ندوة عن الأزهر وقضايا الواقع المعاصر في جناحه بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، ندوة بعنوان «قضايا الواقع المعاصر ودور الأزهر»، بحضور الشاعر علاء جانب، وكيل كلية اللغة العربية، والدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، والكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، وأدار الندوة الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر.
قال الدكتور أحمد الشرقاوي، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم، إن الأزهر له باع كبير في حفظ وبيان ونشر ومواكبة التراث، ويحفظ علوم الشريعة الغراء، ثم انتقل من حفظ التراث الإسلامي إلى دراسته وتحليله لكل الشعب، كما تحمل أمانة الرسالة وبيانها ونشرها، وبيان حقائق الإسلام وبيان أثره في تقدم البشر وتمدنه وكفالة الأمن والراحة لكل الناس.
وأضاف رئيس الإدارة المركزية أن رسالة الأزهر إنسانية من الدرجة الأولى، فالأزهر رسالة عالمية على أرض مصرية، يعنى بحفظ علوم الشريعة، موضحا أن علماء الأزهر اجتهدوا في التراث حتى جعلوه يواكب العصر ومتطلباته، ليؤكد أن التراث قابل للتحليل والتعديل والتنقيح بما ينفع الإنسانية بما لا يخالف نصا، مؤكدًا أن الأزهر لم يكن ناقلا للتراث بل حافظا ومجددا، مشددا أن آفة المجتمعات الحالية منبعها انتفاء السلام، لأنه غاب عنه العدل ولم يقترن بالمساواة، فسادت الحروب والبغضاء بين الدول.
قال أحمد الصاوي، الكاتب الصحفي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، إن الوسطية في مفهومها تعني العدل، وهي هدف رئيس من أهداف الشريعة الإسلامية والأزهر الشريف، والذي يظهر جليا في دفاع الأزهر عن قضايا الواقع، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن دعم الأزهر للفلسطينيين دعم ثابت وراسخ على مر التاريخ.
وأوضح الصاوي، أن عناية الأزهر بتحقيق العدل بين البشر، يتجلى في بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، وقداسة البابا فرنسيس، مؤكدا أن جريدة صوت الأزهر كانت ولا تزال، أحد أبرز نوافذ الأزهر الشريف الإعلامية، والتي ترتكز على النهج الأزهري الراسخ تجاه القضايا الدولية الهامة، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث تناولت صحيفة صوت الأزهر تلك القضية من جوانب عدة، ولم تكتفِ بتناقل الأخبار الدولية المتداولة عبر المواقع والصحف العالمية، منذ أحداث 7 أكتوبر، فأخذت تعرض أصول القضية، وتوضح حيثياتها وبداية الصراع، لتقدم للقارئ حقيقة ما يحدث على الأرض.
الشريعة الإسلامية من أكثر الشرائع السماوية مرونةمن جانبه، أكد الدكتور علاء جانب، وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية من أكثر الشرائع السماوية مرونة، موضحا أن الأزهر الشريف كان دائما صاحب موقف عندما تستجد قضية تشغل بال المسلمين، وخاصة الشباب، حيث بذل جهودًا مكثفة لتحصين المجتمع من الأفكار الدخيلة والمتشددة التي يحاول أصحابها استقطاب الشباب وحتى الباحثين والدارسين.
كما ألقى الدكتور علاء جانب، الحاصل على المركز الأول في مسابقة أمير الشعراء عام 2013م، وصاحب 6 دواوين شعرية، مجموعة من القصائد الشعرية في حب فلسطين، وقصيدة «المرجفون في المدينة»، والتي كتبها «جانب» منذ عدة سنوات حبا في الأزهر، وانتصافًا لنفسه كأزهري، والتي تفاعل معها جمهور الحاضرين، بالتصفيق الحاد.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم «4»، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية معرض الكتاب جناح الأزهر الأزهر الأزهر الشریف صوت الأزهر
إقرأ أيضاً:
أحمد علي سليمان من إندونيسيا: الأزهر هدية الله للعالم ومنهجه حصانة للمسلمين ضد التطرف
شهد معهد دار النجاح الإسلامي الثاني بمنطقة شبينينج بمدينة وجور بإندونيسيا استقبالًا حافلًا للعالم الأزهري المصري المفكر الإسلامي الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، أمس الخميس 13 رمضان 1446هـ / 13 مارس 2025م، في زيارة علمية تستهدف تعزيز التواصل العلمي وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي.
وفي مستهل اللقاء، ألقى الشيخ ناسخون، مدير رعاية الطلبة، كلمة الترحيب نيابة عن مجلس إدارة المعهد، معبرًا عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي تأتي في شهر رمضان المبارك، ومؤكدًا على أهميتها في دعم العملية التعليمية وتعزيز القيم الإسلامية بين الطلاب والمعلمين.
من جانبه، أعرب المشرف العام على المعهد، الشيخ جمهاري عبد ذي الجلال، لدى استقباله الضيف الكبير عن اعتزاز إدارة المعهد بهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن جميع أفراد معاهد دار النجاح في مختلف مناطق إندونيسيا يشعرون بالفخر بوجود فضيلة الشيخ الدكتور أحمد علي سليمان بينهم. كما استعرض برنامج الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، وتتضمن لقاءات علمية مع المدرسين والطلاب، إضافةً إلى خطبة الجمعة، ومحاضرات وفعاليات علمية ودينية متنوعة.
مكانة العلم في الإسلام ومنهج الأزهر في نشرهخلال محاضرته، استهل الدكتور أحمد علي سليمان حديثه بالثناء على الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ، معبرًا عن سعادته بزيارة إندونيسيا، مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو هدية من الله لمصر والعالم الإسلامي، وله دور محوري في نشر منهجية علمية تُظهر جمال الإسلام وجلاله ورحمته وعزته ونوره.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف يتميز بمنهجية علمية تقي طلابه من الانحراف أو الانجراف أو الانجرار نحو التطرف أو التشدد، وهي منهجية علمية فريدة تميز الأزهر الشريف عن غيره، حيث يدرس الأزهر لطلابه العلوم النقلية (القرآن والسنة)، والعلوم العقلية (كالفلسفة)، وعلوم الآلة (كاللغة والبلاغة)، والعلوم العصرية الحديثة، ما يجعل طالب الأزهر لديه الفهم العميق لعلوم الإسلام ومن ثم يتكون لديه تدريجيا ملكة حسن الفهم وحسن التعبير وحسن الأداء حتى يصبح موسوعة علمية متنقلة.
الإسلام أكثر دين اهتم بالعلم:
كما أكد أن الإسلام هو أكثر دين اهتم بالعلم والعلماء وطلاب العلم وأماكن العلم وطرق تدريس العلم وكتب العام ووسائل التعليم، موضحًا أن أول آية نزلت في القرآن الكريم لم تتحدث عن الصلاة أو الصيام أو الجهاد على الرغم من أهمية كل ما سبق، بل تحدثت عن العلم، حيث قال الله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، في إشارة إلى أن كل ما سبق وغيره يحتاج إلى العلم.
وأكد الدكتور أحمد علي سليمان، أنه لم يهتم دين من الأديان، ولا حضارة من الحضارات، بالعلم والعلماء وطلاب العلم وأوقات العلم ومؤسسات العلم، وطرق تدريس العلم، ومخرجات العلم، وتكامل العلوم، وتطبيق العلوم في هذه الحياة، مثلما اهتم الإسلام ورسول الإسلام وحضارة المسلمين عبر عصور التاريخ.
وأشار إلى أن العلم في الإسلام نوعان:
الأول: علم مكتسب يأتي بالجهد والتعب والسهر والتحصيل والمذاكرة.
الثاني: علم لدني، وهو الذي يأتي بالمنح والإلهام من الله سبحانه وتعالى.
ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة، وحدد لنا ثلاث غايات من وجودنا فيها، وهي:
1. عبادة الرحمن، وهي تحتاج إلى علم، فأحكام العبادات لها علوم كالفقه والمعاملات والأحوال الشخصية… إلخ.
2. رعاية الإنسان، وهي تحتاج إلى علم.
3. عمارة الأكوان، وهي تحتاج إلى علم.
وفي أي حضارة من حضارات التاريخ الإنساني القديم والحديث، كان العلم أهم أركانها، وقد كان أساس الإعمار المادي، والإعمار المعنوي، والإعمار الحضاري، وأيضا إعمار العقل، وإعمار النفس، وإعمار القلب، وإعمار الحياة.
وألمح إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل العلم أيضًا أساس التجديد والتحديث والتطوير عبر التاريخ، فلولا العلم لما عرفنا ديننا، ولولا العلم لما عرفنا تاريخنا، ولولا العلم لما تناقلت الخبرات، ولولا العلم لما رأينا الطب، ولا الهندسة، ولا الزراعة، ولا التجارة، ولا وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات وقطارات، ولا شبكة الإنترنت التي تنقل البيانات عبر أعماق المحيطات، ولا الأقمار الصناعية، ولا الاتصالات الفضائية.
خير وأحب إلى الله.. د. أحمد علي سليمان يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القوي
أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
ونبه الدكتور أحمد علي سليمان، على أنه في ديننا، فضل العالم يفوق فضل العابد، لأن العالم فضله للآخرين، وفي ديننا العلماء ورثة كم الأنبياء فلهم أعظم ميراث، لأنهم ورثة الأنبياء.. وفي ديننا الإسلامي أيضًا، يُقدَّم العالم على غيره في الصلاة، وفي القيادة، وفي شتى أمور الحياة.. وفي ديننا طلب العلم بأنواعه المختلفة فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهو واجب مستمر من المهد إلى اللحد.
وواصل: وفي ديننا، يُطلب العلم مهما كان بعيدًا، حتى لو كان في الصين، وفي ديننا نحترم التخصص وأهل الخبرة، قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". فأهل الذكر في الطب هم الأطباء، وأهل الذكر في الهندسة هم المهندسون وهكذا.وفي ديننا، التعليم متاح للجميع، وليس حكرًا على الأغنياء أو على فئة دون أخرى، وفي ديننا هناك بون شاسع بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، قال الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات". وفي الإسلام، أجر العلم النافع لا ينقطع بوفاة صاحبه، بل يمتد إلى يوم القيامة، كما قال النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
واستطرد: وفي ديننا ومن عظمة اهتمام الإسلام بالعلم، أن الله سبحانه وتعالى أباح لنا أكل الصيد الذي جاء به الكلب المُعَلَّم، ولم يبح لنا أكل الصيد الذي جاء به الكلب العادي، في إشارة إلى قيمة التعليم حتى في عالم الحيوان، وفي ديننا أيضًا، فإن مخلوقات الله، من الملائكة، والحيتان في البحار، والدواب، وغيرها تستغفر لطالب العلم، وتدعو للعالم، تقديرًا لما يحملونه من نور المعرفة الذي ينفع البشرية جمعاء.
العلوم الدينية والحديثة.. تكامل لا تناقض:استشهد الشيخ الدكتور أحمد علي سليمان بقول الإمام المجدد التركي الراحل الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، الذي أكد ضرورة الجمع بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة، لأن الاقتصار على العلوم الشرعية فقط قد يُبقي الإنسان بعيدًا عن الواقع، بينما يواجه دارس العلوم الحديثة خطر الغرور إذا لم يقترن علمه بالدين.
وأشار إلى تجربته في تدريب أكثر من 6000 إمام وداعية في مصر ودول أخرى، موضحًا أنه كان يحرص على توجيههم للاطلاع على مبادئ العلوم الحديثة والعصرية بجانب العلوم الشرعية؛ حتى يتمكنوا من فهم الواقع بشكل أعمق وأدق ومن ثم تقديم خطاب ديني يتناسب مع متطلبات العصر.
كما شدد على أهمية إجادة الدعاة والمربين لمهارات التأثير والفعالية ومهارات التنمية البشرية، فضلا عن لثلاثة أمور رئيسية:
1. حُسن فهم النص الديني.
2. حُسن فهم الواقع.
3. حُسن تنزيل النص الديني على الواقع.
وأكد أن الإسلام دين عالمي وخاتم، صالح لكل زمان ومكان، وأن الله جعل فيه قوة ذاتية تضمن تجديده واستيعابه للتطورات والمستجدات في كل زمان ومكان وحال.
أهمية الخط العربي في حفظ القرآن ونقل العلوم
بعد استراحة قصيرة، استأنف الدكتور أحمد علي سليمان حديثه بجلسة خاصة حول **الخط العربي، موضحًا أنه كان وسيلة لحفظ القرآن الكريم وتدوينه عبر العصور.
وبين أن الخط العربي ينقسم إلى نوعين:
1. الخط الجامد: مثل أنواع الخط الكوفي والهندسي، الذي يكتب بالقلم والمسطرة.
2. الخط المرن: مثل الرقعة والنسخ والديواني والفارسي والثلث، الذي يمتاز بجمالياته الفنية.
كما تناول بعض الأخطاء الشائعة في الكتابة، مثل:
- عدم الالتزام بالسطر بالصعود فوق السطر أو النزول تحت في الكتابة.
- عدم تناسق الحروف فبعضها يُكتب بشكل كبير جدا وبعضها صغير للغاية.
- المسافات غير الصحيحة بين الكلمات والمقاطع داخل الكلمات.
- خلط أنواع مختلفة من الخطوط في نص واحد.
وأكد أن الخط العربي هو مأثر عظيم من مآثر حضارة الإسلام، شرفه الله بكتابة القرآن العظيم، والخط الحسن يزيد الحق وضوحًا، موضحًا أن إتقان الخط العربي يعزز الفهم الصحيح للنصوص الإسلامية ويسهم في تطوير مهارات الطلاب، ودعا إلى التوسع في تعليم الخط العربي في معاهد إندونيسيا، وأعرب عن تبرعه بتدريسه لهم عبر التقنيات الحديثة.
وفي ختام الجلسة، قام الدكتور أحمد علي سليمان بكتابة اسم "دار النجاح الثاني" بخطه الجميل على لوحة تذكارية، كما قدّم تمرينات عملية على على السبورة بالخط العربي، شارحا قواعد وموازين ومبادئ خط الرقعة باعتباره أيسر الخطوط والبوابة الأولى لتعلم الخطوط مما لاقى إعجاب الحاضرين.
ختام الزيارة والدعاء بالبركة والتوفيقاختتم الدكتور أحمد علي سليمان محاضرته بالدعاء أن يبارك الله في معهد دار النجاح، وأن يرحم مؤسسه، ووأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، وأن ينفع الله بالعلم الذي يُنشر فيه، ويحفظ الأمة الإسلامية من الفتن، ويرزقها العلم النافع والعمل الصالح، ويجعل القرآن العظيم نورًا في قلوب المسلمين.