يقوم العقل بعمليات معقّدة ، وبأرقام مهولة مستمرة يوميًا، كالتحكُّم في العواطف والمشاعر، وتنّظيم التفكير والحركة، والسلوكيات المختلفة التي تعمل في دائرة واحدة ، وتصدرالعديد من الأوامر، وتكمن فيها قوة عظيمة جداً من خلال المحفِّزات المستمرة التي تتحكَّم في اتخاذ القرارات .
و بلا شك أن هذه العمليات المستمرة التي يقوم بها العقل، قد تكون مجهدة و مرهقة، فتؤثر سلبًا على الإنتاج من خلال فقدان القدرة على التفكير بشكل واضح، بسبب تشتُّت العقل، وعدم وضوح الرؤية حيال المستقبليات، وذلك بسبب المشكلات التي يواجهها الفرد بشكل عام و لا يقوم بعلاجها.
ينشأ تشتّت العقل لدى الفرد ،بسبب وجود المعيقات، ولا سيما تتمحور في التفكير المستمر، حيث أن العقل يكون في حالة تأهب دائمة لحل هذه المعيقات، و لكن حينما تتراكم ، فإنه يتشتّت، بسبب تعدُّد المهام التي يجب عليه حلها ، وهذا ما يجعل الفرد مرتكبًا لأخطاء في اتخاذ القرار المناسب، وكذلك النسيان المستمر وصعوبة التركيزالعام .
هذا الضعف العقلي ، يؤثرعلى الجسد ،كما أنه يبثّ مشاعر الألم على الفرد ، لعدم قدرته على الإنجاز، أو القيام بالمهام الصعبة ،مع استمرار صعود المؤشرات السلبية عامة، و يحتاج الفرد هنا إلى تصفية عقله، وتنقيته من الشوائب المتعلقة به ، و حسم أمور التفكير المتعلقة منذ فترة طويلة ، لخلق مساحة تفكير جديدة، حتّى يتمكن الفرد من معالجة المعيقات.
كما أن منح فترة هُدنة للعقل ، يجعله يعمل بشكل أقوى ممّا كان عليه سابقًا ،وكذلك الإبتعاد عن محفِّزات القلق ،وتحّفيز التصور الإبداعي ،و استخدام تقنيات التأمل التي تشحن العقل ،وتعزِّز الإيجابية فيه.
هذه الطرق، تعمل على تغذية العقل وتنقيته، كما أن الكتابة كذلك ، تلعب دورًا كبيراً في تصفية العقل، وتنميته وتحّفيزه بشكل سريع.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
حمدي رزق: تجديد الخطاب الديني يتطلب التفكير الجماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الكاتب الصحفي حمدي رزق، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن هناك حوارًا مستمرًا ومتواصلًا بين مصر والعالم عبر الهيئة الإنجيلية، مشيرًا إلى وجود العديد من المشكلات في المجتمع التي تتطلب الحوار والتفكير الجماعي للتوصل إلى الطريقة المثلى لبناء الإنسان.
وأضاف "رزق" خلال مشاركته في مؤتمر "الإنسان في الدولة الوطنية الحديثة" الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، أن الخطاب الديني يواجه تحديات وعراقيل، بسبب الخلط بين الدين كفكر والخطاب الديني، وأن وزارة الأوقاف تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في هذا الشأن، مضيفًا أن هذه الدعوة هي دعوة نخبوية، ويجب أن تتوسع لتشمل الجميع.
وأوضح عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن لغة الحوار تُعد من أبرز الأدوات التي تسهم في تحقيق هدف تجديد الخطاب الديني.
وجدير بالذكر، أن منتدي حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، نظم لقاء تحت عنوان "الإنسان في الدولة الوطنية الحديثة"، بمدينة الجلالة - العين السخنة، برئاسة الدكتور القس إندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، بحضور الكاتب الصحفي أحمد كمال، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، والكاتب الصحفى حمدى رزق، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، ومجموعة من رجال الدين الإسلامى والمسيحي، وعدد من الشخصيات العامة والمثقفين والإعلاميين، وممثلي منظمات المجتمع المدني.