لبنان ٢٤:
2024-12-29@02:02:33 GMT
هوكشتاين لن يأتي قبل وقف النار في غزة
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لا تلتقي مصادر سياسية لبنانية مع اجواء التفاؤل السائدة في تل ابيب، كاشفة ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين لم يعلن عزمه على زيارة لبنان بعد انتهاء محادثاته في تل ابيب، ما لم يكن يحمل مقترحاً جديداً. ذلك ان المقترح السابق الذي كان حمله إلى السلطات اللبنانية في زيارته الأخيرة لم يلقَ اجوبة واضحة، خصوصاً ان الحزب رفض إبلاغ هوكشتاين أي جواب قبل وقف النار في غزة.
ورغم الكلام الاسرائيلي عن رفض ربط الساحة الجنوبية بالساحة الفلسطينية، فإن المصادر عينها اكدت ان لبنان تبلّغ رسمياً ان اي وقف للنار في غزة سيقابله وقف العمليات في الجنوب. وهو ما سبق للحزب ان أعلنه ايضاً في حديث واضح لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم قبل ايام قليلة، عندما قال ان الحزب غير معني بأي نقاش في الوقت الحاضر في شأن المطالب الاسرائيلية في ما يتعلق بجبهة الجنوب، وان الحزب غير مستعجل لطمأنة أي أحد، وليس في وارد التحضير لإجابات عما يمكن ان يُطرح لاحقاً، مع تأكيده ان الحزب ليس جزءا من النقاش الجاري للوصول إلى وقف للنار في غزة.
ويُفهم من هذا الكلام، معطوفاً على عدم طلب هوكشتاين اي مواعيد لبنانية بعد، ان التسوية التي يعمل عليها الأخير لم تنضج بعد وان ما تراه إسرائيل بوادر ايجابية ليس بالضرورة ابداً ايجابية للبنان، بل على العكس، لأن الايجابية بالنسبة إلى إسرائيل تكمن في انسحاب الحزب بعمق لا يقل عن 7 كلم عن الحدود، لضمان أمن المستوطنات الشمالية وعودة الأهالي إلى بلداتهم. وهذا امر لا يشكل شرطاً ايجابياً للحزب، وهو ليس في وارد أي تفاوض في شرطٍ كهذا قبل تبيان التنازلات الاسرائيلية في المقابل، والقاضية وفق المطالب الدائمة والثابتة للحزب، بانسحاب اسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية.
في الخلاصة، لا زيارة قريبة لهوكشتاين، ولا بوادر ايجابية في المدى القريب، والانظار إلى الساحة الفلسطينية ومدى نجاح التسوية الجارية على وقف النار ليبنى على الشيء مقتضاه!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
لا يُحبّذ "حزب الله" الإنجرار إلى معركة جديدة مع إسرائيل حتى وإن انتهت مهلة الـ60 يوماً التي من المفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني.يوم أمس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد يبقى في جنوب لبنان حتى بعد فترة الـ60 يوماً، ما يطرح علامات تساؤل عما يمكن أن يُقدم عليه إثر ذلك.. فما الذي بإمكانه فعله؟
ترى مصادر معنية بالشأن العسكري إنَّ "حزب الله" قد لا ينجرّ إلى اشتباك جديد مع إسرائيل حتى وإن بقيت الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية، وتضيف: "على الصعيد الميداني، ينشط الحزب على أكثر من صعيد. في الجانب المالي، فإن الحزب يقوم بتسديد مستحقات تأهيل المنازل وبدلات الإيواء للمتضررين، وهو ما يجعله مُقيداً بمبالغ معينة، وبالتالي قد يكون من الصعب عليه ترتيب أعباء مالية جديدة على نفسه مع التزامات شعبية إن حاولَ فتح بوابة المعركة للرد على عدم حصول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان".
تعتبر المصادر أيضاً أن "الحزب لن يُجازف مرة جديدة، أقله في الوقت الحالي، في تهجير سكان جنوب لبنان"، مشيرة إلى أنَّ التفاوض هذه المرة سيكون استناداً للقرارات الدولية التي سيمنحها "حزب الله" المسار الواسع لإبراز قدرتها على ردع إسرائيل، وتضيف: "إن لم تنجح الأساليب الدبلوماسية مع إسرائيل، عندها من الممكن أن تتكرر سيناريوهات الرد العسكري المحدود من قبل حزب الله، لكن الخوف هو في أن تستغل إسرائيل ذلك لتُعيد توسيع عدوانها على لبنان. وعليه، فإن حزب الله قد لا يجنح كثيراً نحو تلك الفكرة".
من ناحية أخرى، تبرز الأولويّات العسكرية على طاولة البحث، وما يتبين، من خلال المراقبة، هو أنَّ الحزب لا يميل الآن إلى تجديد إرهاق مقاتليه وقادته، ذلك أن عملية ترميم قواعده تحتاج إلى وقتٍ متاح أمامه، فيما المشكلة الأكبر تكمنُ في أنَّ الحزب يسعى الآن إلى إراحة عناصره من جهة وإلا تجديد مجموعاته بالقدر المطلوب. لهذا السبب، فإن "انشغالات الحزب الداخلية" في تنظيم صفوفه، لا تدفعه إلى إحداث انتكاسة جديدة، ما يمنع أو يؤجل إمكانية انخراطه مجدداً على الجبهة القتالية.
ضمنياً، فإن المصادر ترى أن إسرائيل بدأت تسعى لـ"حشر حزب الله" في الزاوية، فالترويج لسيناريوهات عدم الإنسحاب قد تجعل الأخير يندفع نحو العمل لتشكيل استنفار داخلي والتحضير لهجمات جديدة وهذا ما قد تعتبره إسرائيل فرصة لها. لكن في المقابل، فإنّ ما يظهر في العلن يُوحي بأن الحزب مُنكفئ عن التجيهز لحرب جديدة، ما قد يعطي انطباعاً لدى الإسرائيليين مفاده أن الحزب تراجع في الوقت الراهن.
وإلى الآن، فإن "حزب الله" يتريث كثيراً في الكشف عن الحسابات العسكرية كاملة، وما يظهر هو أنَّ "حزب الله" يريد الحفاظ على خطوط ترسانته العسكرية ومحتواها بعيداً عن الاستهدافات، ذلك أن أي مقومات للصمود قد تتعرض لأي قصفٍ بشكل أعنف من السابق.
لهذا السبب، فإن ما يجري قد يقود الأمور نحو التوتر والتأزم، لكن الانخراط الأميركي في لعبة التفاوض مُجدداً ستعطي الضمانات المطلوبة، وما سيحصل هو أن حزب الله سيقبل بكل ذلك حفاظاً على بيئته أولاً ومناطقه ثانياً. المصدر: خاص لبنان24