قررت محكمة مختصة بقضايا العمل أن طرد أستاذ في جامعة بريستول البريطانية بذريعة معاداة السامية بسبب آرائه عن الصهيونية؛ لم يكن قانونيا، مؤكدة أن التعبير عن مناهضة الصهيونية محمي بموجب القانون.

وكانت الجامعة قد طردت أستاذ علم الاجتماع ديفيد ميلر في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بعد اتهامه بتعليقات معادية للسامية.

وتمسكت الجامعة بقرارها رغم تقرير لمحاميين كبيرين بأن ميلر لم يرتكب مخالفة، قبل أن تنتقل المعركة في محكمة قضايا العمل التي جاء حكمها الذي نشر الاثنين ضمن 108 صفحات؛ بأن طرده غير قانوني وينطوي على تمييز ضده.

اظهار أخبار متعلق

وقال ميلر إن فصله من الجامعة كان بسبب آرائه المناهضة للصهيونية، وقررت المحكمة أن قرار الجامعة بفصل ميلر خاطئ ويعد تمييزا ضده بسبب معتقداته السياسية، وهو ما اعتبره ميلر أيضا "نصرا لمؤيدي فلسطين في بريطانيا".

وكتب ميلر عبر حسابه على منصة إكس: "على مدى سنوات، مناهضو الصهيونية واجهوا مضايقات ورقابة في بريطانيا بسبب جهود اللوبي الإسرائيلي. العديد من الناس واجهوا إجراءات تمييزية وفقدوا وظائفهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم المناهضة للصهيونية".

 

— David Miller (@Tracking_Power) February 5, 2024
وكانت الجامعة قد تذرعت في قرارها لفصل ميلر بأن "طلابا صهيونيين" شعروا بالإساءة بسبب تعليقاته. وقال ميلر: "كان واضحا من الدليل الذي قدمه شهود الجامعة أنني طردت بسبب الطبيعة المناهضة للصهيونية لتعليقاتي".

وتابع ميلر: "قبل أن أنقل قضيتي (للمحكمة) لم يكن واضحا ما إذا كان الاعتقاد بفكرة أن الصهيونية عنصرية وإمبريالية وأيديولوجية استعمارية يمكن أن يكون محميا بموجب قانون المساواة (لعام) 2010 باعتباره معتقدا فلسفيا".

وأضاف: "أنا فخور لأقول بشأن هذه القضية إننا أثبتنا أن الآراء بمناهضة الصهيونية بالطريقة التي قدمتها يجب أن تكون محمية".

وعبّر عن أمله في أن تمثل هذه القضية "سابقة قضائية في كل المعارك المستقبلية التي نواجه فيها أيديولوجيا العنصرية والإبادة الجماعية للصهيونية والحركة المرتبطة بها".

وعبر ميلر عن شكره لقضاة المحكمة الذين قال إنهم ساروا في الإجراءات بمهنية "ومنحوني (مساحة) استماع عادلة رغم الضغوط الخارجية".

وشدد ميلر على أن هذا الحكم يؤكد صحة "التوجه الذي اتخذته خلال هذه الفترة، وهو أن الإبادة الجماعية وأقصى الصهيونية يمكن تحديه بنجاح فقط من قبل أقصى مناهضة الصهيونية"، مضيفا: "الآن نحتاج لنشر حملة تفكيك الصهيونية حول العالم حيثما رفعت الحركة الصهيونية رأسها البغيض"، حسب تعبيره.

 

— Jonathan Cook (@Jonathan_K_Cook) February 5, 2024
من جهته، قال الصحفي البريطاني جوناثان كوك إن حكم المحكمة بعدم قانونية طرد ميلر "يعني أنه للمرة الأولى يتم الاعتراف بأن مناهضة الصهيونية -الرأي بأن إسرائيل دولة عنصرية واستعمارية- محمية بموجب قانون المساواة".

وقال المحامي رحمن لوي، الذي يمثل ميلر: "أنا سعيد من أجل موكلنا ديفيد الذي تمت تبرئته. شجاعته في مواجهة الحملة الوحشية التي وُجهت ضده من قبل صهيونيين داخل وخارج الجامعة؛ الآن تراه وهو يمثل نموذجا للآخرين الذين سوف يتبعونه".

وأضاف: "اللافت في القضية أنه عندما عبر ديفيد عن آرائه بشأن الصهيونية والتي قادت لفصله؛ لم تكن معروفة على نطاق واسع، لكن الآن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حاليا نبهت العالم إلى المعتقدات التي يتبناها ديفيد والتي عبّر عنها، وهي أن الصهيونية عنصرية بالوراثة وتجب معارضتها".

وأكد المحامي أنه سيسعى للحصول على تعويض مالي من الجامعة، عن كامل الخسائر التي تكبدها موكله منذ قرار فصله.

وتسلط قضية ميلر الضوء على قضية حرية التعبير في الجامعات البريطانية، في ظل ضغوط حكومة المحافظين على الجامعات لتبني تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" لمعاداة السامية.

وعقب تبني هذا التعريف في ظل تهديد الحكومة بقطع التمويل عن الجامعات في حال عدم تبنيه؛ تعرض عدد كبير من الطلاب والأكاديميين لإجراءات عقابية رغم أن غالبيتهم تمت تبرئتهم من تهمة معاداة السامية في نهاية المطاف.

ويتضمن التعريف 11 مثالا توضيحيا لمعاداة السامية، غالبيتها تتعلق بإسرائيل، وهو ما يعتبره خبراء في القانون ومدافعون عن حرية التعبير محاولة لمنع انتقاد إسرائيل وسياساتها، كما يضيّق على حرية النقاش الأكاديمي وحرية التعبير في الجامعات.

 — Rahman Lowe Solicitors (@RahmanLowe) February 5, 2024

وكان تقرير سابق صادر عن مركز الدعم القانوني الأوروبي (الذي يمثل طلابا وأكاديميين تعرضوا لإجراءات عقابية) وكلية لندن للاقتصاد، في أيلول/ سبتمبر الماضي، قد دعا الحكومة إلى التراجع عن تعليماتها للجامعات لتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية "لأنه غير مناسب لمؤسسات التعليم العالي، التي لديها التزامات قانونية لتأمين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير".

وقال التقرير: "إن اتهامات معاداة السامية الموجهة ضد الطلاب والموظفين في جامعات المملكة المتحدة غالبًا ما تستند إلى تعريف معاداة السامية الذي لا يتناسب مع الغرض، ومن الناحية العملية، يقوض الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب والموظفين في التعبير القانوني.. ويتعرض موظفو الجامعة والطلاب لتحقيقات غير معقولة وإجراءات تأديبية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية معاداة السامية الصهيونية بريطانيا حرية التعبير الجامعات بريطانيا جامعات الصهيونية معاداة السامية حرية التعبير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة

إقرأ أيضاً:

استقالة رئيس أساقفة كانتربري الذي توج الملك تشارلز بسبب فضائح جنسية

استقال جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، الذي توج الملك تشارلز وقام بتزويج الأمير هاري وميغان ماركل، وسط انتقادات لكيفية تعامله مع تحقيق حول حوادث اعتداءات جنسية مرتبطة  بكنيسة إنجلترا.

اقرأ ايضاًما السرّ وراء عدم امتلاك الملك تشارلز للموبايل؟

أعلن ويلبي، 68 عامًا، استقالته في بيان رسمي  بعد إصدار مراجعة مستقلة بقيادة كيث ماكين، مدير الخدمات الاجتماعية السابق. بتكليف من كنيسة إنجلترا، قام التقرير بتقييم استجابة الكنيسة لادعاءات قيام شخص يدعى جون سميث  وهو متطوع في المعسكرات الصيفية المسيحية بالاعتداء على عدد من الشباب.

وتزايدت الدعوات إلى استقالته  ويلبي منذ نشر التقرير يوم الخميس الماضي، والذي وجد أن ويلبي لم يضمن إجراء تحقيق شامل في اتهامات الاعتداء التي شملت أكثر من 100 شاب في معسكرات مسيحية.

فضيحة اعتداءات جنسية مرتبطة  بكنيسة إنجلترا

كان سميث محامياً اعتدى على عدد من  الأولاد الذين التقى بهم في معسكرات صيفية مسيحية في السبعينيات والثمانينيات" ويُعتقد أنه "أكثر المعتدين المتسلسلين انتشاراً المرتبطين بكنيسة إنجلترا".

وقال ويلبي في بيان الاستقالة: "بعد أن طلبت الإذن من الملك، قررت الاستقالة من منصب رئيس أساقفة كانتربري. لقد كشفت مراجعة ماكين عن مؤامرة الصمت منذ فترة طويلة بشأن الانتهاكات الشنيعة لجون سميث".

وتابع: "عندما أُبلغت في عام 2013 اعتقدت خطأً أن القرار المناسب سيصدر قريبًا. من الواضح جدًا أنني يجب أن أتحمل المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن الفترة الطويلة والمؤلمة بين عامي 2013 و2024".

وقال: "من واجبي أن أحترم مسؤولياتي الدستورية والكنسية، لذلك سيتم تحديد التوقيتات الدقيقة بمجرد الانتهاء من مراجعة الالتزامات الضرورية، بما في ذلك تلك الموجودة في إنجلترا وفي الطائفة الأنجليكانية". "آمل أن يوضح هذا القرار مدى جدية كنيسة إنجلترا في فهم الحاجة إلى التغيير والتزامنا العميق بإنشاء كنيسة أكثر أمانًا. وأنا أتنحى عن منصبي مع حزني الشديد لكل ما تعرض له الضحايا".

وأردف: "لقد جددت الأيام القليلة الماضية شعوري العميق بالخزي إزاء الإخفاقات التاريخية في حماية الضحايا. لقد كافحت لمدة تقرب من اثني عشر عامًا لإدخال التحسينات. الأمر متروك للآخرين للحكم على ما تم القيام به".

واستطرد:  "في غضون ذلك، سأواصل التزامي بمقابلة الضحايا. سأفوض جميع مسؤولياتي الحالية الأخرى حتى اكتمال عملية تقييم المخاطر اللازمة".

كان ويلبي هو من وضع تاج القديس إدوارد على رأس الملك تشارلز في تتويجه. كما تحدث في جنازة الملكة إليزابيث الرسمية في سبتمبر 2022 وزوج  دوق ودوقة ساسكس في مايو 2018.

تم تنصيب ويلبي كاهنًا في عام 1992 وتم الإعلان عنه باعتباره رئيس أساقفة كانتربري رقم 105 في عام 2012. وقد جعله منصبه الرفيع المستوى قريبًا من العائلة المالكة، ولعب دورًا رئيسيًا في العديد من مراسمهم الدينية.

أشرف ويلبي على تعميد أطفال الأمير ويليام وكيت ميدلتون، الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، وعمد ميغان في كنيسة إنجلترا قبل زواجها من الأمير هاري. كما قاد جنازة الأمير فيليب في أبريل 2021، والتقى بالملكة إليزابيث في يونيو 2022.

سبق أن تحدث رئيس الأساقفة عن معاناته من الاكتئاب، وشكر الأمير ويليام على عمله في تسليط الضوء على الصحة العقلية في افتتاحية لصحيفة صنداي تايمز في عام 2020.
 

كلمات دالة:الماك تشارلز تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

هيا أبو جبارة محررة في قسم باز بالعربي

محررة في قسم باز بالعربي

الأحدثترند استقالة رئيس أساقفة كانتربري الذي توج الملك تشارلز بسبب فضائح جنسية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة البنتاغون: الحوثيون أصبحوا"مرعبين" تشكيلة إسبانيا المتوقعة أمام الدنمارك في دوري الأمم الأوروبية رقم قياسي..الكويت تقرر سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • د. بني سلامة .. اعتقال الكاتب الزعبي ضربة لحرية التعبير
  • استقالة رئيس أساقفة كانتربري الذي توج الملك تشارلز بسبب فضائح جنسية
  • بشأن جورج عبدالله.. ما الذي قرّرته محكمة فرنسيّة؟
  • حزالعمل الاسلامي وجمعية مناهضة الصهيونية يستضيفان المضربين عن الطعام
  • ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟
  • بعد واقعة "طبيبة النساء"| أستاذ جامعي يطالب بتدريس مادة الأخلاق
  • جامعتان بريطانية وعراقية تحددان موقع معركة القادسية الأولى
  • محكمة الاستئناف بنواكشوط تؤجّل النظر في قضيّة "ملف العشرية " بسبب طعن دستوري
  • بسبب غسالة الأطباق.. بريطانية تكتشف إصابتها بمرض نادر في المخ
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟