عُمان والكويت.. شراكات المستقبل الصلبة
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يحل اليوم صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ضيفا كبيرا على سلطنة عمان وعلى سلطانها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- حينما يبدأ زيارة «دولة» هي الأولى من نوعها لسلطنة عمان منذ أن تقلد سموه مسند الإمارة في دولة الكويت الشقيقة.
وتؤكد الزيارة التي تحتفي بها سلطنة عمان قيادة وشعبا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والتقارب المستمر بين الشعبين اللذين يتحدان في طموحاتهما نحو المستقبل المزدهر ويشتركان في نظرتهما للكثير من القضايا المصيرية للأمة العربية.
إن العلاقة التي تربط سلطنة عمان بدولة الكويت علاقة مميزة، كانت على الدوام علاقة تنمو وتتطور وفي الوقت نفسه تزداد قوة وصلابة وتماسكا، وكشفت الأحداث التاريخية خلال الخمسين سنة الماضية استعداد كل من عُمان والكويت لبذل أقصى الطاقات من أجل أن تبقى تلك العلاقة على قوتها وصلابتها محافظة على المبادئ والقيم التي تأسست عليها عبر الزمن.
وفي عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد تذهب هذه العلاقة نحو مزيد من التقارب وبناء الشراكات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهي شراكات تعزز العلاقات الأخوية الراسخة وتساهم في تحويلها إلى مشاريع ذات عائد اقتصادي ملموس من شأنه أن ينعكس إيجابا على رفاه البلدين.
ويمكن أن نقرأ حرص القيادتين العمانية والكويتية على تأكيد تلك الشراكة أمام الجميع حينما نرى أن عاهلي البلدين الشقيقين سيتشاركان في افتتاح مصفاة الدقم يوم غد في تأكيد على أن المرحلة القادمة من عمر البلدين مرحلة تحولات كبرى في الجانب الاقتصادي وفي جانب الشراكات الاستراتيجية. ومشروع المصفاة أحد أضخم المشاريع المشتركة بين البلدين ويؤسس لمرحلة قادمة من الاستثمار وتشغيل رؤوس الأموال في مشاريع ذات مردود اقتصادي واعد.
ورغم أهمية هذا المشروع إلا أن زيارة أمير الكويت من شأنها أن تساهم في الدفع بالكثير من المشاريع الاقتصادية بين البلدين إضافة إلى المشاريع الثقافية والاجتماعية.
وتمتلك كل من سلطنة عمان ودولة الكويت رصيدا كبيرا من الخبرة في بناء المشاريع الثقافية التي يمكن تبادلها في طريق تطويرها وتعزيز عائدها الاقتصادي والاجتماعي.
وفي سياق الحديث عن تقارب وجهات النظر بين البلدين لا يمكن تجاوز المواقف الثابتة والصلبة لكل من سلطنة عمان ودولة الكويت من القضية الفلسطينية وهي نظرة قائمة على قراءة حقيقية وتاريخية للقضية ومساراتها دون تحويل القضية إلى بعد براجماتي ينظر كل طرف إلى حجم الاستفادة منه. حيث تنطلق نظرة عُمان والكويت للقضية الفلسطينية من مبدأ ثابت لا يتزعزع حول حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولته المستقلة وأن يكون للشعب الفلسطيني كل الحقوق التي تتمتع بها شعوب العالم وفي مقدمتها حق العيش والكرامة الإنسانية.
لا شك أن الزيارة سوف تفعِّل الكثير من مسارات التعاون القائمة بين البلدين وتزيد من سقف الطموحات في شراكات استراتيجية كبرى تصنع مسارات المستقبل وتحقق آمال الشعوب التواقة للتقارب العربي- العربي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بین البلدین سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
3 اتفاقيات استراتيجية لدعم شبكة السكك الحديدية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات
احتفلت حفيت للقطارات، اليوم ، بفندق راديسون بلو صحار بالتوقيع على 3 اتفاقيات، وهي اتفاقية تجارية طويلة الأمد مع شركة إمستيل لنقل وتصدير المواد الخام من سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى عقدين رئيسيين مع كبرى الشركات العالمية، وهما شركة لارسون وتوبرو (L&T)، وشركة باور تشاينا لتصميم وبناء مرافق السكك الحديدية في سلطنة عُمان، ومع المجموعة الوطنية الصينية المحدودة للسكك الحديدية (CRRC) لتوريد أسطول عربات الشحن.
وتُعد هذه الاتفاقيات خطوة مهمة في تنفيذ مشروع الربط بالسكك الحديدية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وستُسهم بشكل كبير في تعزيز قدرة النقل الفعّال والمستدام في المنطقة، مما يضمن تسهيل مرور حركة البضائع ذات السعة العالية، إضافة إلى تحقيق كفاءة لوجستية متكاملة تدعم النمو الاقتصادي المستدام في البلدين، وذلك في إطار التزامها المستمر بتطوير شبكة سكك حديدية عالمية المستوى تسهم في تعزيز التجارة الإقليمية وسلاسل الإمداد.
وأكد المهندس عبدالرحمن بن سالم الحاتمي، نائب رئيس مجلس إدارة حفيت للقطارات والرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، أن توقيع هذه الاتفاقيات يأتي استكمالًا لبقية الأعمال المرتبطة بمشروع السكك الحديدية الطموح، وتعزيز إمكانياته الفنية والتجارية، والربط الفعّال بين الصناعات والمنتجات المحلية والأسواق الإقليمية، كما تهدف الاتفاقيات إلى تعزيز الربط اللوجستي بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهي خطوة مهمة نحو تعزيز كفاءة وتنافسية الشبكة اللوجستية المتكاملة، مما يسهم بشكل فعّال في دفع النمو الاقتصادي وإيجاد الفرص التجارية في كلا البلدين الشقيقين.
من جانبه، قال سعادة المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل: "تمثل هذه الاتفاقية محطة رئيسية في مسيرة أعمال إمستيل، حيث تضمن إمدادات موثوقة ومستدامة للمواد الخام اللازمة لوحدة إنتاج الأسمنت لدينا، كما تعكس التزامنا الراسخ بالاستدامة والتميز التشغيلي، وتعزز من علاقات التعاون الاقتصادي المتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، ومن خلال توظيف الموارد والبنية الأساسية الإقليمية بكفاءة، تؤكد هذه الشراكة قدرتنا المشتركة على دفع عجلة النمو الصناعي وترسيخ أسس واعدة لمستقبل أكثر استدامة وازدهارًا".
وقالت المهندسة مشاعل بنت سالم البحرية، مديرة التصميم المدني بحفيت للقطارات: "المشروع يعد الأول من نوعه في المنطقة كأول سكة حديد تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، تحديدًا من مدينة أبوظبي إلى مدينة صحار، وللمشروع بعدٌ استراتيجي قوي جدًا، خاصة أنه سيسهم بشكل كبير في تكامل المنظومة اللوجستية في البلدين، كما سيسهل المشروع نقل البضائع والركاب".
وأضافت البحرية: "تم سابقًا توقيع اتفاقيات تمويل مع مختلف البنوك المحلية والإقليمية والدولية، وتم الانتهاء من التوقيع على مناقصات الأعمال المدنية، إضافة إلى مناقصات أنظمة التحكم والاتصالات، ومناقصة توريد القاطرات، واليوم، نكمل توقيع آخر العقود المتبقية لإكمال هذا المشروع، ومن ضمن هذه العقود عقد تصميم وإنشاء المرافق، إضافة إلى توريد قاطرات شحن البضائع، كما تم الاحتفال بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية لتعزيز الملاءة التجارية لهذا المشروع المهم، وتمكينه من رفد الاقتصاد الوطني في البلدين".
اتفاقية تجارية مع "إمستيل"
وتجسد اتفاقية الشروط الرئيسية الموقعة بين حفيت للقطارات وشركة إمستيل، إحدى الشركات الرائدة في تصنيع الحديد ومواد البناء، تحقيق المستهدفات الطموحة لـ"رؤية عُمان 2040" والاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات "مشروع 300 مليار"، لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق المحلية والإقليمية على المواد الأولية عالية الجودة.
كما تمثل هذه الاتفاقية الشراكة القوية والتعاون الاقتصادي المتنامي لضمان نقل الحجر الجيري والصخر الأحمر من سلطنة عمان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحجم كمي يقدر بـ4.2 مليون طن سنويًا تمتد لمدة 15 عامًا قابلة للتمديد، وتدعم هذه الشراكة استدامة سلاسل الإمداد وتقليل مخاطرها وتحقيق النمو الصناعي مع الالتزام بالمسؤولية البيئية.
كما يشمل العقد الموقع بين حفيت للقطارات وشركتي "لارسون وتوبرو" وشركة "باور تشاينا" تصميم وبناء مرافق السكك الحديدية في البريمي وصحار، حيث سيتم تصميم هذه المرافق اللوجستية لتتعامل بكفاءة عالية وفق أفضل معايير الخدمة في مناولة مختلف الشحنات، كالمواد السائبة والحاويات والشحنات غير المعبأة، كما سيتم تجهيز محطة صحار لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح للقطارات وعربات الشحن، مما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية طويلة المدى، والربط اللوجستي الفعّال بين مراكز التصنيع والأسواق العالمية.
ويهدف العقد الموقع بين حفيت للقطارات والمجموعة الوطنية الصينية المحدودة للسكك الحديدية (CRRC) إلى تصميم وتوريد أسطول من عربات الشحن عالية الأداء، لتمكين حركة الشحن لمختلف أنواع البضائع والحاويات عبر شبكة حفيت للقطارات، وتعكس هذه الشراكة الالتزام بالابتكار والتميز والتطوير المستدام في قطاع النقل بالسكك الحديدية.
وتأتي هذه العقود استكمالًا لبرنامج تطوير شبكة السكك الحديدية التي تربط بين سلطنة عمان ودولة الإمارات، حيث قامت حفيت للقطارات سابقًا بالإعلان عن ترسية مجموعة من العقود الرئيسية تشمل عقود الأعمال المدنية، وعقد أعمال الأنظمة والإشارة والتحكم، وعقد توريد أسطول القاطرات، وعقد مقيّم السلامة المستقل، تماشيًا مع التقدم المستمر في تنفيذ مختلف مكونات المشروع.
وتُسهم هذه الاتفاقيات الاستراتيجية في تحقيق رؤية حفيت للقطارات لبناء شبكة سكك حديدية متكاملة في المنطقة، وتعزز التجارة عبر الحدود، وتدعم التنمية الاقتصادية من خلال الاستثمار في البنية الأساسية الحديثة والعربات المتطورة، مما يضع حفيت للقطارات الأساس لقطاع لوجستي أكثر كفاءة ومرونة في المنطقة.