الإمارات والأردن.. وحدة الرؤى والتوجهات
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
الإمارات والأردن.. وحدة الرؤى والتوجهات
القمم الدورية التي تجمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وأحدثها قمة عمان أمس.. تعكس قوة الروابط العريقة والمتجذرة بين دولتي الإمارات والأردن والحرص المتبادل على الارتقاء الدائم بها ومواصلة البناء على تاريخ طويل من العلاقات الأخوية الراسخة والمستدامة وما تقوم عليه من ركائز قوية وتعاون أخوي بنّاء وسعي متواصل لتوسيع مجالاته وتحقيق المصالح المتبادلة التي تواكب تطلعاتهما ورؤاهما المستقبلية بالتنمية والتقدم والازدهار، بالإضافة لكون مسيرة العلاقات التي تعود لعقود طويلة تقدم نموذجاً ملهماً ومتكاملاً لما يجب أن تكون عليه الروابط بين الدول الشقيقة سواء من حيث العمل على التعزيز الدائم لكافة مسارات التعاون وخاصة في القطاعات الحيوية كالاقتصاد والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها، أو من حيث تنسيق المواقف وتطابق الرؤى تجاه كافة الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية والتي شكلت محاور المباحثات خلال “القمة” التي تم التأكيد خلالها على أفضل التوجهات الواجبة للتعامل مع الأوضاع في المنطقة وإنهاء أزمة قطاع غزة.
السياسات الحكيمة لكل من الإمارات والأردن، وما تتسم به مواقفهما من شفافية ووضوح تجاه كافة التحديات تشكل ضامناً لدعم التوازن الإقليمي ومواجهة التحديات ودعم أمن واستقرار المنطقة، وخاصة أنهما يؤكدان دائماً على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وتفعيل المسارات والجهود الإنسانية ومضاعفتها ومنع توسع الصراعات كما أكد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وجلالة ملك الأردن، خلال المباحثات حول قطاع غزة، وضرورة “تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وتعزيز الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية التي تزداد تفاقماً في قطاع غزة ودعم دور المنظمات الإنسانية الدولية بهذا الشأن”، وكذلك التشديد على “العمل لمنع توسيع الصراع في المنطقة وتجنيبها تبعات أزمات جديدة إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع”.. وهو يبين الواقعية ودقة التوجهات وأهمية إيجاد حلول جذرية لمختلف الأزمات ليعم السلام والاستقرار والأمن، وهي مواقف تُكسب البلدين مكانة دولية مرموقة واحتراماً كبيراً على امتداد الساحة الدولية لفاعلية توجهاتهما وبُعد رؤاهما المدركة لكل ما فيه خير وصالح جميع دول وشعوب المنطقة.
النموذج الحضاري المتكامل للعلاقات الأخوية بين الإمارات والأردن رسمياً وشعبياً، يوجد الكثير من الفرص الواعدة لتعزيز الإنجازات التنموية بفعل ما يتم انتهاجه من استراتيجيات عصرية، ولسعيهما المشترك للارتقاء الدائم بالتعاون نحو مجالات أرحب لتحقيق المصالح المتبادلة والتطلعات بالمزيد من التطوير والتقدم، بالإضافة إلى فاعلية عملهما الداعم لكل ما فيه أمن واستقرار المنطقة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مجلس راشد بن حميد يستعرض دور الإعلام المستقبلي
نظم مجلس راشد بن حميد الرمضاني 2025، حلقة نقاشية تحت عنوان «الإعلام وصناعة المستقبل.. بين التأثير والمسؤولية»، بحضور عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام.
أدار الجلسة، الإعلامي أحمد اليماحي، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في المجال الإعلامي.
وشهدت الجلسة نقاشات ثرية حول مستقبل الإعلام في دولة الإمارات، وتمحورت الجلسة حول عدد من المحاور الرئيسية التي تشغل بال العاملين في القطاع الإعلامي، بدءاً من دور الإعلام الوطني في دعم قيم المجتمع الإماراتي وطموحاته، مروراً بتأثير المبادرات الإعلامية في تعزيز سمعة الدولة وتعميق علاقاتها الدولية، وصولاً إلى تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وسبل مواجهة المواد المضللة.
وأشار الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حول تمكين الشباب وتأهيلهم بمهارات المستقبل وأنهم سفراء بلدهم، والتي وضعت نهجاً لمستقبل الشباب ومنهجاً لتفوقهم، مثنياً على دور المكتب الوطني للإعلام وما حققه من طفرة واضحة في قطاع الإعلام داخلياً وخارجياً بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أن دور الإعلام ليس مجرد مصدر للأخبار فقط، لكنه قوة مؤثرة تُشكل تطلعات الدول وممُكن رئيسي لطموحات المجتمعات، مشدداً على أن دولة الإمارات أولت قطاع الإعلام اهتماماً كبيراً من خلال توفير الدعم والإمكانيات التقنية الحديثة للعاملين بالقطاع من الإعلاميين وصانعي المحتوى، كما أوصى بضرورة الاستخدام الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي لمنفعة البلاد. وقال إن الدولة وفرت البنية التحتية الكاملة لجذب المستثمرين حول العالم، مشيراً إلى أهمية توفير الإحصائيات والمصادر الموثوقة ودراسات الجدوى وخطط التنمية المستدامة للجهات الاتحادية.
بدورها، أشادت عهود بنت خلفان الرومي، بمجلس راشد بن حميد الرمضاني ودوره في طرح القضايا والموضوعات المهمة بكل شفافية، مبينة أن أحد تلك القضايا هو الإعلام ودوره في صناعة المستقبل وسمعة الأوطان، والذي يُعد خياراً استراتيجياً للدولة في ظل المتغيرات العالمية.
من جهته، أكد عبدالله آل حامد، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تضع تمكين إعلام متطور على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن الدولة شهدت خلال العقود الخمسة الماضية طفرة كبيرة في جميع القطاعات، وهي قفزة واكبتها تطورات نوعية شهدها قطاع الإعلام ومؤسساته.
وتطرق إلى قمة «بردج» BRIDGE، والتي أطلقها مؤخراً من العاصمة الأمريكية واشنطن والتي ستنطلق من أبوظبي في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025 المقبل، مشيراً إلى أن «بردج» مبادرة عالمية شاملة تسعى إلى استشراف مستقبل الإعلام وقيادة التحول في القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد العالمي عبر إنشاء منظومة ديناميكية وشاملة تُمكّن الإعلاميين، وتُرسخ الابتكار، وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي، مؤكداً أن عام 2026 هو عام جني ثمار تلك المبادرات الوطنية التي يتم إطلاقها خلال العام الحالي. وأوضح رئيس المكتب الوطني للإعلام أن المنظومة الإعلامية في مختلف دول العالم تشهد تغيرات متسارعة، الأمر الذي يوجب علينا مواكبة تلك التطورات والاستفادة من الابتكارات الحديثة، لتعزيز تنافسية الإعلام الوطني وترسيخ مكانته كمصدر موثوق يعكس رؤية الدولة وإنجازاتها، ويواكب تطلعات المجتمع بأسلوب مبتكر ومحتوى رصين.
ولفت رئيس المكتب الوطني للإعلام، إلى أن وسائل الإعلام الوطنية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز السمعة الإيجابية للدولة والتي رسخها الآباء المؤسسون طيب الله ثراهم وعلى النهج نفسه تسير قيادتنا الرشيدة، التي واصلت المسيرة برؤية استشرافية ونهج يقوم على الابتكار والتواصل الفاعل، الأمر الذي عزز مكانة الإمارات منارة للتقدم والانفتاح، وأكسبها ثقة العالم واحترامه.
وأكد أن توجيهات القيادة الرشيدة كانت دائماً نبراساً يعزز قيم الهوية الإماراتية في قطاع الإعلام، منوهاً بأن هذا الأمر تجلى بوضوح في النهج الإيجابي الذي اتبعه صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، حيث جسد محتواهم الصورة الحضارية للدولة، مشدداً على الدور المحوري للإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة، وتأثيرها في تطور المشهد الإعلامي، سواء في صياغة التشريعات أو تعزيز الوعي، الأمر الذي يجعلها أداة فعالة في مواجهة التضليل الإعلامي وترسيخ الحقائق. (وام)