أكد عدد من المثقفين العرب أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يعبّر عن الثقافة فى مصر «قلب العروبة النابض». وقال الكاتب الأردنى حسين دعسة، مستشار وزارة الثقافة الأردنية: «معرض القاهرة للكتاب أفضل استثمار ثقافى عربى فى المنطقة العربية كلها وأفريقيا، لأن التاريخ الذى وصل إليه والإنجاز، وطريقة الأداء والتخطيط ترتقى لأن يكون أكاديمية فى مجال صنع الثقافة وتقديم البعد الحضارى فى رعاية الكتاب ورعاية دور النشر، فضلاً عن البرنامج الذى يرافق مثل هذه الفعاليات».

وأضاف لـ«الوطن»: «يجب أن نُدرك أن معرض القاهرة يضم فى عروضه ليس فقط الكتب وإنما الفنون والتراث الشعبى ويكون فاتحة مهمة جداً لترويج الإبداعات الجديدة والإبداعات الرقمية، وهذه هى أهمية المعرض، قياساً لمعارض كثيرة تُقام فى المنطقة، فمعرض القاهرة ليس صورياً بقدر ما هو أهم المرتكزات فى الحياة الثقافية بمصر ونحن فى الأردن نعتز بمشاركتنا وبأدائنا وقدرتنا على تقديم ما نريد من خلال معرض القاهرة».

وتابع: «المعرض إنجاز يُحسب لهيئة الكتاب، ورغم كل الأزمات والظروف المعيشية التى تحدث فى العالم، فإن مصر تُصر على ترك بصمة مهمة فى القطاع الثقافى على مستوى العالم».

وقال «دعسة»: «المعرض فرصة للالتقاء وتقديم الأعمال الثقافية وفرصة لتعليم الأجيال، ولتقديم رؤية عربية من خلال المعرض، فالعرب ما زالت لهم ثقافة مؤثرة، وعندما نرى هذه الأعداد الكبيرة تأتى باسم الكتاب فهذا إنجاز مهم جداً، سواء كان الكاتب المصرى أو العربى أو العالمى، وعلينا ألا نقيّم المحتوى بقدر ما نقيّم الظاهرة، وأن ندرس كل ظاهرة تحدث فى معرض القاهرة، فالمعرض دليل على ما يفكر فيه العالم وكيف يفكر الطفل المصرى، وعلينا أن نقوم بدراسات وأبحاث حول هذه الأمور، والمعرض سلاح المستقبل رديف للثقافة الناعمة فى مصر والدول العربية».

وأكد الكاتب الفلسطينى نافذ الرفاعى أن المعرض يفوق التوقعات، ويحصل على تقييم الممتاز على جميع المستويات، سواء على مستوى التنظيم أو المعروضات، مشيداً بالوجود الفلسطينى فى المعرض، سواء على مستوى المعرض رسمياً من خلال الفعاليات والندوات والأنشطة والفنون المقدّمة، أو على المستوى الشعبى، لأن فلسطين كانت حاضرة فى قلوب المصريين، وفى جناح فلسطين رأينا الطلائع يرسمون الأعلام الفلسطينية على وجوههم وأيديهم، وكان واضحاً التضامن المصرى والشعبى، علاوة على تضامن المثقفين مع قضية الشعب الفلسطينى.

وقال «الرفاعى» إن معرض هذا العام حدثت به نقلة نوعية وتطور، مضيفاً: «أنا أحضره على مدار سنوات، وكل عام يشهد المعرض تطوراً جديداً، وهذا العام أكثر تنظيماً وأكثر نظافة وأكثر عروضاً، كما رأينا إقبالاً موازياً على الشراء، وهنيئاً لمصر بأكبر تظاهرة ثقافية عربية، وفعلاً هذه الظاهرة الثقافية العربية هى عبارة عن احتفال ضخم بملايين الزائرين، وهو ما يؤكد أن مصر ما زالت هى القلب النابض للعالم العربى فكرياً وثقافياً وإنسانياً».

وقالت الروائية الإماراتية ميسون صقر: «أقدم الشكر للفريق الرائع، ولكل من أسهم فى هذا المعرض، الذى يضاهى معارض الكتب فى دول العالم، بل ويتفوق عليها، وتهانينا لمصر ولقيادة معرض القاهرة الدولى للكتاب ولدور النشر والزائرين، جميعهم يستحقون الشكر بلا مواربة، ففى بعض معارض الكتب الدولية نجد هناك فقط الشكل أو الديكور، ولكن هنا فى القاهرة كان الحضور بالناس والمشاركين والأطفال والتفاعل العربى والوجود العربى والأسعار كانت معقولة جداً وفى متناول الجميع، وتفاجأت بزحمة المعرض من كثرة القادمين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب

إقرأ أيضاً:

مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع.. صرح ثقافي واعد

 

 

تأسَّس المركز بأفكار شبابية من أبناء المحافظة بدافع أساسي يتمثل في إنشاء مؤسسة ثقافية تُعنى بالموروث الثقافي والأدبي وإحياء الإرث الثقافي العُماني

 

د. سالم عبدالله العامري

 

يُعدُّ مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع أوَّل مركز ثقافي أهلي في محافظة ظفار تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومختص في مجال الفكر والثقافة والإبداع، يهدف لتعزيز الوعي والتنوع الثقافي والتواصل الفعال بين مختلف شرائح المجتمع؛ من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج: التعليمية، والفنية، والثقافية، والترفيهية. كما يسعى المركز لأن يكون مرجعية ثقافية للمجتمع يشجع على الابتكار والإبداع وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وإذكاء روح البحث والابتكار ومواكبة التطور السريع؛ بما يُحقِّق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" في بناء منظومة شراكة مجتمعية مؤسسية مُتكاملة، تعزِّز الهُوية والمواطنة والترابط والتكافل الاجتماعي، واستثمار مُستدام للتراث والثقافة والفنون.

يُباشر المركز مهامه وأنشطته من مدينة صلالة بمحافظة ظفار؛ كونها تضم مجموعة من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والتعليمية المختلفة، والأندية الثقافية والرياضية والشبابية المتعددة التي تُشكِّل نواة العلم والثقافة والأدب في المحافظة، ونقطة تجمُّع والتقاء المبدعين والناشطين من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي والبيئي من داخل المحافظة وخارجها.

تأسَّس المركز بأفكار شبابية من أبناء المحافظة، كان دافعُها الأساسي هو إنشاء مؤسسة ثقافية تُعنى بالموروث الثقافي والأدبي وإحياء الإرث الثقافي العُماني، ويكون لهذه المؤسسة أو المركز حضور فعلي وحيوي على المستويين المحلي والإقليمي، وهكذا بدأ مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع.

تَشرفتُ بالانضمام إلى هذا المركز الأهلي بعد أن تلقَّيت دعوة واتصال من رئيس المركز لحضور لقاء تشاوري وجلسة نقاشية للوقوف على الرؤية والأهداف الإستراتيجية والمقترحات التطويرية للمركز، وذلك برفقة عدد من الزملاء الكتَّاب والأدباء بالمحافظة، وكان لقاءً هادفاً وبنَّاءً خرج بتوصيات ومقترحات تطويرية وموجِّهات عمل مقترحة لتأسيس منظومة متكاملة من شأنها تعزيز الوعي والتنوع الثقافي والإبداعي في المحافظة والسلطنة بشكل عام.

إنَّ الدورَ الذي تقوم به المراكز الثقافية الأهلية هو بلا شك دور رائد وحيوي، ويؤدي رسالة نبيلة مضمُونها الاهتمام بالثقافة والإبداع، والمحافظة على مفردات الثقافة العُمانية المحلية والموروث الحضاري، وتوفير مناخ فكري واجتماعي مُناسب لمختلف شرائح المجتمع، واستثمار طاقاتهم لخدمة المجتمع المحلي في مختلف المجالات: الثقافية، والاجتماعية، والتعليمية، والبيئية. وعلاوة على ذلك تُسهم هذه المراكز الثقافية -بلا شك- في مدِّ جسور التواصل الحضاري والثقافي مع المراكز الثقافية والإعلامية المختلفة وتنمية الحوار بين الثقافات والحضارات محليًّا وعالميًّا.

وبناءً على ما سبق، يسعَى القائمون على مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع -من خلال تقديم المركز لأنشطته وبرامجه المتنوعة- إلى إحداث تغيير إيجابي يستهدف عموم شرائح المجتمع، خصوصاً فئة الشباب، وحملهم على العمل، وتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة، وتزويدهم برصيد علمي وثقافي وفكري يُسهم بصورة واضحة في تشكيل الملامح الحضارية للمجتمع العُماني وما تفرضه التنمية ومتطلبات الدولة العصرية الحديثة.

وعلى الرغم من الدور الذي تقوم به المراكز الثقافية في إحداث هذا التغيير والتطوير الإيجابي على المستوى الثقافي، والفكري، والعلمي، إلا أنها لا تزال تواجه الكثير من التحديات والصعوبات التي تحد من دورها في أداء رسالتها على أكمل وجه. وأبرز هذه التحديات: قلة توافر الإمكانات والوسائل المادية والبشرية، وضعف التنسيق والتواصل الحكومي فيما يتعلق بتحسين وتطوير أداء المراكز الثقافية، رغم وجود توافق مجتمعي وأهلي كبير ومقبول تحظى به المراكز الثقافية الأهلية في السلطنة، وبالتالي وجود بعض الداعمين من مختلف القطاعات الأهلية والخاصة، وبعض المؤسسات الحكومية التي تُعنى بالشأن الثقافي والاجتماعي والبلدي في المحافظات.

وختاماً.. إنَّ المراكز الثقافية يُمكنها أن تؤدي دورًا مهمًّا وحيويًّا في إحداث التغيير المنشود لتشكيل ملامح الجيل القادم، ورفع المستوى الثقافي والإبداعي وتوظيف التقنية الحديثة بما يحقق تنظيم وتطوير حراك ثقافي متنوع ومستدام محليًّا وعالميًّا.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. جامعة القاهرة تخترق حاجز أفضل 15 جامعة على مستوى العالم في تخصصي الصيدلة والسموم
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تعلن فتح باب التسجيل للعارضين الراغبين في الاشتراك بمعرض ديارنا مارينا بالساحل الشمالي
  • التضامن تعلن فتح باب التسجيل للعارضين الراغبين في الاشتراك بمعرض ديارنا مارينا بالساحل الشمالي
  • «التضامن» تعلن فتح باب التسجيل بمعرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالساحل الشمالي
  • في القاهرة وموسكو.. افتتاح معرض "ألوان روسية مصرية" الخميس
  • مناظرة بين الديمقراطيين والجمهوريين تفجر صدمات للعرب والشرق الأوسط
  • مركز ظفار للثقافة والتراث والإبداع.. صرح ثقافي واعد
  • مصر للطيران ضمن قائمة أفضل شركة طيران على مستوى العالم.. فيديو
  • مصر للطيران ضمن أفضل قائمة الـ 100 شركة طيران على مستوى العالم
  • تقرير أمريكي: تجارة الحوثيين بالمخدرات تغذي عدم الاستقرار في اليمن والشرق الأوسط