سواليف:
2024-12-18@15:47:36 GMT

الأردن تحت تأثيرات الحرب

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

#الأردن تحت #تأثيرات_الحرب – #ماهر_أبوطير

ما يزال الأردن تحت التأثيرات غير المباشرة لحرب الإبادة في غزة، واذا كانت هذه التأثيرات بدرجات متفاوتة ومن شخص إلى آخر، إلا أنها ما تزال ملموسة بشكل دقيق.

الحرب تدخل شهرها الخامس، وكل الدعوات السياسية والإعلامية تتحدث عن خطورة أن يألف الناس الحرب، بحيث تتحول المذابح إلى مجرد خبر عادي، بل ويهرب البعض بأعينهم عن المشهد جراء الألم والمرارة، إلا أن تأثيرات الحرب ما تزال بارزة كما أشرت، برغم محاولات التشاغل بقضايا ثانية، أو إشاحة الوجه لدى البعض عما يحدث.

في كل الاحوال ليس المطلوب أن يألف الناس الحرب بالمقابل، وكأن شيئا لا يحدث داخل فلسطين، لكن إدامة الأردن على الصعيد الداخلي أمر مهم، ونحن لا نتحدث هنا عن مظاهر الفرح مثلا، أو التظاهر بكون الأمر يقع في قارة ثانية، بل نتحدث عما هو اعمق بكثير.
هذا يعني أن تخفيف حالة الانجماد المعنوية بحاجة الى وسائل عميقة، تبدد حالة الذعر الكامن خصوصا، مع ما يجري من توسع للحرب بدرجة تتوسط بين الحرب داخل فلسطين ذاتها، وبين كونها حربا اقليمية بدرجة غير مرتفعة بشكل كامل، وهذا الذعر ادى الى رد فعل نراه في احجام كثيرين عن الانفاق، او الدخول في مشاريع صغيرة، او حتى الاستمرار في الانفاق الاستهلاكي، وغير ذلك، فالكل ينتظر ولا احد لديه يقين عما سيحدث غدا، وغياب اليقين يؤدي الى هذه الحالة من الصبر والترقب، بما يعنيه ذلك من ارتداد اقتصادي هائل تلمسه كل القطاعات داخل الأردن، ويرتد بشكل مباشر على خزينة الحكومة وتحصيلاتها من الضريبة وضريبة الدخل وغير ذلك من اموال تتدفق اليها بشكل يومي.

مقالات ذات صلة الأردن الأمل و الرجاء 2024/02/05

لا أحد يريد إضعاف الأردن، ولا نحره، لكن المشهد ذاته يبدو معقدا، لأن الناس هنا يصحون كل يوم على اخبار سيئة جدا، داخل غزة والضفة الغربية، والعمليات الاميركية ضد العراق وسورية واليمن، والعمليات الاسرائيلية ضد جنوب لبنان.
ويلمس الناس ان وتيرة المواجهات ذاتها ترتفع حدتها ولا تتراجع اصلا، فيما كل الضخ الإعلامي داخل الأردن وعبر الحدود ايضا، تتحدث عن سيناريوهات توسع الحرب بشكل اقليمي، وما يعنيه ذلك على امن واستقرار المنطقة، حيث الأردن وسط هذه المنطقة ومحاط بحزام من الحرائق، كما هو قدره دائما، لكن حرائق هذه المرة تبدو مختلفة عن سابقاتها.
الهجوم الذي وقع قرب الحدود الأردنية السورية، كان له أثر حاد، من حيث تبادل الناس لمعلومات او فرضيات حول ما قد تفعله ايران مباشرة، او عبر جماعاتها في هذه المنطقة، وهذا يعني مع مهددات الوضع في الضفة الغربية، توتير للداخل الأردني بشكل اعلى، وهو توتير بحاجة الى معالجة عميقة لا تقف عند حدود التطمينات المعنوية التي نسمعها.
لا يألف احد هنا المذبحة التي نراها باعتبارها مجرد حالة يومية، بل ان ارتدادها يتواصل، دون ان يكون بين ايدينا خطة محددة لإعادة تفعيل الداخل الاردني، خصوصا، في ظل تجفيف المال، وغياب القدرة على اطلاق مبادرات عميقة، لا تفترض اصلا التبرؤ من غزة، او التنصل من همومها، لكنها ايضا وفي مسرب مواز تديم الاردن، وتحميه، لان واجبنا جميعا ان نحافظ عليه، ومما يقال هنا صراحة إن الأردن الأكثر تأثرا بين الدول العربية بما يجري داخل قطاع غزة، ولاعتبارات يفهمها الكل، ولا يتنكر لها احد.

دون ان تتوقف الحرب كليا، ستبقى تأثيرات الحرب ممتدة الى هنا، ويشار اليوم بوضوح الى ان الداخل الاردني على الرغم من تحركه جزئيا مقارنة ببدايات الحرب، الا ان الحالة العامة ما تزال كما هي، واذا سألت اي اردني عن السبب الذي يجعله يشعر بالقلق الجديد بشأن الغد، فجوابه سيكون سهلا، حيث سيقول لك لا احد منا يضمن ماذا سيحدث غدا؟.


في لقاء مغلق مع مسؤول رفيع المستوى قال لثلة من الصحفيين قبل اسابيع ان عام 2024 عام سيكون صعبا لاعتبارات كثيرة، وهكذا تقديرات من مطلعين لا تبدو مجرد مبالغة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن تأثيرات الحرب تأثیرات الحرب

إقرأ أيضاً:

«الهجرة الدولية»: حرب السودان تتسبب في نزوح نحو «12» مليون شخص

تشمل هذه الإحصائية 8.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان، بينما لجأ 3.1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة هربًا من النزاع وانعدام الأمن. 

الخرطوم: التغيير

تسببت الحرب الدائرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023 بنزوح وتهجير 11.7 مليون شخص، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة.

وتشمل هذه الإحصائية 8.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان، بينما لجأ 3.1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة هربًا من النزاع وانعدام الأمن.

وفي نوفمبر الماضي، شهدت ولاية الجزيرة نزوح أكثر من 393 ألف شخص، نتيجة لتصاعد الاشتباكات العنيفة والهجمات التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني.

واندلعت الحرب في السودان بعد تصاعد الخلاف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ البلاد الحديث.

وتسببت الحرب في تدمير المدن والقرى والبنية التحتية، وشملت آثارها أعمال عنف طالت المدنيين في عدة ولايات، أبرزها الخرطوم ودارفور وكردفان.

وأجبر النزاع الملايين على الفرار من منازلهم، حيث لجأ عدد كبير إلى المناطق الأكثر أمنًا داخل السودان، مثل ولايات الجزيرة ونهر النيل، في حين عبر آخرون الحدود إلى دول مجاورة كتشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.

وترافق النزوح مع تفاقم الأزمات الإنسانية، مثل نقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، ما دفع المنظمات الإنسانية إلى التحذير من كارثة طويلة الأمد ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف الحرب وتقديم المساعدات اللازمة.

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين منظمة الهجرة الدولية

مقالات مشابهة

  • تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
  • الأردن والصين يبحثان سبل تعزيز علاقات التعاون بمختلف المجالات
  • الرقص الشعبي الإفريقي: من جذور التقاليد إلى تأثيرات العصر الحديث تقرير
  • نزلت فيديو عشان الناس تشتري منها.. والوافل بجينه عشان نفرح الأطفال.. قصة كفاح سماح مع بيع الحلويات |فيديو
  • «الهجرة الدولية»: حرب السودان تتسبب في نزوح نحو «12» مليون شخص
  • بشار الأسد: لم أغادر سوريا بشكل مخطط
  • حكومة المنفى «2».. تحدي العبث العسكري وتحديد مهام حكومة المنفى
  • دعوةٌ للإبتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان
  • وزير خارجية أيرلندا: استمرار الحرب في غزة وخسارة الأرواح البريئة أمر غير مقبول
  • رئيس النواب الأردني: نقدر موقف الصين من الحرب على غزة ودعمها لحل الدولتين