شهدت السوق الموازية للدولار انهياراً كبيراً خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتراجع سعر الدولار فى السوق السوداء حوالى 27 جنيهاً، حيث سجل الدولار 50 جنيهاً مقابل 77 قبل يومين، وهو ما فسره اقتصاديون بأن السعر لم يكن عادلاً على الإطلاق، مؤكدين أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التراجع فى كافة السلع الغذائية، بعد أن شنت الجهات الرقابية حملات موسعة على تجار العملة لضبط السوق والسيطرة على المحتكرين.

وقال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد، إن تراجع سعر الدولار فى السوق الموازية خلال الـ3 أيام الماضية يرجع إلى الأخبار الإيجابية التى حلت على الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة، والتى تتمثل فى مشروع رأس الحكمة الذى يبشر بدخول أموال ضخمة إلى الخزانة المصرية وتوفير الاحتياطى النقدى، ما دفع الكثير من المضاربين إلى التخلص من حصيلتهم الدولارية، بالإضافة إلى تأكيد الاتحاد الأوروبى على حزمة تمويل استثمارية لمصر بقيمة 9 مليارات يورو، بجانب الحملات الأمنية المكثفة التى قامت بها الأجهزة الأمنية فى جميع أنحاء الجمهورية على تجار العملة وتجار الذهب للقضاء على الحلقات الوسيطة غير الشرعية فى أسواق الصرف.

وأضاف «العمدة»، لـ«الوطن»، أن «رفع سعر الفائدة ساهم بشكل كبير فى تراجع سعر الدولار فى السوق السوداء، وننتظر مزيداً من تراجع سعر الدولار بحيث لا يتجاوز 10% بأقصى تقدير زيادة عن سعر بيعه فى السوق الرسمية»، مشيراً إلى أن ذلك يعود على جذب الاستثمارات، وانتهاء المضاربة على سعر الدولار، والتخلص من تكدس البضائع فى الموانئ، وتراجع نسبة التضخم، لأن سعر صرف الدولار يتأثر بوجود التدفقات النقدية فى الدولة، والسياسات المالية والنقدية المستخدمة فى الدولة.

وأكد أحمد أبوعلى، الباحث والمحلل الاقتصادى، أن الانخفاض الملحوظ فى أسعار الدولار خلال الأيام القليلة الماضية هو الوضع الطبيعى الذى كان منتظراً أن يحدث من الدولة التى قامت بدورها الرقابى فى ضبط أسعار الصرف فى السوق السوداء وانتهاء حالة المضاربة. وأضاف «أبوعلى» أن حملات الضبط التى قامت بها الحكومة خلال الأيام الماضية ساهمت بشكل كبير فى انهيار أسعار الدولار فى السوق السوداء، ما ساهم فى تراجع أسعار العديد من السلع الغذائية الأساسية، متوقعاً استمرار انخفاض أسعار الدولار فى السوق السوداء إلى ما يقرب من 46 جنيهاً بينما يُتوقع أن يصل فى السوق الرسمية إلى ما يتراوح بين 40 و45 جنيهاً، وبالتالى تنخفض الفجوة بين السوق الرسمية والسوق الموازية لصرف العملات.

وأوضح أن تراجع سعر الدولار يعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ووجود وفرة دولارية فى الجهاز المصرفى، وبالتالى استيراد المواد الخام اللازمة لاستمرار المشروعات، مشيراً إلى أن مشروع التطوير العقارى وتصدير العقار يعمل على توفير المزيد من التدفقات الدولارية فى الخزانة المصرية، ويأتى على رأس هذا القطاع مشروع منطقة رأس الحكمة الذى زاد من القيمة الاستثمارية للمنطقة ويعمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات.

وأضاف أن الاستثمار فى مجال التنمية العمرانية والسياحية يعمل على توفير الحصيلة الدولارية، وتوافر العملة الأجنبية فى الأسواق يعمل على تراجع سعر الدولار فى السوق الموازية، ويوفر العديد من فرص العمل، ما يعمل على تشغيل الاقتصاد المصرى بالشكل الأمثل.

وأكد الدكتور وائل سلام، خبير الإدارة الاستراتيجية، أن الدولار سيواصل نزيفه، وسينخفض بشكل أكبر خلال الساعات القليلة المقبلة، ما ينعكس على أسعار السلع الغذائية فى الأسواق بالتراجع، موضحاً أن جهود الدولة لمجابهة تجار العملة أسفرت عن ضبط السوق وجعله أكثر اتزاناً.

وأضاف «سلام» أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من ضخ الاستثمارات فى السوق المصرية، أبرزها الإعلان عن مدينة رأس الحكمة فى الساحل الشمالى، إلى جانب المراجعة التى تمت من قبَل صندوق النقد الدولى، والتى من المرجَّح أن تمنح مصر ما لا يقل عن 7 مليارات دولار كقرض جديد، مؤكداً أن هذا القرض يُعد شهادة ثقة فى الاقتصاد المصرى.

وأكد أن مصر لن تسقط بفضل القيادة السياسية الرشيدة، والدولة المصرية دولة كبيرة ولا يمكن أن تهزها بعض التحديات العابرة، والفترة المقبلة ستشهد المزيد من جذب الاستثمارات الأجنبية، فى ظل مناخ داعم للاستثمار وتسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين المحليين والأجانب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدولار الذهب الدهب الدولار فى السوق السوداء السوق الموازیة المزید من یعمل على

إقرأ أيضاً:

الدولار والجنيه: حالة من عدم اليقين في سوق الصرف

الدولار والجنيه: حالة من عدم اليقين في سوق الصرف.. في مشهد يعبّر عن عدم الاستقرار الذي يعيشه السوق المالي المصري، تواصل أسعار الدولار الأمريكي تقلباتها الملحوظة أمام الجنيه المصري. فقد شهد يوم السبت، 28 سبتمبر 2024، اختلافات كبيرة في أسعار الصرف، حيث سجلت أسعار الدولار تباينًا ملفتًا، مع وصول سعر الشراء إلى 48.48 جنيه وسعر البيع إلى 48.62 جنيه، مما يعكس حالة من عدم اليقين والتذبذب في سوق العملات.

الدولار والجنيه: حالة من عدم اليقين في سوق الصرف

تتعدد أسعار الدولار بين البنوك المصرية، حيث يظهر كل بنك تسعيراته الخاصة التي تعكس ديناميات السوق وتغيراته. في البنك الأهلي المصري، بلغ سعر الدولار 48.31 جنيه للشراء و48.42 جنيه للبيع. بينما بنك مصر عرض الدولار بسعر 48.49 جنيه للشراء و48.59 جنيه للبيع. كما قدم البنك المركزي المصري سعر 48.28 جنيه للشراء و48.42 جنيه للبيع، مما يشير إلى تحركات السوق المتباينة.

البنك التجاري الدولي لم يكن بعيدًا عن هذه التغيرات، حيث سجل الدولار لديه 48.31 جنيه للشراء و48.42 جنيه للبيع. وفي بنك الإسكندرية، جاء سعر الدولار عند 48.30 جنيه للشراء و48.40 جنيه للبيع. هذه الفروق في الأسعار توضح مدى تباين السوق وتأثيرها على المتعاملين فيه.

يعتبر هذا التباين في أسعار الصرف مؤشرًا على ديناميات الاقتصاد المصري الذي يتأثر بعوامل متعددة مثل العرض والطلب، بالإضافة إلى التغيرات العالمية في أسعار العملات. تظل متابعة هذه التحركات في أسعار الدولار أمرًا حيويًا للمستثمرين والتجار، الذين يتطلعون لاستغلال الفرص المتاحة في ظل هذه الظروف المتقلبة.

إن استمرار هذه التغيرات يجعل السوق في حالة ترقب دائم، حيث يسعى المستثمرون إلى فهم العوامل المؤثرة والتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل. يبقى السؤال معلقًا: كيف سيتصرف الجنيه المصري أمام هذه التحديات، وما هي الخطوات المقبلة التي يمكن أن تتخذها الحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي في ظل هذه التقلبات الملحوظة؟

مقالات مشابهة

  • تراجع ملحوظ واستقرار في السوق.. سعر الدولار اليوم في البنوك اليوم 30 سبتمبر
  • الدينار والدولار.. سباق الصعود والهبوط في أروقة “سوق المشير”
  • غيث: ضعف الخدمات المصرفية هو سبب توسع عمليات السوق الموازية لبيع العملات
  • هويدي: إغلاق السوق الموازية سيؤدي إلى بيع العملة بشكل سري وهو أشد خطورة على الاقتصاد
  • العرفي: نتوقع بعد الاتفاق بشأن المركزي البدء بسياسة تقوية الدينار أمام الدولار
  • تقلبات الدولار: الجنيه المصري يواجه تحديات جديدة
  • الدولار والجنيه: حالة من عدم اليقين في سوق الصرف
  • تراجع ملحوظ في أسعار الذهب في مصر: ضغوط اقتصادية تؤثر على السوق
  • تراجع ملحوظ في أسعار الذهب بمصر: هل يستمر الانخفاض؟
  • تراجع مفاجئ في أسعار الذهب بمصر: السوق تعكس تقلبات اقتصادية عالمية