاقة. بالإضافة إلى قصف البنية التحتية العسكرية في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتيب على الساحل الغربي".

مقالات مشابهة

  • اليمن: استئناف حركة الملاحة في مطار صنعاء رغم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي
  • أمين عام الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على اليمن مثيرة للقلق
  • غوتيريش يعرب عن قلقه من الضربات الإسرائيلية على اليمن
  • الأمم المتحدة تحذر: الضربات الإسرائيلية في اليمن تفاقم الأزمة
  • الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير القلق
  • ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على اليمن
  • حزب الله اللبناني يُدين الهجمات الإسرائيلية على اليمن
  • توكل كرمان تدين الغارات الإسرائيلية على اليمن وتعتبرها "إرهاب دولي"
  • حركة حماس تدين العدوان الصهيوني على اليمن وتؤكد أنه امتداد للعربدة الإسرائيلية في المنطقة
  • استهدفت مطار صنعاء والحديدة ومنشآت نفطية.. المقاتلات الإسرائيلية تشن غارات على اليمن