معسكرات معادية في خاصرة العراق
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تعد القاعدة T22 أو (Tower 22) من أخطر القواعد الأمريكية المنتشرة في الأردن، والتي يزيد تعدادها في المملكة الهاشمية على 16 قاعدة، ذلك لأنها تتموضع في موقع حدودي يلتحم تماماً مع الحدود العراقية والسورية المشتركة.
في منطقة تُعرف باسم (الركبان)، وهي صحراء قاحلة شاسعة شهدت ذات يوم ظهور معسكر على الجانب السوري لتنظيم داعش في عام 2014 بإشراف وتمويل الولايات المتحدة، التي اختارت هذا الموقع الإستراتيجي منذ البداية لأنه يمنحها التحكم بالنافذة الجغرافية المثالية لضخ وتسليح دفعات من المجاميع الارهابية إلى القرى العراقية والسورية القريبة من تلك القاعدة الشيطانية، التي لا تبعد كثيراً عن حامية التنف في سوريا (20 كيلومترا فقط)، ولا تبعد كثيراً عن قاعدة عين الأسد في العراق (10 كيلومترات فقط).
وفي هذه القاعدة نظام مراقبة متطور جداً يعرف باسم برنامج أمن الحدود (the Border Security Programme) وهو في الحقيقة نظام متقدم للتجسس والاستطلاع العميق يشرف على تنظيم عمليات التسلل نحو الأراضي السورية أو نحو الأراضي العراقية. .
يقتصر دور الجيش الأردني على الدعم والتموين اللوجستي لهذه القاعدة. ومع ذلك، فإن التواجد الأمريكي المكثف في الأردن تسبب بإثارة غضب العشائر الذين نظموا بالفعل مظاهرات حاشدة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بسبب الضحايا المدنيين في الصراع الذي أدى بالفعل إلى استشهاد أكثر من 26000 فلسطيني. آخذين بعين الاعتبار أن ثلاثة ملايين من سكان الأردن البالغ عددهم 11.5 مليون نسمة هم من الفلسطينيين. وقد تهدد الاضطرابات واسعة النطاق حكم الملك عبد الله الثاني، الحليف الحميم للولايات المتحدة والصديق المخلص لإسرائيل. .
اللافت للنظر ان حكومة الأردن نفت وجود هذه القاعدة فوق أراضيها بعد الهجوم الذي استهدفها بطائرات مسيرة. الأمر الذي اضطر البنتاغون إلى تكذيب مزاعم الأردن والتأكيد على وجودها فوق الأراضي الأردنية، وهذا ما لا تستطيع الأردن انكاره. وسبق للأردن ان أنكرت قيامها بتجهيز الأسواق الاسرائيلية بالفواكه والخضروات ثم تكفلت الصحف الإسرائيلية بنشر قوائم بأسماء الشركات الأردنية الممولة لأسواق تل أبيب. ربما لا يعلم العاهل الأردني ان حبل الكذب قصير مهما طال. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هل المواجهة القادمة في العراق؟
مارس 2, 2025آخر تحديث: مارس 2, 2025
محمد حسن الساعدي
الدعوات التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة الامريكية “دونالد ترامب” بعد توليه الرئاسة أثارت موجة غضب كبيرة في العالم، إذ دعا وبشكل مفاجئ وصادم ان الولايات المتحدة ستتولى ملكية قطاع غزة (طويلة الاجل)في فلسطين وتحويله الى منتجع كبير جديد، والذي تحولت الى مدينة أشباح بعد حرب الابادة الجماعية التي مارسها الكيان الصهيوني ضد هذه المدينة التاريخية، والذي لقى اعتراضات وادانة واسعة من العالم وفي مقدمتها الامم المتحدة والتي اعتبرته تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينيين فيما يؤكد ترامب بانتفاء الحاجة لقوات امريكية في غزة، لان أكثر من مليون ونصف فلسطيني سيخرجون طواعية منها، وهو امر لن يمكن تحقيقه وسط هذا الواقع لان أهل غزة لن يغادروا طواعية وهم متشبثون بارضهم ومنازلهم ولا يمكن طردهم الا بالقتل والابادة الكلية لهم.
مثل هذه الخطوات التي تسعى اليها الادارة الامريكية سيخلق لها حالة من التمرد في العالم والشرق الأوسط تحديداً، والتي ربما ينتهي بالمواجهة يوماً ما والتي بالتأكيد ستكون أكبر من حرب العراق ولكن هذه المرة على نطاق اوسع، والتي ستدفع فيها الولايات المتحدة أثمان باهضة عن كل ما ارتكبته من حروب خاضتها القوات الامريكية سابقاً.
الرئيس ترامب لا يريد أن يدخل هذه التجربة مرة أخرى وان استخدام الجيوش تجربة كبدته خسائر كبيرة، إذا ما قارناها بالحرب على العراق والتي كلفت أكثر من 728 مليار دولار وأسفر عن مقتل اكثر من 4500 جندي امريكي وإصابة اكثر من 32 الف آخرين، لذلك هو يلجأ الى خيار آخر وهو السردية في جعل مدينة غزة منتجع سياحي، وهو امر لا يمكن تحقيقه لأنه غير واقعي ولا يمكن تطبيقه على ارض الواقع.
حركة حماس التي تم انتخابها في عام 2006 تحضى بدعم شعبي واضح في غزة وعموم المدن الفلسطينية، وأن المواطن الغزاوي على استعداد للقتال الى جانب مقاتلي حماس، لان الهدف المشترك هو محاربة الابادة التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ضد الابرياء العزل في غزة، وهذا الامر راسخ في المجتمع منذ ذلك الحين، وخصوصاً وان الكيان الاسرائيلي قتل اكثر من 64 الف شخص، ودرجة العداء الذي يحمله اهل غزة على الكسان الصهيوني والداعمين له من واشنطن وغيرها من دول كانت تدعم إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل، لذلك أصبحت حماس الصوت المنادي بحقوق الشعب الفلسطيني والحامي والمواجه الاول للعدوان الظلام عليهم، وهذا ما انعكس على ارتفاع درجة التعاطف معها.
حرب الابادة الجماعية في غزة قد تخلّف أثاراً كارثية على المشهد الاجتماعي في فلسطين، وتترك أثراً إيجابيا على معادة الصهاينة جيلاً بعد جيل ليس فقط على إسرائيل بل على الولايات المتحدة نفسها، وهذا ما حذر منه قادة الاستخبارات الامريكية ونصحوا به قيادة البيت الابيض، فخطة ترامب من شانها أن تجعل واشنطن العدو الاول في الشرق الاوسط، مما قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة ويؤثر على العلاقة مع مصر والاردن خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع ملك المملكة الاردنية الهاشمية مع ترامب والذي مثل فشلاً في إدارة الازمة من قبل الادارة الامريكية، وضعف في الموقف العربي عموماً.
الشعب الامريكي مطالب الآن اكثر من أي وقت مضى في رفض مثل هكذا مطالب تؤثر على سمعة الولايات المتحدة في العالم، وتجعل الحرب مفتوحة مع الجميع ،ويصبح الشرق الاوسط ساحة حرب وجنائز اموات متحركة لا يمكن إيقافها، كما على الولايات المتحدة الخروج فوراً من سوريا والعراق بدل ان تكون هدف سهل للمواقف الشعبية فيها.