“لستم وحدكم”.. هتاف مليوني وفعلٍ عسكريٍ مدمر
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
عبدالاله محمد
لستم وحدكم” عبارة رددتها وترددها الحشود المليونية التي لم تتوقف عن الاحتشاد لدعم فلسطين، وجسدها الشعب اليمني وقيادته الحكيمة قولاً وعملاً عسكرياً زلزل العدو الصهيوني وكل من يقفون معه ويساندونه في عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا.
«”لستم وحدكم” عبارة سرعان ما تحولت إلى طوفان بشري يماني لا يتوقف يرسم أروع صورة من صور الوفاء لفلسطين ويترجم حقيقة الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ويعكس مدى تلاحم الشعب اليمني بقيادته في معركة الإنتصار لفلسطين في مختلف ميادينها العسكرية والإعلامية وإيصال رسالة للعالم تؤكد أن فلسطين قضية يمنية لا يمكن التخلي عنها أو التهاون في الدفاع عنها.
أربعة أشهر من العدوان الصهيوني وحرب الإبادة التي تستهدف سكان قطاع غزة فشلت فيها آلة الحرب وأصاب اليأس صهاينة العالم وتساقطت مبررات المدافعون والمساندون لإسرائيل، لكن اليمنين لم ييأسوا ولم يتخاذلوا أو يتهاونوا في دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني وإعلان رفضهم للعدوان وتجريم تخاذل الأنظمة العربية.
“نحن معكم ولستم وحدكم” هتاف مليوني يردده اليمنيون في الساحات والميادين العامة وتملأ أصداؤه سماوات صنعاء وكل مدن المحافظات الحرة، مؤكداً أن الشعب اليمني حاضرٌ في قلب الطوفان وأن أيدي رجاله على الزناد وصواريخهم رماحٌ تنطلق وتصيب قلب العدو في أم الرشراش داخل أراضي فلسطين المحتلة، وأن غضبهم نيران تصطلي بها سفن العدو الصهيوني وبوارج العدو الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر وخليج عدن.
“اليمن معكم” شعار أعلنته الجماهير وترجمته القوات المسلحة اليمنية بكل وضوح أمام العالم من خلال إعلانها المشاركة الفعلية على المستوى العسكري وجسدته من خلال الضربات الصاروخية والجوية المساندة لغزة وشعب فلسطين ودعم مقاومته، وفرض حصار بحري على إسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي الوقت الذي يعتبر اليمنيون أن ما يقومون به واجب ديني وأخلاقي إلا ان وصول مساندتهم ودعمهم لفلسطين لمرحلة إعلان الحرب على إسرائيل يعد أمراً استثنائياً وحدثاً فريداً لم يحدث منذ سبعة عقود لم تشهد فلسطين وشعبها المقاوم غير الخذلان العربي والإسلامي والعالمي.
خرج الشعب اليمني متناسيا جراحاته ومعاناته بسب العدوان الذي تعرض له طوال تسع سنوات ليعلن تضامنه مع غزة وإعلان مساندته للشعب الفلسطيني وفي المقابل أعلنت القوات المسلحة موقف اليمن الثابت من خلال الدخول في الحرب مرسلاً رسالة هي الأقوى للعدو الصهيوني وداعميه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأنظمة التطبيع والخيانة، أكد فيها أن اليوم غير الأمس وان اليمنيين لا يخشون إلا الله وانهم لن يتركوا قطاع غزة فريسة لأمريكا وإسرائيل وأنهم جزء من المعركة في مواجهة الطغيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
أبطال غزة يكسرون “السيفَ” الصهيوني الواهِن
يمانيون../
من تحت ركام المجازر، ومن بين رماد الإبادة والتوحش الصهيوني على قطاع غزة، ينهضُ الوعيُ من جديد، كما تنهض البندقية والقاذفات، لليوم الـ 562 من عمر طوفان الأقصى.
وعيٌ جاء مرافِقًا للسلاح ومتمسكًا بخياره المقاوم، ليواجه المشروع الأخطر في تاريخ الشعب الفلسطيني، المتمثل بالحلم الاستراتيجي بحلّته الترامبية: اقتلاع غزة من جذورها، وتفريغها ديمغرافيًّا، لصالح خرائط الضم والهيمنة والاستثمار.
ما يجري اليوم في غزة ليس عمليةً عسكرية هي محاولةٌ يائسةٌ لإعادة رسم خريطة غزة بالدم والبارود والتهجير، وتنفيذ ممنهج لخطة إبادة جماعية تغطيها هالةٌ من الأكاذيب الأمنية والسياسية الصهيونية والعالمية، وهدفُها ليس فقط كسر المقاومة، بل كسر إرادَة الحياة في غزة.
الدمار الهمجي: الوجه العملي للخطة
على مدى 34 يومًا من الجحيم المفتوح بعد إعلانه استئناف العدوان في عمليةٍ أسماها (العزة والسيف)، يشن جيش الاحتلال الصهيوني حربَ إبادة لا تستثني مدرسة أَو مستشفى أَو مخيمًا، آلاف الشهداء، وأضعافهم من الجرحى، ومئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصَر.
“المنطقة العازلة” التي يحاولُ الاحتلال إنشاءَها شرقي القطاع ليست سوى حزام طرد منها السكان قسرًا، ليعيد رسمَ حدود جغرافية جديدة تتماشى مع خطة تهويد الأرض، وتدمير البنية المجتمعية بدعمٍ أمريكي لا محدود، غير أنَّ الحقيقة -ومن عمق المشهد- تسطع لكن هذه المرة من تحت الأرض.
“كسر السيف”.. نفقٌ إلى قلب الأُسطورة العسكرية:
كمين “كسر السيف”، وتمريغ “العزة” الصهيونية المصطنعة والذي نفّذته كتائب القسام شرقي “بيت حانون”، يمثل نقطة تحوّل عملياتية ونفسية في حرب الطوفان.
في المشهد ومن قلب الأرض، خرج المجاهدون بهدوءٍ واحترافية، ليضربوا آلية عسكريَّةً نوع “ستورم” من النقطة صفر، ويُوقعوا جنديًّا قتيلًا وخمسة جرحى في صفوف النخبة الصهيونية، ثم ينسحبوا دون خسارة.
المشهد، الذي وثقته عدساتُ المجاهدين ببراعة، كان صدمة معنوية لجيشٍ يتغنّى بـ”التفوق الاستخباري” و”الردع المدمّـر”، محللون عسكريون أجمعوا، بأن العملية محكمة، مُعدة مسبقًا، نابعة من فهمٍ عميقٍ لتحَرّكات الاحتلال، ونفذت على مرأى ومسمع من مواقعَ عسكرية قرب نفقٍ معروف.
وهنا تكمن المفارقة، قوات الاحتلال كانت على علمٍ مسبق بوجود النفق، لكنها فشلت في تحييده، فشلٌ -بحسب الخبراء- يعكسُ ليس فقط الإخفاق الاستخباري، بل حجم الغرور والارتباك في عقلية القيادة الميدانية الصهيونية، التي اعتقدت أن “الردع” كافٍ لمنعِ أي هجوم.
كسر الصورة.. وخلخلة البنية النفسية:
الفيديو الذي بثته كتائب القسام، عده مراقبونَ عملًا ميدانيًّا من الطراز الأول، وضربة موجعة في عمق الوعي الصهيوني، بسرعته وجرأته؛ فاختراق الحدود، واستهداف الآلية، واستخدام العُبوات، وقذائف RPG، كلها رسائل تؤكّـد أن المقاومة لم تُكسر، بل تتطوّر وتنتظر المعركة الكبرى.
المعركة النفسية هنا -بحسب مراقبين- تتجاوز الحدود؛ فكل مشهدٍ من “كسر السيف” يُعيد رسم صورة الجندي الصهيوني من “جبَّار لا يُقهر” إلى فريسةٍ محاصَرةٍ في أرضٍ تجهلُها أقدامُه ويخشاها قلبه.
ورغم سياسة التكتم والتضليل والتي يتخذها الاحتلال، إلا أن الإعلامَ العبري لم يُخفِ الصدمة، والتسريبات من داخل جيش الكيان نفسِه تؤكّـدُ “فشلًا، إرباكًا، وتضليلًا متعمّدًا”.
اعترافاتُ من داخل الكيان: الحقيقة تتكلم
اللواء الاحتياط الصهيوني “إسحاق بريك” يقرّ: “خسرنا الحربَ، وحماس استعادت قوتها، وعدد مقاتليها عاد إلى 30 ألفًا، والجيش دمّـر أقلَّ من 10 % من الأنفاق، وكل ما يُقال رسميًّا أكاذيب، والقيادة ضلل الجمهور بمساعدة الإعلام المجنَّد”.
هذا الاعتراف -وَفقًا لتقاريرَ عبرية- ليس مُجَـرّد تصريح؛ إنه نذيرُ انهيار داخلي، يتحدث عن جيشٍ مُنهك، ومجتمع منقسِم، وقيادة تكذِب، وحملة “العزة والسيف” تُدفن بين رمال غزة وتحت أقدام المقاومة.
اليوم، ومع كُـلّ صاروخ يسقط على مغتصَبةٍ صهيونية، ومع كُـلّ كمينٍ يُنصَب في غزة، ومع كُـلّ فيديو يُنشَر من خلف خطوط التماس، يتآكلُ ما تبقّى من رصيد مجرم الحرب نتنياهو.
ويرى مراقبون أن الرجلَ الذي نكث الاتّفاق واستأنف الحرب الإبادية الإجرامية، قد يدفنُ معها حياته السياسية، بعدما تحولت مغامرتُه في غزة إلى ورطةٍ استراتيجية وأخلاقية، وجريمة لا تُغتفَر، ورغم تباهيه بالإنجازات الوهمية تثبت غزة أنها لا تُكسر.
بالنتيجة، مهما اشتدت نارُ الحصار والمحرقة، فَــإنَّ غزة ليست جغرافيا قابلة للطمس، بل روح مقاومة تتناسلُ من تحت الركام، وكل محاولةٍ لفرض الخُطَّة الأمريكية الصهيونية بالقوة، ستقابَلُ ليس فقط بالرفض، بل بكمائنَ تكسرُ “السيفَ” الصهيوني الواهن، لتعيد تعريفَ مَن يملك زمامَ المعركة.
عبدالقوي السباعي| المسيرة