سباق ترامب وهايلي لنيل الترشيح.. لماذا تختلف المواجهة في نيفادا؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تشهد ولاية نيفادا، الثلاثاء، سباقا جمهوريا جديدا بين المتنافسين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وسفيرته السابقة، نيلكي هايلي، في محطة مثيرة للجدل، ضمن مشوار نيل ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية 2024.
ما يميز نيفادا عن باقي الولايات هو أن التصويت على المرشح الجمهوري سيتم عبر آليتين هما الانتخابات التمهيدية، والمؤتمرات الحزبية، فما السبب؟
تشريع بعد فوضىبعد عقود من عقد المؤتمرات الحزبية قليلة الحضور، والتي أصبحت في بعض الأحيان فوضوية، أصدر مشرعو ولاية نيفادا قانونا، عام 2021، يتطلب إجراء انتخابات تمهيدية عندما يكون هناك أكثر من مرشح واحد في بطاقة الاقتراع.
وبعد أن أطلق أكثر من 10 مرشحين حملات للترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري لعام 2024، حدد مسؤولو ولاية نيفادا الثلاثاء موعدا لإجراء انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري والديمقراطي.
لكن قانون 2021 كان يعاني من ثغرة كبيرة أدت إلى سيناريو غريب ومربك، تمثل في إجراء انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري، يليها بيومين، مؤتمرات حزبية للجمهوريين، لأن الحزب أصر على ذلك.
وقد أدت الضغوط المكثفة التي مورست على قادة الحزب الجمهوري في نيفادا من قبل ترامب، إلى سيناريو فريد، وربما محير: ستعقد نيفادا هذا الأسبوع انتخابات تمهيدية تديرها الولاية، ومؤتمرات حزبية يديرها الحزب الجمهوري.
ما الفرق؟بشكل عام، هناك آليتان لاختيار مرشح الحزب، وهما الانتخابات التمهيدية التي تتيح إمكانيات أكثر أمام الناخبين للتصويت، مع خيار الاقتراع البريدي عن بعد.
في المقابل، هناك آلية المؤتمرات الحزبية التي ينظمها الحزب، وتكون المشاركة فيها حضورا فعليا للناخبين، مع حمل بطاقات الهوية في أيديهم، في مكان محدد وفي وقت محدد.
ورغم وجود تشريع بتنظيم الانتخابات التمهيدية، إلا أن الحزب الجمهوري في نيفادا، والذي يهيمن عليه ترامب، رفض خلال الحملة الانتخابية، التقويم الجديد للانتخابات التمهيدية، وحافظ على تنظيم مؤتمرات حزبية بعد يومين.
وكان الحزب الجمهوري في نيفادا واضحا في هذه النقطة حين أعلن أنه سيمنح مندوبيه البالغ عددهم 26 لمن يفوز في المؤتمرات الحزبية، التي يتنافس فيها ترامب ضد المرشح الجمهوري، ريان بينكلي، غير المعروف، مع غياب اسم هايلي في هذا التجمع.
عملية مزدوجةالمشهد المربك في نيفادا يتلخص في أن هايلي ستشارك وحدها في الانتخابات التمهيدية، وسيظهر اسمها على ورقة الاقتراع مع غياب اسم منافسها ترامب.
على العكس من ذلك، اسم ترامب يظهر في المؤتمرات الحزبية في الولاية، وتغيب هايلي عنها، لأنها لا تشارك أساسا فيها معتبرة أن ترامب استمال المؤتمرات لصالحه بطرق بعيدة عن التنافس المفتوح.
وجاء النظام المزدوج بعد أن نجح ترامب في استمالة قادة الحزب الجمهوري في نيفادا، الذين أعلنوا في أغسطس أنهم سيتجاهلون بشكل أساسي الانتخابات التمهيدية التي تديرها الولاية، وعقد المؤتمرات الحزبية، مع قواعد مصممة على ما يبدو لصالح ترامب.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن من الطبيعي أن يختار ترامب خوض السباق عبر المؤتمرات الحزبية، فيما اختارت هيلي منذ فترة طويلة الترشح عبر الانتخابات التمهيدية، كما فعل العديد من المرشحين الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك نائب الرئيس السابق، مايك بنس، والسناتور، تيم سكوت، (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا)، قبل أن ينهوا حملاتهم.
وتشير الصحيفة إلى أن من المؤكد أن ترامب سيكتسح المؤتمرات الحزبية.
لماذا يفضل ترامب المؤتمرات الحزبية؟السبب في أن ترامب يضغط باتجاه عقد المؤتمرات الحزبية أنه ركز في السنوات الماضية بدعم من أنصاره على ربط إمكانية التصويت عبر البريد، والمسموح بها في الانتخابات المتهيدية بعمليات الغش. كما أن ترامب يعرف جيدا أن نتائج المجالس الحزبية تميل لصالحه.
وفي 2016، فاز ترامب في المؤتمرات الحزبية بولاية نيفادا بنحو 46 بالمئة من الأصوات، متفوقا بفارق كبير على أقرب منافسيه، السيناتور، ماركو روبيو، (جمهوري عن فلوريدا)، وتيد كروز، (جمهوري عن تكساس).
وفوز هيلي في الانتخابات التمهيدية ليس مضمونا بالضرورة، لأنه في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في نيفادا، يكون لدى الناخبين خيار عدم تفضيل "أي من هؤلاء المرشحين".
ويشجع الحزب الجمهوري في نيفادا الناس على الإدلاء بمثل هذا التصويت لإضعاف أي زخم محتمل لهايلي.
وبالنسبة لهايلي، فإن منح المجالس الانتخابية ميزة تحديد من سيحظى بدعم مندوبي الحزب الـ26، يعني أنها ستكون بعيدة عن تحقيق أي إنحاز، وبالتالي بات واضحا أن ترامب سيكسب هذا الدعم، الأمر الذي أدى إلى اتهامه بتحريف القواعد لصالحه.
وكانت هايلي صرحت الشهر الماضي، بأنه "تم حجز المجالس الحزبية، وشراؤها ودفع ثمنها منذ فترة طويلة"، مضيفة "لكننا سنركز على الولايات المنصفة".
ونقلت صحيفة "لاس فيغاس ريفيو" عن، تشارلز فروت، المؤيد لهايلي، قوله "ليس هناك أي معنى للمشاركة في المجالس الحزبية. لا أستطيع التصويت لمرشحتي".
وأضاف أنهم "يحرمونني من حقي في التصويت. وهذا يحدث في الحزب الجمهوري الذي أنتمي إليه. أنا غير سعيد".
ويؤكد الخبير السياسي في جامعة نيفادا في لاس فيغاس، دانييل لي، فعالية الحسابات السياسية لترامب، في الاعتماد على المجالس الحزبية.
ويقول لوكالة فرانس برس إن "المشاركين في المجالس الحزبية يتميزون بحماسهم، فهم نشطاء متحمسون حقا ومعبئون لصالح مرشحهم، كما أنهم مستعدون للتضحية بوقتهم من أجل الذهاب للتصويت في صالة للألعاب الرياضية ذات رائحة كريهة. هؤلاء هم مؤيدو ترامب النموذجيون".
ويتفجر هذا الجدل في نيفادا في وقت يتركز فيه قدر كبير من الاهتمام السياسي على الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي ستجري في ولاية ساوث كارولاينا في 24 فبراير، حيث تأمل هايلي في تقليص تقدم ترامب.
بايدن وترامبفي هذه الأثناء، تنظم انتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي أيضا، الثلاثاء، ولكن من دون أي عنصر تشويق، حيث يتنافس الرئيس، جو بايدن مع، ماريان ويليامسون، ودين فيليبس، اللذين من المرجح أن يجمعا عددا قليلا من الأصوات.
ومع ذلك، قد يتسلط الضوء مجددا على نيفادا، حيث من المحتمل أن تشهد منافسة بين الرئيس الديموقراطي، بايدن وسلفه الجمهوري ترامب. وكان بايدن قد فاز في هذه الولاية المحورية بفارق ضئيل في العام 2020.
وبعد مرور أربع سنوات، تبدو التوقعات أكثر تعقيدا بالنسبة لبايدن، في ظل تراجع معدلات الثقة المحلية إلى النصف، بينما تظهر استطلاعات الرأي أنه يخسر الأصوات بين الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية، وهو أمر بالغ الأهمية وله تأثيره في الانتخابات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة انتخابات تمهیدیة فی الانتخابات ولایة نیفادا أن ترامب
إقرأ أيضاً:
لماذا يتودّد ترامب إلى بوتين؟
قال دان بيري، محرر شؤون الشرق الأوسط السابق في القاهرة ومحرر أوروبا/أفريقيا في وكالة "أسوشيتد برس" في لندن، إن الرئيس دونالد ترامب يخوض مقامرة كبيرة بنهجه تجاه أوكرانيا، من خلال التودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير، مخاطراً بتقديم تنازلات سابقة لأوانها لزعيم قد تمتد طموحاته إلى ما هو أبعد من أوكرانيا.
أوكرانيا تواجه تحديات خطيرة في استعادة جميع أراضيها المفقودة
وصرح ترامب هذا الأسبوع لقناة "فوكس نيوز" أن أوكرانيا "قد تكون روسية ذات يوم" وطرح فكرة أن المساعدات الأمريكية يجب أن تُصرف حسب شروط، وعلى وجه التحديد الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا. وأشار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إلى أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي غير واردة. صفقة تجاريةوفي هذا الإطار، قال بيري في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه قد يبدو للكثيرين وكأننا بصدد صفقة تجارية، مؤكداً أن بوتين لن يرى سبباً كبيراً للتوقف إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة لقبول أوكرانيا تحت سيطرة روسيا، فقد يضع نصب عينيه مولدوفا، أو دول البلطيق، أو يسعى إلى نفوذ أكبر ، مثل استعادة السيطرة على أوروبا الوسطى والشرقية.
President Trump’s Diplomacy is Already Working
General Jack Keane confirms: Trump’s call with Putin was to gauge whether he’s serious about negotiating peace. If not, pressure would escalate, sanctions, military support, and strengthening Ukraine.
General Jack Keane: "The… pic.twitter.com/z1vVikg7hj
ويرى الكاتب أن هذا هو السبب وراء السياسة الأمريكية السابقة، إذ لم تكن الحرب تتعلق بأوكرانيا فقط.
أوكرانيا تواجه تحديات خطيرة ويوافق الكاتب ترامب بالرأي في أن أوكرانيا تواجه تحديات خطيرة وأن حلفاءها لن يقدموا لها الدعم للأبد، وفي حين لم يصرح الرئيس السابق جو بايدن بذلك صراحةً، فإن صناع السياسات والمحللين يعترفون بأن الاستعادة الكاملة للأراضي التي سيطرت عليها روسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، أمر غير مرجح.وأضاف الكاتب أن الصدمة الحقيقية التي أصابت الأوكرانيين لا تكمن بالضرورة في جوهر تصريحات ترامب، بل في صراحتها.
وتابع الكاتب: إذا كان من المقرر أن تتم تسوية تفاوضية، وإذا كان من المقرر أن يتم الرضوخ للاستيلاء الروسي على الأراضي على أساس البراغماتية والواقعية السياسية، فلابد أن تأتي مع ضمانات واضحة لأمن أوكرانيا ومستقبلها، فضلاً عن التعويض عن خسائرها من حيث الأرواح والأراضي. سيناريو مقترح
وطرح الكاتب سيناريو يمكن لأوكرانيا فيه أن تحصل، مقابل التخلي عن 20% من أراضيها، على عضوية الاتحاد الأوروبي والدعم الاقتصادي والعسكري الكبير من الأوروبيين.
and inviting him to a Saudi summit, Trump rehabilitated a pariah and pulled the rug from under Nato allies. Putin gave nothing back.https://t.co/dz35dAKeiw
— Lise Latulippe @liselatulippe.bsky.social (@lise_latulippe) February 16, 2025وأوضح الكاتب أن الاندماج في الاتحاد الأوروبي أكثر قيمة لأوكرانيا من عضوية الناتو، لأن المادة الخامسة من ميثاق الناتو لا تضمن في الواقع أي استجابة عسكرية محددة على النقيض من المفاهيم الخاطئة السائدة على نطاق واسع.
وربط الكاتب بين أسلوب ترامب في الدبلوماسية ومفهوم أوفرتون في الخطاب؛ بمعنى أكثر تحديداً وضع أفكار سخيفة على الطاولة، مثل نزوح أكثر من مليوني شخص من غزة، ربما لتحقيق شيء آخر أقل سخافة، مثل الضغط الذي يمارسه العالم العربي على حماس. وينطوي هذا على تخويف الناس وإقناعهم بأنه سيقدم على قرارات مجنونة.
لكن مع بوتين في أوكرانيا، يبدو أنه يفعل العكس: فبدلاً من تحديد المطالب العالية كنقطة انطلاق، فإنه يقفز مباشرة إلى التنازلات. ويخاطر هذا النهج بكشف الأوراق الأمريكية كلها قبل الأوان، على نحو يضعف موقف أوكرانيا بدلاً من تعزيزه. ويبدو الأمر وكأنه محاولة سريعة للتوصل إلى اتفاق دون تقييم المخاطر بشكل كامل.
في الأساس، يقول الكاتب، يبدو أن ترامب حريصاً للغاية على التفاوض مباشرة مع بوتين، وهو ما قد يوفر له بعض الرضا عن غرور القوى الكبرى لكنه يمنح بوتين أيضاً ما يريده بالضبط: المساواة غير المبررة تماماً مع زعيم العالم الحر.
ومضى الكاتب يقول إن أوكرانيا إذا أرادت أن تقدم تنازلات إقليمية، فيتعين عليها أن تفعل ذلك كجزء من استراتيجية أوسع نطاقا تضمن مستقبلها. ولا ينبغي لها أن تخضع للضغط على غرار ما يفعله ترامب من خلال مطالبته بالثروات المعدنية كنوع من الضمانات.
ورأى الكاتب أن بقاء أوكرانيا يصب في مصلحة أمريكا، فهو يردع العدوان الروسي ويحافظ على مصداقية حلف شمال الأطلسي. وإجبار الحلفاء على دفع الأموال يقوض الثقة داخل التحالف ويشير إلى أن التزامات الولايات المتحدة غير موثوقة، وهو ما يشجع الخصوم.
ويعكس نهج ترامب مقايضاته السابقة بأوكرانيا (والتي أدت بالمناسبة إلى عزله)، وهذه المرة بعواقب قد تعيد تشكيل النظام الأمني في أوروبا بشكل كارثي.
وقد تتساءل دول مثل تايوان، التي تعتمد على الردع الأمريكي ضد الصين، عما إذا كان الدعم الأمريكي في المستقبل سيأتي أيضا بشروط أو تنازلات. وإذا أدركت بكين أن روسيا كانت قادرة على تأمين مكاسب إقليمية من خلال المثابرة والتفاوض بدلاً من النصر الصريح، فقد تستنتج أن تكتيكات مماثلة يمكن استخدامها في تايوان.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الزعامة القوية تتطلب الاعتراف بأن بعض الصراعات لا يمكن حلها بإصلاحات سريعة، خاصةً عند التعامل مع خصم قد يرى في التسوية علامة ضعف وليس خطوة نحو السلام. وإذا كان الهدف ببساطة إنهاء الحرب بغض النظر عن العواقب، فقد تكون النتيجة تسوية تدعو إلى المزيد من عدم الاستقرار.