الإصلاحات الهيكلية تعيد التوازن للاقتصاد الوطني.. وتراجع في مؤشرات السلع الرئيسية
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
واصلت الحكومة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية فى الاقتصاد الوطنى؛ لإعادة التوازن مرة أخرى للأسواق، وظهرت بشائرها فى انهيار السوق السوداء وتراجع مؤشرات السلع الرئيسية. وقال حسام عيد، الخبير الاقتصادى، إنّ الإصلاحات الهيكلية دعمت الاقتصاد المصرى بقوة لمواجهة الأزمات العالمية والصدمات الخارجية، مشيراً إلى أن الصناعة وزيادة الإنتاج هما السبيل الوحيد لتخفيف حدة الأزمات المتعاقبة على الاقتصاد الوطنى.
وتابع «عيد»، لـ«الوطن»، أن الأزمات الاقتصادية العالمية المتعاقبة والسريعة، بداية من جائحة كورونا مروراً بالحرب الروسية - الأوكرانية، ثم الحرب على غزة، فضلاً عن التوترات السياسية، انعكست سلباً على أداء الاقتصاد العالمى، بصفة عامة من خلال ارتفاع تكاليف إنتاج السلع والخدمات الأساسية ما ترتب عليه انخفاض كبير من الكميات المعروضة ونقص فى الإمدادات، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار أغلب السلع الأساسية والخدمات عالمياً، وبالتالى دفعت الأزمة معدلات التضخم نحو الارتفاع المتزايد وتسجيل مستويات قياسية على مدار الثلاث سنوات الماضية.
وأضاف: «الأزمات ألقت بظلالها على الاقتصاد المصرى، ما تطلب ضرورة اتخاذ القرارات والإجراءات التى سوف تخفض حدة الأزمة على الاقتصاد المصرى، ومن أهم هذه الخطوات الإصلاحية اللازمة للعبور الآمن من هذه الأزمة المزيد من دعم المنتج المصرى فى جميع القطاعات الإنتاجية وذلك لزيادة الإنتاج وتخفيض الفاتورة الاستيرادية، ما قد يترتب عليه مزيد من الاستقرار المالى بالموازنة العامة للدولة، والمزيد أيضاً من انخفاض نسبة الدين الخارجى للناتج القومى الإجمالى».
وأوضح الخبير الاقتصادى أن العمل على اتباع قاعدة سعر صرف أكثر مرونة، وتوفير كميات مناسبة من النقد الأجنبى بالقطاع المصرفى الرسمى المصرى يقضى على السوق السوداء، ويحد من عمليات المضاربة التى يترتب عليها استمرار ارتفاع سعر الدولار وبالتالى ارتفاع معدلات التضخم.
وأكد بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، أن الوصول إلى سعر صرف مرن، وتوفير كمية من النقد الأجنبى سوف يترتب عليه استقرار سعر الصرف واستقرار أغلب أسعار السلع التى تعتمد فى إنتاجها على استيراد مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، ما يترتب عليه مزيد من التدفقات النقدية لرؤوس الأموال الأجنبية التى سوف تضخ فى الاستثمار المباشر وغير المباشر أيضاً، موضحاً أن الاقتصاد المصرى يحظى بالعديد من المقومات التى تجعله قادراً على النهوض رغم الأزمات العالمية والأحداث التى تشهدها المنطقة.
وكشف الخبير المصرفى سامح هليل عن أنّ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية، التى تبنتها الدولة المصرية فى 2016، زادت من قوة وصلابة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات العالمية، وأوضح أن أزمة الدولار فى مصر كان تأثيرها واضحاً بسبب السوق الموازية وعمليات المضاربة، إلا أنها شهدت على مدار الساعات الماضية هبوطاً حاداً أمام الجنيه، مع وجود مؤشرات قوية أن هذا الهبوط سيستمر إلى أن يقترب من السعر الرسمى، مؤكداً أن سعر الدولار فى السوق السوداء لا يعكس السعر الحقيقى والعادل للدولار مقابل الجنيه، وهذا الهبوط كان متوقعاً وسعر الدولار فى السوق السوداء كان مجرد فقاعة.
وفيما يخص توقعات سعر الدولار خلال الفترة المقبلة، أشار إلى أن البنك المركزى المصرى قد يتبع سيناريو مماثلاً لتعويم الجنيه الذى تم فى عام 2016، عن طريق تسعير الدولار بسعر متوسط بين السعر الرسمى وسعر السوق السوداء وترك العرض والطلب لتحديد السعر الحقيقى للدولار، بالإضافة إلى ضخ كمية كبيرة من العملة الأمريكية فى السوق عن طريق البنوك، بما قد يسهم فى استقرار سعر الدولار، أما الخيار الثانى الذى يمكن أن تلجأ إليه الدولة، فهو إطلاق سعر الدولار ليتحدد بواسطة قوى العرض والطلب دون التدخل الحكومى.
وأشار «هليل» إلى أن سعر السوق السوداء للدولار ليس موثوقاً به، ولا يمكن الاعتماد عليه فى تحديد السعر الحقيقى نظراً لعدم وجود معايير حقيقية لتحديد حجم العرض والطلب، وأن هناك عوامل أخرى تؤثر فى تحديد السعر من بينها الإرهاب الاقتصادى الذى يهدف لضغط الاقتصاد المصرى من خلال جمع الدولار بأسعار مرتفعة بهدف تحقيق أرباح سريعة، لافتاً إلى ضرورة فرض قيود على استخدام النقد الأجنبى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدولار الذهب الدهب الإصلاحات الهیکلیة الاقتصاد المصرى السوق السوداء سعر الدولار یترتب علیه إلى أن
إقرأ أيضاً:
وحدة التنمية المستدامة بالبيئة: الاقتصاد الدائري أحد الركائز الأساسية لخفض الكربون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرحت المهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة البيئة، بأهمية انعقاد الفعاليات التى تقوم بها وزارة البيئة لنشر الاقتصاد الدوار بين مختلف القطاعات للخروج برؤى وأفكار بناءة وانطلاقة جديدة لوضع استراتيجية متكاملة للاقتصاد الدائري، موجهة الشكر لوزيرة البيئة والاستشاريين أثناء كلمتها على الجهد المبذول في الإعداد للاستراتيجية، والتي يتشارك في وضعها جهازى شؤون البيئة وجهاز تنظيم إدارة المخلفات.
وأوضحت صالح، أثناء كلمتها بالجلسة التشاورية للقطاعات المشاركة في الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، التى أعلنت عنها وزارة البيئة اليوم، أن الاقتصاد الدائري يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يهدف إلى تقليل الفاقد من الموارد من خلال إعادة الاستخدام والتدوير والاستخدام الأمثل للموارد، مما يسهم في الحد من التلوث، وإيجاد فرص عمل خضراء، ودعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون وأكثر كفاءة ومرونة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
وقد استعرض كوين راديمكرز، رئيس مؤسسة ACEN، اثناء مشاركته بالفاعلية، أن ملامح تطوير استراتيجيات الاقتصاد الدائري وخارطة الطريق الخاصة بها، والتي تبدأ بتعريف الاقتصاد الدوار وأهميته والقطاعات ذات الأولوية به، والنظر للدول التي تضع استراتيجيات وخارطات طريق للاقتصاد الدائري وخاصة في قارة أفريقيا منصر والمغرب وغانا ونيجيريا، بالإضافة إلى ضرورة وجود اهتمام سياسي بتطبيق هذا النوع من الاقتصاد، والذي يتضح في عدد من الإجراءات ومنها تشكيل لجنة تسيير وطنية تضم القطاعات والوزارات المعنية وأصحاب المصلحة، ووضع إطار حاكم، والتركيز على المشروعات المنفذة وأدوات القياس، والرؤية التمويلية التي تساعد على تنفيذ الإجراءات المطلوبة، والرؤية الاستثمارية المستقبلية.
حيث أعلنت وزارة البيئة اليوم عن افتتاح الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الجلسة التشاورية للقطاعات المشاركة في الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري بحضور كيرستين ديجي، رئيسة مشروع البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة "EU Green، GIZ"، وكوين راديمكرز، رئيس مؤسسة ACEN، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، وياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، والدكتور خالد قاسم مساعد وزيرة التنمية المحلية للتطوير المؤسسى ودعم السياسات والمهندس أحمد كمال مدير مكتب الالتزام البيئى باتحاد الصناعات وممثلي عدد من الوزارات المعنية كوزارات التجارة والصناعة والموارد المائية والري والكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى عدد من خبراء البيئة وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال.