في مختبر التجميد الحيوي الأكبر في العالم، تحفظ مئات الجثث البشرية في براثن الجليد، من بينهم فتاة بريطانية تبلغ من العمر 14 عامًا، على أمل إعادتهم للحياة يوما ما.

يقود هذه التجربة المثيرة للجدل دينيس كوالسكي، رئيس معهد "التجميد الحيوي"، الذي يدعو باستمرار للانضمام إلى مشروعه ويضم بالفعل مئات الجثث المتجمدة في ثلاجات عملاقة.

من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة وحول العالم، تمتليء هذه المشارح الباردة بأجساد ورؤوس، وحتى حيوانات، مجمدة عبر الزمن على أمل إعادتها للحياة عندما يتيح العلم ذلك في المستقبل.

رغم عدم توفر تلك التقنيات حاليا، يرى بعض المتفائلين هذه العملية بمثابة "تذكرة يانصيب نحو الخلود"، مؤمنين بأنهم على الأقل يمنحون أنفسهم فرصة العيش إلى الأبد. ويثقون بأنه سيتم إيقاظ المصابين بأمراض عضال عندما يجد العلم علاجًا لها.

يبقى السؤال حول إمكانية تحقيق هذه التطورات المطلوبة، وحتى لو أمكن إعادة الناس إلى الحياة، فستظل طبيعة حالتهم عند "الاستيقاظ" مسألة أخرى تمامًا.

حاليا، يوجد أكثر من 500 شخص محفوظين في ما يسمى بـ "ديوَار"، وهي عبارة عن قوارير مملوءة بالنيتروجين السائل وتعمل مثل الترمس. ويتم لف الجثث بطبقات عازلة مع توجيه الرأس للأسفل للحفاظ على أدنى درجة حرارة ممكنة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجثث البشرية

إقرأ أيضاً:

في غزة رجالٌ يختلفون عن بقية البشر

 

 

بعد أن قصف الطيران الإسرائيلي أغصانها، وبعد أن مزقت القذائف أفرعها، وبعد ان أحرقت الصواريخ الإسرائيلية أوراقها، ظل الدكتور نبيل شجرة باسقة، جذورها مغروسة في الأرض، ورأسها شامخٌ في السماء، لم تهتز ثقته بالغد، ولم تتبدل مواقفه المبدئية من الصراع، ولم ينحنِ.
الدكتور نبيل لم ينكسر، ولم ترتعد مفاصلة، وهو يوسد رأس ابنته وأولادها تراب خان يونس، كان يعرف واجباته الدينية والوطنية في التضحية والعطاء، وكل ما قام به، أنه طلب من المشرفين على الدفن، أن يضم ابنته وأولادها قبر واحد، وسجي جثمان ابنته، وفي حضنها اليمين طفلها، وفي حضنها الشمال طفلتها، ونامت ابنة الدكتور نبيل وأحفاده في حفرة واحدة، وتحت بلاطة واحدة.
ولم ينكسر الدكتور نبيل، ولم يجزع، وهو يغرس بعد أيام في تراب خان يونس أمه واثنتين من أخواته وأولادهن، وأخوه وزوجته وأولاده، وزوجة أخيه وأولادها، ومجموعة من أبناء عمه وبنات عمه، وأولادهم وبناتهم، حتى بلغ ضحايا ذلك القصف الإسرائيلي الإرهابي أكثر من 45 شهيداً من العائلة، يومها، خرج الدكتور نبيل من المقبرة واثقاً بأن إرادة الله غالبة، وإن مقتضيات الانتماء لهذا التراب المقدس تستوجب التضحية، وأن من بدأ الخطوة الأولى على درب الحرية، عليه أن يواصل المشوار.
ولم ينكسر الدكتور نبيل، ولم يرتعب وهو يدفن زوج ابنته الذي استشهد بعد أيام معدودات من استشهاد زوجته وأولاده، ليكتمل نصاب العائلة تحت التراب، دون عذاب الفقد والفراق.
ولم ينكسر الدكتور نبيل، ولم ترتجف عزائمه بعد أيام، وهو يدفن زوجة ابنه عاصم، وأبيها وأمها وإخوتها وأخواتها، وأولادها وبناتها، ومن بينهم نبيل الصغير، حبيب الدكتور نبيل، الذي لم يكل، ولم ييأس، ولم يتعب طوال يوم وليلة، وهو يفتش تحت ركام البيت المقصوف عن حفيدته سارة ابنة عاصم، التي أخرجوها بين الموت والحياة، ليتابع الدكتور نبيل شأنها في مجمع ناصر الطبي، فهي الوحيدة التي ظلت على قيد الحياة من أبناء عصام نبيل.
ولم ينكسر الدكتور نبيل، ولم يهرب من الأقدار، حين جاءه خبر استشهاد ابنه القائد الرائع عاصم، كان الدكتور نبيل يضم زوجته أم عاصم إلى صدره، يهدهد رأسها، ويواسيها، بعد أن صدمها الخبر، وهي تردد جملة واحدة، لقد استشهد البطل، لقد أستشهد عاصم، الحمد لله يا رب، لقد استشهد البطل، لقد استشهد عاصم.
لاذ الدكتور نبيل بالصمت، وأغمض عينيه لدقائق، قبل أن يعتصم بحبل الكبرياء والشموخ، ويحتضن رأس أم عاصم مواسيً، وعيناه تجولان بعيداً، تسرح في هذا الكون الشاسع، وكأنه يقرأ المستقبل، أو كأنه يسترجع الذكريات، ليقول لنا معزياً ومواسيً: لقد اختار ابني عاصم طريقه بقناعة راسخة، لقد ارتقى عاصم شهيداً كما تمنى، لقد سعى ابني عاصم إلى الشهادة بخطى واثقة، وعمل من أجلها بجد ومثابرة، لقد التحق بزوجته وأبناءه، وهو راضٍ، وأنا راضٍ بما رضي به ابني الشهيد عاصم.
كانت كلمات الدكتور نبيل دواءً لجرح الفقد النازف.
قبل أيام، كان الدكتور نبيل أبو شمالة يعيش لحظات الفرح الحزين، وهو يزف ابنه الصغير محمد 19 سنة إلى عروسه، وهو يقول لنا: سأحافظ على النسل، لن ننقرض عن هذه الأرض التي اطعمناها أولادنا وبناتنا وأحفادنا وأهلنا، لن نترك هذه الأرض التي عشقت الشهداء حتى احتضنتهم في أحشائها شوقاً، وهم الذين ذابوا في هواها، وعانقوها فرحاً وحباً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • خمور ودجل وسرقة بجوار الجثث.. كيف تورط عامل فى جريمة مشرحة أسوان؟
  • بعد 500 يوم انتظار... مطالبات نيابية بحسم عقود آلاف الخريجين في ديالى
  • في انتظار هدية سيراميكا.. الأهلي يواجه الطلائع وعينه على الصدارة
  • في غزة رجالٌ يختلفون عن بقية البشر
  • إدارة ترامب ترفع التجميد عن تمويل الجيش اللبناني
  • أميركا ترفع التجميد عن مساعدات مالية مهمة للجيش اللبناني
  • الجن زمن الإنسانية المتحولة
  • مفارقا للحياة.. العثور على الطفل المفقود في ولاية السيب
  • الحياة البرية تحتفل باليوم العالمي للحياة البرية
  • مصرع زوج وزوجته وإصابة ابنتهما في حادث تصادم مروع بالشرقية