مشروع أوروبي لمصادم جسيمات عملاق.. والهدف كشف أسرار الكون
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أعرب علماء في أكبر مُسارع للذرات في العالم عن ثقتهم يوم الإثنين في المضي قدما في مشروع بمليارات اليورو لبناء مصادم جسيمات أكبر وأقوى يمكن أن يساعد في كشف المزيد من أسرار الكون.
وقال قادة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، إن التخطيط يسير على الطريق الصحيح للمصادم الدائري المستقبلي، والذي تقدر تكلفته بنحو 15 مليار فرنك سويسري (حوالي 16 مليار يورو أو 17.
لكن لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن، باستثناء اهتمام الدول الأوروبية والغربية في الغالب بتمويل المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، التي تعد موطنا لمصادم الهادرونات الكبير.
وقد يكون هذا المشروع معروفا بالمساعدة في تأكيد "بوزون هيغز دون" الذري في عام 2012 بعد سعي دام عقودا من الزمن للعثور على ما وصف بأنه "حجر الزاوية المفقود في الفيزياء".
وقالت فابيولا جيانوتي، المديرة العامة لسيرن: "المصادم الدائري المستقبلي هو منشأة محتملة. أقول ممكن لأننا اليوم في مستوى دراسة الجدوى. لم تتم الموافقة على المشروع بعد".
وأضافت أن لجان المراجعة لم تكتشف أي "معوقات فنية" للمشروع حتى الآن".
ووصفت المصادم المقترح بأنه: "أداة رائعة لتحسين فهمنا للفيزياء الأساسية ومحرك للابتكار في مجالات مثل علم التبريد الفائق، والمغناطيسات فائقة التوصيل، وتقنيات الفراغ، وتقنيات أجهزة الكشف التي يمكن أن تقدم فوائد اجتماعية واقتصادية للمجتمع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات للأبحاث النووية الدول الأوروبية الفيزياء أسرار الكون علوم للأبحاث النووية الدول الأوروبية الفيزياء أخبار علمية
إقرأ أيضاً:
عـبدالله علي صبري : مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
شهية الصهاينة في التوسع لا حدود لها، فهم لا يتأخرون في انتهاز الفرص واستغلال كل الظروف في سبيل احتلال أراضي الغير وفرض الهيمنة على المنطقة بقوة الحديد والنار، وبالاستفادة من سطوة الدول الكبرى وتوثيق الصلات بها.ومنذ ستينات القرن الماضي وبعد أن أعلنت مصر عبد الناصر تأميم قناة السويس، ما شكل حجر عثرة أمام تمدد الكيان الصهيوني، فكرت إسرائيل وأمريكا بإنشاء قناة بديلة تربط ميناء أم الرشراش/ إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر الأبيض المتوسط. غير أن الفكرة ظلت حبيسة الأدراج، حتى عادت للظهور مجددا في 2021 تحت مسمى مشروع ” قناة بن غوريون “، حين باشر قادة الكيان الصهيوني الخطوات التنفيذية الأولى لشق القناة، لولا أن معركة طوفان الأقصى قد جمدت المشروع حتى حين.
قناة بن غوريون التي ستكون منافسة لقناة السويس ليست هدفا اقتصاديا لدولة الكيان فحسب، لكنها أيضا تنطوي على هدف استيطاني توسعي في غزة، خاصة أن التقارير والدراسات تشير إلى أن شق القناة عبر شمال غزة المحاذي لميناء عسقلان قد يختصر 100 كم من المسافة بين إيلات وعسقلان، ما يعني توفير ثلث التكاليف المالية أيضاً.
وتحت ذريعة تنفيذ هذا المشروع، ظهرت أصوات تطالب بتهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في شمال القطاع كخطوة أولى، بل إن اليهودي الأمريكي جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب، كان قد صرح بأهمية الواجهة البحرية لقطاع غزة وقيمتها الكبيرة لإسرائيل، التي يجب عليها تهجير المدنيين الفلسطينيين منها ونقلهم إلى “صحراء النقب”. والمفارقة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح على الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة، تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب أيضا!.
وبرغم أن الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة على مدى 15 شهرا، تشكل حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها غير منفصلة عن مخطط تنفيذ القناة بين إيلات وعسقلان، لكن مرورا بغزة.
لن يستقر ولن يستمر هذا المشروع إلا بالهدوء التام في غزة وكل فلسطين المحتلة، أما مع المقاومة فإن القناة المرتبطة بميناء عسقلان ستكون هدفا استراتيجيا ضاغطا على الكيان في حال أي تصعيد أمني أو عسكري تجاه غزة ومقاومتها، ولذا لن نستغرب إذا عملت أمريكا مع إسرائيل والدول العربية على تمرير صفقة طويلة المدى في غزة تحت وهم ” السلام الاقتصادي “، الذي من شأنه تهيئة المناخ الأنسب لتنفيذ قناة بن غوريون وتحويلها إلى واقع مستدام.
وبحسب مراقبين، فإن الحماس الأمريكي لهذا المشروع يتعاظم يوما بعد آخر في إطار احتدام الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، وبهدف محاصرة مشروع ” طريق الحرير ” وتجمع دول ” بريكس “، الذي انضمت إليه مصر مؤخرا. وليس خافيا مدى خطورة قناة بن غوريون على الاقتصاد المصري ومنافستها لقناة السويس ذات الأهمية الجيوستراتيجية لمصر وللعرب.
وقد رأينا كيف سارعت إسرائيل إلى تحريك الجسر البري من الإمارات وإلى داخل الكيان مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، في محاولة التفاف على الحصار البحري الذي تمكنت جبهة الإسناد اليمنية، من فرضه على ميناء أم الرشراش والملاحة الدولية المتجهة إليه.
كما إن هذا المشروع لا ينفصل عن المخططات الموازية، مثل صفقة القرن، والشرق الأوسط الجديد، والممر الاقتصادي البري والبحري بين الهند وأوروبا مرورا بدول الخليج وإسرائيل. وكلها مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، ولكن بمشاركة أدوات عربية رهنت نفسها للشيطان الأكبر.
15-1-2025