الخليج الجديد:
2025-03-12@07:02:43 GMT

غزة الأسطورة تقهر الغزاة

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

غزة الأسطورة تقهر الغزاة

أسطورة غزة ستقهر الغزاة

في غزة صمد الفلسطينيون رغم الجوع والعطش والبرد ونزيف الدم المستمر والمجازر الوحشية التي لا يستوعبها العقل ولا المنطق، وأفشلوا مشروع العدو.

لا يُمكن أن يقبل الفلسطينيون بأن يتم الإملاء عليهم من الخارج، ولن يقبلوا بعملية تهجير جديدة ولا بأي تغيير في غزة يلبي مطالب الاحتلال ويحقق له طموحاته.

لم تكن دوائر صنع القرار بإسرائيل وحلفائها تتوقع هذا الصمود والجَلَد الذي أفشل الكثير من أهداف إسرائيل، وأولها التهجير الذي كان يريد الاحتلال تنفيذه في القطاع.

أصبح الموقف الأمريكي ضد سيناريو الحرب الطويلة، وباتت واشنطن تضغط لتطويق التدهور ومنع نشوب حرب إقليمية شاملة تحدث تغييرات استراتيجية ليست في مصلحة الأمريكيين ولا الإسرائيليين ولا حلفائهم.

* * *

لا شك في أن الأهالي والسكان المدنيين في غزة يسجلون صموداً أسطورياً بعد أربعة أشهر من أعنف حرب يشنها الإسرائيليون في تاريخهم، ولا شك في أن حسابات دوائر صنع القرار في إسرائيل والدول الحليفة لتل أبيب، لم تكن تتوقع مثل هذا الصمود والجَلَد، الذي أفشل بكل تأكيد الكثير من الأهداف الإسرائيلية، وفي مقدمتها التهجير الذي كان يريد الاحتلال تنفيذه في القطاع.

الأهداف المعلنة التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب قبل أربعة شهور، لم يتحقق منها شيء، ولم ينجح الاحتلال في الوصول إلى أي مما يريد في غزة، ولا يبدو أن الإسرائيليين يستطيعون المضي طويلاً في هذه الحرب، خاصة مع التحول الكبير في الموقف الأمريكي، الذي أصبح واضحاً بأنه ضد سيناريو الحرب الطويلة، وباتت واشنطن تضغط من أجل تطويق التدهور في المنطقة ومنع نشوب حرب إقليمية شاملة قد تؤدي الى تغييرات استراتيجية ليست في مصلحة الأمريكيين، ولا الإسرائيليين ولا حلفائهم.

وبعد أربعة شهور من الحرب على غزة، اتضحت صورة السياسة التي استخدمها الإسرائيليون خلال الحرب بشكل ليس فيه أي شك، وهذه السياسة قامت على تعمد استهداف المدنيين والنساء والأطفال والمدارس والمستشفيات، واستخدموا التجويع كسياسة ممنهجة وسلاح في هذه الحرب.

بل إن هذه الحرب سجلت رقماً قياسياً تاريخياً في أعداد ضحاياها من النساء والأطفال، إذ لم يسبق أن شهد البشرُ من قبل حرباً أكثر من ثلثي ضحاياها هم من النساء والأطفال، بينما الثلث الثالث أغلبهم من المدنيين غير المقاتلين، الذين لا علاقة لهم بالصراع!

هذا الاستهداف الإسرائيلي لكل ما هو مدني وآمن، بما في ذلك المخيمات والمدارس والمستشفيات والمساجد وسيارات الإسعاف، ليس له إلا تفسير واحد، وهو أن الإسرائيليين لجأوا إلى سياسة «العقاب الجماعي».

وأرادوا تحويل قطاع غزة إلى جحيم، على أمل أن ينفجر القطاع في وجه حركة حماس، ولذلك حاول الاحتلال ويحاول منذ اليوم الأول للحرب نشر فكرة واحدة وهي، أن ما يجري في غزة هو نتيجة لما فعلته حركة حماس وليس نتيجة لعدوان الاحتلال.

وبين الحين والآخر كانوا يلقون المنشورات التي توهم السكان بأن خلاصهم من هذا الجحيم، يمكن أن يتم بإفشاء مكان يحيى السنوار (قائد حماس في غزة) وتسليمه، ومن ثم ينتهي كل شيء.

وفي مرحلة من مراحل الحرب عمد الإسرائيليون إلى جمع أعداد من الرجال والشباب المدنيين، وتعريتهم وإيهام الناس بأن هؤلاء هم مقاتلو حركة حماس، وأنهم استسلموا ورفعوا راياتهم البيضاء، ليتبين سريعاً بأن تلك المشاهد لم تكن سوى تمثيلية، وأن من ظهروا فيها هم «الغلابة» من المدنيين، الذين كانوا في المدارس والمخيمات ومراكز الإيواء.

واختفى الحديثُ عنهم مع فشل المحاولة الإسرائيلية للعمل على تفتيت صفوف المقاتلين من الداخل، أو تأليب الناس ضدهم أو دفع الغزيين للانتفاض عليهم.

والحقيقة أن كل ما كان يرمي له الإسرائيليون من هذه الحرب فشل فشلاً ذريعاً، كما أنَّ أربعة شهور من نزيف الدم المتواصل والمجازر اليومية البشعة لم تدفع رجلاً واحداً في غزة إلى تقديم أية معلومات عن حماس، أو قادتها لإسرائيل، فضلاً عن أن جيش الاحتلال لم ينجح في شق صفوف المقاتلين، بل ما نراه يؤكد أنهم ازدادوا إصراراً على الصمود والقتال، كما لم ينجح الإسرائيليون في استرداد ولو رهينة واحدة من الذين ذهبوا لاستعادتهم.

ما يفعله الإسرائيليون في غزة فعلوه في لبنان سنة 1982، وآنذاك مسحوا بيروت بأكملها وارتكبوا فيها من المجازر ما لم يرتكبه آخرون في أي مكان آخر، ورغم أنهم نجحوا حينها في إبعاد منظمة التحرير والمقاتلين الفلسطينيين من لبنان، لكنهم لم ينجحوا مطلقاً في القضاء على المنظمة، ولا في القضاء على المقاومة، بدليل أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى اندلعت في عام 1987.

وبعدها بسنوات قليلة اضطر الإسرائيليون للاعتراف بمنظمة التحرير، التي فشلوا في تصفيتها والقضاء عليها. في غزة صمد الفلسطينيون رغم الجوع والعطش والبرد ونزيف الدم المستمر والمجازر الوحشية التي لا يستوعبها العقل ولا المنطق، وأفشلوا بالفعل المشروع الإسرائيلي، وهذا دليل على أنه من المؤكد أن الفلسطينيين لا يُمكن أن يقبلوا بأن يتم الإملاء عليهم من الخارج، ولا يُمكن أن يقبلوا بتهجير جديد، ولا بأي تغيير في غزة يلبي مطالب الاحتلال ويحقق له طموحاته.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة تهجير المقاتلون أسطورة غزة جيش الاحتلال هذه الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

«ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، قررت إسرائيل وقف إمدادات الكهرباء عن القطاع، بعد أيام من منع دخول المساعدات الإنسانية، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين. ويأتي هذا القرار في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية قد تصل إلى حد الإبادة الجماعية، في ظل التدهور المستمر للأوضاع المعيشية في قطاع غزة.

 

وقف إمدادات الكهرباء

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم الأحد، أنه أصدر تعليماته بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء على الفور، مشددًا على أن إسرائيل ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" لاستعادة الرهائن وضمان عدم بقاء حركة حماس في غزة بعد انتهاء الحرب. وجاء قراره بعد نحو أسبوع من إعلان إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي يواجه بالفعل أزمة غير مسبوقة.

 

ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيًا إلى فصل محطة معالجة المياه العادمة في القطاع أيضًا، وهو ما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.

 

المياه والمستشفيات في خطر

يعتمد قطاع غزة على مصدر وحيد للكهرباء عبر خط إسرائيلي يغذي محطة تحلية المياه الرئيسية، التي توفر مياه الشرب لأكثر من 600 ألف شخص. ومع انقطاع الكهرباء، تواجه المحطة خطر التوقف التام، مما قد يؤدي إلى أزمة مياه خانقة في القطاع. كما يعتمد السكان على الألواح الشمسية والمولدات، لكن شح الوقود يجعل هذه البدائل غير كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

 

كما تأثرت المستشفيات بشدة، حيث تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، الذين تتزايد أعدادهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر. وتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة كان بحاجة إلى نحو 550 ميجاواط من الكهرباء يوميًا قبل الحرب، كان يتم توفير 120 ميجاواط منها عبر الخطوط الإسرائيلية. لكن مع توقف الإمدادات، لم يتبقَ سوى بدائل محدودة، لا تكفي لسد الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين.

 

ردود الفعل

أدانت حركة حماس بشدة قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة، معتبرة أنه يأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها تل أبيب ضد سكان القطاع. وقالت الحركة في بيان لها إن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والوقود يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ويكشف عن نوايا الاحتلال في فرض سياسة الأمر الواقع. كما اتهمت إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات الموقعة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول تعطيل الاتفاقات التي شهد عليها المجتمع الدولي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة سكان غزة.

 

من جانبها، حذرت المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع إمدادات الكهرباء عن غزة ينذر بإبادة جماعية، مشيرة إلى أن توقف محطات تحلية المياه سيحرم السكان من مصدرهم الأساسي للمياه النظيفة، مما سيؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت يعاني فيه سكان غزة من أوضاع معيشية مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية. 
وتتصاعد الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل من أجل التراجع عن قراراتها التي تعمق الأزمة الإنسانية في القطاع، فيما يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها سكان غزة.

مقالات مشابهة

  • استطلاع: هذا ما يراه الإسرائيليون في ترامب ونتنياهو
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • لقطات تُظهر آثار الاعتداءات الإجرامية التي نفذها فلول النظام البائد ضد المدنيين أثناء مرورهم على طريق طرطوس اللاذقية
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت ضد المدنيين في الساحل السوري
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
  • «ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية