محكمة بريطانية تُبطل طرد أستاذ جامعي: التعبير عن مناهضة الصهيونية حق محمي قانونيا
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قررت محكمة مختصة بقضايا العمل أن طرد أستاذ في جامعة بريستول البريطانية بذريعة معاداة السامية بسبب آرائه عن الصهيونية؛ لم يكن قانونيا، مؤكدة أن التعبير عن مناهضة الصهيونية محمي بموجب القانون.
وكانت الجامعة قد طردت أستاذ علم الاجتماع ديفيد ميلر في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بعد اتهامه بتعليقات معادية للسامية.
اظهار أخبار متعلق
وقال ميلر إن فصله من الجامعة كان بسبب آرائه المناهضة للصهيونية، وقررت المحكمة أن قرار الجامعة بفصل ميلر خاطئ ويعد تمييزا ضده بسبب معتقداته السياسية، وهو ما اعتبره ميلر أيضا "نصرا لمؤيدي فلسطين في بريطانيا".وكتب ميلر عبر حسابه على منصة إكس: "على مدى سنوات، مناهضو الصهيونية واجهوا مضايقات ورقابة في بريطانيا بسبب جهود اللوبي الإسرائيلي. العديد من الناس واجهوا إجراءات تمييزية وفقدوا وظائفهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم المناهضة للصهيونية".
— David Miller (@Tracking_Power) February 5, 2024
وكانت الجامعة قد تذرعت في قرارها لفصل ميلر بأن "طلابا صهيونيين" شعروا بالإساءة بسبب تعليقاته. وقال ميلر: "كان واضحا من الدليل الذي قدمه شهود الجامعة أنني طردت بسبب الطبيعة المناهضة للصهيونية لتعليقاتي".
وتابع ميلر: "قبل أن أنقل قضيتي (للمحكمة) لم يكن واضحا ما إذا كان الاعتقاد بفكرة أن الصهيونية عنصرية وإمبريالية وأيديولوجية استعمارية يمكن أن يكون محميا بموجب قانون المساواة (لعام) 2010 باعتباره معتقدا فلسفيا".
وأضاف: "أنا فخور لأقول بشأن هذه القضية إننا أثبتنا أن الآراء بمناهضة الصهيونية بالطريقة التي قدمتها يجب أن تكون محمية".
وعبّر عن أمله في أن تمثل هذه القضية "سابقة قضائية في كل المعارك المستقبلية التي نواجه فيها أيديولوجيا العنصرية والإبادة الجماعية للصهيونية والحركة المرتبطة بها".
وعبر ميلر عن شكره لقضاة المحكمة الذين قال إنهم ساروا في الإجراءات بمهنية "ومنحوني (مساحة) استماع عادلة رغم الضغوط الخارجية".
وشدد ميلر على أن هذا الحكم يؤكد صحة "التوجه الذي اتخذته خلال هذه الفترة، وهو أن الإبادة الجماعية وأقصى الصهيونية يمكن تحديه بنجاح فقط من قبل أقصى مناهضة الصهيونية"، مضيفا: "الآن نحتاج لنشر حملة تفكيك الصهيونية حول العالم حيثما رفعت الحركة الصهيونية رأسها البغيض"، حسب تعبيره.
— Jonathan Cook (@Jonathan_K_Cook) February 5, 2024
من جهته، قال الصحفي البريطاني جوناثان كوك إن حكم المحكمة بعدم قانونية طرد ميلر "يعني أنه للمرة الأولى يتم الاعتراف بأن مناهضة الصهيونية -الرأي بأن إسرائيل دولة عنصرية واستعمارية- محمية بموجب قانون المساواة".
وقال المحامي رحمن لوي، الذي يمثل ميلر: "أنا سعيد من أجل موكلنا ديفيد الذي تمت تبرئته. شجاعته في مواجهة الحملة الوحشية التي وُجهت ضده من قبل صهيونيين داخل وخارج الجامعة؛ الآن تراه وهو يمثل نموذجا للآخرين الذين سوف يتبعونه".
وأضاف: "اللافت في القضية أنه عندما عبر ديفيد عن آرائه بشأن الصهيونية والتي قادت لفصله؛ لم تكن معروفة على نطاق واسع، لكن الآن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حاليا نبهت العالم إلى المعتقدات التي يتبناها ديفيد والتي عبّر عنها، وهي أن الصهيونية عنصرية بالوراثة وتجب معارضتها".
وأكد المحامي أنه سيسعى للحصول على تعويض مالي من الجامعة، عن كامل الخسائر التي تكبدها موكله منذ قرار فصله.
وتسلط قضية ميلر الضوء على قضية حرية التعبير في الجامعات البريطانية، في ظل ضغوط حكومة المحافظين على الجامعات لتبني تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" لمعاداة السامية.
وعقب تبني هذا التعريف في ظل تهديد الحكومة بقطع التمويل عن الجامعات في حال عدم تبنيه؛ تعرض عدد كبير من الطلاب والأكاديميين لإجراءات عقابية رغم أن غالبيتهم تمت تبرئتهم من تهمة معاداة السامية في نهاية المطاف.
ويتضمن التعريف 11 مثالا توضيحيا لمعاداة السامية، غالبيتها تتعلق بإسرائيل، وهو ما يعتبره خبراء في القانون ومدافعون عن حرية التعبير محاولة لمنع انتقاد إسرائيل وسياساتها، كما يضيّق على حرية النقاش الأكاديمي وحرية التعبير في الجامعات.
— Rahman Lowe Solicitors (@RahmanLowe) February 5, 2024
وكان تقرير سابق صادر عن مركز الدعم القانوني الأوروبي (الذي يمثل طلابا وأكاديميين تعرضوا لإجراءات عقابية) وكلية لندن للاقتصاد، في أيلول/ سبتمبر الماضي، قد دعا الحكومة إلى التراجع عن تعليماتها للجامعات لتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية "لأنه غير مناسب لمؤسسات التعليم العالي، التي لديها التزامات قانونية لتأمين الحرية الأكاديمية وحرية التعبير".
وقال التقرير: "إن اتهامات معاداة السامية الموجهة ضد الطلاب والموظفين في جامعات المملكة المتحدة غالبًا ما تستند إلى تعريف معاداة السامية الذي لا يتناسب مع الغرض، ومن الناحية العملية، يقوض الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب والموظفين في التعبير القانوني.. ويتعرض موظفو الجامعة والطلاب لتحقيقات غير معقولة وإجراءات تأديبية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية معاداة السامية الصهيونية بريطانيا حرية التعبير الجامعات بريطانيا جامعات الصهيونية معاداة السامية حرية التعبير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معاداة السامیة
إقرأ أيضاً:
محكمة سويسرية تقترح إلغاء محاكمة رفعت الأسد بسبب المرض
قالت متحدثة باسم السلطات القضائية السويسرية لرويترز الثلاثاء إن السلطات اقترحت إلغاء محاكمة عم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بسبب مرضه وطلبت من أطراف القضية إبداء آرائهم.
وكان من المقرر محاكمة رفعت الأسد (87 عاما) في سويسرا بتهم ارتكاب جرائم تعود إلى فترة كان فيها قائدا بالجيش السوري في 1982.
وتأتي المحاكمة وسط أمل متزايد في تحقيق العدالة بعدما انتهى هذا الشهر حكم عائلة الأسد الذي دام أكثر من نصف قرن. وهي محاكمة تعد نادرة بسويسرا للنظر في جرائم ضد الإنسانية.
وقالت متحدثة باسم المحكمة الجنائية الاتحادية ردا على أسئلة رويترز "بوسعي تأكيد أنه نظرا للحالة الصحية للمتهم، الذي لن يكون قادرا جسديا على السفر إلى سويسرا وغير قادر نفسيا على المشاركة في المناقشات، دعا المسؤولون عن المحاكمة الأطراف لاتخاذ قرار بشأن إغلاق القضية".
وأضافت أن المحكمة، وهي أعلى سلطة جنائية في البلاد في سويسرا، لم تتخذ قرارا بعد بشأن إنهاء القضية، وتتوقع استقبال آراء جميع الأطراف بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير .
وفي بيان حول القضية صدر في 12 آذار/ مارس، قال محاموه "نفى السيد الأسد دائما أي تورط في الأفعال المتهم بها في هذه القضية".
وقال مكتب المدعي العام في آذار/ مارس إن رفعت الأسد متهم "بإصدار أوامر بارتكاب جرائم قتل وتعذيب ومعاملة قاسية واحتجازات غير قانونية" في شباط / فبراير 1982 عند قيادته لقوات في مدينة حماة بغرب سوريا.
ومكان وجود رفعت الأسد حاليا غير معروف. وقد عاش في الخارج، وكان معظم الوقت في فرنسا، منذ منتصف الثمانينيات، بعد اتهامه بمحاولة الإطاحة بشقيقه الرئيس الأسبق حافظ الأسد، والد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وبدأ مكتب المدعي العام إجراءات مقاضاة رفعت الأسد في جرائم حرب في كانون الأول/ ديسمبر 2013 بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية وعدم سريان التقادم على جرائم الحرب.