لبنان ٢٤:
2024-11-22@02:33:53 GMT

عملة واحدة قد تنقذ لبنان.. ليست الدولار!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

عملة واحدة قد تنقذ لبنان.. ليست الدولار!

نشرت مجلّة "فوربس" الأميركية تقريراً قالت فيه إنّه يمكن تحقيق نهضة إقتصادية في لبنان من خلال عملة "بيتكوين" الرقميّة. وذكّرت المجلة بتقرير أصدره البنك الدولي في وقتٍ سابق وقال فيه إن أزمة لبنان هي من أشدّ الأزمات العالمية منذ منتصف القرن الـ19، معتبراً أن الواقع الذي تعيشه البلاد نشأن نتيحة لـ3 عقودٍ من السياسات المالية والنقدية غير الحكيمة، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض قيمة العملة بما يزيد على 95% من قيمتها قبل الأزمة.

ويقول التقرير الذي ترجمه "لبنان24" إنّ "العملة في حالة انهيار، والفساد يتفاقم، كما أنّ القطاع المصرفي في حالة اضطراب"، وأضاف: "الليرة اللبنانية شهدت انخفاضاً مدمراً في قيمتها، مما ترك المواطنين يعانون من تآكل مدخراتهم. اعتباراً من 17 تشرين الأول 2019، لم يتم إنقاذ حتى الودائع بالدولار الأميركي وتحولت إلى ما تم تسميته بـ"اللولار"، وهي عبارة صاغها خبير اقتصادي لبناني. وهذا يعني أنه من الناحية العملية، فإن وجود 100 دولار في البنك يعادل القدرة على استخدامه بمبلغ 10 دولارات فقط، مما يسلط الضوء على الانخفاض الصارخ في قيمة العملة والواقع المالي الذي يواجه البلاد". يلفت التقرير إلى أنه في المقابل، تُقدم عملة "البيتكوين" الرقمية بديلاً واضحاً بمبادئها الأساسية المتمثلة في الحراسة الذاتية، وتمكين الأفراد من الوصول إلى أموالهم من دون الحاجة إلى إذن خارجي.  بحسب "فوربس"، تعمل شفافية "بيتكوين" على تخفيف مخاطر السياسات التعسفية التي قد تؤدي إلى خفض قيمة العملة، كما تعمل آلية الإجماع الثابتة والموثوقة التي تتبناها تلك العملة، على ضمان وجود نظام مالي لامركزي وآمن، مما يزيل نقاط الضعف الناجمة عن نقطة فشل واحدة والتقليل بشكل كبير من احتمالات الاحتيال. ووسط الأزمة التي يمر بها لبنان على الصعيد المالي، يقول تقرير "فوربس" إن عملة "بيتكوين" تقدم حالة استخدام مثيرة للاهتمام.  التقرير الخاص بالمجلة الأميركية سلّط الضوء على المواطن جورج حداد الذي عاد إلى لبنان بعد الإنهيار المالي وأنشأ شركة "VaultKi". في تصريح له، يقول حداد إن "بيتكوين" هي الحل، وقال: "في اللحظة التي تبدأ فيها بفهم عملة البيتكوين، ترى مدى إفلاس الأموال. إن لبنان، بندوبه الاقتصادية العميقة، هو شهادة على هشاشة العملات الورقية". بحسب التقرير، فإن البيتكوين تعالج أيضاً التحدي المتمثل بتخزين النقود في المنازل، كما أنها تعتبر وسيلة للتحوط ضد التضخم المتفشي، الذي ابتلي به لبنان في السنوات الأخيرة بتقديرات مذهلة.  التقرير يكشف أيضاً أنّ تلك العملة توفر وسيلة للتحايل على ضوابط رأس المال غير المشروعة والقيود التي يفرضها القطاع المصرفي. وفي هذا السياق، يتم استخدام العملات المستقرة كإجراء مؤقت، مما يوفر سهولة الوصول إلى الدولار، وتكون بمثابة نقطة انطلاق وسط الأزمة. ويلفت التقرير إلى أنّ حالة لبنان جاهزة لتبني عملة البيتكوين، مدفوعة بالمغتربين وانعدام الثقة العام في السلطات المركزية، مشيراً إلى أن توافر موارد الطاقة الغنية وغير المستغلة إلى حد كبير في البلاد، تشكل أرضاً خصبة لتعدين البيتكوين، وأضاف: "يمكن لهذه الصناعة أن تحقق الاستقرار والثروة التي تشتد الحاجة إليها، وربما تساهم في حل مشكلة الكهرباء المستمرة منذ عقود". وختم: "في صراع لبنان، تعد عملة البيتكوين أكثر من مجرد أصل مالي؛ إنه رمز للتغيير، وشهادة على قوة الابتكار، وربما الخطوة الأولى للبلاد نحو مستقبل تكون فيه العملة مرنة مثل شعبها". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

جورج قرداحي.. الوزير الذي هزّ موقفه الحق علاقات لبنان بالخليج

 

التصريحات وتأثيرها

 رغم أن التصريحات جاءت قبل تسلمه حقيبة الإعلام، إلا أن قرداحي دافع عنها بشدة، مؤكدًا أنها تعبر عن موقف إنساني وشخصي ضد الحرب ومع دعوة للسلام. إلا أن السعودية اعتبرتها إساءة مباشرة لدورها في التحالف العربي في اليمن، وهددت بقطع العلاقات مع لبنان.

 

الضغوط والاستقالة

 وسط تصاعد الأزمة، تعرض قرداحي لضغوط داخلية وخارجية للاستقالة. ورغم تمسكه بموقفه الرافض للخضوع للضغوط في البداية، أعلن استقالته لاحقًا في ديسمبر 2021، مبررًا ذلك بمصلحة لبنان العليا ومحاولة لاحتواء الأزمة مع دول الخليج.

 

أبعاد الأزمة

 تجاوزت القضية حدود الخلاف الشخصي، لتصبح أزمة وطنية تعكس هشاشة العلاقات اللبنانية-الخليجية، في ظل تعقيدات السياسة اللبنانية وتعدد الولاءات. رأى البعض أن استقالة قرداحي كانت تنازلًا غير مبرر للضغوط الخارجية، بينما اعتبر آخرون أن تصريحاته أثرت سلبًا على علاقات لبنان الاقتصادية والسياسية مع دول الخليج، في وقت كان لبنان يعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق.

 

الدروس المستفادة

 أظهرت أزمة قرداحي هشاشة البنيان السياسي اللبناني وضعف دبلوماسيته في الخارج، بعدما كان السباق على المستويين العالمي والعربي في انشاء الامم المتحدة ولاحقا جامعة الدول العربية مشاركة بقوة في وضع الميثاق الاممي وميثاق العرب، وفي بلد مثل لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي، نتيجة امعان قادته في الفساد وارهاق البلد تحت عبء ديون هائلة وازمات اقتصادية خطيرة، كما أعادت فضيحة اقالة قرداحي تسليط الضوء على استقلالية القرار السياسي اللبناني، وضرورة الحفاظ على موازنة دقيقة في العلاقات الخارجية لتجنب الأزمات، على قاعدة المصلحة الوطنية العليا وعدم الارتهان للخارج ان كان شقيقا او صديقا.

 

ما بعد الاستقالة

 رغم استقالته، ظل قرداحي يتمسك بموقفه، مؤكداً أن تصريحاته عكست قناعاته الشخصية. لكن القضية تركت أثرًا دائمًا في حياته المهنية والسياسية، وفتحت نقاشًا واسعًا حول حدود حرية التعبير مقابل متطلبات المصلحة الوطنية.

قضية جورج قرداحي ستبقى درسًا في كيفية تداخل السياسة مع الإعلام، ومدى حساسية الملفات الإقليمية في تشكيل العلاقات الدولية، خاصة لدولة صغيرة تواجه تحديات داخلية وخارجية مثل لبنان.

 

مقالات مشابهة

  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
  • مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟
  • حدث أمنيّ صعب... ما الذي يحصل مع الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان؟
  • عملة البيتكوين تصل إلى رقم قياسي جديد وتتجاوز 94 ألف دولار
  • ما الذي دار بين ارسلان وجنبلاط؟
  • الدولار يهبط إلى أدنى مستوى في أسبوع
  • إعلام لبناني: مفاوضات اتفاق وقف النار تتقدم إيجابا ولقاءات هامة لحسم نقطة خلافية واحدة
  • انخفاض البيتكوين في التداولات العالمية
  • جورج قرداحي.. الوزير الذي هزّ موقفه الحق علاقات لبنان بالخليج