اتهامات صينية وروسية لأميركا بتأجيج الصراع بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
دعت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة "جميع الأطراف" إلى منع تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي واجهت فيه الولايات المتحدة اتهامات روسية وصينية بصب الزيت على النار بسبب ضرباتها الانتقامية الأخيرة في سوريا والعراق.
وقالت روزماري دي كارلو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي للنظر في الضربات الانتقامية التي شنها الجيش الأميركي الأسبوع الماضي ضد مواقع في العراق وسوريا "أدعو المجلس إلى مواصلة التعاون الحثيث مع جميع الأطراف لمنع مزيد من التصعيد وتفاقم التوترات التي تقوض السلم والأمن الإقليميين".
وأضافت "أكرر الدعوة التي وجهها الأمين العام إلى جميع الأطراف إلى أن يبتعدوا عن حافة الهاوية وأن يأخذوا في الاعتبار التكلفة البشرية والاقتصادية التي لا تحتمل لنزاع إقليمي محتمل".
ودعت دي كارلو لوقف فوري لإطلاق النار بغزة لأسباب إنسانية، وحثت على النظر في الكلفة الباهظة بشريا واقتصاديا لأي صراع إقليمي محتمل.
وحرصت المسؤولة الأممية في كلمتها على عدم إلقاء اللوم على أي جهة.
وعبر العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن القلق نفسه، وذلك خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن بدعوة من روسيا.
اتهامات صينية روسيةووجهت الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة تهمة صب الزيت على النار في الضربات التي شنتها على أهداف في سوريا والعراق ردا على ضربة استهدفت قاعدة أميركية في الأردن في 28 يناير/كانون الثاني وأسفرت عن مقتل 3 عسكريين أميركيين.
وحملت واشنطن فصيلا مواليا لإيران المسؤولية عن هذا الهجوم، في حين نأت طهران بنفسها عنه.
وخلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "من الواضح أن ضربات الولايات المتحدة تهدف بشكل محدد ومتعمد إلى تأجيج الصراع" بهدف "الحفاظ على مكانتها المهيمنة في العالم".
بدوره، قال ممثل الصين في الأمم المتحدة جون تشانغ إنه "من المرجح أن تفاقم الإجراءات الأميركية حلقة الانتقام المفرغة في الشرق الأوسط"، متهما واشنطن بانتهاك سلامة الأراضي السورية والعراقية.
واعتبر الممثل الصيني أن السبب الأساسي لتصاعد التوتر بالشرق الأوسط هو الفشل في تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة.
وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع.
بالمقابل، دافع روبرت وود نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة عن الإجراءات "الضرورية والمتناسبة" التي اتخذتها بلاده في ممارستها "الحق في الدفاع عن النفس".
وقال وود إن "الولايات المتحدة ليست لديها رغبة في مزيد من النزاع في منطقة نعمل فيها بشكل حثيث من أجل احتواء الصراع في غزة ونزع فتيله".
وأضاف "نحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع إيران"، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على طهران لكي تتوقف الهجمات التي تشنها فصائل موالية لها.
ونددت سوريا والعراق، وكذلك إيران، بهذه الضربات الانتقامية الأميركية التي خلفت ما لا يقل عن 45 قتيلا.
ووصف السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الاتهامات الأميركية لبلاده بأنها "مضللة ولا أساس لها وغير مقبولة".
وقال إيرواني إن "إيران لم تسعَ قط إلى توسع نطاق الصراع في المنطقة" لكن "إذا تعرضت إيران لتهديد أو هجوم أو اعتداء، فهي لن تتردد في ممارسة حقها الأصيل في الرد بحزم بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
هجمات أميركاوشنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ضربات ضد 85 هدفا في 4 مواقع في سوريا و3 مواقع أخرى في العراق. واستهدفت هذه الضربات بحسب واشنطن مواقع للحرس الثوري الإيراني ولفصائل مسلحة موالية لطهران.
وتوعدت واشنطن بشن ضربات إضافية ردا على الهجوم الذي استهدف في 28 يناير/كانون الثاني قاعدة عسكرية أميركية في الأردن قرب الحدود مع سوريا والعراق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی الولایات المتحدة فی الأمم المتحدة سوریا والعراق
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى حوار حقيقي جامع لإنهاء الحرب في السودان
يتابع الأمين العام للأمم المتحدة بقلق بالغ التصعيد الأخير في القتال في السودان وخاصة حول مصفاة الجيلي للنفط شمال الخرطوم، وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وحث الأمين العام كل الأطراف على الامتناع عن الأعمال التي قد تكون لها عواقب خطيرة على السودان والمنطقة بما في ذلك التبعات الاقتصادية والبيئية الخطيرة. وذكـّرها بالتزاماتها وفق القانون الدولي بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية وتيسير الوصول الإنساني.
وقال أنطونيو غوتيريش، في بيان صحفي منسوب للمتحدث باسمه، إن النساء والأطفال والرجال السودانيين يدفعون ثمن استمرار المتقاتلين في شن العمليات الهجومية. وجدد دعوته لإجراء حوار عاجل وحقيقي بين أطراف الصراع بهدف التوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتجنيب المدنيين السودانيين التعرض لمزيد من الضرر. وأكد أن الحل الدائم للصراع لا يمكن أن يتحقق سوى من خلال عملية سياسية جامعة.
وقال البيان إن المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان لعمامرة يواصل الانخراط مع الأطراف وكل الجهات المعنية لتهدئة الصراع وتعزيز الحوار الجامع بقيادة سودانية لوضع حد دائم للحرب.
وأعربت كليمنتاين نكويتي سلامي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان عن القلق البالغ بشأن تقارير شن هجوم وشيك من قوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وإزاء سلامة المدنيين العالقين في تبادل إطلاق النار.
وكانت قوات الدعم السريع قد أصدرت بيانا في 20 كانون الثاني/يناير، تضمن إنذارا نهائيا للقوات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية لمغادرة الفاشر بحلول ظهر يوم الأربعاء، مما يشير إلى هجوم وشيك. وفي ردها أعربت القوات المسلحة السودانية عن استعدادها لمقاومة الهجوم.
وناشدت سلامي، وهي أيضا منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، جميع أطراف الصراع التفكير في الكثير من الأرواح البريئة المعرضة للخطر وحثتها على خفض التوترات.
كما حثت المسؤولة الأممية الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وحذرت من أن زيادة العنف لن يؤدي سوى إلى تعميق المأساة للمدنيين وعرقلة آفاق السلام والاستقرار في السودان.