قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه يفكر في استبدال العديد من قادة أوكرانيا، بما في ذلك قائد الجيش، من أجل 'إعادة ضبط' مسار البلاد بعد مرور عامين تقريبًا على الغزو الروسي واسع النطاق.

وفي مقابلة مع منفذ الأخبار الإيطالي RAI نُشرت يوم الأحد، قال زيلينسكي إن 'بداية جديدة ضرورية'، وإن لديه 'شيئًا خطيرًا في ذهنه، لا يتعلق بشخص واحد بل باتجاه قيادة البلاد'.

وقال زيلينسكي لـ RAI: ​​'عندما نتحدث عن هذا، أعني استبدال سلسلة من قادة الدولة، وليس فقط في قطاع واحد مثل الجيش'.

ولم يوضح زيلينسكي من سيتم استبداله، لكن تعليقاته تأتي وسط تكهنات حول مستقبل قائد الجيش فاليري زالوزني. وظلت الخلافات بين الرجلين محتدمة لعدة أشهر، لكن يبدو أنها اتسعت مع نهاية العام الماضي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أشار زالوزني إلى الوضع في ساحة المعركة باعتباره 'مأزقاً'، مما أثار انتقادات حادة من نائب رئيس مكتب الرئيس، الذي قال إن مثل هذه التعليقات حول الحرب لم تفيد سوى روسيا.

وفي الآونة الأخيرة، اختلف الزعيمان حول ما إذا كانت أوكرانيا في حاجة إلى جهود التعبئة الجماهيرية. وكان قائد الجيش قد اقترح أن هناك حاجة إلى تجنيد ما يصل إلى نصف مليون جندي إضافي، وهو ما عارضه زيلينسكي.

وبدأت تلك العملية في يونيو/حزيران الماضي، وكانت تهدف إلى طرد القوات الروسية من الأراضي التي احتلتها منذ عام 2022، وخاصة في جنوب البلاد. وكانت أوكرانيا تهدف إلى التقدم جنوبا من بلدة أوريكيف باتجاه بحر آزوف، مما سيؤدي إلى تقسيم القوات الروسية إلى قسمين وقطع جسرها البري إلى شبه جزيرة القرم.

ولكن المكاسب التي حققتها كييف كانت متواضعة، وأدى عدم إحراز التقدم إلى دعوة زالوزني والقوات المسلحة في نهاية ديسمبر/كانون الأول إلى بذل جهود ضخمة لتعبئة المجندين الجدد. والطلب معروض حاليا على البرلمان.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب، تجد أوكرانيا نفسها تكافح على عدة جبهات للحفاظ على استمرار جهودها الحربية. وتعمل القوات الروسية على إنهاك القوات الأوكرانية الموجودة على خط المواجهة والتي تجد نفسها في موقف دفاعي، ومع نضوب شحنات الأسلحة الغربية والمساعدات الأجنبية، أصبح جنود كييف أقل عدداً وتسليحاً على نحو متزايد أيضاً.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي وافق مؤخرا على مساعدة بقيمة 50 مليار دولار لكييف، فإن الأموال القادمة من واشنطن عالقة في الكونجرس المشلول، مع اقتراب العديد من الجمهوريين من وجهات النظر الانعزالية للرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح حزبه للرئاسة.

وفي مقال حصري لشبكة سي إن إن، نُشر الأسبوع الماضي مع تزايد التقارير حول رحيله المتوقع، أقر زالوزني بأن أوكرانيا يجب أن تتكيف مع انخفاض المساعدات العسكرية من حلفائها الرئيسيين لأنهم 'يتصارعون مع التوترات السياسية الخاصة بهم'. ويلاحظ أيضا أن التطورات في الشرق الأوسط منذ تشرين الأول/أكتوبر قد جذبت الاهتمام الدولي إلى أماكن أخرى.

تصف المقالة أيضًا الوضع على أنه حرب مواقع - حرب تتميز بالاستنزاف وعدم الحركة في ساحة المعركة - وهي بمثابة اعتراف بأن الهجوم المضاد الأوكراني قد انتهى فعليًا.

ومع ذلك، فهو لا يشير إلى علاقته بالرئيس.

ومن المتوقع أن يعلن زيلينسكي عن إقالة زالجني في الأيام المقبلة، على الرغم من أن المتحدث باسم الرئاسة سيرهي نيكيفوروف قال لشبكة سي إن إن ووسائل إعلام أخرى الأسبوع الماضي إن الشائعات حول الإقالة الوشيكة لقائد الجيش غير صحيحة.

وقد استبدل زيلينسكي بالفعل وزير دفاعه والعديد من نواب الدفاع، لكن السماح لزالجني بالرحيل سيكون بمثابة أكبر تغيير عسكري منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.

وستكون الإطاحة بزالجني أيضًا خطوة محفوفة بالمخاطر من الناحية السياسية بالنسبة لزيلينسكي، نظرًا لشعبية الجنرال الهائلة التي نجت من فشل الهجوم المضاد. وأظهر استطلاع نشره معهد كييف لعلم الاجتماع في ديسمبر/كانون الأول أن 88% من الأوكرانيين يؤيدون قائد الجيش مقارنة بـ 62% للرئيس.

تم إجراء الاستطلاع بعد أن ظهرت الخلافات بين الزعيمين إلى العلن فيما يبدو بشأن مواصلة الحرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

29 قتيلا في قصف على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوعد

29 قتيلا في قصف على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوعد
قال مسؤولون أوكرانيون إن 29 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، عندما سقطت صواريخ على مدن مختلفة في أنحاء أوكرانيا، اليوم الاثنين، ما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتوعد بالرد.
وأضاف المسؤولون الأوكرانيون أن الهجوم ألحق أضرارا بالغة بمستشفى الأطفال الرئيسي في العاصمة كييف في أعنف غارة جوية منذ شهور.
وهرع مئات الأشخاص لإزالة الأنقاض في المستشفى، إذ تحطمت النوافذ وانهارت الجدران.
وقال زيلينسكي إن أكثر من 40 صاروخا أطلقت، على كييف ومدينته "كريفي ريه" ومدينة "دنيبرو" بوسط البلاد ومدينتين شرق البلاد.
وتوعد الرئيس الأوكراني بالرد، مؤكدا أن أوكرانيا ستدعو لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه الهجمات. 
وقالت السلطات إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 35 آخرون في الموجة الأولية من الهجمات على كييف. وأضافت إدارة الطوارئ أنه بعد حوالي ساعتين، أصاب حطام هجوم صاروخي آخر مستشفى مختلفا في كييف، ما أسفر عن مقتل أربعة آخرين وإصابة ثلاثة آخرين.
وقالت إدارة الطوارئ إنه تأكد مقتل 11 شخصا في كريفي ريه وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وقال حاكم المنطقة إن ثلاثة أشخاص قتلوا في بلدة "بوكروفسك" بشرق البلاد، حيث أصابت صواريخ منشأة صناعية. وقال مسؤولون إن شخصا قتل أيضا في مدينة "دنيبرو".
وجاء الهجوم قبل يوم من انطلاق قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تستمر ثلاثة أيام والتي من المتوقع أن يحضرها زيلينسكي وستكون الأزمة في أوكرانيا أحد أبرز نقاط التركيز.

أخبار ذات صلة أوروبان يصل إلى الصين في "مهمة سلام" روسيا: إسقاط «مسيرات» أوكرانية في بيلجورود وكورسك المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • 29 قتيلا في قصف على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوعد
  • زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من 40 صاروخا على مختلف أنحاء أوكرانيا اليوم
  • زيلينسكي يعلن استراتيجية جديدة للقتال في البحر الأسود
  • أوكرانيا: مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجمات روسية على دونيتسك
  • أوكرانيا: عدد قتلى الجيش الروسي يصل إلى 550 ألفا و990 جنديا منذ بدء العملية العسكرية
  • أوكرانيا: نصيغ استراتيجية عسكرية جديدة في البحر
  • الرئيس الأوكراني: نعمل على استراتيجية جديدة في البحر لبلدنا
  • بعد احتلالهما الصدارة.. الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض رسوم على منتجات SHEIN وTemu
  • أوكرانيا تتسلم نظام الدفاع الجوي باتريوت الثالث من ألمانيا
  • أوكرانيا تعلن تسلم دفعة صواريخ "باتريوت" من ألمانيا