ماذا يعني تعيين أحمد بن مبارك رئيسا للوزراء في اليمن؟ الدلالات والتوقيت (تحليل)
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يعد تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء في اليمن، حدثا بالغ الدلالة والأهمية، بالنظر للظروف والمعطيات التي صدر فيها هذا القرار، والمشهد العام في اليمن والمنطقة، ومجمل الأحداث والتطورات المتصلة به، وهو ما يجعل القرار مؤشرا على المستجدات الراهنة، ويعكس طبيعة المرحلة القادمة، سواء على مستوى اليمن، أو المنطقة.
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي القرار رقم (56) لسنة 2024م في الخامس من يناير الجاري بتعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا لمجلس الوزراء، واستمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم، وفقا لقرارات تعيينهم، ما يرجح أن مبارك سيحتفظ بمنصبه كوزير للخارجية والمغتربين.
من هو بن مبارك؟
ينتمي أحمد عوض بن مبارك لطبقة الوجوه الجديدة التي أفرزتها الأحداث في اليمن، منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح في العام 2011م، والتي برزت للساحة العامة، من رحم تلك الأحداث، وما تلاها، من تطورات، وجاء للعمل السياسي والحكومي من بيئة أكاديمية بحتة، بسبب طبيعة تخصصه الأكاديمي، ودراسته للإدارة، وعمله في أنشطة المنظمات الدولية العاملة في اليمن.
غير أن المحطة المفصلية الأهم في مسيرة الرجل كانت بعد صعود الرئيس السابق عبدربه منصور هادي كرئيس جديد لليمن الذي كان حينذاك يخوض معركة حوارية للتمهيد لمؤتمر الحوار الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، كخارطة طريق للوضع آنذاك.
وبدأت أولى المحطات بتعيين بن مبارك في 2012، عضواً في اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، كممثل مستقل، وانتخب حينها مقرراً للجنة، وفي الـ 18 من يناير 2013، أصدر الرئيس هادي قراراً بتسمية بن مبارك أميناً عاماً لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وما يتصل به من مهام، وتحضيرات، وإعداد لوثيقة مخرجات المؤتمر الذي شاركت فيه كل القوى والمكونات السياسية في اليمن.
مثل تعيين بن مبارك أمينا عاما لمؤتمر الحوار الوطني ميلادا جديدا للرجل، وفتحت له بوابة جديدة من النجومية، والظهور، والتأثير، والعلاقات على مستوى الداخل، وعلى المستوى الخارجي أيضا الذي كان يتابع باهتمام كبير مجريات مؤتمر الحوار، باعتباره حينها تطورا سياسيا مهما، وتجربة ملهمة، لإخراج اليمن، من دوامة الصراع والفوضى، ووصل الأمر لدراسة تطبيقها في بلدان عربية أخرى.
وعرف عن بن مبارك وقتها قربه من الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي تقول التقارير الصحفية أنه أوفده كمبعوث خاص له إلى دول الخليج، ومجلس الأمن، أكثر من مرة، وتجلت ثقة هادي بالرجل في تعيين مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية في الـ11 من يونيو 2014، عقب أحداث عاصفة شهدتها العاصمة صنعاء، وأطاحت بأعضاء في الحكومة.
ولم تمض سوى خمسة أشهر حتى أصدر الرئيس هادي قرارا بتكليف بن مبارك برئاسة الحكومة، وذلك في أكتوبر من العام 2014، وهو العام الذي كانت جماعة الحوثي قد أسقطت فيه العاصمة صنعاء، واعتذر بن مبارك حينها عن قبول المنصب، بعد معارضة الحوثيين، الذين اختطفوه في السابع عشر من يناير 2015 أثناء توجهه لتسليم مسودة الدستور اليمني الجديد باعتباره أمين عام لجنة صياغة الدستور، وظل مختطفا لمدة 13 يوما.
لكنه عاد من جديد للعمل الحكومي، بعد انتقال الرئيس هادي إلى السعودية، وعينه في يوليو 2015 سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى الولايات المتحدة، وسفيرا غير مقيم في المكسيك والبرازيل والأرجنتين، ثم عين لاحقا وزيرا للخارجية وشئون المغتربين في ديسمبر 2020م، ثم جاء قرار تعيينه من مجلس القيادة الرئاسي كرئيس لمجلس الوزراء.
جسر بين مرحلتين
تشير السيرة الذاتية لبن مبارك أنه من الشخصيات التي عاصرت أهم مرحلة تاريخية في اليمن، وشاهد على فترة الرئيس هادي، ثم الفترة الراهنة لمجلس القيادة الرئاسي، ولذا يعد بمثابة جسر يربط بين الفترتين، اللتان تتطابقان في الظروف، وتختلفان من حيث الأحداث، والمتغيرات، وهو ما يكسبه خبرة كافية في إدراك مقتضيات المرحلة، ومستلزمات التعامل معها.
ولذلك سيكون هناك قابلية أكثر للتفاهم والانسجام بين أعضاء الحكومة، خاصة أن الرجل ليس مصنف سياسيا على أي حزب أو مكون سياسي، ويحتفظ بعلاقات جيدة مع الأطراف اليمنية، وكذلك مع الأطراف العربية والدولية، وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت سفارتها أول من بادر لتهنئة بن مبارك عقب تعيينه بدقائق، وأعربت عن تطلعها للعمل معه.
ويصعب التكهن في معرفة الأولويات التي ستكون أمام الرجل في منصبه الجديد، خاصة مع الوضع العام للبلد، في التدهور الاقتصادي، والاحتراب المستمر، لكن تغريدته الأولى في منصة "إكس" عقب تعيينه تشير إلى الملامح الأولى للخط الذي سيسير عليه، والتي انطوت على تفاؤل في تحقيق نتائج ملموسة، وإدراك لما يعانيه الشعب، خاصة ما يتعلق في العلاقة مع الحوثيين التي وصفها بالمعركة، وسعيه لإنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة، والانتصار لقيم الجمهورية اليمنية، ومبادئها الوطنية، وفق تعبيره.
مؤشرات ودلالات
إن تعيين أحمد عوض بن مبارك لرئاسة الحكومة، يعد مؤشرا على تعزيز السعودية لدورها بشكل أكبر في الملف اليمني، وتوجيه رسالة لحليفتها الإمارات، خاصة أن رئيس الوزراء السابق كان على علاقة جيدة مع الدولتين، لكنه كان مع الإمارات بشكل أكبر، وتمخض ذلك في موافقته على اتفاقيات لصالح الإمارات، ورفضها مجلس النواب، وقطاع كبير من اليمنيين.
ويعتبر التعيين مرضيا للولايات المتحدة الأمريكية، التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الرجل، وتعمقت أكثر منذ تعيينه سفيرا لليمن في نيويورك، والأدوار والتحركات الأخيرة للرجل توحي بأنه على علاقة انسجام مع الأمريكان، خصوصا بعد تصاعد الهجمات في البحر الأحمر، ومساعي واشنطن لبدء علاقة جديدة مع الحكومة اليمنية، تقوم على الشراكة في مواجهة الحوثيين.
ويمثل قرار التعيين حسما لجدل ظل مشتعلا خلال الفترة الماضية، داخل مجلس القيادة الرئاسي، خاصة من قبل المجلس الانتقالي، الذي سعى خلال الفترة الماضية لأن يكون منصب رئيس الوزراء من نصيبه، وبالتالي يعد القرار ضربة موجعة أيضا للمجلس الانتقالي، ويشير إما لحالة من التوافق بين أعضاء مجلس القيادة، أو أن الرجل جرى فرضه على الجميع، خاصة من قبل السعودية.
الفرص والتحديات
يحتفظ بن مبارك بموقف واضح من جماعة الحوثي، التي وقفت عائقا في وقت سابق أمام توليه رئاسة الحكومة، ثم اختطافها له، وهذا الموقف ربما يكون بمثابة محرك له في العلاقة معها، وجاء منسجما مع التحولات التي بدت مؤخرا في توجهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في المعركة مع الحوثيين، وارتفعت وتيرتها مؤخرا، مع تصنيفهم كجماعة إرهابية، ومع الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها على مواقع الحوثيين في اليمن، على خلفية هجماتها على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
وظهر بن مبارك خلال الفترة الأخيرة بشكل مكثف في اللقاءات مع السفراء الأجانب، وتحرك في عدة مسارات، وعواصم، وكان الملف الأبرز الذي يحمله هو هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، وتقديم وجهة النظر اليمنية حولها، وحمل بن مبارك المجتمع الدولي المسؤولية في تعامله مع الحوثيين، وتهديداتها في اليمن، وعلاقتها مع إيران، وفقا لما جاء في تصريحات له نشرها موقع بوليتيكو مؤخرا.
وهذا التوجه تجاه جماعة الحوثي ربما يضاعف من حدة الانقسام الراهن في المكونات اليمنية، ويؤثر على مسار عملية السلام، لكنه يمكن أن يكون مؤشرا على مدى جدية الحكومة في معركتها مع الحوثيين، وسيتحول لفرصة أكبر في حال وجود توجه جاد لمواجهة الحوثيين عسكريا.
بالتأكيد سيواجه بن مبارك العديد من التحديات، وسينصدم بذات العوائق التي واجهتها الحكومات السابقة، فالتغيير الذي يطالها، سواء على مستوى رئيس الوزراء أو الأعضاء، يعد شكليا، إذ أنه يحدث، مع بقاء ذات الأسباب التي تولد الإخفاق الحكومي، ولعل التغييرات الكثيرة والمتعاقبة في رئاسة الحكومة وأعضائها خلال العشر سنوات الأخيرة مؤشرا على الخلل في منظومة التأثير المتصلة بالحكومة، كالتدخل الخارجي، واحتدام العلاقة بين المكونات الفاعلة في الساحة.
ولعل أبرز التحديات الماثلة تتعلق بالوضع الاقتصادي المضطرب الذي يعاني منه اليمن، وكذلك مستوى التدخل الخارجي، وتحكمه بالأداء الحكومي، والتوتر الذي يندلع من وقت لآخر في مجلس القيادة الرئاسي، والوضع في البحر الأحمر، والعلاقة مع جماعة الحوثي، وكذلك العلاقة بين السعودية والإمارات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: احمد عوض بن مبارك اليمن رئيس الوزراء اليمني الحكومة اليمنية جماعة الحوثي مجلس القیادة الرئاسی أحمد عوض بن مبارک فی البحر الأحمر لمؤتمر الحوار جماعة الحوثی الرئیس هادی مع الحوثیین تعیین أحمد مؤشرا على فی الیمن
إقرأ أيضاً:
وردنا للتو.. صنعاء تدشن العمل بهذا القانون الجديد لأول مرة في تاريخ اليمن
يمانيون/ صنعاء شارك رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، في فعالية تدشين قانون الدواء والصيدلة 1446هـ، التي أقامتها اليوم وزارة الصحة والبيئة والهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية تحت شعار ” قانون الدواء والصيدلة – صمام الأمن الدوائي”.وأكد رئيس مجلس الوزراء، أهمية هذا القانون الذي أخذ سنوات طويلة من المناقشة من قبل حكومات سابقة ومجلس النواب وصولا إلى صدوره في عهد حكومة التغيير والبناء.
ولفت إلى غايات القانون المهمة وفي المقدمة تقنين وتنظيم أعمال صناعة الدواء والصيدلة وتنظيم وترشيد صرف الأدوية والتعامل معها على نحو سليم.. وقال : ” ينبغي ألا تصرف الأدوية إلا للمرضى وفق تعليمات الطبيب لما فيه حماية المجتمع من أضرار الاستخدام غير السليم”.
وأوضح أن الأهم من إصدار القوانين والتشريعات هو إنفاذها وتطبيق نصوصها بصورة صارمة في الواقع العملي حماية للمجتمع وصحته وكافة العاملين في هذا المجال والمتابعة الدائمة من قبل المختصين على أرض الواقع.. منوها بدور المجتمع الحيوي في مسار التطبيق لقانون الدواء والصيدلة وتعاونه المسئول مع الوزارة والهيئة العليا للأدوية.
وقال” ننظر إلى إصدار هذا القانون بأنه إنجاز كبير لصالح المجتمع وصحته على مستوى الجمهورية اليمنية ككل”.
وأضاف ” نعمل وسنعمل على التوسع في توطين صناعة الأدوية ودعم كافة المستثمرين في هذا المجال، وتقليص حجم استيرادها من الخارج والذي يكلف الوطن مبالغ طائلة وصولا إلى الاكتفاء الذاتي منها”.
وبارك رئيس مجلس الوزراء لوزارة الصحة والبيئة والهيئة العليا للأدوية وكافة العاملين في القطاع الصحي والمجتمع اليمني صدور القانون.
وتوجه بالشكر لكل من ساهم وشارك في إصدار القانون وفي المقدمة مجلس النواب ولجنته المختصة.. موجها الوزارة بالرقابة المستمرة على مسار تنفيذ القانون واختيار الأشخاص الاكفاء المخلصين في أداء واجباتهم المهنية لمتابعة التنفيذ على أرض الواقع.
من جانبه أشار وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، إلى أن هذا القانون يُعد أول قانون دواء وصيدلة يصدر في الجمهورية اليمنية، وكان العمل معتمداً على قرار إنشاء الهيئة العامة للدواء وتعديلاته وبعض قوانين الصحة العامة، وقد تم تقديم هذا القانون من قبل الحكومة السابقة وطال الأخذ والرد بشأنه وتم سحبه عدة مرات من مجلس النواب.
وثمن جهود كل من شارك ووضع الملاحظات والتنقيح من صيادلة الوزارة والهيئة والنقابة وكذا أعضاء لجنة الصحة ولجنة المالية في مجلس النواب واللجان المساعدة، الذين بذلوا جهوداً مضنية في المناقشة والمراجعة والصياغة حتى إخراجه إلى النور.
واعتبر وزير الصحة إصدار القانون الخطوة الأولى في سلسلة من الإجراءات المخطط لها والهادفة إلى تطوير العمل الصيدلاني والرقي به والانتقال من اعتبار الدواء سلعة تباع وتشترى وتحتكر إلى التعامل مع الدواء وتصنيعه وتداوله كخدمة تقدم للناس بدون استغلال، وترشيد استخدام الدواء وحوكمته واستخدامه عند الحاجة فقط، وتنظيم بيع وتداول الدواء.
وأوضح أن القانون ينظم آلية توفير مخزون دوائي للدولة بما يضمن الوصول إلى الأمن الدوائي وتوطين الصناعات الدوائية من خلال تشجيع الصناعات الدوائية المحلية وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
وأكد الدكتور شيبان أن وزارة الصحة تدرك أن العمل الطبي ككل والعمل الصيدلاني بشكل خاص يتطلب التعاون من الجميع من وزارات وشركات ومصنعين وصيدليات وصيادلة ومواطنين بشكل خاص ولا يمكن إحراز تقدم دون مشاركة فاعلة وحقيقية من جميع الأطراف لتحقيق المصلحة الوطنية وخدمة الناس.
وتطرق إلى الإشكاليات الناجمة عن إغراق السوق بالأدوية والصرف العشوائي والاعتماد على الصيدليات في التشخيص والمعالجة والاستخدام المفرط للمهدئات والمسكنات واستخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح مما يتسبب في تردي الأوضاع الصحية.
وطالب وزير الصحة شركات ومصانع الأدوية بوضع تسعيرة للدواء بشكل مناسب والالتزام بهذه التسعيرة وعدم منح البونصات للصيدليات أو العمولات للأطباء، وعكس ذلك كله لمصلحة المريض والالتزام بعدم الاستيراد او التصنيع إلا بعد أخذ الموافقة، والتعاون مع لجان التفتيش والرقابة.
كما طالب الأطباء والصيادلة بالشعور بمعاناة المريض وعدم الإسراف في صرف الأدوية وعدم تحديد صيدلية معينة أو طبيب معين، والالتزام بكتابة الوصفات الطبية وختمها والحرص على وضع اسم الدواء وطريقة استخدامه والكمية المطلوبة والالتزام بأدلة المعالجة الوطنية التي ستصدر قريباً.
ودعا للمواطنين للتعامل مع الأدوية بحذر وعدم الإسراف والتناول إلا بعد استشارة الطبيب.. مؤكدا أن وزارة الصحة ملزمة بالتزمين والتدرج في تطبيق هذا القانون، وتسهيل جميع المعاملات ومنح الأولوية للمنتجات الوطنية وعدم دخول الأدوية أو تداولها إلا بعد التأكد من سلامتها وجودتها، ومكافحة التهريب والتلاعب وإغراق السوق بأدوية غير مناسبة ولا مجدية.
وفي الفعالية التي حضرها وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، وأمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي هاشم عقبات، ورئيس المجلس الطبي الأعلى الدكتور مجاهد معصار، أعرب رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتور أحمد الهارب، عن استعداد المجلس استقبال أي تعديلات في القوانين أو تحديث للتشريعات.
وأشار إلى أن قانون الدواء والصيدلة ظل حبيس الأدراج لعدة سنوات وحكومات متعاقبة وتم سحبه قبل 20 عاماً، وإعادته إلى مجلس النواب لمناقشته في عدة جلسات ودراسات والتصويت عليه وإصداره وإخراجه إلى النور.. مؤكداً أن القانون يعد إنجازاً كبيراً حول كيفية التعامل مع الدواء وتنظيم العلاقة بين عدة جهات وكذا بين الطبيب والصيدلاني والتاجر والمستورد وغيرها.
وشدد على ضرورة قيام الهيئة العليا للأدوية بدورها في متابعة الأدوية وفحصها وتداولها وتتبع الأدوية المهربة والمغشوشة وحماية المستهلك ومراقبة أسعار الأدوية.. مؤكداً أن لجنة الصحة بمجلس النواب ستقوم بدورها الرقابي ومتابعة تنفيذ هذا القانون وكذا متابعة إصدار لائحته التنفيذية لتحقيق الأهداف المرجوة.
بدوره أكد رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور علي عباس أن الهيئة تُعد الجهة الرسمية المسؤولة عن رسم السياسة الدوائية ذات القيمة العلاجية الشاملة المتعلقة بالأدوية والمستلزمات الطبية وما في حكمها من خلال الإشراف والتنظيم والرقابة على إنتاجها واستيرادها وتداولها في إطار السياسة العامة للدولة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفق التشريعات النافذة.
وأكد حرص الهيئة على بذل الجهود لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة وفي مقدمتها عمل خطة استراتيجية لتحقيق تلك الأهداف والقيام بتدشين العمل في برنامج التحول الرقمي لكافة خدمات الهيئة وتنفيذ مشروع تأهيل مختبر الرقابة الدوائية المقرر استكماله بنهاية هذا العام والذي سيمكن الهيئة من تحليل الأدوية والمستلزمات الطبية وكذلك اللقاحات والأعشاب الطبية.
وأشار الدكتور عباس إلى أن الهيئة تعمل على استكمال البناء القانوني والتشريعي وأبرزها هذا القانون الذي ما كان ليصدر لولا توافر الإرادة المخلصة والمدركة لأهمية هذا المشروع بداية من وزارة الصحة والبيئة وانتهاءً بمجلس النواب والاهتمام والمتابعة من القيادة الثورية والسياسية حتى صدور هذا القانون في يناير الماضي.
وذكر رئيس الهيئة أن القانون الذي يتضمن 99 مادة موزعة على 10 فصول يهدف إلى تنظيم تسجيل واستيراد وتصدير وتصنيع وتوزيع وتداول الدواء، والتحقق من سلامته وجودته وفاعليته وتركيبته لضمان مأمونية الاستخدام الرشيد للدواء وتنظيم وصف وصرف وبيع الدواء أو أي مواد أو منتجات أخرى منصوص عليها في القانون.
ولفت إلى أن القانون تضمن حماية الفرد والمجتمع من الأضرار والأخطار الناجمة عن سوء استخدام أو تداول الدواء أو الناجمة عن الأدوية المغشوشة والمهربة أو المواد المخدرة والمؤثرات العقلية ومراقبة أسعار الدواء والتأكد من بيعه بأسعار معقولة للمواطنين ومنع احتكاره، بالإضافة إلى تنظيم أسس وقواعد إنشاء وفتح وإدارة وتشغيل المنشآت الصيدلانية وتشجيع الصناعات الدوائية وتوطينها وتطويرها وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تخلل التدشين بحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وقيادات وزارة الصحة وهيئة الأدوية ورؤساء الهيئات والمستشفيات وممثلي القطاع الخاص وشركات ومصانع الأدوية، عرض عن قانون الدواء والصيدلة.