في ذكرى رحيلها.. تعرف على سبب اعتزال الفنانة نادية لطفي للفن
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة نادية لطفي اليوم الموافق 5 فبراير، وأحيا كثير من نجوم الفن ذكرى رحيلها مثل الفنانة سيمون، وبوسي شلبي، وغيرهم، وفي هذا التقرير سنخبركم عن سبب اعتزالها للفن.
سبب اعتزال الفنانة نادية لطفي للفن
اعتزلت نادية لطفى العمل الفني تماما عام 1993 بسبب تحويل صناعة السينما إلى بوتيكات على حد قولها، وتحكى الفنانة الراحلة نادية لطفي فى مذكراتها التى صدرت باسم " اسمى بولا " عن سبب اعتزالها السينما فتقول: تأثرت صناعة السينما بعد نكسة 1967 كثيرا، حتى أن أغلب النجوم اضطروا للهجرة إلى بيروت بحثا عن فرصة، واضطر بعضهم للمشاركة في أعمال أساءت إلى تاريخهم، بسبب وصول جرعات الجنس والعري والهزل في تلك الأفلام إلى مستويات غير مسبوقة وكأنها كانت مخدرا للجمهور لينسى مرارة الهزيمة إلا أنه وبعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار جاء نصر أكتوبر واستردت مصر كرامتها وأرضها وروحها، وكان الأمل أن تسترد السينما عافيتها كسابق عهدها، ولكن الواقع كان عكس ذلك، فقد رفعت السينما تزامنا مع الانفتاح الاقتصادى شعار كل شىء قابل للتجارة والبيع والتنازل، ورفعت الدولة يدها عن الإنتاج ودخل إلى سوق الإنتاج والتوزيع السماسرة، فظهرت سينما البوتيكات التي يحكمها قانون السوق بأن (الجمهور عايز كدة) فانتشرت أفلام الجنس والمخدرات والتفاهة وكان الهدف من كل ذلك هو ضرب الفن المصري واغتياله، ولم أرتح لهذا المناخ وقررت الانسحاب احتراما لنفسي ولمشوارى الطويل فى السينما.
بولا محمد مصطفى شفيق وهو اسمها الحقيقي، ولدت في حي عابدين في القاهرة، لأبوين مصريين، ووالدتها فاطمة من محافظة الشرقية وذلك حسبما أوضحت في لقائها مع الإعلامي أسامة كمال، وليست بولندية كما أُشيع سابقًا، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما وهو من اختار لها الاسم الفني (نادية لطفي) اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية في فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبد القدوس.
بداية مشوارها الفني
دخلت الفنانه نادية لطفي الفن عن طريق الصدفة حيث التقت بالمخرج رمسيس نجيب، في حفل أقامه المنتج جان خوري صديق والدها فرأىفيها بطلة فيلمه القادم "سلطان" أمام النجم فريد شوقي واقترح عليها تغيير اسمها فاختارت اسم نادية لطفي وهو اسم فاتن حمامة فيفيلم" لا انام" وكانت في ذلك الوقت متزوجة من اول أزواجها ابن الجيران الظابط البحري عادل البشاري ووالد طفلها الوحيد " أحمد " والذي لم يمانع من ان تُمارس ما تحب من هوايات ومن هنا كانت بداية انطلاقها في عالم الفن.
ذكر الصحفي فوميل لبيب في مجلة «السينما والمسرح»، عدد أبريل عام 1976، عن لطفي أنها «فنانة بصمات رحمتها واضحة مع أسر الشهداء عام 1967 (النكسة)، ومع الجنود في الخنادق في حرب الاستنزاف، ومع أبطال المعارك في حرب أكتوبر… ثم مع البائسين من أهل الفن، وهي تجمع لصندوق الفنانين ما تستطيع». كما عملت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري بعد حرب أكتوبر، إذ أقامت في قصر العيني وأسعفت الجرحى.
تألقت في العديد من الأفلام بعضها مع الفنانة سعاد حسني مثل (السبع بنات) ومع الفنان صلاح ذو الفقار مثل (رجال بلا ملامح).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفنانة نادية لطفي اعتزال الفن الراحلة نادية لطفي الفنانة سيمون الفنان صلاح ذو الفقار الفن المصري الفنانة نادیة لطفی
إقرأ أيضاً:
صناعة السينما في عُمان
تشهد صناعة السينما تحولات كبيرة في العالم، من حيث اتجاهاتها وإنتاجها وتوزيعها؛ فمنذ أن ظهرت باعتبارها شكلا من أشكال الفنون التي تعتمد على المؤثرات البصرية والسمعية، وهي تؤثر على المجتمعات ثقافيا واجتماعيا، وتلبي الحاجة إلى الإمتاع والترفيه، إضافة إلى دورها المهم في الاقتصاد العالمي الذي يتعاظم مع تطوُّر التقنيات؛ إذ تُعد أسواق السينما واحدة من أكبر الأسواق تطوُّرا ونموا وازدهارا في العالم.
لقد نمت صناعة السينما نموا متسارعا خلال العقد الماضي وازدادت ببداية الألفية، نظرا لما أحدثته التطورات والمتغيرات التقنية والاقتصادية، التي وجَّهت العالم نحو الاقتصاد الإبداعي، الذي تُعد السينما أحد أقطابه الأساسية، ولهذا فإن هذه الصناعة يُنظر إليها اليوم باعتبارها قطاعا تنمويا رئيسا في الصناعة الإبداعية، لا سيما بعدما شهدته من نمو خلال جائحة كوفيد19 وما بعدها؛ فعلى الرغم من تسبَّب تفشي هذا الوباء إلى إغلاق دور السينما وتوقُّف صالات العرض، إلاَّ أن ذلك دفع إلى إيجاد وسائل جديدة ومغايرة للبث السينمائي، الأمر الذي حوَّل العالم إلى المنصات الإلكترونية المتعددة وعمل على زيادة الإنتاج السينمائي، إضافة إلى تسريع التطوُّر التقني في صناعة الأفلام المحلية، كما هو الحال في الصين مثلا؛ التي شهدت خلال العام 2020 تطورا هائلا في الإنتاج المحلي للأفلام.
إن الصناعات الإبداعية عموما وصناعة السينما بشكل خاص بعد العام 2020 تحوَّلت وازدهرت، مما جعل العالم يلتفت إلى أهمية هذا القطاع، وتحولاته التي تزامنت مع التطورات التقنية والإعلامية، التي وظَّفت النظم الإيكولوجية، على مستوى الخدمات والمشروعات الثقافية والإعلامية وتطورها وقدرتها على التداول والتوزيع على المستوى المحلي والإقليمي بل وحتى الدولي، إضافة إلى إمكانات توظيف المحتوى المحلي والمواهب الإبداعية في إنتاج سينما قادرة على التطوُّر تقنيا وفنيَّا، وفاعلة في فتح فرص عمل جديدة، ومؤثِّرة باعتبارها عنصرا من عناصر الدبلوماسية الثقافية أو القوة الناعمة.
فصناعة السينما تتطوّر باستمرار؛ إذ تعكس قدرة الدول على التقدم التكنولوجي وإمكانات الابتكارات الإبداعية، لذا فإن الاستثمار فيه لا يُحقِّق مكاسب التبادل الثقافي والمعرفي، وترويج المحتوى الوطني والصناعة الإبداعية وحسب، بل يدعم النمو الاقتصادي والتقدم التقني على المستوى الإبداعي. إن هذه الصناعة تكشف التراث الثقافي الذي تزخر به الدول بارتباطها بالسرد والحكي، والتاريخ الفكري الممتد، إضافة إلى ما تبرزه من أمكنة وأزمنة، وما تعكسه من تطورات حضارية تقدِّم للآخر صورة مغايرة ذات جوهر ثقافي وحضاري.
ولقد تطوَّرت هذه الصناعة اليوم بعدما قدمه الذكاء الاصطناعي من إمكانات هائلة للإبداع، والاعتماد على الأفلام التفاعلية، وغيرها، مما أوجد نموا من خلال زيادة الإنتاجات وتحسين الكفاءة والجودة، إضافة إلى زيادة الاستثمارات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وربطها بالإنتاج السينمائي، خاصة لإمكانات الإبداع والابتكار المتوفرة فيها، وما تتيحه تلك التطبيقات من قدرات على مستوى المونتاج، وقوة المحتوى البصري، ودعم مستويات التحكُّم في المخرجات.
إن صناعة السينما في تطوُّرها المتزايد تلفت الدول والمدن الإبداعية إلى تبني سياسات الاستثمار فيها؛ فقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة العديد من الدول التي أصبحت تتقدَّم إلى مستوى الريادة في هذه الصناعة، وتستثمر في أبنائها المبدعين وتتبنى وسائل وسبل كفيلة بدعم مواهبهم وتنميتها، من خلال التأهيل والتدريب وإنشاء مختبرات التمثيل والكتابة الدرامية والسينمائية والإخراج والمونتاج وغير ذلك من ناحية، والاستثمار في الإنتاج السينمائي من ناحية أخرى، فهذه الصناعة تحتاج إلى بيئة داعمة قادرة على تنميتها وتأسيسها بما يضمن قدرتها على التطوُّر والمساهمة في الاقتصاد الوطني.
ولقد اهتمت عُمان بهذا القطاع منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال الجهود الحكومية من ناحية، وشركات الإنتاج الفني من ناحية أخرى، والجهود الفردية من ناحية ثالثة، وما قدمته المهرجانات والملتقيات من خبرات وتبادل معرفي وفني، إضافة إلى تأهيل وتدريب الكثير من الفنانين والمبدعين، أدى إلى تأسيس جيل من المبدعين على مستوى الإخراج والتمثيل والكتابة وغير ذلك، يحملون على عاتقهم تطوير هذا الصناعة ويحلمون بالإنتاج السينمائي المنافس على المستوى الإقليمي والدولي.
والحق أن السينما في عُمان شهدت تطورات كثيرة منذ ذلك الحين، وما قدمه الشباب المبدعون في المحافل والمهرجانات الدولية من مشاركات خاصة في صناعة الأفلام القصيرة، جعلها من بين الدول التي تحرز تقدما في هذه الصناعة، وما شهدناه خلال السنوات الأخيرة من عناية بالقطاعات الإبداعية عموما، وبالسينما بشكل خاص، والذي ظهر في عودة المهرجانات المختلفة، كان آخرها مهرجان سينمانا العربي في نسخته السادسة؛ الذي شهد تقديم عروض مرئية عدة منها الأفلام الطويلة والقصيرة، مما يسهم في تحقيق تبادل الخبرات الفنية في مجالات الإنتاج السينمائي، ويبرز دور عُمان في دعم هذا القطاع الإبداعي ويرسِّخ مفاهيم التنمية الإبداعية القائمة على تمكين المبدعين وتوسعة آفاق تطويره.
وعلى الرغم مما تقدمه هذه المهرجانات والملتقيات من دعم وتمكين للقطاع السينمائي، إلاَّ أنها لا تُغني عن تأسيس توجهات جديدة وحديثة اعتماد على ما تم إنجازه في تنمية السينما في عُمان، والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في هذا القطاع، وضرورة إيجاد سوق سينمائية قائمة على الإنتاج المحلي؛ فعلى الرغم من الإمكانات التي تتميَّز بها السينما العمانية من قدرات إبداعية، إلاَّ أن ما يظهر في الإنتاج السينمائي لا يعبِّر عنها، ولا يقدِّم حقيقة التنمية الإبداعية والفنية التي يحظى بها هذا القطاع؛ ذلك لأن الإنتاج السينمائي يقوم على بعض الشركات ذات الإمكانات المحدودة من ناحية، أو الجهود الشبابية و الفردية من ناحية أخرى.
والحال أن هذا القطاع يحتاج إلى إيجاد سياسات داعمة للاستثمار فيه، من خلال هيئة أو مركز متخصص، أو شركة حكومية قادرة على مراجعة احتياجاته وتقييم أبعاده الإبداعية والاقتصادية، واتخاذ أفضل الوسائل والسبل من أجل دعم الإنتاج الفني السينمائي المحلي، وربطه بأفضل التقنيات الإبداعية الحديثة، وتأسيس سوق سينمائي منافس، إضافة إلى دوره في التدريب والتأهيل و تعظيم إمكاناته في دعم قطاعات السياحة والخدمات الثقافية، والإعلام، والدبلوماسية الثقافية وغيرها.
إن السينما في عُمان من القطاعات الواعدة، التي لا ترتبط بالتنمية الإبداعية وحسب، بل تتعداها إلى فتح فرص عمل كثيرة في الوظائف المساندة للأعمال الإبداعية؛ على المستوى الإداري والفني واللوجستي وغيرها، وتحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في تقديم الخدمات الاستهلاكية المتعددة، وتدعم توجهات الإعلانات والهُويات التجارية، فهذه الصناعة في ارتباطها بالقطاعات التنموية، تقدِّم فرصا للاستثمار والعمل الصناعي وغيرها.
لذا فإن الحاجة إلى إيجاد سياسات للاستثمار في قطاع السينما، وتأسيس بيئة محفِّزة للإنتاج السينمائي، سيوَّلد فرصا إبداعية واقتصادية في كافة القطاعات؛ فعُمان غنية بالكفاءات المبدعة التي تبنتها الدولة، واستثمرت فيها تعليما وتدريبا وتأهيلا، وهي قادرة على إدارة هذا القطاع إذا وجدت البيئة الداعمة، التي يمكن من خلالها إنتاج الأفلام السينمائية المنافسة التي تُعزِّز المحتوى المحلي وتُسهم في الترويج لعُمان باعتبارها حاضنة الإبداع.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة