السفير الضحاك: عدوان واشنطن على سورية يهدف لحماية أدواتها في المنطقة ويتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية وعلى مجلس الأمن إدانته
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
نيويورك-سانا
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير قصي الضحاك رفض سورية القاطع لكل الذرائع التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها لتبرير عدوانها الآثم على أراضيها والذي يهدف لحماية أدوات واشنطن في المنطقة من تنظيمات إرهابية وميليشيات انفصالية، مشدداً على أن هذا العدوان الذي يتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لن يثني سورية عن مواصلة سعيها لتحرير كامل أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، والقضاء على الإرهاب وإعادة بسط سلطة الدولة وسيادة القانون وضمان أمن شعبها.
وقال الضحاك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين: يتوجه وفد بلادي بالشكر للوفد الدائم للاتحاد الروسي على طلب عقد هذه الجلسة رداً على العدوان الآثم الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية على أراضي الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق الشقيق قبل يومين، وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وانتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومبادئ ومقاصد الأمم المتحدة، وهو أمر يستدعي الإدانة والشجب من قبل هذا المجلس.
وأوضح الضحاك أن العدوان أسفر عن استشهاد 37 شخصاً بين عسكريين ومدنيين، وإصابة 34 آخرين إصابات بالغة، وتدمير عدة أبنية سكنية يقطن فيها العديد من العائلات ومدرسة إضافة إلى إلحاق أضرار بالعديد من السيارات، كما لم تسلم المواقع التاريخية من هذا العدوان الذي استهدف أيضاً قلعة الرحبة الأثرية.
وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الإدارة الأمريكية تكرر الذرائع الواهية والادعاءات المضللة ذاتها التي تروج لها لمحاولة تبرير اعتداءاتها المتكررة، بما في ذلك تقديمها تفسيراً مشوهاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وخاصة المادة الـ 51 منه، متجاهلة أنه لا يحق لمحتل الدفاع عن النفس، وأن الأسباب الجذرية لما تشهده منطقتنا من نزاعات ومعاناة وعدم استقرار هي السياسات الخاطئة للولايات المتحدة ودعمها الأعمى لكيان الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه الوحشية بما فيها جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ 122 يوماً واستثمارها في الإرهاب المتمثل بتنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” هيئة تحرير الشام وغيرهما من المجموعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية ونشرها للفوضى والدمار.
ولفت الضحاك إلى أن سورية حرصت من خلال بياناتها ورسائلها الرسمية على حث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته حيال أعمال العدوان المتكررة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي ترتكبها الولايات المتحدة ضد سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها واستقلالها، مبيناً أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة استغلت مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن، وأمعنت بالتدخل في شؤون الدول الأخرى بما فيها سورية، وتشكيل تحالفات عسكرية غير شرعية خارج مظلة الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وشن أعمال العدوان والاحتلال، وممارسة الضغط والابتزاز، ومعاقبة الشعوب وخنقها بإجراءات قسرية انفرادية وحصار غير إنساني وغير أخلاقي، وكل ذلك في تغليب لقانون القوة على حساب قوة القانون.
وأعرب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن الأسف لعرقلة الإدارات الأمريكية المتعاقبة عمل مجلس الأمن وشل قدرته على النهوض بالمسؤولية الأساسية التي أناطتها الدول الأعضاء به لحفظ السلم والأمن الدوليين، لتضمن بذلك لوكلائها في المنطقة وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي والتنظيمات والميليشيات الإرهابية، مواصلة ارتكاب أبشع الجرائم والإفلات من أي عقاب.
وجدد الضحاك رفض سورية جملة وتفصيلاً كل الذرائع التي تحاول الإدارة الأمريكية استخدامها لتبرير عدوانها الذي يهدف لحماية أدواتها في المنطقة بمن فيهم تنظيما “داعش” و “جبهة النصرة”، والكيانات والمجموعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما، والميليشيات الانفصالية التي ما كان لها أن تواصل جرائمها لولا الدعم متعدد الأوجه الذي تقدمه واشنطن لها، كما أكد رفض سورية القاطع أن تكون أراضي الدول الأعضاء ودماء أبنائها منصة لإطلاق الحملات الانتخابية الأمريكية واستعراض القوة الغاشمة في تقويض لقيم القانون والعدالة ومبدأ الأمن الجماعي الذي قامت عليه منظمة الأمم المتحدة.
وشدد الضحاك على أن هذا العدوان الأمريكي الآثم الذي يتكامل مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وجرائم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، لن يثني سورية عن مواصلة سعيها بكل السبل المشروعة، لتحرير أراضيها كاملة من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، والقضاء على الإرهاب وإعادة بسط سلطة الدولة وسيادة القانون وضمان أمن ورفاه الشعب السوري.
وطالب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة بالتخلي عن سياساتها الخاطئة والهدامة في المنطقة، وإنهاء وجودها العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية والكف عما تتسبب به من معاناة للشعب السوري جراء إجراءاتها القسرية غير الإنسانية ونهبها للثروات الوطنية ودعمها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، مشدداً على وجوب إحجام الإدارة الامريكية عن التسبب بالمزيد من التصعيد في منطقتنا في الوقت الذي تعمل فيه جل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية والعربية الأخرى.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة مجلس الأمن فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
إيران تطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة تهديدات ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، مجلس الأمن الدولي إلى إدانة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق عمل عسكري ضد إيران.
وقال إيرواني في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إن "الرئيس الأمريكي منذ توليه المنصب في يناير 2025 يتجاهل وينتهك القواعد والمبادئ الدولية التي تقوم عليها الأمم المتحدة".
وأضاف أن "تهديداته المتكررة باستخدام القوة ضد دول مستقلة تشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تستخدم القوة العسكرية كأداة لتحقيق أهداف سياسية وجيوسياسية".
وأكد المندوب أن إيران "تدعو مجلس الأمن الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته في مجال الحفاظ على الأمن والسلام الدولي، ويدين بشكل واضح تهديدات الرئيس الأمريكي على اعتبارها انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن يطالب الولايات المتحدة باحترام التزاماتها القانونية الدولية".
وشدد إيرواني على أن طهران "تحتفظ بحق الرد السريع والقوي على أي عدوان من جانب الولايات المتحدة أو وكيلها، النظام الصهيوني، ضد سيادتنا وسلامة الأراضي والمصالح الوطنية"، مضيفا أن الولايات المتحدة "ستتحمل كامل المسؤولية عن عواقب أعمالها العدائية".
وأشار إلى أن إيران "لا تسعى للتصعيد في المنطقة".
ويأتي ذلك ردا على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة إلى إيران إن لم توافق على التفاوض بشأن برنامجها النووي.