اعتادت الأمريكية أمبر بيرسون أن تغسل يديها لدرجة النزيف، مرعوبة من فكرة التلوث من أي شيء حولها، وهي نتيجة منهكة لاضطراب الوسواس القهري (OCD).

ولكن، بفضل عملية زراعة دماغية ثورية تُستخدم لعلاج الصرع والوسواس القهري الذي تعاني منه، تمكنت أمبر من التخلص من هذه العادات المتكررة المزعجة.

US patient 'happy again' after brain implant treats #epilepsy and #OCDhttps://t.

co/L0yyPVVjUA

— Medical Xpress (@medical_xpress) February 4, 2024

وقالت الشابة البالغة 34 عاما لوكالة "فرانس برس" إنها أصبحت تعيش حياتها اليومية بشكل صحيح وطبيعي مشيرة: "قبل ذلك، كنت أشعر بالقلق دائما بشأن أفعالي القهرية"

وتصدرت عمليات زرع الدماغ عناوين الأخبار مؤخرا مع إعلان إيلون ماسك أن شركته Neuralink قد وضعت شريحة في رأس مريض، والتي يأمل العلماء أن تسمح للناس في نهاية المطاف بالتحكم في الهاتف الذكي بمجرد التفكير فيه.

لكن فكرة إدخال جهاز إلى الدماغ ليست جديدة، وقد عرف الأطباء منذ عقود أن التحفيز الكهربائي المطبق بدقة يمكن أن يؤثر على الطريقة التي يعمل بها الدماغ.

إقرأ المزيد كيف تعمل شريحة إيلون ماسك الدماغية؟

ويُستخدم هذا التحفيز العميق للدماغ في علاج مرض باركنسون وغيره من الحالات التي تؤثر على الحركة، بما في ذلك الصرع.

وعرض الأطباء على أمبر جهازا يبلغ قطره 32 ملم لعلاج نوبات الصرع المنهكة، واثقين من أنه سيكون قادرا على اكتشاف النشاط الذي يسبب النوبات وتوصيل نبض يتداخل معه.

وفي ذلك الوقت، سألت أمبر الأطباء ما إذا كان بإمكانهم وضع جهاز آخر بهدف إدارة الوسواس القهري الذي تعاني منه.

وقال جراح الأعصاب أحمد رسلان، الذي أجرى العملية في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند على الساحل الغربي للولايات المتحدة إنه "لحسن الحظ، أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد".

وكانت هناك في السابق بعض الدراسات حول استخدام التحفيز العميق للدماغ للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، ولكن كما يقول رسلان، لم يتم دمجه مطلقا مع علاج الصرع.

وعمل الأطباء مع أمبر لمعرفة ما يحدث بالضبط في دماغها عندما تقع في دائرة الوسواس.

وتضمنت التقنية تعريضها لضغوطات معروفة - في هذه الحالة، المأكولات البحرية - وتسجيل العلامات الكهربائية.

وبهذه الطريقة، تمكنوا بشكل فعال من عزل نشاط الدماغ المرتبط بالوسواس القهري. وأمكنهم بعد ذلك تكوين الغرسة الخاصة بها، بحيث تتفاعل مع تلك الإشارة المحددة.

إقرأ المزيد من يعانون من الوسواس القهري معرضون للوفاة المبكرة لأي سبب

ويراقب الجهاز ثنائي البرنامج الآن نشاط الدماغ المرتبط بالصرع والوسواس القهري.

ويوضح رسلان: إنه "الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج حالتين، وهو مبرمج بشكل مستقل. لذا فإن برنامج الصرع يختلف عن برنامج الوسواس القهري".

مضيفا: "هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها ذلك. عادة ما نفكر في الأجهزة إما للوسواس القهري أو للصرع. وهذه الفكرة خارج الصندوق ولن تأتي إلا من مريض".

وأشار رسلان إلى أن هناك دراسة تجري الآن في جامعة بنسلفانيا لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على نطاق أوسع، ما يوفر أملا محتملا لبعض من 2.5 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من الوسواس القهري.

وبالنسبة لأمبر، كان هناك انتظار لمدة ثمانية أشهر بعد إجراء عملية الزرع في عام 2019 لرؤية أي فرق ملحوظ.

ولكن تدريجيا، بدأت الطقوس التي كانت تستغرق ثماني أو تسع ساعات يوميا منذ سنوات مراهقتها في الانحسار.

وتضاءل الوقت المستغرق لديها في القيام بعدة ممارسات قبل النوم، مثل إغلاق النوافذ وغسل اليدين المستمر، إلى 30 دقيقة في اليوم.

وقد اختفى الآن الخوف من التلوث الناتج عن تناول الطعام مع الآخرين، حيث صرحت أمبر: "أنا سعيدة مرة أخرى ومتحمسة للخروج والعيش وأكون مع أصدقائي وعائلتي، هذا كان أمرا انقطعت عنه لسنوات".

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض طب عمليات جراحية من الوسواس القهری

إقرأ أيضاً:

دماغك يكشف أسرارك

طوّر فريق من الباحثين في جامعة شيكاغو نموذجًا جديدًا لشبكة الدماغ يهدف إلى التنبؤ بمشاعر المفاجأة لدى الأفراد استنادًا إلى نشاط الدماغ فقط.

وتُعد المفاجأة من ردود الفعل الطبيعية، نشعر بها عندما يختلف ما نراه أو نختبره عن توقعاتنا. وقد حظيت هذه العاطفة باهتمام واسع في الدراسات النفسية، حيث اكتشف العلماء أن الدماغ يستجيب للمفاجآت من خلال أنماط عصبية محددة.

في هذه الدراسة الجديدة، ركز الباحثون على فهم كيفية استخدام هذه الأنماط العصبية للتنبؤ بتجارب المفاجأة لدى الأفراد.

واستندت الدراسة إلى أبحاث سابقة أظهرت أن الدماغ يُظهر استجابات متشابهة في حالات المفاجأة عبر تجارب متنوعة. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات، توقع المشاركون ظهور حقيبة تحتوي على عملات معدنية في مكان محدد على شاشة الكمبيوتر، لكنهم شعروا بالمفاجأة عندما ظهرت الحقيبة في مكان غير متوقع. وفي دراسة أخرى، تم تصوير أدمغة المشاركين أثناء مشاهدة مباريات كرة سلة، حيث شعروا بالمفاجأة عندما تغيرت نتيجة المباراة بشكل غير متوقع.

لتحقيق هدفهم، استخدم الباحثون 3 مجموعات من البيانات التي جُمعت باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI). وبعد تحليل هذه البيانات، طوروا نموذجًا أطلقوا عليه اسم “نموذج التنبؤ القائم على تقلب حافة المفاجأة (EFPM)”. يعتمد هذا النموذج على تتبع التفاعلات العصبية بين مناطق مختلفة في الدماغ لتحديد اللحظات التي يشعر فيها الشخص بالمفاجأة.

وأظهرت النتائج أن بعض مناطق الدماغ تستجيب بشكل متشابه لانتهاك التوقعات، بغض النظر عن النشاط الذي يقوم به الشخص أو السياق الذي يتواجد فيه. وباستخدام هذا النموذج، تمكن الباحثون من التنبؤ بمشاعر المفاجأة بدقة أعلى من المتوقع، ما يعكس إمكان استخدام نشاط الدماغ لتحديد اللحظات التي يشعر فيها الشخص بالمفاجأة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن هذا النموذج يمكن أن يكون مفيدًا في التنبؤ بتجارب أخرى، مثل انتباه الأفراد أو مشاعر السعادة. كما يخططون لتوسيع نطاق دراساتهم ليشمل تجارب أكثر تنوعًا، مثل التنبؤ بمفاجآت الأفراد أثناء الاستماع إلى القصص أو الموسيقى، أو حتى في التفاعلات الاجتماعية اليومية.

مقالات مشابهة

  • مديحة رسلان: انطلاقة عهد عون واعدة لناحية دعم المرأة والإعلام أنصف نصف المجتمع
  • دماغك يكشف أسرارك
  • ثورة علاجية: غرسة دماغية مبتكرة تعيد الأمل لمرضى الاكتئاب والصرع
  • بريطانيا تختبر غرسة دماغية قد تساعد في علاج الاكتئاب والقلق
  • بريطانيا تختبر غرسة دماغية قد تساعد بعلاج الاكتئاب والقلق
  • يحسن المزاج.. الخدمات الصحية البريطانية تختبر جهاز جديد يعالج الاكتئاب
  • تعفن الدماغ: التفاهة الممرضة
  • تشغيل شبكة عصبية تحاكي خلايا الدماغ من أجل علاج الرعاش والصرع
  • تشغيل شبكة عصبية تحاكي خلايا الدماغ لعلاج الرعاش والصرع
  • يقرر صلاحية المجندين للخدمة العسكرية..اعتقال كبير الأطباء النفسانيين في جيش أوكرانيا