السودان : انقطاع شبكات الإتصالات مربع جديد للحرب
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
مخاوف وقلق يسودان الشارع السوداني بعد الخطوة التي قام بها متمردو الدعم السريع أمس الأول بإيقاف عمل مراكز البيانات في شركتي سوداني و MTN بحجة مطالبتها بإعادة خدمة الإتصالات إلى بعض المناطق بإقليم دارفور.
هذه الخطوة نقلت الحرب إلى مربع جديد في سلسلة تدمير البنى التحتية الذي انتهجته هذه القوات منذ بداية تمردها في أبريل من العام الماضي.
شلل في كافة مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية أصاب البلاد بعد توقف خدمة الاتصالات عن عدد من المدن أبرزها مدينة بورتسودان والتي تمثل الآن العاصمة الإدارية للسودان.
جهاز تنظيم الإتصالات والبريد أصدر بياناً يتهم فيه هذه القوات صراحة بأنها مَن قامت بإيقاف شبكات الإتصالات. وقال البيان إن المليشيا المتمردة قامت
بإيقاف العمل في مركزي بيانات شركتي سوداني وMTN مطالبة بإعادة الإتصالات إلى بعض المدن التي احتلتها في ولايات دارفور، والتي توقفت الإتصالات فيها نتيجة إحراق العديد من الأبراج وتخريب الفايبر وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود بواسطة المليشيا نفسها”.
وأوضح البيان أن المليشيا المتمردة الإرهابية قامت بإجبار الفنيين بشركة زين لإيقاف الخدمة عن ولاية نهر النيل وبورتسودان، مهددة بإيقافها بشكل كلي في خرق واضح وفاضح لإتفاق جدة الذي نص على خروجهم من الأعيان المدنية والمراكز الخدمية.
فيما أعلنت شركة زين للاتصالات فى بيان لها أن إنقطاع خدمة الإتصال عن مشتركيها تأتي فى ظروف خارجة عن إرادتها. ونوهت الشركة السودانية للهاتف السيار – زين – أنها ظلت ومنذ بداية هذه الحرب في سعي متصل للحفاظ على خدمة الإتصال والإنترنت.
وأثارت خطوة قطع الإتصالات عن مناطق واسعة من أنحاء السودان ردود أفعال على أصعدة متعددة.
وأكد رئيس حزب الأمة ، مبارك الفاضل المهدي أن قطع المليشيا للاتصالات يعني حرمان المواطنين من شراء حاجياتهم اليومية من الطعام والدواء وممارسة حياتهم الطبيعية، واعتبر الفاضل في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي ( إكس) أن الخطوة تصعيداً من المليشيا في حربها علي الشعب بعد أن احتلت منازله وسرقت أمواله واغتصبوا النساء وسرقوا السيارات.
وأشار إلى أن حرب المليشيا استهدفت الشعب في المقام الأول ، استهدفته في العاصمة وكردفان ودارفور والجزيرة. مبينا أن هذا يعتبر انتهاكات صارخة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، تستوجب محاسبة دولية.
وقطع مدير شركة سوداتل السابق والخبير في مجال الاتصالات، د. طارق حمزة بأهمية قطاع الإتصالات زمن السلم ويزداد أهمية وقت الحروب.
وأوضح أن زمن الحرب يعتبر القطاع الوسيلة الوحيدة لتواصل الأفراد والأسر مع بعضهم البعض. بجانب حالات الطواريء العلاجية والأمنية .
وأشار حمزة في حديثه مع ( المحقق) لأهمية القطاع من الناحية الإقتصادية لاسيما بعد انهيار البنية التحتية للنظام البنكي وانهيار شبكات ATM للسحب النقدي .
وقال حمزة إن “ الاتصالات هي الوسيلة الوحيدة للدفع بواسطة الموبايل وكثير من التطبيقات مثل تطبيق بنكك.
وأضاف “إذا قامت القوات المتمردة بتدمير الأجهزة خاصة المقسمات الرئيسية في الخرطوم( MSC) وقطع خطوط الفايبر فسيؤدي ذلك إلى توقف جميع الخدمات وسيستغرق رجوعها وعودتها وقتاً طويلاً ربما يمتد لشهور،
وطالب حمزة بقيام جهاز تنظيم الإتصالات بتكوين خلية أزمة في بورتسودان واستدعاء كل مدراء الشركات والفنيين والتواصل مع الشركات الصينية لتقليل الأضرار، مبدياً استغرابه من ربط المتمردين إرجاع الخدمة في دارفور بهذا الإجراء.
ويرى المحلل الإقتصادي د. خالد التجاني بأن إعلان المبادئ لحماية المدنيين الذي تم في منبر جدة باعتباره المنبر التفاوضي الأهم في مسيرة عملية السلام بالسودان في الحادي عشر من مايو الماضي أسس لهذا النزاع المسلح والتعامل في مثل هذه النزاعات بحسب القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان والتعامل في ظل هذه النزاعات.
وقال التيجاني إن أهم مافي القانون الانساني الدولي مايعرف بمبدأ التمييز وهو قائم على أن يكون المتحاربون في كل الأوقات ملتزمين بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية.
وبحسب التجاني فإن متمردي الدعم السريع وقعوا على هذا الإتفاق وبالتالي هو ملزم تماماً لهم.
ونبه إلى أن أحد أهم أسباب فشل منبر جدة هو عدم محاسبة “الدعم السريع” على عدم الإلتزام والإيفاء ببنود الإتفاق المبرمة، متهماً “الدعم السريع” بتحويل هذه الحرب إلى حرب ضد المدنيين، وقطع بأن كل الانتهاكات الموثقة دولياً واقليمياً سواء كانت في دارفور أو في الخرطوم أو أي من المناطق هو عمل ممنهج ويستهدف المدنيين بما يستوجب إدانات دولية.
ونوه أن قطع الإتصالات في أنحاء واسعة من البلاد يأتي في هذا الإطار لافتاًإلى أن هذا المسلك غير جديد ولا مستغرب من هذه القوات
ووصف الأمر بالانتهاك الصريح والواضح للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان بجانب أنه خرق لما وقعوا عليه في منبر جدة .
واكد ان هذا التصرف يؤكد أن قيادة هذه القوات لا تبحث عن السلام كما تدعي لأن السلام يقوم على أساس وقواعد ولا يكون مجرد توقيع اتفاق.
وقال إن الدعم السريع لا يملك أي تبرير لحرمان المواطن السوداني من حقوقه لأي دعاوي كانت.
وكشف أن الرسالة السياسية من الانتهاك الجديد لحقوق المدنيين هي أنهم تعرضوا لضغوط عسكرية قوية من الجيش في العاصمة وأنه بدأ يفقد سيطرته على بعض المناطق وأن قطع الإتصالات هو محاولة لإشعار الرأي العام أنه لايزال يسيطر على مناطق استراتيجية في العاصمة الخرطوم.
من جهته أعلن المحلل الاقتصادي، د. عبدالله الرمادي، عن توقف الحياة في جميع أنحاء البلاد بسبب انقطاع الاتصالات، مشيراً لتوقف العمل في كل المرافق الحكومية والمصرفية وإحداث شلل في الخدمة المدنية .
وكشف الرمادي في حديثه مع( المحقق) عن وجود شلل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بسبب انقطاع الاتصالات وأن هذا الشلل يمتد إلى الحياة الإنسانية بسبب عدم التمكن من إسعاف المرضى وحوادث المرضى بالسرعة المطلوبة.
واكد أن تعطيل مرفق حيوي أساسي كالاتصالات يساهم في توقف الحياة ويؤذي المدنيين ، ووصف تعطيل مرافق الإتصالات من قبل متمردي الدعم السريع بأنه تدبير خبيث.
وأشار إلى أن هذا التصرف يأتي في إطار تدمير البنى التحتية من جسور وطرق ومرافق خدمية وحيوية من قبل القوات المتمردة لتعطيل السودان ونهضته.
المحقق: نازك شمام�
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع هذه القوات إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.