حزب الله لا يريد حرباً وسيخوضها إذا فُرضت عليه
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كتب سركيس نعوم في" النهار": تفيد معلومات مصدر سياسي لبناني واسع الاطلاع على قضايا بلاده والإقليم والتعاطي الخارجي العربي والإسلامي والدولي معها، تفيد "أن القادرين مالياً من شعب إسرائيل سواء كانوا حاملين جوازات سفر أجنبية أم لا سافر عددٌ كبيرٌ منهم الى خارج بلادهم. ولم يترك هؤلاء أموالهم فيها، علماً أن لكثيرين منهم بلداناً "أصلية" في شرق العالم وغربه، وعلماً أيضا أنه كان لقبرص نصيب في استقبال عدد من هؤلاء وبيع الميسورين منهم شققاً وتأجير متوسطي الحال شققاً أخرى".
وتفيد المعلومات نفسها ثانياً "أن إسرائيليي الشمال المجاورين لجنوب لبنان يريدون العودة الى مدنهم وبلدانهم وقراهم بل ومستعمراتهم والمستوطنات. لكن كيف يعودون؟ لا يزال سؤالاً لا جواب عنه عندهم كما عند المسؤولين عنهم مثل الحكومة و"جيش الدفاع" والأحزاب بعلمانييها ويسارييها ويمينييها ودينييها. ذلك أن معظمهم وبعد دمار وتضرّر مئات من منازلهم لن يعودوا إذا استمر "حزب الله" في وضعه القوي جنوب لبنان حتى وإنْ أوقف النار جرّاء وساطة إقليمية - دولية يجري العمل عليها. ويفضّل قسم من هؤلاء أن يقوم جيشهم وبقرار حكومي بمهاجمة "حزب الله" عسكرياً وبالقضاء عليه أو على خطره ويعطّل بذلك خطره عليهم ويفتح لهم طريق العودة الى بيوتهم. لكن قسماً آخر يخشى أن يتسبّب العمل العسكري لجيشهم بدمار نهائي لشمالهم وبدمار كبير في وسط بلادهم بسبب القوة الصاروخية الكبيرة والمهمة لـ"حزب الله". ساعتئذٍ يعمّ الخراب إسرائيل ويعمّ لبنان أيضاً. ولا يعود مهماً إذا انتصرت إسرائيل عليه أو عجزت عن ذلك إذ إن الرابح والخاسر عسكرياً سيكون شعباهما، فضلاً عن أن حرباً كهذه قد تنتهي بلا رابح ولا خاسر. لكن نتنياهو يريد حرباً لاستعادة وضعه الشعبي، علماً أنه استعاد الكثير منه. ويريد إعادة سكان الشمال الى منازلهم. ولا أحد متأكدا من أن حربا إسرائيلية على لبنان لن تقع رغم رفض أميركا لها... حتى الآن".
تفيد المعلومات نفسها ثالثاً أن "حزب الله" لا يريد حرباً شاملة مع إسرائيل لأسباب كثيرة معروفة، لكنه سيخوضها وبكل أسلحته والمئة ألف عنصر في جيشه إذا اضطُر الى ذلك، فضلاً عن صواريخه التي لا يقلّ عددها عن مئة ألف وربما تصل الى مئة وخمسين ألفاً. لكن الحزب المذكور هو "درّة التاج" لإيران الإسلامية. صحيح أن هناك حوثيين في اليمن و"حشداً شعبياً" في العراق و"النجباء" و"كتائب حزب الله"، لكن إمكاناتهم كلهم محدودة ولا يمكن مقارنتها بإمكانات "الحزب"، فضلاً عن أن إيران لا تريد حرباً مع أميركا وأميركا لا تريد حرباً معها. أمّا "حزب الله" فهل يريد حرباً واسعة مع إسرائيل؟ ربما لا لكن إذا فُرضت عليه سيخوضها، علماً أن التوازن السلاحي بينه وبين إسرائيل غير موجود أو بالأحرى مختل، فضلاً عن أن حرب تموز 2006 استمرت 33 يوماً فقط، أما حرب غزة فصار لها أربعة أشهر ونيّف وخسائرها كبيرة جداً لكل أطرافها. وعلى الجانب اللبناني دُمّرت المنازل وهُجّر آلاف من المواطنين، ربما مئة ألف أو أكثر، وخسر "حزب الله" حتى الآن أكثر من 140 شهيدا، وقد يستشهد عدد أكبر من مقاتليه وكوادره الأساسية إذا استمرت الحرب، ويؤثّر غيابهم على "الحزب" رغم أن عديده يقارب المئة ألف وكوادره العليا بالآلاف".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یرید حربا حزب الله
إقرأ أيضاً:
نجادة الاقتصاد تنجي من غرق السياسة
في الوقت الذي تصر فيه بعض حكومات المنظومة الريعية على التوسع في التحليلات والمخاضات السياسية وعناصر الايديولوجيا المختلفة ،هنالك تقلص في الاهتمام باقتصاديات وادارة الموارد النفطية الناضبة باتجاه التنويع Diversification في حكومات اخرى، الى درجة تعلو فيه المصالح للاقتصاد ورفاهية السكان عن سواها، ويصبح معيار النجاح صخب الصناعة والزراعة والتكنلوجيا وما يرافقهما من تطور الموارد البشرية مقابل همس في السياسة والايديولوجيا.
يدفع مثل هذا الاستنتاج ما نشرته وكالة Moody s للتصنيف الائتماني بصدد التصنيف الائتماني الجديد للاقتصاد السعودي والذي بلغ Aa3 مع نظرة مستقرة بعد ان كان قبل ثمان سنوات لهذه الوكالة A1 مع نظرة ايجابية للمستقبل.وهو يعني تحسن القدرة الائتمانية للدولة بما فيها دخولها لاسواق السندات وقبول طروحاتها التمويلية وبفوائد اقل، لا بل الاهم تمتع المصارف السعودية والمؤسسات المالية الاخرى بميزة التصنيف الجديد بعد ان كانت لا تستطيع تسويق تمويلاتها الا بالتصنيف القديم لان المؤسسات المالية لا يمكنها تجاوز تصنيف الدولة.
فالعراق مثلا يصنف B- وبالتالي فاعلى ما يمكن ان تصنف به مصارفه هو التصنيف نفسه او اقل ،ولوحظ قبل اشهر تخفيض تصنيف اكبر مصرف عراقي TBI .
ويتوقف التصنيف الائتماني للاقتصاد الكلي وتغييراته على معايير اقتصادية ومالية عديدة تعكسها مستويات الاداء المالي والاقتصادي من مستوى دين عام ومعدلات نمو وتحسن اداء القطاع الخاص ،فضلا عن الايرادات غير النفطية واداء الناتج غير النفطي، ومجموع هذه المعايير تقود الى تحسن مستوى التنويع الاقتصادي للدولة الريعية محل التصنيف والذي يعد اهم ما يستنتج من التصنيف الجديد للسعودية مقارنة باقتصادات اخرى.
فقد تزايدت معدلات نمو قطاعات الانتاج غير النفطية توقعا الى 4-5% ،فضلا عن وصول الايرادات غير النفطية في اجمالي الايرادات العامة نحو 40%، بل ان صادرات السعودية غير النفطية نمت لشهر سبتمبر 2024 بمعدل 22%، ومثل هذه النتائج تقود الى تصاعد حصة الناتج للقطاع الخاص في GDP السعودي والذي يتوقع لهذا الاخير نموا يصل الى 4.7%.
يعزى ارتفاع التصنيف للاقتصاد السعودي الى خط اقتصادية طويلة الامد للتحول التنويعي عده عماد النمو طويل الامد، فضلا عن اقتراب الاستقلال عن الازمات النفطية بشكل ملموس.
ان تقديم المصالح الاقتصادية باتجاه الرفاهية الاعلى هو الذي يدفع لخفوت التشنج السياسي والايديولوجي، رغم وجوده في منطقتنا التي تعوم على النفط وما يرتبط به من مشاكل.
نعم ان تحسن اداء الاقتصاد هو نجادة الانقاذ من غرق السياسة.