جريدة الوطن:
2025-03-31@07:19:15 GMT

خمس سنوات على وثيقة الأخوة الإنسانية

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

خمس سنوات على وثيقة الأخوة الإنسانية

 

 

اتجاهات مستقبلية

خمس سنوات على وثيقة الأخوة الإنسانية

 

 

 

 

 

يحتفل المجتمع الدولي هذه الأيام بمرور خمس سنوات على توقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية” في عام 2019، من قبل أكبر قيادتين ديانتين في العالم، هما فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في أبوظبي.

وبهذه المناسبة المهمة عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات مؤتمر “الإسلام والأخوة الإنسانية”، بالتعاون مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام وبالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، بهدف تسليط الضوء على أثر وثيقـة الأخــوّة الإنســانية للعيش المشترك، وذلك بعد خمس سنوات من توقيعها.

وشارك في أعمال المؤتمر مئات المتخصصين من مؤسسات أكاديمية مرموقة، من أكثر من 40 جامعة ومؤسسة بحثية من 4 قارات و17 دولة، وذلك خلال 12 ندوة بحثية، و5 محاضرات؛ الأمر الذي يجعل من المؤتمر أكبر فعالية أكاديمية نُظمّت حول موضوع الأخوّة الإنسانية. وقد جسَّد المؤتمر حرص “تريندز” على العمل المشترك مع الأكاديميات الدولية ومؤسسات الفكر العالمية من أجل تعزيز قيم الأخوة الإنسانية والحوار بين مختلف الثقافات، وهو هدف أصيل من الأهداف التي يعمل عليها “تريندز” منذ تأسيسه عبر مختلف برامجه البحثية وفعالياته العلمية.

وهنا، من الأهمية بمكان الإشارة إلى جملة الأفكار الرئيسية التي أعلنها المتحدثون في أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حيث أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إلى أن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، ورعايته لوثيقة أبوظبي للأخُوّة الإنسانية هو دليل على القناعة القوية لدولة الإمارات بأن الأخوة الإنسانية عنصر مهم في بناء مجتمع عالمي يتّسم بالخير والأخلاق الحميدة. وأن هذه الوثيقة أظهرت للعالم كله حرص سموّه على تعزيز التعددية الثقافية وضمان الكرامة الإنسانية والسلام والرخاء للجميع. كما أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن التحدي الرئيسي يكمن في قدرة الإنسانية على مواصلة تحقيق تقدُّم في مجالات العلم والتقنية والطب والصناعة، مع المحافظة على شخصيتنا الأخلاقية وتعزيزها، وترسيخ القيم الأخلاقية والشعور بالمسؤولية لدى جميع البشر.

أما قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، فقد أشار في كلمته إلى أهمية المؤتمر، وتمنّى أن يتم تعليم “وثيقة الأخوة الإنسانية” في مدارس العالم كافة، وأن تطبَّق مبادئُها في شتى أرجاء الأرض، وأن يتم القضاء على كل ما يمنع ذلك. وإن معرفة الآخر، وبناء الثقة المتبادلة بين الأنا والآخر، هي من أدوات تحقق السلام. كما أن الحوار ومعرفة الآخر هما الطريق مع التعليم لتحقيق الأخوة الإنسانية. كما أكد قداستُه أنه يمكن بالذكاء الإنساني أن نتخطى التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على الإنسانية، وأن الحكمة تقتضي الانفتاح والتحاور. كما أن الانغلاق لا يؤدي إلا إلى الكراهية.

الخلاصة، أن اعتماد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية في 4 فبراير من كل عام، جاء بناءً على ذكرى مولد الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي تمثِّل نداءً لأفراد العائلة الإنسانية كافة من أجل تعزيز السلام والاحترام المتبادل، والوئام الاجتماعي القائم على احترام كلّ الفئات وصيانة حقوقها. كما أصبحت وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية مصدر إلهام لكل محبي الخير والتعايش والسلام حول العالم، حيث تبنّتها العديد من الدول وقادة وزعماء الأديان، إضافة إلى إدراجها في العديد من برامج التعليم في أعرق الجامعات العالمية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نزع الإنسانية عن أهالي غزة

تموج الحروب بقصص وحكايات يشيب لهولها الولدان، وكلما طال أمد الحرب كثرت الحكايات وتعددت المآسي. وهي كلها قصص من البؤس تدعو للتعاطف عند ذوي الفطرة السوية وليس من أفسدت العنصرية والمال فطرتهم. وحرب غزة الحالية ليست استثناء، فهناك عملية نزع أنسنة ممنهجة مستمرة على مستويات مختلفة، لا ترى في البشر الذين يعيشون في هذه البقعة كائنات من لحم ودم ومشاعر.

لا شك أن ما يمر به الفلسطينيون من سكان قطاع غزة يفوق في هوله أي هول آخر، وأن صمودهم الجماعي يفوق أي صمود آخر، لكنهم في النهاية بشر وليسوا مادة في صفقات تجارية كما يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يصورهم، وليسوا أيضا حيوانات بشرية على حد تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي.

تصف الموسوعة البريطانية مصطلح نزع الأنسنة (Dehumanization) بعملية تجريد للبشر من صفاتهم الإنسانية كمبرر لمعاملتهم معاملة غير آدمية، مثل ممارسة التعذيب ضدهم. فالإنسان السوي الطبيعي لا يقبل أن يقتل إنسانا من دون وجه حق ولا حتى أن يمنعه الطعام.

كل محاولات العقاب الجماعي ومنع الغذاء والدواء عن أهالي القطاع المحاصرين هي في جوهرها مبنية على فكرة نزع الإنسانية عن هؤلاء السكان، فمن يقوم بهذا الفعل الشنيع أو يؤيده لا يرى في البشر هناك سوى كتل صماء عليها أن تتماهي مع مقترحات سياسية معينة تحت ضغط القوة المطلقة، من دون أي اعتبار لحق أو كرامة أو دين
والإنسانية وفق هذا المفهوم هي مقابل الهمجية وفق رؤية المفكر الفلسطيني الأمريكي الدكتور إدوارد سعيد، والتي بلورها في آخر مقال لها قبل رحيله في صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية عام 2003. وهي ليست الأنسنة بمعنى التمركز حول الذات، وهو المفهوم الذي ينتقده المفكر المصري الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري. وللمفارقة فإن آخر مقال للمسيري قبل رحيله كان بعنوان "الإنسان والشيء"، ينتقد فيه ما يصفه تشييء الإنسان أي جعل الإنسان مادة استهلاكية واستعمالية بالنظر إلى الجانب المادي فيه حصرا دون الجانب الروحي.

إن كل محاولات العقاب الجماعي ومنع الغذاء والدواء عن أهالي القطاع المحاصرين هي في جوهرها مبنية على فكرة نزع الإنسانية عن هؤلاء السكان، فمن يقوم بهذا الفعل الشنيع أو يؤيده لا يرى في البشر هناك سوى كتل صماء عليها أن تتماهي مع مقترحات سياسية معينة تحت ضغط القوة المطلقة، من دون أي اعتبار لحق أو كرامة أو دين.

وليس أدل على هذه النظرة من مقترح الرئيس الأمريكي لإيجاد مساكن لأهالي غزة خارجها والاستفادة من الموقع الجغرافي في مشاريع استثمارية. الأمر هنا لم يعد متعلقا بأمن إسرائيل بقدر ما هو بالعودة للنظرة الغربية الاستعمارية في جهورها للعالم العربي والإسلامي. وهي تجسيد سياسي حي وواضح لمقولة كارل ماركس التي افتتح فيها إدوارد سعيد كتابه الاستشراق: "إنهم لا يستطيعون تمثيل أنفسهم، لا بد وأن يمثلهم أحد"، وذلك في معرض حديثه عن الشرق والشرقيين.ظرة الدونية لا تستهدف أهالي غزة وحدهم، بل هي من بقايا الاستشراق الذميم من مخلفات العهود الاستعمارية في نظرتها العنصرية التي تستحل أراضي وممتلكات الغير باسم الحداثة والتقدم وبالتالي فإن كل نقاش سياسي واقتصادي للأوضاع في غزة على هذه الأرضية التي تنزع عن الأهالي صفاتهم الإنسانية هو أمر غير منطقي وغير عقلاني؛ لأنه مبني بالأساس على كون هؤلاء البشر أقل من غيرهم وليست لهم الصفات الإنسانية التي تجعلهم جديرين بالحياة.

ومن هنا نفهم منطلقات التضامن العالمي لبعض الحركات الشعبية والأفراد مع القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية غزة بشكل خاص؛ أنها منطلقات من الضمير الإنساني البسيط في نسخته غير الملوثة بجشع المال والعنصرية. وهي تتعامل مع أهالي غزة كبشر لهم الحق في الحصول على مقوماتها الأساسية قبل الحديث عن أية قضايا سياسية أو عسكرية أخرى.

وهذه النظرة الدونية لا تستهدف أهالي غزة وحدهم، بل هي من بقايا الاستشراق الذميم من مخلفات العهود الاستعمارية في نظرتها العنصرية التي تستحل أراضي وممتلكات الغير باسم الحداثة والتقدم. وقدر أهل غزة الكرام أن يكونوا رأس حربة في مواجهة الوجهة الوحشي العسكري لهذا الإجرام.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بمناسبة تشكيل الحكومة السورية الجديدة
  • وثيقة سرية تكشف رؤية ترامب للاستعداد لحرب محتملة مع الصين
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: العيد يوم للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة
  • عزلتهم أم عزلهم !!
  • وثيقة سرية تكشف رؤية ترامب للاستعداد لـ “حرب محتملة” مع الصين
  • علماء يكتشفون علاقة وثيقة بين السمنة واضطراب النوم
  • نزع الإنسانية عن أهالي غزة
  • وثيقة مسربة تكشف شروطًا أمريكية تهدد بخسارة أوكرانيا ثرواتها المعدنية
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتهنئة بعيد الفطر
  • وزير عراقي يحث الخارجية على مفاتحة الأردن بشأن الفيديو المسيء (وثيقة)