طفل يموت كل ساعتين في أحد مخيمات دارفور
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قالت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، إن طفلا يموت كل ساعتين بمخيم زمزم للنازحين في دارفور بغرب السودان، ونددت "بالوضع الكارثي" فيه.
وقالت رئيسة أطباء بلا حدود لشؤون الطوارئ في السودان كلير نيكوليه -في بيان- "نقدّر أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في المخيم، أي نحو 13 طفلا يموتون في اليوم"، مضيفة أن "الأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادا قد يموتون في غضون 3 إلى 6 أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج".
وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن قرابة ربع الأطفال الذين أخضعوا لفحوص يعانون سوء تغذية حادا، فيما يعاني نحو 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين سوء تغذية.
كذلك، فإن عدد الوفيات في هذا المخيم -وهو الأكبر والأقدم في البلاد، ويؤوي 300 ألف إلى 500 ألف شخص بحسب التقديرات- "مقلق جدا" مع معدل وفيات يبلغ 2.5 لكل 10 آلاف شخص يوميا.
وأضافت نيكوليه "قبل بدء الحرب كان سكان المخيم يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الدولية للحصول على الغذاء والرعاية الصحية ومياه الشرب.. اليوم تم التخلي عنهم بشكل شبه كامل".
وأوضحت "برنامج الغذاء العالمي لم يوزّع مواد غذائية منذ مايو/أيار"، واضطرت العائلات لشرب "مياه المستنقعات أو من النهر".
وفي بيان مشترك صدر الاثنين، أعرب خبراء من الأمم المتحدة أيضا عن قلقهم، قائلين إن نحو "25 مليون شخص، من بينهم 14 مليون طفل، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في السودان".
وأضاف البيان أن الأزمة الإنسانية "تسببت في نزوح جماعي غير مسبوق" مع نزوح أكثر من 9 ملايين شخص داخليا ومعظمهم يعيشون في مدارس ومبان مهجورة.. "هم في ظروف كارثية مع دعم محدود من المنظمات الإنسانية الدولية".
ومنذ 15 أبريل/نيسان، يدور قتال في السودان بين قوات الجيش الذي يقوده رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفر حتى الآن عن مقتل الآلاف، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفا في مدينة دارفور، بحسب تقرير لخبراء من الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ضغط عسكري متزايد على آخر معقل للجيش في دارفور.. الدعم السريع يصعد في الفاشر ويستهدف مخيمات النازحين
البلاد – الخرطوم
في تصعيد خطير للنزاع في إقليم دارفور، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، آخر معقل رئيسي للجيش السوداني وحلفائه في الإقليم، في محاولة لإحداث تقدم عسكري يُمكّنها من فرض شروطها على طاولة التفاوض، أو الدفع نحو سيناريو الانفصال وفرض أمر واقع جديد من داخل الإقليم.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، أمس (الأحد)، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 320 قتيلًا وجريحًا، إثر تجدّد الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين. وأشارت إلى أن خمسة من المصابين يموتون على رأس كل ساعة بسبب انعدام الرعاية الطبية، بعد تصفية جميع أفراد الكادر الطبي المتطوع.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبّر عن صدمته إزاء التقارير عن مقتل نحو 100 مدني و9 من موظفي الإغاثة الدولية في هجمات نُسبت لقوات الدعم السريع على مخيمات النازحين غربي السودان.
وفي سياق متصل، قالت التنسيقية إن الدعم السريع ارتكب “مجزرة عرقية” بعد سيطرته على مدينة أم كدادة، حيث صفّى 56 مدنيًا، وارتكب انتهاكات واسعة بحق السكان، وأجبر الأهالي على النزوح القسري، مع تعطيل كامل لشبكات الاتصال.
من جهته، كشف بابكر حمدين، وزير الصحة في إقليم دارفور، أن قوات الدعم السريع أحرقت 64 قرية بالكامل حول الفاشر، واستهدفت الكوادر الطبية، وأخرجت معظم المستشفيات من الخدمة، مشيرًا إلى أن المدينة تشهد حصارًا خانقًا منذ نحو عام، وسط ظروف إنسانية “بالغة البؤس”.
ووصف حمدين ما يجري بـ “الإبادة المنسية”، مؤكدًا شبه انعدام الغذاء والدواء، ونزوحًا واسع النطاق من معسكر زمزم إلى داخل مدينة الفاشر، التي باتت بدورها عاجزة عن استيعاب الأعداد الهاربة.
وطالب حاكم دارفور، مني أركو مناوي، المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، قائلًا إن “الأدلة كافية ولا تحتمل الشك”.
ويقول مراقبون إن تصعيد ميليشيا الدعم السريع في الفاشر يهدف إلى كسر صمود الجيش وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة قبل أي تسوية محتملة، أو الانتقال نحو الخطة البديلة، وهي فرض السيطرة الكاملة على دارفور وإعلان حكومة موازية من داخلها.
وفي ظل تعاظم المعاناة الإنسانية واتساع رقعة الجرائم، تزداد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك، غير أن الفاشر لا تزال تنزف بصمت وسط تواطؤ الصمت العالمي.