الخليج الجديد:
2024-11-12@22:50:23 GMT

غزة الأسطورة تقهر الغزاة

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

غزة الأسطورة تقهر الغزاة

أسطورة غزة ستقهر الغزاة

في غزة صمد الفلسطينيون رغم الجوع والعطش والبرد ونزيف الدم المستمر والمجازر الوحشية التي لا يستوعبها العقل ولا المنطق، وأفشلوا مشروع العدو.

لا يُمكن أن يقبل الفلسطينيون بأن يتم الإملاء عليهم من الخارج، ولن يقبلوا بعملية تهجير جديدة ولا بأي تغيير في غزة يلبي مطالب الاحتلال ويحقق له طموحاته.

لم تكن دوائر صنع القرار بإسرائيل وحلفائها تتوقع هذا الصمود والجَلَد الذي أفشل الكثير من أهداف إسرائيل، وأولها التهجير الذي كان يريد الاحتلال تنفيذه في القطاع.

أصبح الموقف الأمريكي ضد سيناريو الحرب الطويلة، وباتت واشنطن تضغط لتطويق التدهور ومنع نشوب حرب إقليمية شاملة تحدث تغييرات استراتيجية ليست في مصلحة الأمريكيين ولا الإسرائيليين ولا حلفائهم.

* * *

لا شك في أن الأهالي والسكان المدنيين في غزة يسجلون صموداً أسطورياً بعد أربعة أشهر من أعنف حرب يشنها الإسرائيليون في تاريخهم، ولا شك في أن حسابات دوائر صنع القرار في إسرائيل والدول الحليفة لتل أبيب، لم تكن تتوقع مثل هذا الصمود والجَلَد، الذي أفشل بكل تأكيد الكثير من الأهداف الإسرائيلية، وفي مقدمتها التهجير الذي كان يريد الاحتلال تنفيذه في القطاع.

الأهداف المعلنة التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب قبل أربعة شهور، لم يتحقق منها شيء، ولم ينجح الاحتلال في الوصول إلى أي مما يريد في غزة، ولا يبدو أن الإسرائيليين يستطيعون المضي طويلاً في هذه الحرب، خاصة مع التحول الكبير في الموقف الأمريكي، الذي أصبح واضحاً بأنه ضد سيناريو الحرب الطويلة، وباتت واشنطن تضغط من أجل تطويق التدهور في المنطقة ومنع نشوب حرب إقليمية شاملة قد تؤدي الى تغييرات استراتيجية ليست في مصلحة الأمريكيين، ولا الإسرائيليين ولا حلفائهم.

وبعد أربعة شهور من الحرب على غزة، اتضحت صورة السياسة التي استخدمها الإسرائيليون خلال الحرب بشكل ليس فيه أي شك، وهذه السياسة قامت على تعمد استهداف المدنيين والنساء والأطفال والمدارس والمستشفيات، واستخدموا التجويع كسياسة ممنهجة وسلاح في هذه الحرب.

بل إن هذه الحرب سجلت رقماً قياسياً تاريخياً في أعداد ضحاياها من النساء والأطفال، إذ لم يسبق أن شهد البشرُ من قبل حرباً أكثر من ثلثي ضحاياها هم من النساء والأطفال، بينما الثلث الثالث أغلبهم من المدنيين غير المقاتلين، الذين لا علاقة لهم بالصراع!

هذا الاستهداف الإسرائيلي لكل ما هو مدني وآمن، بما في ذلك المخيمات والمدارس والمستشفيات والمساجد وسيارات الإسعاف، ليس له إلا تفسير واحد، وهو أن الإسرائيليين لجأوا إلى سياسة «العقاب الجماعي».

وأرادوا تحويل قطاع غزة إلى جحيم، على أمل أن ينفجر القطاع في وجه حركة حماس، ولذلك حاول الاحتلال ويحاول منذ اليوم الأول للحرب نشر فكرة واحدة وهي، أن ما يجري في غزة هو نتيجة لما فعلته حركة حماس وليس نتيجة لعدوان الاحتلال.

وبين الحين والآخر كانوا يلقون المنشورات التي توهم السكان بأن خلاصهم من هذا الجحيم، يمكن أن يتم بإفشاء مكان يحيى السنوار (قائد حماس في غزة) وتسليمه، ومن ثم ينتهي كل شيء.

وفي مرحلة من مراحل الحرب عمد الإسرائيليون إلى جمع أعداد من الرجال والشباب المدنيين، وتعريتهم وإيهام الناس بأن هؤلاء هم مقاتلو حركة حماس، وأنهم استسلموا ورفعوا راياتهم البيضاء، ليتبين سريعاً بأن تلك المشاهد لم تكن سوى تمثيلية، وأن من ظهروا فيها هم «الغلابة» من المدنيين، الذين كانوا في المدارس والمخيمات ومراكز الإيواء.

واختفى الحديثُ عنهم مع فشل المحاولة الإسرائيلية للعمل على تفتيت صفوف المقاتلين من الداخل، أو تأليب الناس ضدهم أو دفع الغزيين للانتفاض عليهم.

والحقيقة أن كل ما كان يرمي له الإسرائيليون من هذه الحرب فشل فشلاً ذريعاً، كما أنَّ أربعة شهور من نزيف الدم المتواصل والمجازر اليومية البشعة لم تدفع رجلاً واحداً في غزة إلى تقديم أية معلومات عن حماس، أو قادتها لإسرائيل، فضلاً عن أن جيش الاحتلال لم ينجح في شق صفوف المقاتلين، بل ما نراه يؤكد أنهم ازدادوا إصراراً على الصمود والقتال، كما لم ينجح الإسرائيليون في استرداد ولو رهينة واحدة من الذين ذهبوا لاستعادتهم.

ما يفعله الإسرائيليون في غزة فعلوه في لبنان سنة 1982، وآنذاك مسحوا بيروت بأكملها وارتكبوا فيها من المجازر ما لم يرتكبه آخرون في أي مكان آخر، ورغم أنهم نجحوا حينها في إبعاد منظمة التحرير والمقاتلين الفلسطينيين من لبنان، لكنهم لم ينجحوا مطلقاً في القضاء على المنظمة، ولا في القضاء على المقاومة، بدليل أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى اندلعت في عام 1987.

وبعدها بسنوات قليلة اضطر الإسرائيليون للاعتراف بمنظمة التحرير، التي فشلوا في تصفيتها والقضاء عليها. في غزة صمد الفلسطينيون رغم الجوع والعطش والبرد ونزيف الدم المستمر والمجازر الوحشية التي لا يستوعبها العقل ولا المنطق، وأفشلوا بالفعل المشروع الإسرائيلي، وهذا دليل على أنه من المؤكد أن الفلسطينيين لا يُمكن أن يقبلوا بأن يتم الإملاء عليهم من الخارج، ولا يُمكن أن يقبلوا بتهجير جديد، ولا بأي تغيير في غزة يلبي مطالب الاحتلال ويحقق له طموحاته.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة تهجير المقاتلون أسطورة غزة جيش الاحتلال هذه الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد تعليق قطر وساطتها.. ما مصير الحرب في غزة؟

تسبب تعليق قطر وساطتها بين إسرائيل وحركة حماس بتضاؤل الآمال الضعيفة أساساً بشأن تحريك المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في غزة.

وأدت قطر التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة وتستضيف المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، دوراً محورياً في الوساطة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عقب هجوم حماس على مستوطنات إسرائيل.

وأتاحت الوساطة التي شاركت فيها مصر وواشنطن، تحقيق هدنة لأسبوع أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) تخللها الإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع وأسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. لكن الجهود فشلت في تحقيق أي خرق على مدى الأشهر اللاحقة.

وأعلنت قطر السبت، أنها أبلغت الأطراف المعنيين "بأنها ستعلّق جهودها في الوساطة... وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية" في القطاع.

قطر تعلق على انسحابها من الوساطة وإغلاق مكتب حماس - موقع 24قالت قطر، السبت، إن التقارير المتداولة حول انسحاب دولة قطر من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإغلاق مكتب حركة حماس "ليست دقيقة"، لكنها أكدت أن الجهود "معلقة" حالياً.  إلى أين وصلت المباحثات؟ 

لم تحقق جهود الوساطة أي نتيجة تذكر منذ هدنة نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، رفضت حماس مقترحاً مصرياً قطرياً لهدنة قصيرة الأمد، مشترطة أن يؤدي أي اتفاق مع إسرائيل إلى وقف كامل لإطلاق النار.

ومن جهتها، تصرّ إسرائيل على أنها لن توقف القتال ما لم تحقق أهداف الحرب وأبرزها "القضاء" على حماس وإعادة كل الرهائن الذين خطفتهم أثناء هجوم أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وجاءت الوساطة القطرية في حرب غزة استكمالًا لأدوار مماثلة أدتها الدوحة خلال أزمات دولية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا والنزاع في سوريا والتواصل مع حركة طالبان الأفغانية.

وقال المحاضر في جامعة كينز كوليدج بلندن أندرياس كريغ إن "مباحثات إنهاء الحرب في غزة تحتاج الى وسيط "ولا أرى أنه يمكن أن يكون" طرفاً غير قطر".

ولكنه أكد أن المباحثات بلغت حالياً مرحلة "عدم وجود مسار للتفاوض".

وأضعفت الحرب حركة حماس بشكل كبير، خصوصاً مع اغتيال رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية في طهران في يوليو (تموز) بعملية نسبت لإسرائيل، وخلفه يحيى السنوار في عملية عسكرية إسرائيلية في غزة في أكتوبر (تشرين الأول).

ورأى كريغ أنه من غير الواضح "كيف يمكن استكمال مسار تفاوضي بعد مقتل كل المحاورين الرئيسيين".

ومن جهتها، أشارت المتخصصة في مجموعة الأزمات الدولية آنا جايكوبس إلى أن "حماس ترى أنها وافقت على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار خلال الصيف"، دون أن يثمر ذلك اتفاقاً.

وأكدت أن الحركة مقتنعة بأن إسرائيل "تعمل على تخريب المفاوضات من خلال تكرار طرح شروط جديدة"، بما فيها الإبقاء على وجود عسكري في القطاع.

قطر تنسحب من الوساطة في غزة وتُوقف عمل مكتب حماس - موقع 24نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن قطر قررت الانسحاب من جهود الوساطة لوقف الحرب في قطاع غزة، وأنها أبلغت حماس وإسرائيل والإدارة الأمريكية بقرارها. هل تغادر حماس قطر؟ 

وفي بيان السبت، اعتبر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن التقارير الصحافية عن نية الدوحة غلق مكتب الحركة هي "غير دقيقة".

وأوضح أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفاً لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة،

وساهمت في الحفاظ على التهدئة وصولاً إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي".

ومن جهته، قال قيادي في حماس لـ"فرانس برس" السبت إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة.

وفي ظل نفي قطر وحماس تقارير إغلاق المكتب، استبعدت جايكوبس "أن تحصل عملية إقفال كبيرة وعلنية لمكتب حماس وطرد قيادتها" السياسية من الدوحة.

وكان مصدر دبلوماسي أفاد السبت بأن "القطريين أبلغوا الإسرائيليين وحماس أنه طالما هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه".

وبحسب مصدر دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه، نقلت قطر رسالة مماثلة الى حماس في أبريل (نيسان)، ما دفع عدداً من قادة الحركة للانتقال إلى تركيا. لكنهم عادوا بعد نحو أسبوعين بعد طلب بهذا الشأن من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين خلصتا الى أن المباحثات لم تكن مجدية في وجود هؤلاء القادة خارج العاصمة القطرية.

وأشار كريغ الى أن حماس باتت "في مأزق"، مع تزايد الطلبات لإبعادها من الدوحة "في فترة زمنية قصيرة نسبيا، وربما أسابيع"، مرجحاً أن تكون إيران الوجهة المقبلة لقيادتها.

ومن جهتها، رأت جايكوبس أنه الى حين تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه رسميا في 20 يناير (كانون الثاني)، من المحتمل أن يبقى "مسؤولو حماس خارج الدوحة الى أن تستأنف المفاوضات بشكل جدي أكثر".

أول رد من حماس على قرار قطر بإغلاق مكتبها في الدوحة - موقع 24في أول رد فعل على القرار القطري، قال قيادي في حركة حماس الفلسطينية إن الحركة لم تتلق أي طلب من الدوحة للمغادرة.  انسحاب قطري دائم؟ 

وسبق لقطر أن أبدت امتعاضها عندما قالت في أبريل (نيسان) إنها تعيد تقويم دورها كوسيط في المفاوضات بشأن غزة. لكنها أكدت استعدادها لتولي هذا الدور مجدداً متى سمحت الظروف.

ورأى كريغ أن الدوحة تريد من خلال ذلك "بالدرجة الأولى أن تظهر للعالم أنها تبذل جهود وساطة ومستعدة لمواصلتها، لكنها في الوقت عينه  مستعدة لوضع كل ثقلها" من أجل الضغط على حماس.

وأشارت جايكوبس إلى أن العلاقة بين الدوحة والحركة الفلسطينية باتت موضع تدقيق بشكل أكبر من قبل واضعي السياسات في واشنطن، خصوصاً الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي.

وقالت: "من المنطقي أنهم (القطريين) يحاولون حماية أنفسهم وسحب أي ذرائع يمكن أن يستغلها ترامب والكونغرس المرجح أن يسيطر عليه الجمهوريون".

مقالات مشابهة

  • على وقع المجازر المستمرة.. الأمم المتحدة: مستويات غير مسبوقة لقتل المدنيين بغزة
  • عاجل | حماس: الادعاءات الأميركية بتحسين الوضع الإنساني بغزة تكذبها التقارير الأممية التي تؤكد وجود مجاعة شمالي القطاع
  • “مجلس الأمن” يسعى لتشكيل آلية هدفها حماية المدنيين بالسودان
  • فاتورة الحرب الإسرائيلية تتجاوز 106 مليارات شيكل.. خسائر بشرية واقتصادية ضخمة
  • بعد تعليق قطر وساطتها.. ما مصير الحرب في غزة؟
  • الرئيس السيسي: مصر تدين حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة
  • تقدّم تدعو طرفي الحرب والمجتمع الدولي لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين في السودان بشكل عاجل
  • حماس تدعو لتشكيل تحالف عربي إسلامي لوقف الحرب في غزة ولبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: «الاحتلال الإسرائيلي» يطلق الرصاص الحي على المدنيين بغزة
  • الإسرائيليون منقسمون حول الحرب ضد حزب الله