مراقبون سياسيون لـ “الثورة “: الزخم المليوني للمسيرات الجماهيرية يعكس الوعي الشعبي بقضايا الأمة ونصرتها
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
المسيرات تؤكد على ثبات الموقف مع الشعب الفلسطيني وتأييد القيادة في اتخاذ القرارات المناسبة
أوضح سياسيون ومراقبون أن خروج شعبنا المستمر بهذه المسيرات مليونية من كل أسبوع يدل على مستوى عالٍ من الوعي بالقضية الفلسطينية وأهمية مساندتها والتحرك ضد عدو يتحرك ضد الأمة ويمثل خطرا على الجميع، كما يؤكد على ثبات موقفه، وحرصه على إحياء روح الثورة في كل البلدان العربية والإسلامية والعالم، وإظهار مدى السخط الشعبي الذي وصل إليه شعبنا تجاه أمريكا وإسرائيل، ورفضه للتطبيع وكل المؤامرات الأمريكية في المنطقة.
الثورة /أسماء البزاز
الدكتور سامي عطا – سياسي من المحافظات الجنوبية قال: أن الخروج المستمر وبنفس الزخم لا بل ويتعاظم دائما في كل أسبوع في مسيرات جماهيرية مليونية، هو رسالة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أحرار العالم الذين يساندون الحق الفلسطيني بأن الوفاء ما تغير وعهد الأحرار هو الباقي دائما، وهو أيضا رسالة لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني يؤكد فيها شعبنا بأنه مع قرارات قيادتنا الجسورة ويؤيدها ويقف معها وسيقف بالمرصاد لأي خطوة متهورة يقدم عليها العدو الأمريكي البريطاني وأنه على استعداد تام لمواجهته.
الوعي بالقضية
أما السياسي محمد الرضي، فيستهل حديثه بقوله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) وقال الرضي: الشعب اليمني ينطلق في موقفه تجاه قضيتنا الأولى فلسطين من مبادى وقيم وأخلاق وثوابت ديننا الحنيف، فهو يمن الإيمان والحكمة وينطلق من أصالته، وهو شعب معروف بالشهامة والنخوة ولا يسكت عن أي مظلومية .
وتابع: قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله – إن الخروج الشعبي يعبّر عن العزم والثبات والجد والشعور الراسخ بالمسؤولية بينما الفتور والملل يعبّر عن ضعف العزم وضعف الإرادة، وأضاف: إن الخروج الشعبي المتواتر لشعبنا يعبر عن التفافة حول قيادته وموقف قيادته الذي يعبر عن موقفه في الأساس، وحول الجيش والقوات المسلحة، وتابع: كما أن الخروج يدل على تصميم شعبنا على دعم الصمود والثبات لأهلنا في غزة حتى النصر.
موضحا أن شعبنا اليمني شعب قوي وصابر ومثابر، لا يكل ولا يمل ولا يقبل سفك الدماء والخراب والحصار، فهو شعب ارق قلوبا.
وأضاف: يعي شعبنا أهمية الخروج للضغط على الحكومات والدول المؤثرة ويخرج
شعبنا أملاً وإصراراً في رفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني بكل ما يستطيع، وأشار إلى أن خروج شعبنا الدائم يدل على مستوى عالٍ من الوعي بالقضية الفلسطينية وأهمية مساندتها والتحرك ضد عدو يتحرك ضد الأمة ويمثل خطرا على الجميع، كما أن خروج شعبنا يؤكد على ثبات موقفه وحرصه على إحياء روح الثورة في كل البلدان العربية والإسلامية والعالم ومدى السخط الشعبي الذي وصل اليه شعبنا تجاه أمريكا وإسرائيل ورفضه للتطبيع وكل المؤامرات الأمريكية في المنطقة.
وختم الرضي حديثه: شعبنا اليمني يتحرك في كل المجالات عسكريا وشعبيا واجتماعيا ودعما بالمال وتفعيل المقاطعة، والخروج الشعبي يكمل كل هذه الجوانب والمجالات وخروج شعبنا يعكس أهمية اتخاذ شعبنا اليمني يمن الإيمان موقفاً يرضي الله ورسوله وينجينا يوم العرض أمام الله يوم القيامة.
عنفوان متصاعد
من ناحيتها تقول الكاتبة والإعلامية وفاء الكبسي: انه وفي زمن الخذلان والقهر والصمت وقف الشعب اليمني الحر بكل عنفوان وزخم متصاعد متضامن مع غزة الأبية وما تتعرض له من حرب إبادة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، متخذا كل ألوان التفاعل عبر مظاهرات (مليونية) كل جمعة في ميدان السبعين، هذه الحشود المليونية الأسبوعية الوفية الأبية بكل العنفوان والزخم، عكست الحالة القائمة لدى اليمنيين بأنه لا وهن ولا ضعف ولا انكسار في الوقوف مع إخوانهم في غزة مهما طال واستمر أمد العدوان الإسرائيلي وحصاره.
وقالت: انهم كذلك يبعثون رسائلهم من خلال خروجهم في هذه التظاهرات المليونية ويعلنون تأييدهم المطلق وتفويضهم للقيادة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- ويعلنون التحامهم بقيادتهم الحكيمة العظيمة وتأييدهم المطلق لكل العمليات العسكرية؛ لأن المجازر الصهيونية بحق أهلنا في غزة تحتم علينا كشعب يمني حر أبي صامد، الوقوف إلى جانبهم ونصرتهم على كل المستويات.
وأضافت الكبسي: نقول لأهلنا في غزة، الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقٍ.. فأنتم لستم وحدكم، نحن واقفون معكم مع قواتنا المسلحة إلى جانبكم نشارككم آلامكم ومعاناتكم ودفاعكم المقدس وسنظل إلى جانبكم حتى تحقيق النصر وتحرير أرضكم وهو آت بإذن الله تعالى.
البأس اليماني
الكاتب والإعلامي يحيى الرازحي يقول من جهته: يوماً تلو الآخر يثبت أبناء شعب الإيمان والحكمة أنهم ارق قلوباً وألين أفئدة، مصداقا لقول الرسول صلوات الله عليه وعلى آله الذي قال فيهم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، وما الخروج الجماهيري المشرف إلى ساحة ميدان السبعين ومختلف ساحات المحافظات غير المحتلة إلا خير دليل على ذلك ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا لن نكل ولن نمل ولن نفتر في نصرة قضيتنا الجوهرية والأساسية القضية الفلسطينية.
وقال الرازحي: إن الخروج الجماهيري المهيب في ميدان السبعين بلا شك يأتي استجابة لدعوة الكريم ابن الكريم السيد المولى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله – ليؤكد للعالم أجمع أن هذا الشعب العظيم يقف إلى جنب قيادته ويبارك خطواتها وقراراتها ويساند الدور البطولي الذي تقوم به قواتنا المسلحة إلى جانب إخوانهم في محور المقاومة وفي مختلف الجبهات من التصدي للكيان اللقيط الإسرائيلي وداعمه الأمريكي.
وتابع: انه لشرف عظيم وشرف كبير، الخروج في المسيرات الجماهيرية كل أسبوع في مختلف المحافظات ودليل على أن هذا الشعب لن يلين ولن يتسكين حتى النصر وسيقف للأعداء بالمرصاد وسيفشل مخططها في الشرق الأوسط الذي يرمي إلى تقسيم اليمن وتقسيم المنطقة.
وأضاف: أثبتنا للعالم أن أمريكا ” قشة ” وهو ما أدركه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) على المستوى العالمي وعلى مستوى واقع الأمة وأدرك حجم المأساة التي تعيشها أمتنا، وخطورة الوضع والمرحلة؛ فشخّص المشكلة، وقدم الحل في مرحلةٍ غلبت على أمتنا فيها حالة اليأس، وغلب فيها الإحباط والحيرة؛ فتحرّك بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى بالمشروع القرآني الذي يمثل الهوية الجامعة للأمة الإسلامية التي يمكن أن يجتمع في إطارها كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم وبلدانهم، وتحرّك من منطلق قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقوله تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وتابع: أصبحنا اليوم بفضل السيد القائد أمة تفاخر بها بين الأمم، أمة لنا الشرف أن ننسب ليمن الإيمان والحكمة، هذه المسيرات الجماهيرية أعادت للأذهان الدور المحوري والأساسي لليمن وقيمتها الحضارية والتاريخية ومكانتها التي تستحقها وتليق بأبنائها الشهداء الذين قاوموا الصلف الأمريكي المتصهين وأوقفوه عند حده ليشهد العالم بأسره أن العطاء اليمني المتصاعد لا حدود له وأن البأس اليمني الشديد إرهب تحالف الشر الأمريكي وربيبتهم إسرائيل وتصدى لمشاريعه الإجرامية القذرة.
احدى الحسنيين
من جهتها تقول الحقوقية سميرة السياغي: الوفا ما تغير عهد الأحرار باق يارعى الله نفس تعيش بالعمر حرة.. هكذا ختم سيد القول والفعل كلمته ونحن سوف نرد عليه الوفاء ما تغير يا سيد.. وقول: سيدي، والله ما تغير منا أو تخلى منا احد في نصرة إخواننا في غزة حتى يختار لنا الله إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، وهذا مطلب كل يمني حر، سيدي خروجنا كل جمعة هو دلالة وأهمية لنصرة لإخواننا الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية أمام جميع العرب والمسلمين الذين خنعوا وذلوا لأمريكا وإسرائيل.
وتابعت متسائلة: ما بالكم يا عرب يا مسلمين؟ والله ما أمريكا وأعونها إلا كما قال الشهيد القائد قشه والقشة بعدما تحترق تكون رماد، فانظروا إلى شعب الحكمة والإيمان، إلى شعب أبى الخنوع والاستسلام، شعب خروجه مليوني كل أسبوع منذ السابع من أكتوبر ولا يخاف لومة لائم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: نتائج الانتخابات الامريكية لن تؤثر بموقفنا وعملياتنا مستمرة
وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية "قرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني".
وأكد أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على الموقف اليمني المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان .. مضيفًا "بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية تحاول التهويل على شعوبنا من ترمب، ولدينا في اليمن تجربة مع ترمب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق".
وتابع "لا ترمب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم، سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، ومهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني".
كما أكد قائد الثورة أن الخيار الأفضل للأمريكي ولغيره، يتمثل في وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب، مضيفًا "ترمب قال إنه سينهي الحروب، وإذا كان صادقا فليوقف العدوان الذي تشترك فيه أمريكا على قطاع غزة ولبنان".
وأشار السيد القائد إلى أن ما حققه ترمب من نجاحات، هو في حلب بعض الأنظمة العربية بمئات المليارات من الدولارات التي أنهكت اقتصادها.. لافتًا إلى أن ترمب نجح في حلب الأنظمة العربية الحلوبة التي تعطيه مقدرات شعوبها وثرواتها ليزودها بشيء من السلاح للفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة.
وأوضح أن المزيد من العدوان والفتن لن تحقق لترمب ولا لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل أعداء أمتنا أهدافهم، ومن يتحرك في المعركة اليوم من الأمة هم أبناؤها الذين يؤمنون بالله ويتوكلون عليه ويعتمدون عليه ويثقون بنصره.
ولفت إلى أن الأمة التي تواجه هي التي تثقفت بثقافة القرآن الكريم فلا تخشى إلا الله ولا ترهب سواه ولا تكترث ولا تنحني أمام أي طاغية في هذا العالم.. وقال "واجهنا بالاعتماد على الله العدوان الأمريكي وشركاءه في فترة رئاسة ترمب السابقة لأمريكا ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه اليوم".
وأضاف "بالاعتماد على الله والرهان عليه لن نُعجب لا بكثرة ولا بنوع من الإمكانيات أصبح بأيدينا، وكل فاعلية ذلك مع التأييد والرعاية الإلهية، ونحن حاضرون في المعركة مع الأمريكي ومستمرون في مساندة الشعب الفلسطيني، في هذا الموقف بكل ثبات سعيا لمرضاة الله وثقة به".
واستطرد قائلًا "نحن مواصلون بالتصعيد بكل ما نمتلك ونسعى كما قلت مرارا وتكرارا لما هو أعظم لما هو أكبر لما هو أقوى، وشعبنا يواصل حركته ونشاطه ومسيراته ومظاهراته لأن هذا جزء من الموقف وجزء من الجهاد".
ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الغد في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات خروجًا مشرفًا متحديًا لكل طواغيت العالم، وللتأكيد على الوفاء والثبات والاستمرار في الموقف المساند لفلسطين ولبنان.
وقال "شعبنا سيخرج غدا الجمعة حضورا مليونيا ليعبر عن وفائه وثباته وشجاعته وصموده، ويمن الإيمان والحكمة وشعب القيم والوفاء لا يخشى إلا الله وسيتحدى كل الطغاة، خروجكم المليوني يوم الغد يقول لمجاهدي فلسطين ولبنان أننا لن نتركهم لوحدهم أبدا، ونقول لهم من جديد: لستم وحدكم ومعكم حتى النصر".
وأضاف "الحضور يوم الغد له أهمية كبيرة جدا ليسمع الأمريكي وكل طواغيت العالم وليؤكد شعبنا أنه لا يبالي بأي طاغية في هذا العالم، كما أن خروج شعبنا يوم الغد يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه أبدًا في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته مهما كانت التحديات".
واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته بالحديث عمّا ارتكبه العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع من جرائم بما يزيد عن 30 مجزرة استشهد فيها وجرح أكثر من 1300 فلسطيني، وقال "تشير التقديرات إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وجرح أكثر من أربعة آلاف خلال التصعيد العدواني شمال قطاع غزة".
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية ويفرض تحت القصف والمذابح والتجويع تهجيرا قسريا على سكان شمالي قطاع غزة.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي الفاشل في المواجهة العسكرية والعاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة انتهج المسلك الإجرامي للاستهداف الشامل للمدنيين.
وأضاف "إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة صامدون ومتماسكون وثابتون وينكلون بالعدو ويلحقون به الخسائر الكبيرة، وفي هذا الأسبوع هناك ما يقارب 16 عملية لكتائب القسام فيها الكمائن المنكلة بالعدو والاشتباك المباشر مع جنوده وإلحاق الخسائر بهم".
ولفت قائد الثورة إلى أن القصف الصاروخي لسرايا القدس على مغتصبة "سديروت" مع عمليات بقية الفصائل تعكس عجز العدو عن القضاء على فصائل المقاومة.. وتابع" كما أكدنا مرارًا أن ارتكاب الجرائم الكبيرة جدًا لا يمثل إنجازًا عسكريًا مهما بلغ عدد ضحايا الشهداء من الأطفال والنساء".
وأكد أن العدو ما يزال في حالة الفشل الواضح والمؤكد مع طول الوقت وحجم الإجرام المتراكم، ومع الأسف لا جديد في الموقف العربي والإسلامي أمام الجرائم الرهيبة والتصعيد الذي يقوم به حاليًا شمال قطاع غزة.
وأفاد بأن الحالة العربية والإسلامية تجاه ما يجري في غزة خطيرة وتعتبر من الدلائل على مدى الإفلاس الإنساني والأخلاقي والإيماني.. مضيفًا "كثير من أبناء شعوب أمتنا رضوا لأنفسهم بأن يكونوا متفرجين وألا يكون لهم أي موقف بأي مستوى وهذا محزن جدًا".
وأردف قائلًا "حتى على المستوى السياسي الدبلوماسي العربي والإسلامي ليس هناك موقف بما تعنيه الكلمة، وما تزال بعض الأنظمة الرسمية تصنف المجاهدين في فلسطين كإرهابيين بدون أي ذنب إلا جهادهم ودفاعهم عن شعبهم ومقدساتهم".
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المجاهدين في فلسطين لم يفعلوا شيئًا بالأنظمة التي تصنفهم كإرهابيين وما يزالون حريصين على علاقات إيجابية مع كل أبناء الأمة.. مؤكدًا أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة لم تدفع بعض الأنظمة العربية إلى مستوى تصنيف العدو بالإرهاب فقط، حيث يساند بعض الإعلام العربي، العدو الإسرائيلي ويخدمه بشكل مفضوح وواضح وبشكل مخزٍ لا مثيل له حتى في المراحل الماضية.
وأشار إلى "أن الحالة التي عليها الموقف العربي ومن حوله الموقف الإسلامي مع وجود استثناءات يذكرنا ببداية المأساة التي عانى منها الشعب الفلسطيني".. متسائلًا "كما باع البريطاني الوهم والسراب والوعود للعرب؟، ويقوم الأمريكي بنفس الدور وكلاهما تنكر لهم بشكل عجيب وجفاء كبير".
ومضى بالقول "القادة البريطانيون كانوا يقولون لمن وقف وتعاون معهم من العرب أنتم أغبياء ومشكلتكم كيف صدقتم وعودنا.. مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية اتجهت فعليًا ضمن مشروع آمنت به قوى الغرب في بريطانيا وأمريكا وأوروبا واتجهت لدعمه.
وذكر بأن المشروع الصهيوني يستهدف الأمة الإسلامية والعربية في أرضها وعرضها ودينها ودنياها وكل شيء.. موضحًا أن اليهود لا يمتلكون من اللحظة الأولى القدرة على تأمين الزخم البشري اللازم لانتشارهم في أنحاء واسعة من العالم العربي، وكانت البداية في فلسطين.
وأكد السيد القائد أن التوافد الصهيوني اليهودي أتى من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين برعاية بريطانية، ورغم ما تعرض له اليهود في البلدان الغربية وقبل أن يخترقوا المعتقدات التي رسخت المشروع الصهيوني في أوروبا اتجهوا بكل حقد وعداء ضد المسلمين.
وقال "من اتجهوا ضمن المشروع الصهيوني تحركوا في استهداف أمتنا كمعتقد ديني في إقامة ما يسمونه "إسرائيل الكبرى" ومن ثم السيطرة على المنطقة بكلها".. موضحًا أن بريطانيا أقدمت على خطة احتلال فلسطين دون أن يكون هناك أي استفزاز أو تحرك معاد لها في معظم البلدان العربية إلا القليل النادر في مناطق لم يصلوا إليها.
ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية آنذاك ساهمت في العمل مع البريطاني على إيقاف الحركة الثورية الجهادية للشعب الفلسطيني في مراحل مهمة.. مشيرًا إلى أن المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي كان منذ اليوم الأول، وآنذاك لم يكن لإيران أي علاقة بما يحدث بالمنطقة العربية.
وأضاف "من وفاء الثورة الإسلامية في إيران أنها تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي".. مشيرًا إلى أن العوامل الأساسية التي مكنت من تحقيق وعد بلفور ومن نجاح البريطاني، هو الدفع الأمريكي منذ مرحلة مبكرة كما أكدت المصادر التاريخية.
وأوضح قائد الثورة أن وضعية الأمة ورعاية الغرب الكافر البريطاني مع الأمريكي هما من العوامل التي مكنت الأعداء من السيطرة على الأمة.. معتبرًا تشتيت شمل اليهود على مدى آلاف السنوات كان رحمة إلهية لما يشكلونه من خطورة كبيرة على المجتمع البشري.
وتابع "حالة ذلة اليهود كبّلتهم عن أن يتمكنوا من النفوذ والسيطرة، والحالة الاستثنائية تتعلق بتفريط الأمة الإسلامية والعرب في المقدمة، وتفريط الأمة في القيام بواجب المسؤولية المقدّس هبطت أخلاقيًا وفكريًا وثقافيًا واستمر هبوطها إلى أن وصلت في الحضيض".
وأفاد السيد القائد بأن قوى كثيرة من أبناء الأمة أصبحت تمد يدها للبريطاني وفي مراحل مختلفة من التاريخ استندت إليهم في تحقيق نفوذ ومصالح وحسم الصراعات الداخلية.
وأردف قائلًا "عندما وصل حال الأمة إلى الحضيض جعلها في مقام المؤاخذة الإلهية ففقدت عزتها وقوتها ودورها بين الأمم".. مؤكدًا أن الأمة الإسلامية أصبحت ساحة مفتوحة للطامعين من مختلف القوى الكافرة في بلدانها وثرواتها وموقعها الجغرافي ومنافذها البحرية المهمة.
وشدد على ضرورة أن تسعى الأمة بجد لتصحيح وضعيتها للخروج من دائرة المؤاخذة الإلهية والاتجاه إلى النهوض بالمسؤولية بإنابة صادقة إلى الله، وإذا اتجهت للنهوض بمسؤوليتها وأنابت إلى الله فحبل المؤاخذة والتسليط سينتهي عن هذه الأمة.
ومضى بالقول "عندما تقف الأمة على قدميها وتنهض بمسؤوليتها معتمدة على الله وتطهر ساحتها من الظلم والفساد فسيعطيها الله العون والتأييد في دورها العالمي".. مبينًا أن الكثير من القوى الغربية سترى نفسها في موقف العاجز الفاشل الخاسر المستسلم إذا نهضت الأمة بمسؤوليتها وصححت من واقعها.
وأكد قائد الثورة أن حالة التخاذل والإعراض والتجاهل والتعامي عن كل الأحداث يمكن للأمة أن تتكبد معها الكثير من الخسائر.. مضيفًا "الاتجاه الواعي الذي يستجيب لله تعالى في إطار المسؤولية المقدّسة لهذه الأمة يحظى بتأييد الله".
وأرجع الأعباء والصعوبات التي تواجه أحرار الأمة في هذه المرحلة لتحركهم من نقطة الصفر ولكن مع رعاية إلهية.. مؤكدًا أن اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كيانا متماسكا قويا صامدا، ولذلك أتى بهم البريطاني وأتى من بعدهم الأمريكي.
وعدّ اعتراف الأمم المتحدة بالعدو الصهيوني كعضو كأي دولة أخرى من الشواهد الواضحة على أنها لا تقوم على أساس من العدل، ولأن العدو الإسرائيلي قائم على الاغتصاب والظلم والجرائم الفظيعة وقتل الأطفال والنساء، والتهجير القسري للملايين.
وبين السيد القائد أن كل المؤسسات الدولية التي تأسست من بعد القضية الفلسطينية وحتى اليوم لم تفعل شيئا لفلسطين بل خدمت العدو الإسرائيلي.. مشيرًا إلى أن العالم الغربي الذي ينظر إليه الكثير من أبناء الأمة على أنه عالم الحرية والحضارة والحقوق هو من أسند الظلم والباطل الإسرائيلي ضد الأمة.
ولفت إلى أن أمريكا تولّت الدعم والشراكة مع العدو الإسرائيلي إلى جانب بريطاني.. وقال "هناك عقيدة دينية وأطماع استعمارية وأحقاد في المشروع على أمتنا، ويعتبرون الفرصة مهيئة لهم ووضعية الأمة زادت من طمعهم".
وذكر أن الرؤساء الأمريكيين يتعاقبون في خدمة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، وبايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم، بينما حرص ترمب على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.
وأضاف "ترمب قال إنه مستعد لإعطاء إسرائيل المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين، فيما الزعماء العرب ممن يتسابقون للولاء والطاعة له، لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا".
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن ترمب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوب، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار، وعمل تحت عنوان "التطبيع" على تطويع بعض العرب ليكونوا خدامًا للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وجيّر بعض الأنظمة العربية بإمكانات شعوبها وبلدانها لخدمة الصهاينة.
وتابع "ترمب فشل في مشروع صفقة القرن رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضًا، مهما آثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه".
وأكد قائد الثورة أن القضية الفلسطينية محمّية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.
وقال "أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان".. مشيرًا إلى أن جبهة حزب الله جاءت في مرحلة كان العدو الإسرائيلي يعول فيها على أنه أحكم السيطرة على لبنان عسكريًا وسياسيًا.
واعتبر حزب الله سندًا للشعب الفلسطيني، وتضحياته وجهاده أسهمت في خدمة الشعب الفلسطيني وفي عزّة لبنان وحريته وحمايته واستقلاله..مبينًا أنه ومنذ عملية "طوفان الأقصى" وقف حزب الله بِجِدّ وفاعلية ومصداقية وثبات عظيم وتأثير على العدو في جبهة جنوب لبنان.
وأضاف "العدو تصور أنه قد تمكن من إلحاق الهزيمة بحزب الله لكنه تفاجأ في العملية البرية وتعرّض لهزائم ميدانية وخسائر كبيرة.. وقال" في أربعينية شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله فقد خسرت كل الأمة الإسلامية باستشهاده، وهو من القادة التاريخيين النادرين".
وأكد قائد الثورة أن السيد نصر الله أبقى للأمة مدرسة متكاملة يتخرج منها الأبطال والشجعان والمجاهدون في وجه العدو بكل بسالة وثبات وبصيرة وإيمان.. مضيفًا "حزب الله نفذ في أربعينية السيد نصر الله عملية قوية جدًا باتجاه يافا المحتلة والمغتصبات والمصانع الصهيونية، وهذا دليل الفاعلية والحضور".
وتابع "العدو كان يتوقع أنه حسم المعركة مع حزب الله، وتفاجأ بحضور الحزب وتماسكه التام وعملياته الفاعلة والمؤثرة في إطار القيادة والسيطرة"..واصفًا كلمة الشيخ نعيم قاسم بالأمس بالقوية والمؤكدة على الثبات في الموقف والاستمرار في النهج.
وعرّج السيد القائد على عمليات المقاومة الإسلامية في العراق المستمّرة والفاعلة والمؤثرة رغم الضغوط السياسية والإعلامية الكبيرة لمحاولة إيقافها.. مبينًا أن الواقع بالنسبة للعدو الإسرائيلي صعب فعلا بالرغم من جرائمه الفظيعة جدا التي لا تمثل نصرا وإنجازا عسكريا.
وقال "واقع العدو الإسرائيلي مأزوم، وإقالة المجرم نتنياهو لشريكه في الإجرام والعدوان غالانت أتى في سياق أزمته ومشاكله الداخلية، وأزمة التجنيد في جيش العدو الإسرائيلي تأتي بعد تكبّده المئات من القتلى والآلاف من الجرحى وهو يحتاج إلى تعويض خسائره".
وأضاف "رغم أن العدو الإسرائيلي حرّك قوته الاحتياطية إلى الحد الأقصى لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التجنيد، ويعيش كيان العدو أزمة داخلية ونتنياهو يتعهد بإعادة الأمن للصهاينة لأنهم في حالة خوف شامل، وفي حالة صعبة خاصة في الوضع الاقتصادي بالرغم من الدعم الأمريكي الذي يغطي 75 بالمائة من تكاليف العدوان والإجرام".
وأفاد قائد الثورة بأن الوضع الاقتصادي للعدو منهك جدا ومأزوم، وتكلفة خسائره تقدر بـ 160 مليار دولار حتى اليوم.