منظمة حقوقية توثّق شهادات مروّعة عن تعذيب وحشي وتحرش جنسي وانتهاكات جسيمة بحق المعتقلين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
الكيان الصهيوني يواصل جريمة الإبادة الجماعية في غزة المرصد الأورومتوسطي يطالب لجنة الصليب الأحمر الدولية بالتحقق من أوضاع المعتقلين في السجون “الإسرائيلية”
الثورة /متابعة/حمدي دوبلة
جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ينفذها كيان الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة تتعدد أشكالها بما في ذلك الإعدامات الميدانية للمعتقلين وممارسة أبشع أنواع التعذيب الوحشي والتحرش الجنسي بالضحايا.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه تلقى شهادات جديدة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة، بمن فيهم نساء وأطفال لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة حاطة بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لوقف تلك الانتهاكات.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فرقه تلقت شهادات من مجموعة من المعتقلين المفرج عنهم خلال الأيام الماضية، بعد أن أمضوا مددًا مختلفة من الاعتقال تحدثوا فيها عن تعرضهم لممارسات قاسية تصل إلى حد التعذيب، شملت ضربهم بشكل “وحشي وانتقامي”، وإطلاق الكلاب تجاههم، وشبحهم لساعات طويلة، وتعريتهم من ملابسهم بشكل كامل، وحرمانهم من الطعام والذهاب لدورات المياه.
وبين المرصد الأورومتوسطي أن أخطر ما تلقاه من شهادات هو تعرض معتقلات لتحرش جنسي مباشر، موضّحًا أن عددًا من المعتقلات “رفضن الإفصاح عن هويتهن” أبلغن أن جنودًا “إسرائيليين” تحرشوا بهن، بما في ذلك وضع أيديهم على أعضاء خاصة، وإجبارهن على التعري وخلع الحجاب.
وأضاف الأورومتوسطي أن الجنود وجهوا كذلك تهديدات بالاغتصاب وهتك العرض لمعتقلات ومعتقلين وذويهم، في إطار عملية التعذيب والابتزاز لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات عن آخرين.
وأورد المرصد الحقوقي شهادات مروعة للضحايا من النساء والأطفال والشباب وكبار السن من أبناء مناطق مختلفة من قطاع غزة الذين أكدوا تعرضهم للتعذيب الوحشي ومعاملة في منتهى القسوة والهمجية وإجبارهم على خلع ملابسهم وحرمانهم من الأكل والشرب ودخول دورات المياه واستخدامهم دروعا بشرية وقال الأورومتوسطي إن القوات الإسرائيلية تواصل إخفاء المعتقلين قسرًا وتعريضهم للتعذيب والعنف الوحشي من لحظة الاعتقال حتى لحظة الإفراج التي تتم لبعضهم.
وأعاد التذكير بأن منظمات حقوقية “بما فيها إسرائيلية” حاولت الحصول على معلومات عن المعتقلين من غزة، إلاّ أن طلباتها جوبهت بالرفض من السلطات الإسرائيلية، وتبين أنه يجري احتجاز المعتقلين من غزة في مراكز احتجاز جديدة أقامها الجيش الإسرائيلي في أماكن مختلفة في النقب والقدس، يتعرض فيها المعتقلون بالإضافة إلى جريمة الإخفاء القسري- لأشكال قاسية من التعذيب والتنكيل والحرمان من الطعام والماء.
وبيّن الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يحتجز المعتقلين لأيام طويلة دون سبب واضح، ويعرضهم للمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة، ويمارس عليهم الإذلال المتعمد، إضافة إلى إجبارهم على الهتاف لإسرائيل، وسب وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية.
وأكد أن بعض المعتقلين تعرضوا لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع جيش الاحتلال والشاباك الإسرائيلي مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما أسميت الامتيازات والإفراج عنهم.
وأشار إلى أنه لا يوجد عدد دقيق لأعداد المعتقلين من غزة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرًا أن عدد المعتقلين يبلغ 2300 معتقل، بينما تشير تقديرات إلى أن عدد المعتقلين من واقع شهادات المفرج عنهم أكبر من ذلك بكثير وهو يصل إلى عدة آلاف.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن معسكر “سديه تيمان”، الذي يديره الجيش الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة، تحول إلى سجن “غوانتنامو” جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
وذكّر المرصد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات سابقة عن وفاة اثنين من المعتقلين داخل معسكر “سديه تيمان”، أحدهما مبتور القدم، ولم تعلن إسرائيل رسميًّا -حتى وقت نشر البيان- عن وفاتهما.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بالكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريًا، بما في ذلك الإفصاح عن أسمائهم وأماكن تواجدهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه سلامتهم والوقف الفوري لعميات التعذيب وسوء المعاملة.
وشدد الأورومتوسطي على أن قيام إسرائيل بممارسة هذه الاعتداءات الوحشية ضد المعتقلين والمعتقلات الفلسطينيين والاعتداء على كرامتهم وتعمد إلحاق الألم والمعاناة الشديدة لديهم على هذا النحو، يصل إلى حد ارتكابها لجريمة التعذيب و/أو المعاملة اللاإنسانية، وهي جرائم قائمة بحد ذاتها وتقع ضمن نطاق جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، بحسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن تلك الانتهاكات تأتي في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، كما أن قتل المعتقلين الفلسطينيين داخل مراكز الاعتقال يعتبر من قبيل جرائم القتل العمد والإعدام خارج نطاق القانون والقضاء التي يحظرها القانون الدولي، وبخاصة القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الجنائي الدولي، الذي يعتبر قتل المدنيين عمدًا جريمة حرب، وذلك وفقًا لنظام روما الأساسي.
كما يحظر القانون الدولي الاعتقال التعسفي والحبس غير المشروع ويعتبرها جرائم حرب، ويحظر القانون الدولي إلقاء القبض على الأشخاص واحتجازهم ثم رفض الإقرار بحرمان هؤلاء الأشخاص من حريتهم أو إعطاء معلومات عن مصيرهم أو عن أماكن وجودهم بهدف حرمانهم من حماية القانون لفترة زمنية طويلة، ويعتبر ذلك جريمة اختفاء قسري، وتندرج ضمن جرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم.
وحث الأورومتوسطي المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي بإجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة جميع المعتقلين الذين قضوا في السجون الإسرائيلية منذ بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة، واتخاذ الخطوات المناسبة لمحاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی الجیش الإسرائیلی القانون الدولی لحقوق الإنسان المعتقلین من بما فی ذلک قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا .. سجن فرع فلسطين بدمشق ومتاهات التعذيب
سرايا - إلى الجنوب من العاصمة دمشق، عند النهاية التي تؤدّي لمدينة جرمانا أو طريق المطار، يجثم بناء ضخم من 7 طوابق يُسمى "فرع الأمن العسكري 235" أو كما يُعرف في الموروث السوري "فرع فلسطين" يجاوره فرعٌ أمنيٌّ آخر صغيرٌ يُسمى "فرع الدوريات 216".
وتأسّس هذا المقر الأمني منتصف الستينيات تقريبا، وتنقّل بين مواقع عدّة قبل استقراره في موقعه الحالي -كما تقول الروايات- مع بدء الثورة السوريّة عام 2011.
وتتكوّن هيكلية الأمن في سوريا كالتالي: مكتبٌ تابع لقسمٍ أحد أفرع الأمن، والذي يتبع بدوره لجهاز الأمن. والمُثبت أن فرع الأمن العسكري كان عام 1976 في مقر الأركان العسكرية، وشيّد مبنىً جديد له عام 1986.
وحسب البحث، كان الفرع أو أحد مكاتبه بمنطقة المربّع الأمني خلال الثمانينيات، والمؤكّد أن "مكتب ضابطة الفدائيين" التابع لفرع فلسطين كان يوجد في "فرع الخطيب" التابع لجهاز أمن الدولة خلال الفترة نفسها.
وتعدّ فترة الثمانينيات بداية صعود الفرع بعد أن ترأسّه ضابط قويّ زاد من سطوته وتوسّع في مهامه، وكان الغرض منه متابعة شؤون الجماعات الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني، والشأن الفلسطيني سياسيًّا وأمنيًّا وعسكريًّا.
وعُرف عن هذا الفرع التوحّش في أساليب التعذيب بداخله، وبالشروط غير الآدمية لاحتجاز المعتقلين به، كما قيل الكثير عن الاستعانة به للتحقيق مع "معتقلين جهاديين" كانوا قد زُجوا به بعد توقيفهم لدى الأميركيين، ليكون اسمه مرادفًا للرعب.
وركّز الفرع خلال بدايات الثورة السورية على سكان القطّاع الجنوبي من مدينة دمشق، بالذات الأحياء الثائرة مثل الميدان والقدم ودفّ الشوك ومخيم اليرموك بطبيعة الحال.
المكاتب الإدارية
يتألف البناء من جناحين يصلهما ممّرٌ في كلّ طابق، جناحٌ كبير يضم مكاتب على طرفي الممر، والثاني أقلّ حجمًا وتنتشر مكاتبه على طرفٍ واحد من الممر. ويحتوي الطابق بين 23 و27 غرفة، بحسب مساحات المكاتب.
وهناك أقسامٌ للديوان والقلم، كأيّة مؤسسةٍ حكومية، وبعض مكاتب المحقّقين والضبّاط التي تزداد حجمًا ويبدو أثاثها أعلى جودةً كلّما صعدنا طابقًا لأعلى. وأغلب المكاتب الكبيرة تمتلك بابين، وتحتوي حمّامًا خاصًّا، وقسمًا وراء ستارة يٌخصّص للمبيت على ما يبدو بسريرٍ وخزانة للثياب.
وقد حدث تخريبٌ كبير للطابقين الأول والثاني خاصة، حيث أُحرقت كثيرٌ من الملفات، ويُرجّح أن الحريق التهمها صبيحة مغادرة الأسد البلاد. وإحدى الغرف كانت لا تزال بحرارةٍ عالية مقارنة بغيرها بسبب رماد الحريق، وهناك بعض الآثار لمادة غباريةٍ بيضاء برائحة كريهة ربما استُخدمت لإذكاء النار.
ووجت جميع الأدراج مفتوحة وقد احترق محتواها، ويُرجّح أن الحريق افتُعل من المخبرين الذين قدّموا كثيرًا من التقارير الأمنيّة عن المواطنين أثناء عمليات السرقة التي سبقت وصول قوّات "ردع العدوان" إلى العاصمة.
وفي الطوابق العليا، لا تزال الملفات موجودةً وبكمّيات ضخمة، لكنّها تقتصر بمعظمها على بيانات المعتقلين وأسمائهم، أو سجّل المذكرات الأمنية، وبعض المراسلات الخارجية والداخلية.
زنازين النساء
في الطابق الأرضي يوجد 3 غرف على الأقل يتضح أنّها خُصّصت لاحتجاز النساء، ضيّقة لكنها أحسن حالًا من المنفردات والجماعيّات في القبو، وتُركت البطانيّات وبعض الثياب فيها.
واستُعلمت الممرات في هذا الطابق وغيره كمكان للتحقيق وتعذيب الموقوفين، مما يضفي عاملًا ترهيبيًّا للمحتجزات بحضور صرخات من كانوا في جوارهن. ويحتاط العناصر والمحققون إجمالًا في تسجيل أرقام المعتقلين بدل أسمائهم خشية تسريبها في حال خروج معتقلة أو معتقل تناهى له اسم غيره من المعتقلين، وذلك جزء من مسار التغييب القسري حيث يترك ذوو المعتقلين بدون دلالةٍ عن مكان وجودهم.
الروتين
يقضي المعتقل يومه الأول في "التشميسة" ريثما يتم فرزه إلى مهجعٍ جماعيّ أو منفردة، ويمتلك الفرع في قبوه مساحتين للتشميس، وهي فسحة سماوية يسقفها سياجٌ معدني، تخترقها الشمس ويصل لها صوت الأذان.
ولكلّ معتقلٍ رقم وفقًا للمهجع الذي يوضع فيه، مثلًا (33 على 2 جماعي) أي المهجع الثاني، المعتقل رقم 33. هناك حمّامات في القبو، وقد دأب السجّانة على إخراج المعتقلين إليها مرّة واحدة في الصباح، مع جرعة من الضرب والسُباب، ولمدّة لا تتجاوز الدقيقة، بالذات لمن هم في التشميسة أو المنفردات، حيث لا تحتوي حمّاماتٍ خاصة مثل المهاجع الجماعية.
وترتهن حركة المعتقلين في الممرات بإحناء الرأس وعدم النظر للمحيط، وعند التحقيق يضع المعتقل "طمّاشة" على عينيه، وتُشدّ بقسوة على الرأس، وبحسب الموروث فإنّ من لا "تتطمش" عيناه عند التحقيق، يمتلك فرصًا أقلّ بالخروج.
ومن المهم التذكير أن المنفردات -كما تسمّى- غير مخصّصة لشخصٍ واحد، بل كانت تجمع أعدادًا تجاوز 5 معتقلين، وتصل لأكثر من 10 في بعض الحالات، مما يؤدّي للبقاء وقوفًا وتبادل أدوار النوم والجلوس.
أمّا المنفردة لشخص واحد، فهي في الغالب كابينة مرحاض فقط، مع حرمانٍ من الطعام والنوم، وعدم القدرة على إدراك الأيّام. وخُصّصت هذه الأقسام للمتهمين "الخطيرين" أو المتهمين بإثارة الشغب في الجماعيّات.
الصفوف الأولى الأقرب للبوابة تحظى ببعض البطانيّات، وتتركّز قربها الأدوية وعبوات تدلّل على الطعام. ويترأس كلّ مهجع شاويشٌ يكون من المعتقلين، وهو مسؤولٌ عن التواصل مع السجّانة، كطرق البوابة في حال الوفاة، أو طلب دواء كان لا يتم توفيره في معظم الحالات، ويقود لمعاقبة الشاويش.
ويتولّى فريق الشاويش إدخال الطعام وإخراج النفايات، كما ينظّم أحدهم دخول المعتقلين إلى الحمّام، في كلّ مهجعٍ حمّام ضيّق في الزاوية اليسرى، ويحتوي صنبورين للماء، يُستخدمان للشرب والغسل رغم تلوثهما وطعمتهما الواضحة، إضافةً لفتحة المرحاض، ويُستعمل الحمّام مثنى مثنى، لوقتٍ قصير جدًا.
وكان الشاويش مسؤولا عن تحضير المعتقل الذي يُنادى برقمه للتحقيق أو الإفراج أو التحويل، وكذلك تأكيد عدد المعتقلين في المهجع نهاية كلّ يومٍ، وفي حال لم يحضر المعتقل أو نسي رقمه فالعقوبة جماعيّة.
وكذلك يحضر الشاويش باستمرار 5 معتقلين ليتعرّضوا لعقوبة السجّانين في حال كان هناك صوتٌ مرتفع، أو مخالفاتٌ تتعلق بالصلاة، أو شجار، وأحيانًا كان يتطوع هؤلاء فداءً للمهجع من عقوبة جماعيّة.
وقد سارت "حفلات التعذيب" هنا دون صراخ، كي لا يُعرف في المهاجع الأخرى أن هناك عقوبة تجري، وبالتالي كان يتقدّم كل شاويش بالمخالفين عنده بصمت، ليتفادوا إثارة بقية المهاجع. وكان هذا على عكس ما روي عن "نصائح" يسمعها المعتقل للصراخ بأقصى ما استطاع خلال التعذيب المرتبط بالتحقيق.
وتمنع الصلاة وقوفًا أو جماعة، ويُمنع أن يصلّي اثنان قرب بعضهما جلوسًا حتى، وإلّا فالعقوبة جماعيّة. ولا يرتدي المعتقل ثيابه، بل يضعها في كيس نايلون يُشكّل وسادته التي تزيد من تعرّقه ليلا، وربما يحميه من القمل الذي يعشّش في الثياب، ويترك بيضه في الجروح الناتجة عن التعذيب.
وعند فتح بوابة المهجع أو فتح الشرّاقة (نافذة صغيرة في كلّ بوابة) يجب عدم النظر نحو السجّان، لكن الغالب هو التواصل الصوتي من خارج البوابة، لاستدعاء معتقلٍ إلى التحقيق، أو للتصوير (لكل معتقلٍ صورة بعد فرزه إلى مهجع، ويُمهر عليها اسمه) وأحيانًا نادرةً لزيارة الطبيب.
طرق التعذيب
انطوى التعذيب في "فرع فلسطين" على طيفٍ واسع من صعق الكهرباء إلى الضرب بالكوابل الكهربائية (الكابل الرباعي يحوي داخله أسلاكا معدنية) بالإضافة للشبح (تعليق الموقوف من يديه ساعات طويلة دون أن تصل رجلاه إلى الأرض).
أما أسلوب "الأخضر الإبراهيمي" كما سُمّى في هذه الأفرع الأمنية، فهو أنبوب بلاستيكيّ أخضر يستعمل في تمديدات المياه، وزنه خفيف، ويسبب الضرب به ألمًا شديدًا.
وبين كلّ هذا يُصبح إطفاء السجائر في جسد المعتقل تفصيلًا ليس ذا أهمّية.
مع أن وقت المعتقل رتيبٌ، إلّا أن هناك مناسبات خاصّة كانت تملأ أيّامه، من التحقيق إلى بصمه على أوراقٍ دون معرفة أقواله، وكيفية قضاء أيّام العيد، ومعرفة وقت الإفطار في رمضان، وعواقب أكل الطعام القليل الملوّث على صحة المعتقلين، و"التسييف" وهي طريقة نوم المعتقلين في المهاجع المكتظة، وتحلّقه حول أي قادمٍ جديد ليسأله عن أي أمل يفرّج الكرب، وعن الأسعار، وعن أي خبرٍ جديد.
وقد استخدم معتقلو الأفرع الأمنية التشفير وأوصافا غريبة لتناقل أرقام ذويهم وعناوينهم، وتبادلها فيما بينهم، لتصبح أكثر الجمل التي يستخدمها ذوو المغيبين قسريًّا أنه وصلهم خبر عن وجوده في فرعٍ أو سجنٍ ما عام كذا. وقد ساهمت وجوهٌ معروفة في نقل هذه الأخبار لشرائح أوسع، كما فعلت الممثلة يارا صبري ضمن حملتها "بدنا ياهن، بدنا الكل".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1065
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-12-2024 09:24 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...