نيويورك-سانا

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير قصي الضحاك رفض سورية القاطع لكل الذرائع التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها لتبرير عدوانها الآثم على أراضيها والذي يهدف لحماية أدوات واشنطن في المنطقة من تنظيمات إرهابية وميليشيات انفصالية، مشدداً على أن هذا العدوان الذي يتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لن يثني سورية عن مواصلة سعيها لتحرير كامل أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، والقضاء على الإرهاب وإعادة بسط سلطة الدولة وسيادة القانون وضمان أمن شعبها.

وقال الضحاك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين: يتوجه وفد بلادي بالشكر للوفد الدائم للاتحاد الروسي على طلب عقد هذه الجلسة رداً على العدوان الآثم الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية على أراضي الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق الشقيق قبل يومين، وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وانتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومبادئ ومقاصد الأمم المتحدة، وهو أمر يستدعي الإدانة والشجب من قبل هذا المجلس.

وأوضح الضحاك أن العدوان أسفر عن استشهاد 37 شخصاً بين عسكريين ومدنيين، وإصابة 34 آخرين إصابات بالغة، وتدمير عدة أبنية سكنية يقطن فيها العديد من العائلات ومدرسة إضافة إلى إلحاق أضرار بالعديد من السيارات، كما لم تسلم المواقع التاريخية من هذا العدوان الذي استهدف أيضاً قلعة الرحبة الأثرية.

وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الإدارة الأمريكية تكرر الذرائع الواهية والادعاءات المضللة ذاتها التي تروج لها لمحاولة تبرير اعتداءاتها المتكررة، بما في ذلك تقديمها تفسيراً مشوهاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وخاصة المادة الـ 51 منه، متجاهلة أنه لا يحق لمحتل الدفاع عن النفس، وأن الأسباب الجذرية لما تشهده منطقتنا من نزاعات ومعاناة وعدم استقرار هي السياسات الخاطئة للولايات المتحدة ودعمها الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه الوحشية بما فيها جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ 122 يوماً واستثمارها في الإرهاب المتمثل بتنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” هيئة تحرير الشام وغيرهما من المجموعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية ونشرها للفوضى والدمار.

ولفت الضحاك إلى أن سورية حرصت من خلال بياناتها ورسائلها الرسمية على حث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته حيال أعمال العدوان المتكررة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي ترتكبها الولايات المتحدة ضد سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها واستقلالها، مبيناً أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة استغلت مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن، وأمعنت بالتدخل في شؤون الدول الأخرى بما فيها سورية، وتشكيل تحالفات عسكرية غير شرعية خارج مظلة الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وشن أعمال العدوان والاحتلال، وممارسة الضغط والابتزاز، ومعاقبة الشعوب وخنقها بإجراءات قسرية انفرادية وحصار غير إنساني وغير أخلاقي، وكل ذلك في تغليب لقانون القوة على حساب قوة القانون.

وأعرب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن الأسف لعرقلة الإدارات الأمريكية المتعاقبة عمل مجلس الأمن وشل قدرته على النهوض بالمسؤولية الأساسية التي أناطتها الدول الأعضاء به لحفظ السلم والأمن الدوليين، لتضمن بذلك لوكلائها في المنطقة وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي والتنظيمات والميليشيات الإرهابية، مواصلة ارتكاب أبشع الجرائم والإفلات من أي عقاب.

وجدد الضحاك رفض سورية جملة وتفصيلاً كل الذرائع التي تحاول الإدارة الأمريكية استخدامها لتبرير عدوانها الذي يهدف لحماية أدواتها في المنطقة بمن فيهم تنظيما “داعش” و “جبهة النصرة”، والكيانات والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما، والميليشيات الانفصالية التي ما كان لها أن تواصل جرائمها لولا الدعم متعدد الأوجه الذي تقدمه واشنطن لها، كما أكد رفض سورية القاطع أن تكون أراضي الدول الأعضاء ودماء أبنائها منصة لإطلاق الحملات الانتخابية الأمريكية واستعراض القوة الغاشمة في تقويض لقيم القانون والعدالة ومبدأ الأمن الجماعي الذي قامت عليه منظمة الأمم المتحدة.

وشدد الضحاك على أن هذا العدوان الأمريكي الآثم الذي يتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وجرائم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، لن يثني سورية عن مواصلة سعيها بكل السبل المشروعة، لتحرير أراضيها كاملة من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، والقضاء على الإرهاب وإعادة بسط سلطة الدولة وسيادة القانون وضمان أمن ورفاه الشعب السوري.

وطالب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بالتخلي عن سياساتها الخاطئة والهدامة في المنطقة، وإنهاء وجودها العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية والكف عما تتسبب به من معاناة للشعب السوري جراء إجراءاتها القسرية غير الإنسانية ونهبها للثروات الوطنية ودعمها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، مشدداً على وجوب إحجام الإدارة الامريكية عن التسبب بالمزيد من التصعيد في منطقتنا في الوقت الذي تعمل فيه جل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية والعربية الأخرى.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مجلس الأمن فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

روبيو: واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني

واشنطن – صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم السبت، إن واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني في 24 فبراير الجاري.

وجاء على صفحة وزير الخارجية الأمريكي، في موقع “إكس” اليوم الجمعة، بيان للوزارة يقول: “إن الرئيس ترامب ملتزم بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتوصل إلى حل يؤدي إلى سلام دائم، وليس مجرد توقف مؤقت”.

وتابع البيان “ويصادف يوم الاثنين الموافق الرابع والعشرين من فبراير مرور ثلاث سنوات على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لقد استمرت هذه الحرب لفترة طويلة للغاية، وبتكلفة باهظة للغاية بالنسبة للبلدين”.

وأضاف “اقترحت الولايات المتحدة قرارا تاريخيا بسيطا في الأمم المتحدة، نحث جميع الدول الأعضاء على دعمه من أجل رسم مسار للسلام، ويتفق هذا القرار مع وجهة نظر الرئيس ترامب بأن الأمم المتحدة يجب أن تعود إلى غرضها التأسيسي، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، للحفاظ على السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك من خلال التسوية السلمية للنزاعات”.

وأردف بيان الخارجية: “إذا كانت الأمم المتحدة ملتزمة حقا بغرضها الأصلي، فيجب أن نعترف بأنه في حين قد تنشأ التحديات، فإن هدف السلام الدائم يظل قابلا للتحقيق، ومن خلال دعم هذا القرار، نؤكد أن هذا الصراع مروع، وأن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في إنهائه، وأن السلام ممكن”.

وختم البيان “نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن هذه هي اللحظة المناسبة للالتزام بإنهاء الحرب، إن هذه هي فرصتنا لبناء زخم حقيقي نحو السلام، ونحن نحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الانضمام إلى الولايات المتحدة في هذا المسعى الجاد”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • واشنطن تريد تصويتاً لمجلس الأمن في الذكرى الثالثة لحرب أوكرانيا
  • اقترحته على الأمم المتحدة لحل النزاع.. مشروع أمريكي يتجاهل وحدة أوكرانيا
  • كاميرون هديسون: من المثير للاهتمام رؤية البيان الفاتر من الأمم المتحدة الذي يحذر من إنشاء الدعم السريع لحكومة موازية ولكن دون إدانته
  • واشنطن تطرح قرارًا "تاريخيًا" بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة الاثنين
  • دبلوماسي روسي: واشنطن لم توافق بعد على تعيين السفير الجديد لموسكو
  • روبيو يدعو الأمم المتحدة لتأييد مشروع قرار أمريكي "بسيط" بشأن أوكرانيا
  • روبيو: واشنطن ستقدم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تسوية الصراع الأوكراني
  • بعد محادثات الرياض..موسكو: نرحب بتغيير اللهجة الأمريكية
  • دون إشارة إلى وحدة أراضيها..واشنطن تعرض الأمم المتحدة مشروع قرار لإنهاء حرب أوكرانيا
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته