مشاهير مصر.. تعرف على مسيرة الدكتور "محمد غنيم" رائد زراعة الكلى
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يعد الدكتور" محمد غنيم "من رواد زراعة الكلي في العالم ومؤسس مركز الكلي والمسالك البولية في المنصورة.
الدكتور محمد غنيم
ولد الدكتور محمد أحمد غنيم "عام 17 مارس 1939، بمدينةالقاهرة ثم انتقل إلى مدينة المنصورة، درس وتخرج في كلية الطب جامعة عين شمس قسم طب المسالك البولية، يعتبر أحد رواد زراعة الكلى في العالم، أصبح مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة.
وسافر إلى انجلترا للتدريب لمدة عامين ليحصل على درجة الزمالة، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى كندا لمدة عام، وبعد عودته تم تعيينه مدرسا في كلية الطب جامعة المنصورة. وفي عام 1975 التي كانت ناشئة جديدة في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين استقر العالم المصري الكبير فى المنصورة ليسطر أمجادا علمية وتحديات طبية وانجازات عديدة تدخله التاريخ كواحد من رواد النهضة العلمية والطبية في مصر،شارك غنيم بجهوده الطبية أثناء حرب غزة.
جائزة مبارك للعلوم عام 2001.
وبحسب شهادات الجامعات العالمية والأمريكية والتي صنفته من أكثر 2% من علماء العالم تأثيرا في المرجعية العلمية، علاوة على إسهاماته في جامعة المنصورة منذ أن التحق بها، فأنشأ مدرسة علمية تخرج منها أجيال على العلم والالتزام، وأصبحوا الآن أساتذة في تخصصاتهم الدقيقة.
محمد أحمد غنيم
محمد أحمد غنيم هو أستاذ متفرغ في طب المسالك البولية بجامعة المنصورة، مصر. وكان مدير مركز أمراض الكلى والمسالك البولية بالمنصورة من عام 1983.
ودرس غنيم في مصر وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1960، كما حصل على دبلومة في الجراحة العامة في عام 1963، ثم دبلومة في جراحة المسالك البولية في عام 1964، ثم ماجستير في جراحة المسالك البولية في عام 1967.
حصل غنيم على شهادة من اللجنة التعليمية لخريجي كليات الطب الأجانب من لندن في عام 1972، كما حصل على درجة الدكتوراة الفخرية في الطب من جامعة جوتنبرج السويدية في عام 1988.
قضى غنيم فترة التدريب الطبي والامتياز في مستشفى جامعة القاهرة، ثم انتقل بعدها إلى جامعة المنصورة ليعمل كمعيد سَرِيري، ومحاضر، ومدرس، وذلك حتى عام 1972،وفي فترة السبعينيات، عمل غنيم في: قسم الجراحة العامة وجراحة المسالك البولية في مستشفى ساوث ميد العامة . ببريستول، إنجلترا. زميل سَرِيرِي في جراحة المسالك البولية في مركز ميموريال سلو تابع لقسم جراحة المسالك البولية بالمركز الطبي لجامعة شيربروك بكندا.
تلقي غنيم" العديد من الجوائز، منها: وسام فيليكس جويوندن الجمعية الدولية لجراحة المسالك البولية، وجائزة الرواد العربي ) من منظمة الفكر العربي، وميدالية هاري سبنس من الرابطة الأمريكية لجراحين البولية والتناسلية، وجائزة مبارك العلمية، وجائزة الجمعية الطبية الأمريكية العربية، وجائزة ميدالية ميدالية سانت باو ،من جمعية المسالك البولية البريطانية، وجائزة دكتور فخري للبحوث المتميزة في العلوم الجراحية.
وغنيم عضو بالمراسلة لجمعية المسالك البولية الفرنسية، وعضو في جمعية جراحة الأورام بالولايات المتحدة الأمريكية، وعضو في الجمعية الدولية لجراحة المسالك البولية، وعضو شرفي في الجمعية البريطانية لجَرّاحي المسالك البولية، وعضو مراسل في الجمعية الأمريكية لجراحي الجهاز البولي التناسلي، ونائب رئيس الجمعية الدولية لجراحة المساك البولية، وعضو فخري في جمعية المسالك البولية الأمريكية، كما أنه عضو في مجلس رؤساء إدارة الجمعية الدولية لجراحة المساك البولية .
إطلاق إسم “محمد غنيم ”علي مركز الكلي بالمنصورة
إطلاق اسم الدكتور محمد غنيم على مركز أمراض الكلى تكريما لجهوده الطبية والعلمية،ووافق مجلس جامعة المنصورة بالإجماع الاثنين 27 شهر يونيو عام 2016 على الاقتراح المقدم من الدكتور محمد القناوي رئيس الجامعة الاسبق، بإطلاق اسم مركز جراحة الكلى والمسالك البولية ليصبح مركز غنيم لعلاج أمراض الكلى والمسالك البولية تكريما لجهود العالم الجليل ودوره العظيم واستمراره للعطاء على مدار أكثر من أربعين عاما .
والجدير بالذكر أن العالم المصري الكبير محمد أحمد غنيم يعد أمهر جراح في العالم في مجال الكلى والمسالك البولية، وأحد رواد زراعة الكلى والمسالك البولية في مصر والعالم .
تأسيس مركز الكلي مركز عالمي :
وأسس مركز عالمي في مجال الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة حصل على عدة جوائز منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية في عام 1977م ، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1999م ، وجائزة مبارك في مجال الطب؛عام 2001.
وفى عام 1978 زار الرئيس السادات مدينة المنصورة ولما قام بزيارة قسم الكلى بالمستشفى الجامعي شاهد طفرة ملحوظة في عمليات الكلى وقام أ.د/ محمد غنيم بشرح أهمية إقامة مركز خاص للكلى منفصل عن مستشفى الجامعي وبالفعل تحمس الرئيس الراحل محمد أنور السادات لفكرة إنشاء مركز متكامل ومتخصص في جراحات الكلى والمسالك البولية ، هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط ، وافقت جامعة المنصورة على المشروع وتم تمويل المشروع بمنحة من هولندا التي دعمت المركز بجزء من التمويل ، وهنا برز دور المجتمع المحلى وأهالي المنصورة الذين دعموا المركز بتبرعاتهم ، حتى اكتمل البناء، وأصبح حلم الدكتور محمد غنيم واقعا في عام 1983، وهو مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلى في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كلية الطب جامعة المنصورة بالمنصورة الکلى والمسالک البولیة جامعة المنصورة الدکتور محمد زراعة الکلى محمد غنیم حصل على فی مصر فی عام
إقرأ أيضاً:
محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
بعد أن فقد بصره وهو ابن ثلاث سنوات سأل والده: "متى النهار يطلع يا بابا؟"، فبكى الأب بحرقة وقال "سترى بقلبك يا بني أكثر مما ترى بعينيك"، لم يعرف الأب وقتها أن صوت ابنه سيكون كالشمس في تاريخ مصر، لا يبدأ النهار إلا بسماعه عندما تشير عقارب الساعة إلى تمام السابعة صباحا.
إنه الشيخ محمد رفعت -رحمه الله- الذي تلاحم صوته مع نسيج الوعي المصري ووجدانه، فأراد الله أن يحيا صوت الشيخ رفعت في مناسبتين، الأولى طوال العام عند الساعة السابعة صباحا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، هذا الوقت الذي يتعلق بذاكرة كل مصري أثناء ذهابه إلى المدرسة ونزوله إلى عمله صباحًا، إذا سمع صوت الشيخ رفعت أدرك أن الشمس قد أشرقت إيذانًا بميلاد يوم جديد مصحوب بصوت الشيخ محمد رفعت.
وأما الثانية فطوال شهر رمضان المبارك مع أذان المغرب، هذا الأذان الذي إن سمعه المصريون في أي وقت استشعروا بنسمات شهر الصيام، ارتبط أذان الشيخ محمد رفعت بالإعلان عن وقت الإفطار كل يوم في رمضان، فأصبح له خصوصية يتفرد بها عن أي أذان آخر.
الشيخ محمد رفعت هذا الصوت الملائكي الخالد الذي تجددت فيه معجزة القرآن، إلا أن التسجيلات التي وصلتنا لم توفه حقه، ذلك لأن أغلب التسجيلات كانت قديمة تحتاج إلى ترميم وإصلاح، فغير المونتاج الصوتي شيئا من حقيقة صوت الشيخ رفعت، والأمر الثاني أن التسجيلات بدأت في فترة مصاحبة المرض لهذا الصوت، كما قال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في إحدى لقاءاته إن تسجيلات الشيخ محمد رفعت تحمل تأثير مرضه وكأنك تسمع صوتا جميلا لكن عليه مسحة من المرض، وذكر أن تسجيل سورة مريم هو الذي يعطي بعضا من صوت الشيخ رفعت في اكتماله وشبابه ومقدرته.
في حي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر ولد الشيخ محمد رفعت سنة 1882 لأب يعمل ضابط شرطة بقسم الخليفة، وأم طيبة ترعى بيتها وتقوم على شئون الزوج والأولاد، واسم محمد رفعت هو اسم مركب أما والده فاسمه محمود رفعت وهو اسم مركب أيضًا، ولأن كل إنسان منا يسير إلى قدره المكتوب في الحياة، فقد واجه الشيخ محمد رفعت مصيره في الحياة مبكرا، المأساة الأولى عندما فقد بصره وهو في الثالثة أو الرابعة من عمره، والمأساة الثانية عندما فقد والده وهو ابن تسع سنوات.
ولأن في المنع عطاء، وفي كل محنة منحة، فكانت المأساة الأولى هي سبب العطاء الأعظم في حياة الشيخ محمد رفعت بعد أن قرر والداه أن يهباه للقرآن، وأتم حفظ القرآن وتجويده وهو طفل صغير في مسجد فاضل باشا، والذي عين فيه قارئا للسورة يوم الجمعة إلى أن أقعده المرض، وأما المأساة الثانية فكانت السبب في أن يتحمل الشيخ رفعت مسئولية أسرته الصغيرة المكونة من أمه وخالته وأخيه الأصغر بعد أن أصبح هو العائل الوحيد لهم، وظل على هذا الحال حتى ذاع صيته وأصاب سحر صوته كل من سمعه وتأثر به.
الشيخ محمد رفعت هو معجزة القرن العشرين في تلاوة القرآن الكريم، كان لصوته مفعول السحر على مستمعيه، فلا تسمع تلك الصيحات أثناء تلاوته كما يحدث في السرادقات مع قراء اليوم، ولكن طريقة قراءة الشيخ رفعت بما فيها من هيبة ووقار وإبهار كانت تجعل المستمعين لا يحركون ساكنا، يخشعون رهبة وإجلالا لعِظم ما يُقرأ عليهم.
تقليد الشيخ رفعت يحتاج لإمكانيات صوتية خاصة ولطبقة صوت اختص بها الله الشيخ رفعت، فيصعب جدا تقليده، تمتع الشيخ رفعت بصوت ماسي حاد جدا رنان كأنه الياقوت والمرجان، وبصوت عميق عريض جدا كأنه زئير الأسد في أدنى طبقات صوته، والعجيب أن في علو صوت الشيخ رفعت وهبوطه لا يشعر المستمع بأنه ينتقل بين القرار والجواب فهو يقرأ بطريقة السهل الممتنع، يلون الآيات بصوته وبما يناسب كل آية، فالموهبة وحدها لا تكفي، ولكنها تحتاج لذكاء يوظفها بطريقة صحيحة، والشيخ محمد رفعت وهبه الله من الذكاء الفطري والبصيرة الربانية ما جعله يقرأ القرآن بوعي وتدبر وذكاء.
عاش الشيخ محمد رفعت واهبًا حياته لخدمة القرآن الكريم ينشر صوته في كل مكان ويلبي الدعوات بعفة نفس خدمة للقرآن، لم يكن طالب مال ولا شهرة أو جاه، ترك لأبنائه ساعة يد وروشتة طبيب ومصحفًا، كما أخبر بذلك ابنه الأكبر محمد رحمه الله، وأصيب الشيخ رفعت بمرض الزغطة الذي اتضح أنه سرطان الحنجرة، فتوقف عن القراءة سنة 1943 بعد أن حبسه المرض وهو يقرأ ولم يخرج صوته في بعض الآيات فسكت ثم غادر المسجد وسط بكاء كل الحاضرين، وظل يعاني من هذا المرض الذي فشل الطب في علاجه، كان راضيا صابرا ولم يسخط، وفي يوم التاسع من مايو سنة 1950 أخذ يردد (الحمد لله) ويسأل زوجته عن أولاده، ويقول (الحمد لله) ثم فاضت روحه إلى رب العالمين، ليترك لنا صوتا لم ينطفئ يومًا، هذا الإرث الذي يشهد له بما قدمه في حياته لخدمة القرآن وإيصال رسالته، رحم الله قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت.