بعد تورطها مع أمريكا في العدوان الهمجي، واعتبار سفنها هدفاً مشروعاً للبحرية اليمنية: صراخ المملكة العجوز بدأ يرتفع داخل بريطانيا جراء تضرر الاقتصاد وتأخر إمدادات التصنيع
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
الغارديان :
ضربات اليمن على السفن البريطانية، أدت إلى تأخير الشحن، وارتفاع التكاليف جلوبال :
المُصنِّعون في بريطانيا يواجهون صعوبات متزايدة في سلسلة التوريد
برغم أن اليمن أعلن بكل وضوح أنه لا يستهدف سوى السفن الصهيونية والمرتبطة أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة داخل الكيان الغاصب حتى يرفع الحصار والعدوان عن غزة، ومع التأكيد اليمني أن الملاحة الدولية آمنة في البحر الأحمر وباب المندب ، إلا أن المملكة العجوز «بريطانيا» أبت إلا أن تقحم نفسها وتتورط مع الولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على اليمن، حين شاركت طائراتها وبوارجها في الاعتداء الهمجي على الأراضي اليمنية فجر الجمعة الـ 12 يناير الماضي دفاعاً عن العدو الصهيوني المجرم، الذي يرتكب أبشع الجرائم والفظائع بحق الأبرياء المدنيين في فلسطين ولا تزال حتى العدوان الأخير، واعتبرت القيادة الثورية والسياسية في اليمن أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية صارت «أهدافاً مشروعة» للقوات المسلحة اليمنية عقب الهجوم، وبعد استهداف القوات البحرية اليمنية عدة سفن تجارية وبوارج أمريكية وبريطانية ردا على العدوان المشترك بدأ العويل من الداخل البريطاني بتضرر الاقتصاد وتعطل المصانع والمصالح جراء الهجمات على السفن البريطانية .
. إلى التفاصيل :-
الثورة / أحمد المالكي
حيث أكدت صحيفة الغارديان أن المصانع البريطانية تضررت جراء التعطيل الناجم عن الهجمات في البحر الأحمر، مما أدى إلى تأخير الشحن وساهم في ارتفاع التكاليف.
وبحسب الغارديان فإن ضربات اليمن على السفن البريطانية، أدت إلى تأخير الشحن وساهمت في ارتفاع التكاليف، وحذر رئيس شركة Adidas (أديداس) من “انفجار” في أسعار الشحن العالمية، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
صعوبات متزايدة
وأظهر المسح الشهري الصادر عن شركة S&P Global الأمريكية أنَّ المُصنِّعين في بريطانيا يواجهون صعوبات متزايدة في سلسلة التوريد، حيث أدت أزمة البحر الأحمر إلى إعادة توجيه شحنات المواد الخام والمكونات والسلع الأخرى بعيداً عن باب المندب.
وظل قطاع التصنيع في المملكة المتحدة في تراجع بداية العام الحالي 2024م، عندما شهد الإنتاج والطلبات الجديدة انخفاضاً أكبر، مما أدى إلى المزيد من فقدان الوظائف وتخفيضات في المشتريات والأسهم، وفقاً للمسح الشهري الصادر عن S&P Global.
زيادة الضغوط
وقالت بعض الشركات المُصنِّعة، التي شملها المسح، إنه يمكن إضافة 12 إلى 18 يوماً لبعض التسليمات المتوقعة، مما يعطل جداول إنتاجها ويزيد الضغوط التضخمية في وقت تعاني فيه الشركات من ضعف الطلب في الداخل والخارج.
وقال بيورن غولدن : الرئيس التنفيذي لشركة Adidas، أكبر شركة لتصنيع الملابس الرياضية في أوروبا، إنَّ اضطرابات الشحن ستؤثر في هوامش الربح، مشيراً إلى أنَّ أسعار الشحن “المتفجرة” تؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير الشحن يسبب بعض المشكلات في التسليم.
مضيفاً أن الأسعار الفورية عادت للانفجار مرة أخرى؛ لذلك إذا لم يكن لديك عقد طويل الأجل أو تشحن كميات أكبر مما ينص عليه عقدك، فستتحمل تكلفة متزايدة بسبب ذلك.
وتابع: “هناك تأخير حالياً في زمن الشحن لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً مما يسبب بالطبع بعض مشكلات التسليم، خاصة للسوق الأوروبية”.
الطرف الجنوبي
وحوّلت أكبر شركات الشحن في العالم، بما في ذلك Maersk وHapag-Lloyd، مسار السفن من باب المندب وأعادت توجيهها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا؛ مما أضاف آلاف الأميال إلى الرحلات، ويؤخر وصول مكونات التصنيع والسلع مثل الملابس والأحذية المصنوعة في آسيا إلى أوروبا.
ارتفاع الأسعار
فيما قال روب دوبسون، مدير شركة S&P Global Market Intelligence، إنَّ مبادرات إدارة التكلفة والمخزون صارت معقدة بسبب أزمة البحر الأحمر، حيث إن تحويل طريق شحن مدخلات التصنيع المشتراة، خاصة القادمة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حول رأس الرجاء الصالح، يؤدي إلى رفع الأسعار وتمديد المهل الزمنية للموردين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أمريكا فشلت في ردع اليمن
تقرير _ علي ظافر:
في خطاب الخميس الأسبوعي، كشف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن ست عشرة عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع المنصرم، سبع باتجاه عمق العدو الإسرائيلي آخرها حتى كتابة هذا المقال، عمليتان باتجاه يافا وحيفا المحتلتين،
توازيها تسع عمليات اشتباك استمر بعضها لساعات بين القوات اليمنية وقوات البحرية الأمريكية ممثلة بحاملتَي الطائرات “هاري ترومان” و”كارل فينسون” والقطع الحربية المرافقة لهما، وكشف ساخراً أن حاملة الطائرات “فينسون” التي وصلت مؤخراً إلى أقاصي البحر العربي، باتت تتدرب على الهرب”.
وكان السيد القائد قد كشف في خطاب الخميس قبل الماضي -أي بعد مرور شهر على العدوان الأمريكي -عن 78 عملية نفذتها القوات المسلحة اليمنية باتجاه العمق الفلسطيني المحتل، وضمن التصدي للعدوان الأمريكي في البحر، وبهذا نكون أمام 94 عملية عسكرية يمنية في البحر وعمق العدو الإسرائيلي، بمعدل يتراوح بين عمليتين إلى ثلاث كل يوم.
هذه العمليات ليست مجرد أرقام استعراضية، إذ إن هذه الحصيلة تحمل كثيراً من المعاني والدلالات والرسائل على مستويات عدة، وتجيب عن كثير من التساؤلات في ما يخصّ القدرات، والإرادة والقرار على المستوى اليمني.
وفي المقابل، عن جدوى حملة الضغوط الأمريكية العدوانية القصوى التي تجاوزت 1200 غارة وقصف بحري على المستوى العسكري، إضافة إلى ما سبق من قرارات سياسية كيدية بالتصنيف بالإرهاب، وما صاحبها من عقوبات اقتصادية، وعقاب جماعي للشعب اليمني وآخرها استهداف ميناء رأس عيسى النفطي الذي يمثل شرياناً حيوياً لأكثر من 80% من سكان اليمن يتجاوز عددهم 30 مليون نسمة.
كيف استطاع اليمن الصمود والتصدي للعدوان الأمريكي؟ على المستوى الوطني، فإن استمرار العمليات اليمنية في التصدي للعدوان الأمريكي المساند لـ “إسرائيل” واستمرارها أيضاً في إسناد غزة وبهذا التصاعد الملحوظ ( 94 عملية خلال 40 يوماً) يعكس حكمة القيادة في إدارة المعركة، وإدارة القدرات، وتجسد صلابة استثنائية في المضي في قرار الإسناد لغزة والتصدي للعدوان الأمريكي مهما بلغت التحديات ومن دون تراجع،
وهذا الأمر يمثل ترجمة عملية لما سبق، وأكد عليه السيد عبد الملك والرئيس مهدي المشاط، والقوات المسلحة اليمنية في أكثر من خطاب وبيان بأنه “لا يمكن التراجع قيد أنملة” و”وقف العمليات اليمنية”، ما لم يتوقف العدوان والحصار على غزة، هذا أولاً.
ثانياً، على مستوى القدرات والتطوير: إن تصاعد العمليات اليمنية الإسنادية والدفاعية في البر والبحر والجو، يؤكد حقيقة أن القدرات اليمنية لم تتضرر نتيجة الضربات الأمريكية المكثفة في جولتها العدوانية الثانية كما لم تتضرر في الجولة العدوانية الأولى، بدليل أن العمليات اليمنية نفذت بأكثر من 205 ما بين صاروخ فرط صوتي وباليستي ومجنّح وطائرة مسيّرة، خلال أربعين يوماً فقط حتى تاريخ كتابة هذا المقال وفق أرقام رسمية قدمها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الخميس الماضي وقبل الماضي،
هذا الرقم يؤكد أن المخزون الاستراتيجي لليمن لم يتأثر، وأن قدراته لا تزال بألف خير، ويعني في المقابل فشل الأمريكي في الحدّ من قدرات اليمن أو التأثير عليها.
إن استمرار العدوان الأمريكي وطول أمده يمكّن اليمن من تطوير قدراته أكثر، وامتلاك تقنيات أسلحة أكثر تطوراً ودقة، وسبق أن كشف الرئيس مهدي المشاط خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس الدفاع الوطني أن القوات المسلحة استطاعت في ظرف قياسي أن تتجاوز منظومة الاعتراض الأمريكية “الكهرومغناطيسية” التي كانت واشنطن تخوّف بها الصين وروسيا، وبالفعل وصلت صواريخ اليمن مجدداً إلى حيفا المحتلة في خطوة شكّلت مفاجأة للكيان الصهيوني، وتم تحييد “ترومان” منذ بداية المعركة، وبات اليمن يملك قدرة الكشف عن “طائرة B2» الأمريكية.
وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط 7 طائرات MQ9 في عهد ترامب، وتكبيد البنتاغون خسارة تقدر بـ 210 ملايين دولار، وهي أكبر خسارة له في الحملة العدوانية وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، مضاف إليها 14 طائرة استطلاع مسلحة خلال الجولة العدوانية السابقة في فترة بايدن، ليبلغ العدد الإجمالي لطائرات MQ9 التي أسقطها اليمن 22 طائرة، وهذه الحصيلة تعد سابقة لا نظير لها في تاريخ الحروب وباعتراف خبراء ومحللين أمريكيين.
الأمر الثالث: أثبتت القدرات اليمنية قدرة عالية على التكيف مع كل موجات العدوان، وتفادي الخسائر لتكون في الحدود الدنيا، وأثبتت أيضاً قدرة عالية على التكتيك، والتطوير والإبداع.
الأمر الرابع، أظهر الشعب اليمني بخروجه المليوني كل أسبوع وصموده الأسطوري، قدرة عالية على التكيف والصمود، وتجاوز الصدمة والضغوط العسكرية والاقتصادية وغيرها، وتبخرت أمام وعيه وبصيرته وصلابته كل حملات الترويع والتخويف والتضليل، ومثل عاملاً مهماً في نجاح المعركة على مدى عشر سنوات، منذ 2015 وإلى اليوم ونحن في العام 2025، ومن يكذب هذه الحقيقة عليه أن يتابع تصريحات المتظاهرين على امتداد الساحة الوطنية، وتصريحات جرحى العدوان الأمريكي، وأقارب الشهداء عقب كل جريمة يرتكبها العدو الأمريكي، ليدرك أن العدوان لا يزيد الشعب إلا سخطاً وكراهية لأمريكا، وإصراراً على مواجهتها، والتفافاً حول القيادة والقوات المسلحة.
ما الذي حققته إدارة ترامب؟
من الواضح أن أمريكا واصلت عدوانها من الجو والبحر خلال ستة أسابيع، لكنها لم تحقق أهدافها ولا تزال تبدد أموال دافعي الضرائب وتحرق أوراقها وسمعة سلاحها، في معركة إسنادها لـ “إسرائيل”، ومن دون أي مقابل.
وهنا، من المهم أن نلفت إلى خسائرها على المستوى المالي، إذ لامست، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، 2 مليار دولار، وباتت واشنطن وفقاً للصحيفة نفسها أمام خيارات صعبة بين الاستمرار في نزيف الخسائر من دون طائل، وبين الانسحاب وبالتالي الهزيمة.
وباعتقادي أن النتيجة ستكون الهزيمة في كلا الخيارين، مع أن الانسحاب أفضل لناحية أنه سيوفر على واشنطن نزيف مزيد من الخسائر بلا طائل، خصوصاً أنها تقاتل بالنيابة عن “إسرائيل” من دون مقابل.
المسألة الثانية، أن إدارة ترامب أمام مأزق قانوني، ذلك أنها تجاوزت القانون والدستور الأمريكي وذهبت في قرار العدوان على اليمن وإسناد “إسرائيل” من الرجوع إلى المؤسسات التشريعية في أمريكا، وباتت تحت المساءلة القانونية ورسالة ترامب إلى الكونغرس مؤخراً تعكس هذا المأزق، وسيسأل عن الأموال التي بددتها في حرب بلا جدوى، وحرب لم يكن لها أي مبرر، ولم يكن هناك أي تهديد يمني لمصالح أمريكا لولا أنها اعتدت على اليمن، وحاولت منع موقفه الأخلاقي لوقف الإبادة والتجويع في غزة.
المسألة الرابعة، أن الإدارة الأمريكية تعيش حالة من الفشل والتخبط، وبات كثير من المراقبين يجمعون على فشلها في تحقيق الأهداف والعناوين التي رفعتها إدارة ترامب، ويتأكد لغالبيتهم بمن فيهم أمريكيون، أن الحملة العدوانية جاءت في الأساس استجابة لأزمة ملاحة العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، واستجابة لنداء استغاثة إسرائيلية، خصوصاً أن الحملة منذ البداية تزامنت بعد أن قرر اليمن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية عبر منطقة العمليات المعلنة، رداً على الجولة التصعيدية الثانية للعدو الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم وضوء أخضر من إدارة ترامب.
كما أن إدارة ترامب التي حددت -بناء على وهم القوة والردع – هامشاً زمنياً ضيقاً لحملتها العدوانية على اليمن، قد لا يتجاوز “أسابيع”، باتت اليوم بعد مرور أربعين يوماً، مطوّقة أكثر من أي وقت مضى بأسئلة ومساءلات صحفية وقانونية ملحّة ومحرجة عن أسباب العدوان على اليمن، وشرعية وقانونية اتخاذ قرار الحرب على اليمن، وأفقه ونتائجه؟
حتى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كثير من لقاءاته العلنية وتصريحاته لم يعد يتطرق إلى اليمن، لأنه لا يملك إجابة مقنعة وصورة نصر يمكن تقديمها للرأي العام الأمريكي.
وفيما يستمر العدوان الأمريكي على اليمن، تتصاعد الخسائر ونفقات الحرب المرتبطة بتشغيل وتحريك حاملات الطائرات من المحيط الهادئ، وإرسال قاذفات الـ B2 الاستراتيجية من المحيط الهندي، وإطلاق صواريخ الاعتراض التي تتراوح كلفتها بين 1-4 مليون دولار، وخسارة 7 طائرات MQ9 بقيمة 210 ملايين دولار.
وبموازاة هذه الخسائر، تتعاظم المخاوف من استنزاف ذخائر البنتاجون الاستراتيجية عالية الكلفة، قليلة المخزون، قد تحتاجها واشنطن في أي حرب مقبلة مع الصين.
ترامب نفسه في تناقض عجيب على المستوى الشخصي، ففيما يدّعي أنه “رجل سلام” ويسعى للحصول على “جائزة نوبل للسلام”، فإنه يدعم ويشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة جرائم الإبادة والتجويع في غزة، ويعلن عدواناً غاشماً وغير مبرر على اليمن على خلفية الموقف اليمني الإنساني الأخلاقي المساند لغزة والمطالب بوقف الحصار والتجويع وجرائم الإبادة والتهجير لسكانها.
إن سلوك ترامب في دعم الإبادة الصهيونية لسكان غزة، وعدوانه على اليمن يثبت أن “تصريحاته جوفاء”، كما عبّر عن ذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى وزير الحرب هيغسث يطالبون بإيضاحات عن عشرات المدنيين أزهقت أرواحهم في العدوان الأمريكي على اليمن.
ما لا يمكن إنكاره من الإنجازات الأمريكية في الحملة العدوانية على اليمن، أنها ضاعفت رصيدها الإجرامي الحافل، بقتلها عمال ميناء رأس عيسى ومسعفيهم، واستهدافها ميناءً مدنياً يمثل مصالح الشعب اليمني، واستهدفت سوقاً شعبية في العاصمة صنعاء، وأحياء سكنية وأعياناً مدنية، ووسعت بجرائمها دائرة السخط على امتداد الجغرافيا اليمنية.
وفي المحصلة، لن تجني أكثر مما جنته إدارة بايدن التي عيرتها بالفشل، وعلى أمريكا بدلاً من الضغط العدواني والعبثي على اليمن، أن تضغط على “إسرائيل” ومفتاح الحل في غزة، بوقف العدوان ورفع الحصار عنها، وإلا فإن العمليات اليمنية في إسناد غزة والتصدي للعدوان الأمريكي لن تتوقف، وهذا موقف اليمنيين، قيادة وشعباً وقوات مسلحة، ولا تراجع عنه مهما بلغ العدوان وطال أمده.